Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

غابات الأمازون تحترق... ماكرون يتهم الرئيس البرازيلي بـ"الكذب"

ستستغل دول أوروبية قمة مجموعة السبع للدعوة من أجل تجديد التركيز على حماية الطبيعة

تستعر النيران في غابات الأمازون المطيرة الأكبر عالميّاً. وفيما تُغطي السحب البرازيل وتحوّل الحرائقُ نهارَ أجزاءٍ منها ليلاً، ارتفعت حرارة القلق العالمي وسخن السجال السياسي في البرازيل.

وفي ظل صعوبة إجراء تقييمات، أشار المعهد الوطني البرازيلي لأبحاث الفضاء إلى استعار نيران جديدة، بعدد يقارب 2,500 حريق، وذلك في غضون 48 ساعة فقط.

ووفق المعهد، سجّل 75,336 حريقاً في الغابات منذ يناير (كانون الثاني) حتى 21 اغسطس (آب)، بزيادة 84% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي. ويقول ائتلاف لمنظمات غير حكومية إنّ 54% من هذه الحرائق وقعت في غابات الأمازون.

ماكرون: بولسونارو كذب

أعلنت الرئاسة الفرنسية، الجمعة، أنّ الرئيس إيمانويل ماكرون يعتقد أن نظيره البرازيلي جاير بولسونارو "كذب" بشأن موقف بلاده من التغير المناخي، ما من شأنه جعل فرنسا تمانع في هذه الظروف اتفاق التجارة بين الاتحاد الأوروبي ودول أميركا الجنوبية.

وقالت الاليزيه "في ضوء موقف البرازيل في الأسابيع الأخيرة، فليس بمقدور رئيس الجمهورية إلا أن يعتبر أنّ الرئيس بولسونارو كذب عليه خلال قمة (مجموعة العشرين الأخيرة) في أوساكا".

وأضافت أنّ "الرئيس بولسونارو قرر عدم احترام التزاماته المناخية"، مشيرة إلى أنّه "في هذه الظروف، فإنّ فرنسا تعارض اتفاق مركوسور بصيغته الحالية".

من جهته، قال مكتب رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، الجمعة، إن بريطانيا تشعر بقلق شديد بشأن حرائق غابات الأمازون وإن جونسون سيستغل قمة مجموعة السبع للدعوة من أجل تجديد التركيز على حماية الطبيعة.

 

 

"أزمة دولية"

وتعالت، الخميس 22 أغسطس، الدعوات الدولية إلى التحرك لحماية الغابات. فأعرب الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش عبر موقع "تويتر" عن "القلق العميق".

وغرّد "في خضم أزمة بيئية عالمية، لا يمكننا تحمّل أن يلحق ضرر أكبر بمصدر رئيسي للأوكسيجين والتنوّع البيئي"، وطالب بـ"حماية" غابات الأمازون.

وبعد وقت قليل من تغريدة غوتيريش، أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أنّ الحرائق في الأمازون تمثّل "أزمة دولية". ودعا إلى مناقشة "هذه المسألة الملحة" بين أعضاء مجموعة السبع خلال القمة في بياريتس في نهاية هذا الأسبوع.

وغرّد الرئيس الفرنسي عبر "تويتر"، "بيتنا يحترق. حرفياً. الأمازون، رئة قارتنا ومصدر 20% من الأوكسيجين، تحترق. هذه أزمة دولية. أعضاء مجموعة السبع، موعدنا بعد يومين للحديث بشأن هذه المسألة الملحة".

وكان وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان أعلن في بيان أنّ "فرنسا قلقة للغاية إزاء عدد الحرائق (...) التي تضرب الغابة الأمازونية منذ أسابيع". وأشار إلى "تداعيات خطيرة على المجتمعات المحلية والتنوّع البيئي".

في المقابل، اعتبر الرئيس البرازيلي جاير بولسونارو أن نظيره الفرنسي يملك "عقلية استعمارية" لحضه قمة مجموعة السبع التي تنعقد في فرنسا على تناول قضية حرائق غابات الأمازون.

وكتب بولسونارو على تويتر "اقتراح الرئيس الفرنسي أن تتم مناقشة قضية الأمازون خلال قمة مجموعة السبع بدون مشاركة دول المنطقة تستحضر عقلية استعمارية لا مكان لها في القرن الحادي والعشرين".

