Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

موسكو ترمي واشنطن بـ"الإجرام" وتحملها تبعات اليورانيوم المنضب

استمرار حرب المسيرات بين الطرفين والناتو يشيد بتقدم أوكراني ويبرئ روسيا من استهداف رومانيا

ملخص

أعلن البنتاغون أن واشنطن ستزود أوكرانيا بذخائر تحتوي على يورانيوم منضب، فيما اتهم الكرملين الولايات المتحدة بإبقاء أوكرانيا في حالة حرب

نقلت وكالة الإعلام الروسية عن نائب وزير الخارجية سيرغي ريابكوف قوله، اليوم الخميس، إن إمداد الولايات المتحدة أوكرانيا بأسلحة تحتوي على اليورانيوم المنضب "عمل إجرامي".

وقال ريابكوف، إن روسيا تواصل إجراء اتصالات في شأن القضايا الإنسانية مع واشنطن، لكنها لا تعمل معها في شأن القضايا الرئيسة، مستدركاً "ليس هناك حوار".

وقال الكرملين، اليوم الخميس، إن الولايات المتحدة ستكون هي المسؤولة عن التبعات "المأسوية للغاية" لقرارها تزويد أوكرانيا بذخائر يورانيوم منضب.

وهناك أخطار صحية بالغة من استنشاق أو ابتلاع غبار اليورانيوم المنضب تشمل الإصابة بالسرطان وخلل وظائف الكلى.

وتقول جهات معارضة لمثل تلك الأسلحة، مثل التحالف الدولي لحظر أسلحة اليورانيوم، إن الغبار الناتج منها يمكن استنشاقه أما الذخائر التي لا تصيب هدفها منها فمن الممكن أن تسمم المياه الجوفية والتربة.

وترى دول مثل الولايات المتحدة وبريطانيا أن اليورانيوم المنضب يستخدم بشكل فعال في الذخيرة لأن كثافته البالغة تعطي المقذوفات القدرة على اختراق الدروع بسهولة مما يمكن من تدمير الدبابات الحديثة.

وذكرت بريطانيا في إرشادات عامة أن استنشاق ما يكفي من غبار اليورانيوم المنضب للتسبب في إصابة سيكون أمراً صعباً.

وكانت السفارة الروسية لدى واشنطن، اعتبرت أمس الأربعاء، أن تزويد الولايات المتحدة ذخيرة دبابات باليورانيوم المنضب لأوكرانيا "دليل واضح على عدم إنسانيتها".

وأعلن البنتاغون أن الولايات المتحدة ستزود أوكرانيا بذخائر تحتوي على يورانيوم منضب، وهي قذائف فعالة ضد الدبابات والمركبات المدرعة. فيما اتهم الكرملين الولايات المتحدة بـ"إبقاء أوكرانيا في حالة حرب".

وأوضح البنتاغون في بيان، الأربعاء، أن هذه الذخيرة من عيار 120 ملليمتراً مخصصة لدبابات "أبرامز" الأميركية التي وعدت واشنطن بتسليمها لكييف في إطار دفعة جديدة من المساعدات العسكرية بقيمة 175 مليون دولار.

وفي سياق آخر، ندد الكرملين، الخميس، بقرار الولايات المتحدة نقل أصول روسية مجمدة بقيمة 5.4 مليون دولار إلى أوكرانيا، معتبراً ذلك "غير قانوني".

وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف خلال مؤتمر صحافي معلقاً على القرار الذي أعلنه وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، الأربعاء، خلال زيارة إلى كييف، "تلقينا ذلك بصورة سلبية تماماً" معتبراً أنه "غير قانوني مصادرة أو حجز أي أصول روسية سواء عامة أو خاصة".

الناتو يشيد بتقدم أوكراني

قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ، اليوم الخميس، إنه لا يوجد لدى الحلف ما يشير إلى أن حطام طائرة مسيرة عثر عليها على الأراضي الرومانية ناجم عن هجوم متعمد شنته موسكو على رومانيا.

وقال ستولتنبرغ لنواب البرلمان الأوروبي "ليس لدينا أي معلومات تشير إلى وقوع هجوم روسي متعمد وننتظر نتيجة التحقيق الجاري".

