Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

اجتماع "تاريخي" لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في كييف

أوكرانيا ترحب وممثلو أربع دول يتغيبون لظروف مختلفة

ملخص

اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في كييف يأتي فيما تتزايد الخلافات بين الدول الأعضاء حول مسألة دعم أوكرانيا.

أعرب الاتحاد الأوروبي عن دعمه الراسخ لأوكرانيا، اليوم الإثنين، بعدما اجتمع وزراء خارجيته في العاصمة كييف، وذلك في لقاء تاريخي يعقد للمرة الأولى خارج حدوده.

ويأتي الاجتماع فيما تتزايد الخلافات بين الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي حول مسألة دعم أوكرانيا، وفيما تحقق كييف مكاسب محدودة في هجومها المضاد ضد القوات الروسية.

وقال مسؤول الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، في بيان على وسائل التواصل الاجتماعي "نعقد اجتماعاً تاريخياً لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي هنا في أوكرانيا، الدولة المرشحة والعضو المقبل في الاتحاد الأوروبي".

وأضاف أن الهدف من الاجتماع هو "التعبير عن تضامننا ودعمنا للشعب الأوكراني"، مقراً بأن الاجتماع "لا يهدف للتوصل إلى نتائج وقرارات ملموسة". من جهتها، رحبت كييف بالاجتماع.

وقال وزير الخارجية الأوكرانية دميترو كوليبا للصحافيين إلى جانب بوريل "هذا حدث تاريخي لأنها المرة الأولى التي يجتمع فيها مجلس الشؤون الخارجية خارج حدوده الراهنة، خارج حدود الاتحاد الأوروبي، لكن ضمن الحدود المستقبلية للاتحاد الأوروبي".

بقيت دول الاتحاد الأوروبي البالغ عددها 27 متحدة في دعمها لكييف منذ بدء الحرب الروسية- الأوكرانية، ففرضت على موسكو عقوبات شديدة وأنفقت المليارات من اليورو على الأسلحة لكييف.

لكن هناك الآن مخاوف متزايدة من ظهور تصدعات داخل الاتحاد الأوروبي مع تزايد القلق أيضاً في شأن دعم الولايات المتحدة، وهي من الدول الرئيسة التي تقف إلى جانب أوكرانيا.

تحرك سلوفاكي

من جهة ثانية، قد تنضم سلوفاكيا إلى المجر، أقرب حليف لروسيا في الاتحاد الأوروبي، في معارضتها مزيداً من الدعم لأوكرانيا بعد فوز الحزب الشعبوي الذي يتزعمه رئيس الوزراء السابق روبرت فيكو في الانتخابات التشريعية في براتيسلافا نهاية الأسبوع الماضي.

كذلك هناك توترات بين كييف وبعض أشد الدول المؤيدة لها في الطرف الشرقي للاتحاد الأوروبي وأبرزها بولندا، حول مسألة تدفق الحبوب الأوكرانية إلى أسواقها.

من جانب آخر، تطرقت وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا إلى المخاوف المرتبطة بتراجع الدعم، قائلة إن الاجتماع كان إشارة لموسكو على تصميم الكتلة على دعم أوكرانيا على المدى الطويل.

وقالت لصحافيين "إنه دليل على دعمنا الراسخ والدائم لأوكرانيا، حتى تنتصر"، مضيفة "أنها أيضاً رسالة إلى روسيا مفادها أنه لا ينبغي أن تراهن على أننا سنتعب. سيستمر دعمنا لفترة طويلة".

وتوقع الكرملين الذي كان يراهن على سقوط سريع لأوكرانيا، الإثنين أن التعب من دعم أوكرانيا "سيتزايد".

ودعت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك إلى وضع استراتيجية لحماية أوكرانيا من تبعات الضربات الروسية على شبكة الطاقة الأوكرانية في الأشهر المقبلة مع انخفاض درجات الحرارة.

