Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

إضراب يشل مدينة "السويداء" الخاضعة للنظام السوري جنوبا

سبقته احتجاجات عدة اعتراضاً على التضخم وارتفاع أسعار الوقود

ملخص

تشهد مدينة السويداء جنوب سوريا إضراباً عاماً أغلقت على أثره الدوائر الحكومية والأسواق... وهذه هي الأسباب

شهدت مدينة السويداء والبلدات والقرى التابعة لها الواقعة جنوب سوريا، إضراباً عاماً، أمس الأحد، أغلقت على أثره الدوائر الرسمية والطرق والأسواق، فيما تجمع مئات السكان في الساحات والأماكن العامة بالمحافظة أبرزها حشود في ساحة السير (الكرامة) وسط المدينة، حيث طالب المتظاهرون بتحسين الواقع المعاشي الذي تأثر بغلاء الأسعار ورفع أسعار الوقود إلى جانب مطالب بتطبيق القرار الأممي 22254 القاضي بحل الأزمة السورية وتحقيق الانتقال السياسي في البلاد.

يقول الصحافي الناشط من مدينة السويداء رواد بلان لـ"اندبندنت عربية"، إن مناطق عدة من المدينة مع نهاية الأسبوع الماضي وعقب قرارات رفع أسعار الوقود شهدت وقفات احتجاجية، إذ أطلق ناشطون دعوات خلال الأيام الأخيرة للإضراب الأحد.

اتساع دائرة الاحتجاج

وتختلف الموجة الجديدة من الاحتجاجات عن سابقتها التي شهدتها المحافظة ذات الغالبية الدرزية خلال الأشهر والسنوات السابقة بازدياد نقاط التظاهر والاحتجاج، فقد سجل الأحد أكثر من 40 نقطة احتجاج تجمع فيها مئات المواطنين وأطلقوا شعارات مناهضة للنظام السوري وأخرى تطالب بالعيش الكريم، ترافق ذلك مع إشعال الإطارات وقطع الطرقات الرئيسة، بحسب بلان، كما شهدت الأسواق والدوائر الحكومية إغلاقاً شبه كامل  في حين كانت الحركة ضعيفة في الشوارع.

ويوضح بلان أن كل هذه التحركات تأتي في ظل تدهور الأوضاع المعيشية وارتفاع الأسعار وانخفاض قيمة الليرة السورية وعدم توفر فرص العمل، إضافة إلى وجود كتلة كبيرة من الشباب محاصرة في المحافظة جراء استنكافها عن الخدمة العسكرية الإلزامية والإجراءات الأمنية المقيدة. وأضاف أن المحافظة تفتقد إلى التنمية، مما يجعل الدخل الرئيس لسكانها طوال عقود يتمثل بالسوريين في الخارج، فيما هم محرومون من السفر جراء أزمة البلاد. كل ذلك دفع إلى خلق حراك مجتمعي غير مسيس وسلمي رداً على سوء أحوالهم المعيشية.

دعوات الاحتجات

من جانبها، ذكرت منصة "السويداء 24 الإخبارية" أنها أحصت "أكثر من 40 نقطة احتجاج في محافظة السويداء الأحد، تجاوباً مع دعوات الإضراب العام، التي تجاوب معها أهالي المحافظة بشكل لافت وغير مسبوق منذ عام 2011".

وأضافت القناة على "فيسبوك" أن في "وسط مدينة السويداء، احتشد مئات المحتجين"، ونشرت صوراً لعشرات الأشخاص يتظاهرون في الشوارع، في حين بدت المتاجر المجاورة لهم مغلقة.

وذكرت إذاعة "شام أف أم" الموالية للحكومة أن الامتحانات الجامعية في المحافظة تأجلت بسبب إغلاق الطرق.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

الإضراب العام الذي شهدته السويداء، الأحد، سبقته دعوات من ناشطين محليين، إضافة إلى مواقف شعبية وأهلية، أبرزها كانت رسالة طويلة من "الدروز" الصادرة عن الشيخ حكمت الهجري السبت، عبر فيها عن استيائه من الأوضاع التي تمر بها المحافظة والبلاد من ضيق وأوضاع صعبة جراء الأزمات المتلاحقة وسوء الإدارة، وفق البيان.