وشدد ستولتنبرغ على المخاطر التي تشكلها الضربات الجوية الروسية في منطقة قريبة بهذا القدر من أراضي حلف شمال الأطلسي.

وقال ستولتنبرغ "بغض النظر عن نتيجة التحقيق، ما شهدناه، بالطبع، هو كثير من القتال وكذلك الهجمات الجوية قرب حدود حلف شمال الأطلسي".

وأشار الأمين العام لحلف شمال الأطلسي إلى أن أوكرانيا تحرز تقدماً في الهجوم المضاد الذي بدأته في يونيو (حزيران) لاستعادة الأراضي التي استولت عليها روسيا، قائلا، "الأوكرانيون يكسبون أراضي تدريجاً. لقد تمكنوا من اختراق الخطوط الدفاعية للقوات الروسية وهم يتقدمون للأمام".

تواصل الدعم الأميركي

 

بدوره، صرح وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن خلال زيارة غير معلنة لكييف، الأربعاء، أن واشنطن "ستبذل قصارى جهدها لدعم أوكرانيا" التي قال إنها تحقق "تقدماً مهماً" في هجومها المضاد، وأعلن مساعدات جديدة لكييف بمئات الملايين من الدولارات.

وتشمل هذه المساعدات 100 مليون دولار للتمويل العسكري الأجنبي و90.5 مليون للمساعدة في إزالة الألغام و300 مليون لدعم إنفاذ القانون في المناطق التي استعيدت من روسيا و206 ملايين للمساعدات الإنسانية و203 ملايين لجهود الإصلاح والتحقيق في جرائم حرب.

في السياق، أعلن حلف شمال الأطلسي أن أعضاءه عبروا، الأربعاء، عن "تضامنهم الشديد" مع رومانيا بعد أن أبلغتهم بوقوع حادثة تضمنت سقوط أجزاء مما قد يكون طائرة روسية مسيرة على الأراضي الرومانية.

وأضاف الحلف في بيان "ما زلنا نراقب الوضع عن كثب، ومستمرون في الاتصال الوثيق مع حليفتنا رومانيا".

قصف الموانئ

ميدانياً، نقلت وكالة الإعلام الروسية عن السلطات القول، إنه جرى، خلال الساعات الأولى من صباح اليوم الخميس، إسقاط طائرات مسيرة أوكرانية قرب موسكو ومنطقة روستوف في الجنوب ومنطقة بريانسك في الجنوب الغربي.

ووفقاً لوكالة أخرى هي "تاس" للأنباء فقد أدى ذلك لإلحاق أضرار بثلاث بنايات في مدينة روستوف وإصابة شخص عندما تحطمت إحدى الطائرات المسيرة في منطقة بوسط المدينة. وسقطت الطائرة المسيرة الأخرى في روستوف خارج المدينة.

وفي بريانسك، ذكرت وكالة "إنترفاكس" أن حطاماً من طائرة مسيرة من بين اثنين تم تدميرهما تسبب في تهشيم النوافذ في محطة للسكك الحديدية وإلحاق أضرار بسيارات في منطقة قريبة.

وشنت روسيا مجدداً هجمات بطائرات مسيرة استهدفت منطقة أوكرانية قريبة من الحدود مع رومانيا وتشمل نهر الدانوب وميناء إسماعيل، وذلك للمرة الرابعة خلال خمسة أيام، وفق ما أعلن الحاكم الإقليمي الخميس.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ومنذ انتهاء العمل باتفاقية تصدير الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود في يوليو، صعد طرفا النزاع من هجماتهما في هذه المنطقة المائية.

وقال أوليغ كيبر، حاكم منطقة أوديسا بجنوب غربي أوكرانيا، إن الهجوم الأخير الذي نفذ ليل الأربعاء الخميس، استمر ثلاث ساعات واستخدمت خلاله مسيرات من طراز "شاهد" إيرانية الصنع.

وقال كيبر "هذا الهجوم الرابع على منطقة إسماعيل في الأيام الخمسة الأخيرة"، مشيراً إلى تضرر "منشآت مدنية ومرفئية، ومصعد ومبنى إداري".

