ملخص
تبلغ مساحة محمية الإمام فيصل بن تركي الملكية 30 ضعفاً لمساحة 25 دولة من هذه الدول مجتمعة..
تواصل السعودية جهودها في الحفاظ على التنوع البيئي والإحيائي بعد صدور أمر سام أمس الأحد، بإنشاء "ثامن المحميات الملكية" التي تفوق مساحتها 25 دولة حول العالم.
وتمتد المحمية التي أطلق عليها "محمية الإمام فيصل بن تركي الملكية" على ثلاث مناطق إدارية، وهي عسير وجازان ومكة المكرمة، وصولاً إلى داخل المياه الإقليمية للمملكة في البحر الأحمر.
وتهدف إلى استدامة النظم البيئية وتحسين إنتاجية النباتات، وحماية الأنواع المهددة بالانقراض.
وحسبما أوردت وكالة الأنباء السعودية "واس" ستكون هذه المحمية تحت إشراف مجلس المحميات الملكية، الذي يرأسه الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء.
يقول ولي العهد السعودي، إن محمية الإمام فيصل بن تركي الملكية، تأتي ضمن عدد من المحميات الملكية التي قامت بلاده بتطويرها، "لتكون رافداً من روافد التنمية الوطنية على الأصعدة كافة، بما يسهم في تقديم الحلول لعديد من التحديات البيئية التي يعيشها العالم أجمع وتعظيم الفرص المتاحة في الحفاظ على المقدرات والثروات والمواقع الطبيعية التي تمتاز بها أراضي المملكة".
ويضيف أن من أهدافها "دعم البحوث العلمية في مختلف المجالات وتعزيز القطاع السياحي والترفيهي وحماية الموارد الطبيعية واستدامتها وتحقيق التوازن البيئي".
وتمتد المساحة الإجمالية للمحمية إلى أكثر من 30 ألف كلم مربع، مما يجعلها تحوي البحر والساحل والقمم والسهول والصحراء والأودية، علاوة على ما تزخر به من ثروة حيوانية وسمكية ونباتية، وتميزها الثقافي في مجالات الفنون والعمارة، وأصالة هويتها من خلال الفولكلورات الشعبية، التي تجسد الهوية السكانية لكل منطقة.
أضعاف مساحة هذه الدول
وتبلغ مساحة محمية الإمام فيصل بن تركي الملكية 30 ضعفاً لمساحة هذه الدول مجتمعة ، "الفاتيكان وموناكو وناورو وسان مارينو وليختنشتاين وجزر مارشال وسانت كيتس والمالديف و مالطا وغرينادا و سانت فينسنت وباربادوس وأنتيغوا وباربودا وسيشل وبالاو وأندورا وسانت لوسيا وسنغافورة والبحرين وولايات ميكرونيسيا وكيريباتي كيريباس وتونغا ودومينيكا وتوركمن ايلي".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وستكون المحمية الجديدة ثالث أكبر المحميات التي تحتضنها السعودية، وكذلك ضمن أكثر المحميات التي تمتاز "بتنوعها الطبوغرافي والجيوغرافي، مما يضفي تميزاً بيئياً فريداً وساحراً".
ومن الأهداف أيضاً، "ضمان التوازن المائي والتنوع البيولوجي، والتصدي لظاهرة التصحر واستدامة الحياة البرية".
ووفق بيان "واس"، "ستسهم المحمية في رفع نسبة المحميات الملكية في المملكة من 13.5 في المئة إلى 14.9 في المئة للإسهام في تحقيق مستهدفات مبادرة السعودية الخضراء في حماية 30 في المئة من المناطق البرية والبحرية بحلول عام 2030".
100 قرية تراثية
وما هو لافت أن المحمية الجديدة تضم مناطق متنوعة بتراثها، "لتعزيز التراث وإحياء التاريخ، الذي يجسد عراقة المناطق التي تشملها المحمية، إذ تحوي أكثر من 100 قرية تراثية تعكس الإرث والعمق الحضاري لكل منطقة".
وستسهم المحمية الجديدة مثل سابقاتها، في تحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة وإشراك المجتمعات المحلية ودعمها من خلال إيجاد الفرص الوظيفية وتعزيز العمل التطوعي وتوفير تجارب سياحية بيئية استثنائية.
وحول هذا قال الأمير محمد بن سلمان إن "التنوع البيولوجي الذي تحظى به المحمية سيسهم في دعم جميع أشكال الحياة داخلها، في جوانب صحة الإنسان والهواء النقي والتخفيف من وطأة تغير المناخ ومقاومة الأمراض الطبيعية، مما سيعزز تطوير مجتمعات يكون الإنسان محورها الرئيس وعنصر تنميتها للحفاظ على الهوية البيئية والثقافية الأصيلة"، مضيفاً "عازمون على تنمية مواردنا الطبيعية والارتقاء بجودة الحياة داخل الأراضي السعودية وتنمية البنية التحتية وتعزيز استدامة الموارد الاقتصادية غير النفطية وإتاحة مزيد من فرص العمل والاستثمار في المملكة".
وتأتي محمية الإمام فيصل بن تركي الملكية كأكبر محمية تمتاز بغطائها النباتي المتنوع، ليصل إجمالي مساحات المحميات الملكية في المملكة إلى نحو 300 ألف كلم.
تضاف المحمية الجديدة، ضمن المحميات الملكية الأخرى، وهي محمية الإمام عبدالعزيز بن محمد الملكية، ومحمية الإمام سعود بن عبدالعزيز الملكية، ومحمية الإمام تركي بن عبدالله الملكية، ومحمية الملك عبدالعزيز الملكية، ومحمية الملك سلمان بن عبد العزيز الملكية، ومحمية الأمير محمد بن سلمان الملكية، ومحمية الملك خالد الملكية.
أكبر بحر رملي متواصل على سطح الأرض
وفي سبتمبر (أيلول) الماضي، أعلنت "اليونسكو" عن تصنيف محمية "عرق بني معارض" السعودية على قائمة التراث العالمي، وهي المحمية التي تقع على طول الحافة الغربية للربع الخالي على مساحة تزيد على 12750 كيلومتراً مربعاً، وتشكل الصحراء الرملية المتصلة الوحيدة في آسيا الاستوائية، و"أكبر بحر رملي متواصل على سطح الأرض".
وتضم الصحراء الكبرى، أكثر من 120 نوعاً من النباتات البرية الأصيلة، وحينها اعتبر وزير الثقافة السعودي الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان أن الخطوة تأتي "امتداداً لجهود المملكة في حماية أنظمتها البيئية الطبيعة"، وأضاف أن تصنيفها "يعكس ما تتميز به من غنىً تراثي وتنوع طبيعي"، إلى جانب الالتزام بحماية التراث الطبيعي وتنميته بصورة مستدامة".