وأيد الشيخ الهجري خلال رسالته مطالب المحتجين، وأشار إلى أنهم في السابق توجهوا بطلباتهم إلى قيادات عليا في الدولة لحل مشكلاتهم "لكنهم واجهوا تجاهلاً وسوء تصرف"، وأوضح أن سياسات الحكومة أسهمت في انهيار الاقتصاد وتسببت في هرب جماعي من كل المواطنين دون تمييز إلى الخارج.

إلى ذلك، أعلنت عشائر بدو في الريف الغربي للسويداء تضامنهم ومشاركتهم في الإضراب العام والاحتجاجات، وقال أحد سكان القرية في اتصال مع "السويداء 24" المحلي، السبت، إن أهالي المنصورة قرروا إغلاق مديرية النقل الموجودة في القرية احتجاجاً على تردي الأوضاع المعيشية القاسية التي تعيشها البلاد.

ومنذ أيام، اندلعت احتجاجات في السويداء ومحافظة درعا المجاورة وفقاً للمرصد السوري لحقوق الإنسان الذي قال إن العشرات تظاهروا في درعا السبت.

وشهدت درعا بداية احتجاجات عام 2011، ولكن النظام استعاد السيطرة على المحافظة في عام 2018 ضمن اتفاق لوقف إطلاق النار سهلته روسيا.

رمزية الاحتجاجات

وفي إشارة إلى رمزية الاحتجاجات التي تشهدها السويداء وعموميتها، نظم السبت أهالي بلدة القريا الواقعة جنوب المدينة وقفة احتجاجية أمام ضريح سلطان باشا الأطرش الذي يعد أبرز الشخصيات السورية التي ناهضت القوات الفرنسية المنتدبة على سوريا خلال القرن الماضي، ورفع المحتجون أمام الضريح لافتات "تندد بالقمع وسياسات التجويع والتهجير" وأخرى تطالب بالعدالة ورحيل النظام.

وحول تأثير هذه التظاهرات وتنظيم الإضراب العام في السويداء على مناطق سورية أخرى يعتقد الناشط رواد بلان، أن التأثير قد يصل الأطراف والمناطق التي تشهد مساحات من الحرية، لكن هناك مناطق لا تزال لديها مخاوف ولم تصل إلى لحظة الانفجار، "لكن إذا استمر السياق السوري في الاتجاه ذاته، هي مسألة وقت وهذه التظاهرات ليس بالضرورة أن تنجز تغييراً نحو الأفضل فالسيناريوهات مفتوحة ومن الصعب التنبؤ بها".

وأضاف "في حال توسع الحراك واستمراره دون أن تلاقيه الحكومة بإجراءات تخفف من احتقان الشارع بعيداً من آلية العنف التي خبرناها فأعتقد أنها ستترك أثراً واضحاً قد يظهر بشكل العلاقات أو التحالفات أو حتى مستوى سيطرة القوى الفاعلة".

وأسفرت الحرب السورية عن مقتل أكثر من نصف مليون شخص وتشريد الملايين منذ اندلاعها في عام 2011 بعد أن تعرضت احتجاجات سلمية مناوئة للرئيس بشار الأسد للقمع قبل أن يتحول الأمر إلى نزاع دامٍ تدخلت فيه قوى أجنبية ومتشددون من مختلف أنحاء العالم.

وظلت السويداء، وهي معقل للأقلية الدرزية في سوريا، بشكل عام بمنأى عن المعارك والاشتباكات، ولكن تأثير النزاع الاقتصادي في المحافظة أثار احتجاجات ضد الظروف المعيشية من حين لآخر.

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير