Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الحصار الكامل على غزة عمل وحشي والأهم أن ما يليه غامض

نتنياهو يتعرض إلى ضغوط من الصقور لتدمير حركة حماس لكن ثمة رؤوساً أخرى أكثر حكمة

كرة نار ضخمة تندلع من قصف إسرائيلي على قطاع غزة (أ ف ب)

ملخص

تبنى نتنياهو فرض الحصار الكامل على قطاع غزة مع قطع الماء والكهرباء والطعام لكنه أمر قد يفتح الصراع الدائر بين إسرائيل و"حماس" على آفاق قاتمة

لا يمكن للحصار الكامل الذي تفرضه إسرائيل على غزة، مع قطع الأغذية والكهرباء والمياه، إلا أن يكون تدبيراً قصير الأجل بسبب المعاناة الإنسانية المطلقة التي سيلحقها ذلك بسكان القطاع.

وتدرك منظمات الإغاثة والدبلوماسيون ومسؤولو الأمن الإسرائيليون أن إجراءات عقابية قاسية كهذه قد لا تستمر فترة طويلة من دون إنزال خسائر فادحة، حتى بمعايير الحروب في غزة.

يحدث الحصار في وقت تشهد فيه غزة غارات قصف شرسة من الجو. وتفيد وزارة الصحة في القطاع بأن نحو 680 شخصاً قتلوا وأصيب 3700 آخرون بضربات المقاتلات والصواريخ الإسرائيلية منذ السبت الماضي. ويخشى أن يؤدي الضغط المشترك للقصف والحصار إلى انهيار كارثي للبنية التحتية.

كذلك يسر مسؤولون أمنيون إسرائيليون أن الحصار يهدف إلى كسب الوقت في حين يتخذ الخيار العسكري الصحيح بعد تعبئة 300 ألف جندي احتياطي في أكبر استدعاء لهؤلاء في تاريخ البلاد.

لكن يعتقد أن هناك نقاشاً حول ما ينبغي أن يجمع عليه الرأي.

في وقت تعاني فيه البلاد من هجوم "حماس" الذي أدى إلى قتل مئات المدنيين أو خطفهم، يدعو الصقور في حكومة بنيامين نتنياهو إلى حرب شاملة وتدمير "حماس".

وفي المقابل، يروج أن كبار الشخصيات في أجهزة الدفاع والأمن والاستخبارات يأملون في أن تسود رؤوس أقل حماوة كي تتبلور خطة عسكرية ودبلوماسية متماسكة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ووفق أحد المسؤولين، "يدور بعض الحديث الجامح عن إعادة احتلال غزة وتدمير إدارة حماس هناك بالكامل. هل ستكون هناك حقاً رغبة في احتلال يكتمل بعد ستة أشهر؟ أم نضع أبو مازن [رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية] على دبابة إسرائيلية ونجعله رئيساً للحكومة هناك؟ كيف سيسير الأمر في غزة؟ هناك حاجة حقاً إلى تفكير في الأجل البعيد".

لطالما تنافست "حماس" و"فتح" التي يتزعمها محمود عباس على القيادة الفلسطينية، في نزاع شارك فيه الرصاص، وكذلك صناديق الاقتراع، إذ قتل أكثر من 600 شخص في قتال ضروس. ويشار إلى أن "حماس" تسيطر على غزة منذ عام 2007.

كذلك قد يسمح التأخر في شن عملية عسكرية بإجراء مفاوضات في شأن 130 رهينة إسرائيلية نقلوا إلى غزة. وبدأت قطر التي تملك نفوذاً على "حماس"، في إجراء محادثات مع إسرائيل و"حماس"، تتعلق بمصير المعتقلين.

وأشار مسؤولون أمنيون إسرائيليون إلى أن أحد الاتفاقات السريعة نسبياً المحتملة قد يشمل نساء وأطفالاً من بين الرهائن تجري مبادلتهم بنساء وأطفال فلسطينيين محتجزين في السجون الإسرائيلية. وأكدت وزارة الخارجية القطرية أن المحادثات جارية و"مشجعة" حتى الآن.

وكذلك يردد مسؤولون إسرائيليون أنهم لا يتوقعون إطلاق سراح عديد من الرهائن الذكور في الوقت الحالي. وبحسب أحد المسؤولين، "تعرف حماس من التجربة السابقة أننا مستعدون لدفع ثمن باهظ لاستعادة أناسنا. وتعلم أيضاً أنها لن تحصل على فرصة أخرى لخطف هذا العدد الكبير من الأشخاص مرة أخرى في المستقبل المنظور".

تعاير قوات الأمن الإسرائيلية حجم التحديات الأخرى التي قد تواجهها إذا حدث تحرك بري. تعهدت ميليشيات "حزب الله" اللبنانية شن هجوم إذا تعرضت غزة إلى غزو.

في ذلك الصدد، ترسل تعزيزات إلى الحدود اللبنانية. وينفي الإسرائيليون وجود علامة على هجوم وشيك واسع النطاق من قبل "حزب الله"، لكنهم أفادوا بأن رجلين مسلحين قتلا بعدما عبرت مجموعة الحدود، الإثنين الماضي، بالقرب من بلدتي علماً الشعب والضهيرة. وأصيب جنديان إسرائيليان بجروح في تبادل إطلاق النار.

في سياق مماثل، يظهر خطر اتخاذ إجراءات في الضفة الغربية حيث شاركت جماعات فلسطينية متشددة على غرار "لواء جنين" و"عرين الأسود" بالفعل في أعداد متزايدة من الاشتباكات المسلحة مع قوات الأمن الإسرائيلية. وقد عززت القوى الأمنية في مدينتي جنين ونابلس.

ووفق مسؤول أمني إسرائيلي، "لدينا خطط طوارئ لهذا كله، لكن التهديدات حقيقية مما يزيد أهمية أن نجري عملية غزة في إطارنا الزمني، وحينما تكون الظروف مثالية بالنسبة إلينا، بدلاً من التسرع فيها".

© The Independent

المزيد من تحلیل