وأوضح أن سائق شاحنة مدنياً تعرض لإصابة طفيفة في ساقه.

وأشارت القوات الجوية الأوكرانية إلى أن روسيا أطلقت 33 مسيرة هجومية خلال الليل في أسراب متعددة "خصوصاً في اتجاه المقاطعات الجنوبية لمنطقة أوديسا"، معلنة إسقاط 25 منها.

وكان قصفا روسيا استهدف، الأربعاء سوقاً تجارية شرق أوكرانيا، وخلف 17 قتيلا بالتزامن مع زيارة لم يعلن عنها مسبقاً قام بها وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى كييف، حيث أعلن عن تقديم مساعدة أميركية جديدة تزيد قيمتها على مليار دولار لدعم الهجوم الأوكراني المضاد.

وأتت الضربة الروسية بعد ساعات من وصول بلينكن الذي جدد تأكيد وقوف الولايات المتحدة "جنباً إلى جنب مع أوكرانيا".

وأظهرت صور كاميرا مراقبة نشرها زيلينسكي شارعاً تجارياً صغيراً هادئاً فيما يدوي فجأة صوت مقذوف يليه انفجار قوي. وفي مقطع فيديو آخر، يمكن رؤية المباني وقد اشتعلت فيها النيران.

وروى أحد الناجين لوكالة الصحافة الفرنسية، "دمر كل شيء. والفتيات اللاتي يبعن (في السوق) قُتلن جميعاً".

وبحث المنقذون بين الأنقاض ونقلوا بعض المصابين لعلاجهم أمام مركبات ومتاجر متفحمة، بحسب صور نشرتها السلطات.

وقال وزير الداخلية إيغور كليمنكو على تطبيق "تيليغرام"، إن "عملية البحث والإنقاذ انتهت"، مشيراً إلى مقتل 17 شخصاً وإصابة 32 آخرين.

وهذه البلدة التي كان عدد سكانها حوالى 70 ألفاً قبل الهجوم الروسي مطلع عام 2022، تقع على مسافة نحو 30 كيلومتراً من باخموت التي تشهدت معارك دامية مع القوات الروسية منذ أكثر من عام.

وقال رئيس الوزراء دينيس شميغال، إن هناك طفلاً بين القتلى.

من جهته، صرح زيلينسكي أن "إرهابيين روسيين استهدفوا السوق عمداً" مع عدم وجود أي هدف عسكري قريب.

تنديد دولي

وندد عديد من البلدان والجهات الدولية بالضربة.

ودان البيت الأبيض "الهجمات الوحشية" الأخيرة التي شنتها القوات الروسية على أوكرانيا. وقالت الناطقة باسم الرئاسة الأميركية كارين جان-بيار، إن "هذه الهجمات الوحشية التي تشنها روسيا تؤكد الحاجة إلى مواصلة دعم الشعب الأوكراني في الدفاع عن أراضيه".

كذلك، استنكر الاتحاد الأوروبي الهجوم "الهمجي" و"الشنيع" الذي شنته روسيا على السوق.

وقال ناطق باسم الاتحاد الأوروبي في بيان "تواصل روسيا ترويع المدنيين في أوكرانيا"، فيما وصفت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك "الحرب العدوانية التي تشنها روسيا" على أوكرانيا، معتبرة إياها "هجوماً على القانون الدولي والإنسانية".

ورغم الضربات المتعددة التي استهدفت مواقع مدنية في أوكرانيا وتسببت في مقتل عديد من الأشخاص، تؤكد موسكو أنها تستهدف وتدمر منهجياً مواقع عسكرية حصراً.

وفي وقت مبكر صباح أمس الأربعاء، أدى هجوم روسي بمسيرة إلى مقتل شخص في منطقة أوديسا (جنوب غرب) حيث تتعرض البنى التحتية للموانئ اللازمة لصادرات القمح للقصف بشكل منتظم.

وتأتي هذه الخسائر البشرية الفادحة فيما يقوم بلينكن برابع زيارة له إلى أوكرانيا منذ بدء الهجوم الروسي على أوكرانيا.

اقرأ المزيد

المزيد من دوليات