أضاف بولسونارو أن ماكرون يستغل مشكلة محلية بالنسبة للبرازيل ودول إقليمية أخرى من أجل تحقيق مكاسب سياسية شخصية، واصفاً لهجة ماكرون بأنها تستخدم "أسلوب الإثارة".

وأشار بولسونارو إلى أن تغريدة ماكرون أرفقت بصورة لحريق في منطقة الأمازون تعود إلى 16 عاماً على الأقل، واستخدمها كثيرون في منشورات على وسائل التواصل الاجتماعي حول الحرائق في الأيام الماضية.

وفي تصريحات لاحقة انتقد بولسونارو اتفاق باريس للتغير المناخي، قائلاً إنه لو كان جيداً لما انسحبت منه الولايات المتحدة. إلا أنه عاد ليقول إن البرازيل ستبقى ملتزمة بالاتفاق.

وكان ماكرون قد حذر في يونيو حزيران من أنه لن يوقع على معاهدة التجارة بين الاتحاد الأوروبي وتكتل ميركسور إذا انسحب بولسونارو من اتفاق باريس.

 

 

اتهام و"انعدام مسؤولية"

برازيليّاً، استمر السجال إذا ما كان بولسونارو اتهم منظمات غير حكومية بالمسؤولية عن اشتعال النيران للإضرار بمصالح بلاده.

وانتقد ائتلاف يضم 118 منظمة غير حكومية، في مقال مشترك، "انعدام المسؤولية" لدى الرئيس البرازيلي.

وبعدما قال بولسونارو إن المنظمات الأهلية ربما كانت وراء حرائق غابات الأمازون للإضرار بصورة حكومته بعدما قرر تخفيض تمويلها، أعلن أنّ الصحافة حرّفت تصريحاته بخصوص الحرائق. وأضاف "لم أتهم المنظمات غير الحكومية في أي لحظة بحرائق الأمازون. لا يصدق ما هو مكتوب في الصحف".

تابع أمام صحافيين في برازيليا إنّه بالإمكان توجيه اتهامات واسعة تشمل المجتمعات المحلية والسكان وكبار مالكي الأراضي، "ولكن الشبهات الكبرى تقع على المنظمات غير الحكومية".

ومن المبررات التي عرضها بولسونارو لتسبب منظمات غير حكومية بالحرائق "لفت الانتباه" إلى تعليق برازيليا مساعدات رامية للحفاظ على "رئة العالم".

وقال "ثمة احتمال لا أستطيع تأكيده بأن يكون ذلك مرده إلى خطوات إجرامية من هؤلاء الناشطين في المنظمات غير الحكومية بهدف التجييش ضدي وضد الحكومة البرازيلية. هذه الحرب التي نواجهها".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ولم يقدم بولسونارو دليلاً يؤكد هذا، لكنه قال "كل شيء يشير" إلى أن المنظمات الأهلية تذهب إلى الأمازون "لإضرام النار". وعند سؤاله عن الدليل أجاب أن ليس لديه "خطة مكتوبة... لا يتم التنفيذ بهذا الشكل".

وفيما قال إنّ "الرهاب البيئي يمنعنا من العمل"، أشار إلى أن منظمات غير الحكومية "تعاني نقصاً في الموارد المالية". وذكّر بأن حكومته خفضت تمويلها وهو ما قد يكون الدافع لإحراق الغابات كي تلحق الضرر بحكومته.

 

 

ومن المتوقع أن تثير تصريحات بولسونارو غضب منتقديه الذين يزداد قلقهم إزاء توجهات إدارته حيال غابات الأمازون المطيرة، أحد أهم حوائط الصد في العالم أمام تغير المناخ. ويقع أكثر من نصف الأمازون داخل حدود البرازيل.

وطالما شكك بولسونارو في المخاوف البيئية. وقال لدول أخرى أبدت قلقاً من تآكل الغابات منذ توليه السلطة إن عليها أن تهتم بشؤونها.

وقال بولسونارو إن إدارته تعمل على السيطرة على حرائق في غابات الأمازون سجلت مستوى قياسياً هذا العام.

"حال الطوارئ"

وأعلنت البيرو "حال الطوارئ". وقالت الإدارة الوطنية للمحميات "أكثر من 200 من حراس الغابات (...) يراقبون دقيقة بدقيقة وضع الحرائق في غابات البرازيل وبوليفيا".

وكانت بوليفيا والباراغواي تعرّضتا لحرائق في غابات، ولكنّها غير مرتبطة بحرائق الأمازون.

اقرأ المزيد

المزيد من دوليات