وقالت في كييف "أوكرانيا تحتاج إلى خطة حماية في الشتاء تشمل دفاعاً جوياً ومولدات وتعزيز إمدادات الطاقة".

وتابعت "رأينا في الشتاء الماضي الطريقة الوحشية التي يشن بها الرئيس الروسي (فلاديمير بوتين) هذه الحرب، مستهدفاً بنى تحتية حيوية مثل منشآت الطاقة".

وتقول السلطات الأوكرانية، إن روسيا شنت ضربات ممنهجة على البنى التحتية للطاقة في أوكرانيا، ما ترك الملايين العام الماضي من دون تدفئة أو ماء.

غياب رباعي

ولم يحضر وزراء خارجية المجر وبولندا ولاتفيا القمة، وفق ما أفاد مسؤول في الحكومة الأوكرانية لوكالة الصحافة الفرنسية شرط عدم كشف اسمه، موضحاً أن ممثلي بولندا ولاتفيا تغيبا بسبب المرض.

وقال وزير الخارجية الهولندي هانكه بروينز سلوت أنه "من المهم حقاً أن نجتمع هنا اليوم للتعبير عن تضامننا مع أوكرانيا".

كان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمر القوات بدخول أوكرانيا في فبراير (شباط) 2022، واجتاح جيشه بسرعة مساحات واسعة من جنوب البلاد وشرقها، لكنه هزم في الشمال.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وفي يونيو (حزيران) الماضي، شنت كييف هجوماً مضاداً، لكنها أقرت بالتقدم البطيء فيما تواجه قواتها دفاعات روسية محصنة.

وقالت بيربوك "مع كل قرية، وكل شبر تحرره أوكرانيا... تعبد طريقها أيضاً إلى الاتحاد الأوروبي".

والإثنين، قال وزير الداخلية الأوكراني إيغور كليمنكو، إن روسيا قصفت مدينة خيرسون في جنوب البلاد، ما أدى إلى إصابة مدني وشرطيين بجروح خطرة.

وقالت الشرطة أيضاً إن مدنياً قتل بنيران روسية في بلدة أفدييفكا شبه المحاصرة في منطقة دونيتسك في الشرق.

وعلى صعيد منفصل، قالت الاستخبارات الأوكرانية، إن مسيرات أوكرانية قصفت في نهاية الأسبوع مصنعاً ينتج صواريخ "كروز" في منطقة سمولينسك غرب روسيا.

قصف روسي

ميدانياً، قال حاكم منطقة خيرسون جنوب أوكرانيا أولكسندر بروكودين، اليوم الإثنين، إن قصفاً روسياً على المنطقة خلال الليل أدى إلى سقوط قتيل واحد على الأقل وإصابة ستة أشخاص بينهم طفلان.

وقال بروكودين، على تطبيق تيليغرام، إن القوات الروسية شنت 71 هجوماً على مدى 24 ساعة مضت "استهدفت خلالها مناطق سكنية" إضافة إلى متاجر وبنية تحتية طبية من بين منشآت أخرى.

وأضاف أن 20 هجوماً جوياً وبرياً استهدف مدينة خيرسون بينما أخمدت السلطات على الفور بإخماد حريق اندلع بسبب القصف في وقت مبكر من صباح اليوم الإثنين.ولم تتمكن رويترز من التحقق من التقرير بشكل مستقل. ولم يصدر بعد تعليق من روسيا.

وطردت كييف القوات الروسية من جزء من منطقة خيرسون في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي بعد عدة أشهر من الاحتلال لكن القوات الروسية واصلت قصف عاصمة المنطقة والمناطق المحيطة بها عبر نهر دنيبرو.

تواصل الدعم العسكري 

قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في خطاب صدر أمس الأحد إنه لا يوجد شيء من شأنه أن يضعف معركة بلاده ضد روسيا، وذلك غداة موافقة الكونغرس الأميركي على مشروع قانون تمويل موقت أغفل المساعدة لأوكرانيا.

