بتهمة حيازة مخدرات وفي أثناء عودته من هولندا، أُلقى القبضُ على المخرج الشهير خالد مرعي مخرج فيلم "خيال مآتة" للنجم أحمد حلمي بمطار القاهرة.
مخدرات وأشياء أخرى
تفاصيل عملية القبض تعود إلى أن سلطات التفتيش بمطار القاهرة اكتشفت حيازة مرعي عدداً من المواد المخدرة في أثناء إنهاء إجراءات تفتيش الركاب القادمين من هولندا، وبالتحديد أمستردام على رحلة مصر للطيران، وبعد الاشتباه به فُتشت الحقائب بدقة، وعُثِرَ على كيس شفاف به قطعة من مخدر الحشيش في حقيبة يد صغيرة، وبعد فحص المادة الموجودة بالكيس اتضح أنها مخدر حشيش، وبناء على ذلك أمر المسؤولون بتفتيش جميع حقائب المخرج.
وتعليقاً على الأمر، قال مطار القاهرة، في بيان، "السلطات اكتشفت وجود مخدرات أخرى عبارة عن علبة بلاستيك بداخلها قطعة من فطر المشروم المخدر، وعبوتين من أوراق البفرة، ومطحنة مخدرات داخل جيوب وأحذية المخرج وبالحقائب".
وأضاف، "اكتشفنا وجود 5 أكياس أخرى من الحشيش، و3 أكياس من مخدر الماريجوانا، وكارتين بهما 10 بذور من المخدر نفسه، والكتالوج الخاص بزراعتهم".
سلطات المطار حررت محضر ضبط جمركي ضد خالد مرعي، وأحال مدير عام الجمارك المخرج إلى النيابة المختصة لمباشرة التحقيقات.
وبعد التحقيقات أمرت نيابة حوادث شرق القاهرة الكلية بحبس المخرج المصري 4 أيام على ذمة التحقيق، وقرر قاضي المعارضات تجديد حبسه مدة 15 يوماً على ذمة التحقيقات.
النيابة من جانبها طالبت بإرسال المواد المخدرة المُحرَّزة إلى المعمل الجنائي لفحصها وإعداد تقرير بها للتأكد من أنها مواد مخدرة، كما طلبت من المباحث عمل تحريات حول الواقعة.
لا صحة للأخبار
الدكتور كمال أنس المحامي الخاص بخالد مرعي قال، في تصريحات خاصة لـ"اندبندنت عربية"، "المحكمة قررت التجديد لموكله 15 يوماً على ذمة القضية، في حين لا يوجد أي دليل على أن المواد المضبوطة مخالفة أو مخدرة حتى الآن. فهذا لم يثبته المعمل الجنائي ولا الطب الشرعي، لذا كان يجب إخلاء سبيله لحين ثبوت أن هذه المواد مخدرة أو غير ذلك".
وأضاف المحامي، "تفتيش موكله في المطار اتخذ شكلاً غير طبيعي، إذ فتشوه بمجرد معرفة اسمه ومهنته، وهذا شيء غير مفهوم".
وتابع، "ما ضبط مع مرعي مجرد لفافة صغيرة بها نبات غير معروف، وليس معنى ذلك أنه مخدر، ولا صحة للأخبار المنتشرة التي تشيع أنه ضُبِطَت نوعيات مختلفة من المخدرات وبذور ماريجوانا وكتالوج للزراعة ومطحنة مخدرات".
وأكد محامي المتهم، أن "خالد مرعي بريء، وليس له أي علاقة بالمواد المضبوطة. والمنطق يقول إنه لا يمكن حتى في حالة رغبته أو حمله مخدرات أن يجتاز التفتيش الدقيق في مطار أمستردام". موضحاً "التفتيش في أوروبا وهولندا تحديداً على أعلى مستوى وبأقصى دقة يمكن تخيلها، لذلك من المستحيل تهريب المواد المزعومة من هولندا أصلاً، رغم أن تعاطي المخدرات هناك قانوني، لكن حملها وتهريبها مستحيل ومحرم قانونياً".
بين الإعدام أو المؤبد
وحول الموقف القانوني يقول المحامي بالنقض شعبان سعيد "إن القانون يحكم في واقعة الجلب بالإعدام". مستدركاً "يجوز تخفيف العقوبة من الإعدام إلى المؤبد 25 سنة أو 15 سنة، وإذا تشككت المحكمة في صحة إسناد الواقعة إلى المتهم أو تلفيقها أو بطلان الإجراءات فلها أن تصدر حكمها بالبراءة".
ويرى شعبان أن موقف المخرج خالد مرعي "صعب وحرج جداً، لأنه ضُبِطَ في دائرة جمركية من حقها التفتيش الرسمي، وهي مطار القاهرة الدولي، لهذا فالاتهام قوي وواضح، خصوصاً إذا اعترف المتهم، بينما إذا كان الضبط حدث في دائرة ليس من حقها التفتيش كان يمكن إيجاد ثغرة قانونية لإبطال الضبط".
وأضاف، "ما يجعل الموقف الخاص بالمخرج صعباً هو اكتشاف وجود مخدرات بجيبه الخاص وضمها إلى المواد المضبوطة، وإذا كان يمكن القول إن الحقائب حدث بها تلاعب، لأنها لم تكن بصحبة المتهم أو تركها أوقاتاً طويلة، وبالتالي دُسَّت المواد المخدرة إليه بأي وسيلة، ويمكن أن يثبت ذلك إذا أحضر شهوداً تقول إنه تشاجر مع شخص أو فقد حقائبه في مكان. لكن ضبط مخدرات بالجيب وضع الأمور في خانة شديدة الحرج".
ثغرة البراءة
واختتم شعبان "الحالة الوحيدة التي ربما يخرج بعدها خالد مرعي من هذه القضية هي إثبات أن الموضوع ملفقٌ بالكامل، والإتيان بأدلة قوية جداً سواء بالنسبة إلى مضبوطات الحقائب، أو إلى الجيب وما ضبط فيه"، موضحاً "إذ ادَّعى المتهم تلفيق المخدرات إليه بالجيب تقوم النيابة بقصه وإرساله إلى المعمل الجنائي للكشف عن وجود أثر دقيق للمخدرات في الجيب من عدمه".
وبعيداً عن الآراء القانونية وقريباً من الأوساط الجماهيرية تضاربت ردود الأفعال بعد خبر القبض على خالد مرعي، إذ اندهش الكثيرون من فكرة حيازته كل هذا الكم من المخدرات وعدم خوفه من تمريرها عبر مطار القاهرة، كما دافع البعض عن مرعي، مؤكدين أنه "ليس من المنطقي أن يتورّط في هذه القضية، ولا يمكن أن يحمل كل هذا القدر من المخدرات".
يذكر أن مرعي بدأ حياته العملية مونتيراً مدة عشر سنوات، شارك خلالها في أفلام بارزة مثل (جنة الشياطين، وسهر الليالي، وتيتو، وبحب السيما، والسلم والثعبان، وجعلتني مجرماً ومحامي خلع وأيام السادات)، ثم اتجه إلى الإخراج عام 2007، وأخرج وقتها فيلم (تيمور وشفيقة) لأحمد السقا ومنى زكي، وكان أول أعماله، وبعد هذا الفيلم قدَّم مع الفنان أحمد حلمي خمسة أفلام هي: (آسف على الإزعاج، بلبل حيران، عسل أسود، لف ودوران)، وأخيراً فيلم (خيال مآته).
وحقق المخرج المصري نجاحاً كبيراً في الدراما أيضاً، إذ تعاون مع كبار النجوم مثل الفنانة يسرا في مسلسل (شربات لوز)، ثم مع منة شلبي ورانيا يوسف وآسر ياسين وغادة عادل وآخرين، وقدم مسلسلات مهمة مثل (نيران صديقة، والسبع وصايا)، وكان آخر مسلسلاته (العهد).