Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

عدم شعبية رئيس "العمال" البريطاني تهدد تقدم الحزب في الاستطلاعات

نجاح حزب العمال قد يكون نتيجة لعدم كفاءة حزب المحافظين أكثر من براعة الحزب السياسية

على رغم تقدم حزبه في استطلاعات الرأي، لم ينجح ستارمر في جذب الناخبين لصالحه (غيتي)

ملخص

قد يكون حزب العمال البريطاني متقدماً في الاستطلاعات لكن إلى أي مدى يعود هذا لكفاءة العمال وليس لتعثرات المحافظين

بدأ حزب العمال مؤتمره في نهاية الأسبوع (الثامن من أكتوبر/تشرين الأول) في ليفربول ولديه كثير ليحتفل به. وسطياً، أظهرت استطلاعات الرأي تقدم الحزب بـ17 نقطة على المحافظين، وهو رقم لم يتغير كثيراً منذ أن أصبح سوناك رئيساً للوزراء قبل عام، وهي نسبة تفوق صريحة للفوز بأغلبية تامة في مجلس العموم. وفي الوقت نفسه، فإن المكاسب المذهلة المحققة في دائرة روثرغلين يوم الخميس تعد بإنهاء هيمنة الحزب القومي الأسكتلندي على تمثيل اسكتلندا في وستمنستر [البرلمان البريطاني]، وبالتالي زيادة فرص العمال في تأمين أغلبية مجلس العموم.

ومن غير المفاجئ أن يرغب حزب العمال في نسب الفضل في تحقيق ما هو عليه الآن إلى نفسه. ويقول الحزب إن الناخبين الذين فقدوا الثقة في الحزب في فترة معينة عادوا لدعمه لأن [زعيم حزب العمال] السير كير ستارمر نحا بحزبه نحو الوسط، وأبعده عن توجهات سلفه اليساري، جيريمي كوربين. في الوقت نفسه، ساعد الصمت النسبي للحزب حول عملية "بريكست" في إعادة الصلة مع مؤيدي خروج بريطانيا من الكتلة بين الناخبين التقليديين للعمال.

إلا أن هناك تفسيراً بديلاً يقول إن الحزب هو المستفيد المحظوظ في المقام الأول من أخطاء خصومه. فقد دفع الناخبون نحو حزب العمال بسبب إخفاقات المحافظين بدلاً من دفعهم نحوه بسبب الحماسة الإيجابية لعرض الحزب نفسه. بعد كل شيء، تقدم حزب العمال فقط على المحافظين للمرة الأولى في هذا البرلمان بعد الكشف عن فضيحة "بارتي غيت" [إقامة حفلات في "داوننغ ستريت" إثناء إغلاق كوفيد]، وسلك الطريق نحو الفوز بـأغلبية مجلس العموم فقط بعد القرارات المالية التي اتخذتها ليز تراس.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

غير السير كير صورة حزب العمال. وقبيل أن يصبح زعيماً، قال ما يصل إلى 41 في المئة لاستطلاع "يوغوف" YouGov إنهم يعتقدون أن حزب العمال كان "متطرفاً"، في حين قال 25 في المئة فقط إنه كان "معتدلاً". أما الآن يشعر 17 في المئة فقط أن الحزب متطرف، في حين يعتقد 43 في المئة أنه معتدل. وهذا الاتجاه العام كان تدريجاً على مدار ولاية هذا البرلمان، وليس واضحاً إن كان بسبب مشكلات المحافظين. وربما ساعد ذلك حزب العمال في أن يظهر كبديل مقبول لحكومة حالية فاشلة على ما يبدو.

ومع ذلك، فإن الأدلة على أن الحزب يجذب الناخبين بشكل إيجابي ضئيلة بشكل مدهش. بادئ ذي بدء، ليس من الواضح لعديد من الناخبين ما يحمله حزب العمال والسير كير. وفقاً لشركة أيبسوس العالمية، فإن 50 في المئة لا يعرفون ما موقف زعيم حزب العمال – أكثر بكثير من 33 في المئة الذين كانوا في الموقف ذاته تجاه [زعيم العمال السابق] إد ميليباند قبل وقت قصير من الانتخابات العامة لعام 2015. وحتى بين أولئك الذين يدعمون حزب العمال حالياً، فإن ما يصل إلى واحد من كل ثلاثة يشاطرون هذا الرأي.