وقال وزير الدفاع رستم عمروف بشكل منفصل إنه تلقى تطمينات بشأن المزيد من المساعدات العسكرية خلال مكالمة هاتفية مع نظيره الأميركي لويد أوستن.

وكتب في منشور على منصة "إكس"، مستخدماً الأعلام بدلاً من أسماء البلدان، "أكد لي الوزير أوستن أن الدعم الأميركي لأوكرانيا "سيستمر" وأن "المحاربين الأوكرانيين سيستمرون بالحصول على دعم قوي في ساحة المعركة".

وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الأوكرانية إن كييف تعمل مع شركائها الأميركيين لضمان أن يشمل قرار الميزانية الجديد أموالاً لكييف، وأن يظل الدعم الأميركي قائماً.

ولم يتناول زيلينسكي، في خطاب مسجل بمناسبة عطلة يوم المدافعين، التصويت في الكونغرس مباشرة، لكنه أكد مجدداً تصميمه على القتال حتى النصر. وأضاف أنه لا يمكن لأحد أن "يوقف" استقرار أوكرانيا وقدرتها على التحمل وقوتها وشجاعتها.

وتابع أن "أوكرانيا لن تتوقف عن المقاومة والقتال إلا في يوم النصر"، مؤكداً "ومع اقترابنا منه كل يوم، نقول: سنقاتل مهما كلف الأمر".

وقال الرئيس الأميركي جو بايدن أمس الأحد إن الجمهوريين تعهدوا بتقديم المساعدة لأوكرانيا من خلال تصويت منفصل وإن الدعم الأميركي لا يمكن أن ينقطع "تحت أي ظرف من الظروف".

وسعى المتحدث باسم وزارة الخارجية أوليغ نيكولينكو أيضاً إلى طمأنة الأوكرانيين بشأن الدعم الأميركي المستقبلي في تعليقات على "فيسبوك"، مشدداً على أن الأموال التي حصلت على موافقة مسبقة لن تتأثر.

كييف تتواصل مع واشنطن

وأعلنت أوكرانيا، أمس الأحد، أنها تتواصل مع مسؤولين في الولايات المتحدة لضمان حصولها على مساعدات جديدة في أعقاب توصل الكونغرس إلى اتفاق تمويل للحكومة يحول دون إغلاق المؤسسات الفيدرالية، حذفت منه بنود دعم كييف.

وتبنى مجلسا النواب والشيوخ الأميركيان مساء السبت إجراء طارئاً يتيح مواصلة تمويل الإدارة الفيدرالية موقتاً لمدة 45 يوماً. ويتعين على المشرعين الآن النظر في مشروع قانون منفصل يتعلق بـ 24 مليار دولار من المساعدات العسكرية والإنسانية لأوكرانيا والتي أراد بايدن إدراجها في الميزانية.

وأتى تجميد المساعدات لأوكرانيا في الإنفاق الأميركي بضغط من الجناح اليميني المتطرف في الحزب الجمهوري.

وتعول كييف بشكل أساسي على المساعدات الغربية لمواجهة الهجوم الروسي الذي بدأ في فبراير (شباط) 2022. وتتصدر الولايات المتحدة قائمة الدول التي تقدم مساعدات لأوكرانيا مع دعم عسكري تجاوزت قيمته 40 مليار دولار.

إلا أن دعم أوكرانيا بات موضع انقسام سياسي داخلي في الولايات المتحدة بين إدارة بايدن الديمقراطية والحزب الجمهوري، لا سيما مع تحضر البلاد لأجواء الانتخابات الرئاسية المقررة في 2024.

واستضافت أوكرانيا هذا الأسبوع منتدى سعت من خلاله لجذب صانعي الأسلحة الغربية لإقامة مصانع انتاج على أراضيها، في ظل مخاوف من تراجع الدعم الغربي مع إطالة أمد الحرب ضد روسيا.

المزيد من دوليات