وفي الوقت نفسه، وجد استطلاع رأي أجرته "يوغوف" هذا الأسبوع أن أقل من واحد من كل أربعة (22 في المئة) من جميع الناخبين يشعرون أن زعيم حزب العمال لديه خطة واضحة للبلاد، في حين أن أقل من نصف مؤيدي حزب العمال (47 في المئة) يشعرون أنه يفعل ذلك. وبالمثل في وقت سابق من هذا العام، أفادت مؤسسة "أومنيسيس" Omnisis للأبحاث والاستطلاعات بأنه في معظم الأحيان يشعر نصف أولئك الذين سيصوتون الآن لحزب العمال أنهم يعرفون رأي حزب العمال في أية قضية معينة.

هناك أيضاً علامات استفهام حول كفاءة حزب العمال. وفقاً لـ"يوغوف"، يشعر 26 في المئة فقط أن حزب العمال "كفء"، وهي نسبة لم تتغير تقريباً عما كانت عليه في [استطلاع] الأشهر الأولى من قيادة السير كير. وفي أحدث استطلاع رأي، قال 34 في المئة لإيبسوس إن حزب العمال "جدير بالحكم" وهو رقم يقل عن 40 في المئة ممن كان لهم الرأي ذاته قبل أن يخسر حزب العمال انتخابات عام 2015. وأفاد الاستطلاع نفسه أيضاً بأن 38 في المئة يعتقدون أن حزب العمال مستعد لتشكيل الحكومة المقبلة – أي أقل بكثير من 55 في المئة ممن أيدوا هذا الرأي عام 1997 [حين فاز العمال].

صحيح أن بيانات "يوغوف" تظهر أن النسبة التي تعتقد أن حزب العمال جاهز للحكم ارتفعت من 18 في المئة قبل عامين إلى 33 في المئة الآن. ومع ذلك، حدث كثير من هذا التحسن في أعقاب [كارثة] موازنة تراس المصغرة مباشرة - مما يشير إلى أن الناخبين خلصوا ببساطة إلى أن حزب العمال لا يمكن أن يقوم بعمل أسوأ من المحافظين.

ومع ذلك، على رغم تقدم حزب العمال الكبير في استطلاع الرأي، لم ينجح السير كير بشكل ملحوظ في حشد تأييد الناخبين له. وفقاً لأحدث استطلاع رأي أجرته شركة إبسوس، يتمتع كير حالياً بصاف تأييد سلبي يبلغ 14 نقطة مئوية [أي يقل مؤيدوه عن غير المؤيدين له بـ14 نقطة]. بعد ارتفاع التأييد في أعقاب رئاسة تراس، انخفض بشكل ملحوظ خلال هذا العام. وحتى بين مؤيدي حزب العمال الحاليين، فإن ما يصل إلى 30 في المئة غير راضين عن أداء السير كير. على النقيض من ذلك، بعد عام من الانتخابات العامة لعام 1997، كان توني بلير يتمتع بتأييد إيجابي بـ19، في حين كان التأييد لديفيد كاميرون أيضاً إيجاباً بـ16 قبل عام من انتخابات 2010.

في الوقت نفسه، ليس من الواضح على الإطلاق أن حزب العمال نجح بشكل خاص في إعادة التواصل مع ناخبي الطبقة العاملة. وبنسبة 48 في المئة، فإن الدعم للحزب بين أولئك الذين يعملون في وظائف تتطلب مهارات متوسطة أو لا تتطلبها أبداً في استطلاعات إبسوس، يختلف قليلاً عن الدعم بنسبة 46 في المئة بين أولئك الذين يشغلون وظائف مهنية وإدارية. وببساطة، ارتفعت مستويات دعم الحزب عبر الطيف الاجتماعي.

بالخلاصة فإن عدم الوضوح ووجود استفهامات حول الكفاءة وقائد لا يحظى بشعبية نسبياً. ربما لن يكون أي من هذا مهماً، نظراً إلى التقدير المتدني الذي حصل عليه المحافظون. ولكن إذا أثبت السيد سوناك قدرته على تحسين حكومته، فقد يجد حزب العمال فجأة أن تقدمه الكبير الذي يبدو منيعاً هو في الواقع هش إلى حد ما.

 

جون كورتيس أستاذ متخصص في مجال العلوم السياسية في جامعة ستراثكلايد، وزميل باحث بارز في كل من "المركز الوطني للبحوث الاجتماعية" والمؤسسة البحثية "المملكة المتحدة في أوروبا المتغيرة". وهو أيضاً مضيف مشارك في بودكاست "تريندي"

© The Independent

المزيد من تحلیل