Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"الحر مستمر"... الكوكب يدفع ضريبة التغير المناخي

حرائق غابات في اليونان لليوم الخامس والصين تستعد لفيضانات وتحذيرات من تواصل الموجة خلال أغسطس

طائرة إطفاء كندية ترش الماء خلال حريق في شمال غرب أثينا 19 يوليو 2023 (أ ف ب)

ملخص

المنظمة العالمية للأرصاد الجوية تتوقع استمرار موجات الحر الشديد خلال أغسطس، واليونان تكافح حرائق الغابات لليوم الخامس ومدن صينية تستعد لفيضانات

توقع مستشار بالمنظمة العالمية للأرصاد الجوية استمرار موجات الحر الشديد في جزء كبير من العالم خلال أغسطس (آب)، بعد أن شهدت الأسابيع القليلة الماضية تسجيل درجات حرارة قياسية.

وقالت المنظمة هذا الأسبوع إنها تتوقع أن تتجاوز درجات الحرارة في أميركا الشمالية وآسيا وشمال أفريقيا والبحر المتوسط الأربعين درجة مئوية لعدة أيام هذا الأسبوع مع تفاقم موجة حارة.

وقال جون نيرن كبير مستشاري المنظمة المعني بالحرارة الشديدة لـ"رويترز"، "علينا أن نتوقع أو في الأقل أن نستعد لاستمرار موجات الحر الشديد خلال أغسطس".

وتشهد مناطق جنوب أوروبا موجة حارة قياسية خلال ذروة موسم السياحة الصيفي، مما دفع السلطات للتحذير من تزايد احتمالات التعرض لمشكلات صحية وحتى الوفاة.

كما تسببت الحرارة العالية في اضطراب حياة ملايين الأميركيين. وتشهد أيضاً منطقة الشرق الأوسط درجات حرارة مرتفعة.

وأشار نيرن إلى أن تغير المناخ يعني زيادة تواتر حدوث موجات الحر وتكرارها عبر المواسم.

وتأمل بعض الدول، بما في ذلك الأعضاء بالاتحاد الأوروبي والبالغ عددهم 27 دولة، أن تتفق جميع البلدان خلال محادثات الأمم المتحدة بشأن المناخ في وقت لاحق من هذا العام على التخلص التدريجي من استهلاك الوقود الأحفوري الذي يسبب تغير المناخ.

وتقابل الفكرة بمعارضة من الدول التي لديها موارد من النفط والغاز.

وقال نيرن "إذا ما تخلصنا من الوقود الأحفوري، فإننا سنحد من عامل كبير يسهم في ما نشهده حالياً". وأضاف "لا يمكننا تغيير الوضع بسرعة، لكن يمكننا بالتأكيد التحرك".

حرائق اليونان

تبذل اليونان اليوم الجمعة جهوداً مضنية لاحتواء حرائق غابات في منطقة غربي العاصمة أثينا تتواصل لليوم الخامس على التوالي مع توقعات بأن تشهد البلاد موجة حارة أخرى خلال الأسبوع المقبل.

ويحاول رجال الإطفاء، مدعومين بطائرات رش المياه ومساعدات من قبرص وفرنسا وإسرائيل وإيطاليا، السيطرة على النيران التي اندلعت في منطقة أثينا الأوسع نطاقاً يوم الإثنين مما أدى لاشتعال النيران في منازل ودفع السلطات لإخلائها.

وقال مسؤول بإدارة الإطفاء لـ"رويترز" طلب عدم الكشف عن هويته "نواصل مكافحة الحريق غرب أثينا. يساورنا القلق من أن تشتعل حرائق هائلة مجدداً".

ولحقت أضرار جسيمة بأكثر من مئة منزل ومتجر جراء حرائق الغابات تلك، فضلاً عن حريق آخر في منطقة بالقرب من أثينا أخمدته السلطات في وقت سابق هذا الأسبوع.

وأعلنت الحكومة اليوم الجمعة عن تدابير الإغاثة للأسر المنكوبة بما يشمل المساعدات والإعانات المالية اللازمة لتأجير المنازل.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وتم احتواء حريق غابات بجزيرة رودس وآخر في منطقة لاكونيا بجنوب اليونان اليوم الجمعة.

وحث وزير أزمة المناخ فاسيليس كيكيلياس المواطنين على توخي الحذر.

وسيظل خطر نشوب حرائق غابات مرتفعاً في الأيام المقبلة، ومن المتوقع المزيد من ارتفاع درجات الحرارة نتيجة للموجة الحارة الحالية.

وقال كيكيلياس "نمر بثلاثة أيام عصيبة، الجمعة والسبت والأحد، تشهد ظروف طقس قاسية ودرجات حرارة شديدة الارتفاع تتبعها رياح عاتية"، مضيفاً أن موجة حارة أخرى متوقعة خلال الأسبوع المقبل.

ومن المتوقع أن تصل درجات الحرارة إلى 45 درجة مئوية يومي السبت والأحد.

فيضانات الصين

استعدت بكين ومدن أخرى لفيضانات شديدة اليوم الجمعة مع اجتياح العواصف الصيفية أجزاء كثيرة من الصين، بينما تعرضت المناطق الداخلية لارتفاع شديد في الحرارة مما يهدد بتقلص حجم أكبر بحيرة للمياه العذبة في البلاد.

وتشهد الصين تقلبات شديدة في الطقس منذ أبريل (نيسان) مما تسبب في وفيات وأضرار بالبنية التحتية وذبول محاصيل، إضافة إلى إثارة مخاوف حيال قدرة البلاد على التعامل مع تغير المناخ.

وعادة يبلغ موسم الأمطار ذروته في الصين في أواخر يوليو (تموز)، لكن الطقس المتطرف جعل العواصف أكثر شدة ولا يمكن التنبؤ بها، مما يعرض المدن الضخمة المكتظة بالمباني التي تعاني ضعفاً أو عجزاً في نظام صرف المياه لفيضانات قد تتسبب في وفيات.

ونشرت السلطات في بكين هذا الأسبوع أكثر من 2600 شخص لتفريغ العشرات من محطات الضخ مسبقاً وتطهير الآلاف من منافذ تصريف المياه على طول الطرق. وتوقفت عدة خطوط للحافلات في الضواحي والمناطق الجبلية.

كما كثفت السلطات في مدينة تيانجين المجاورة جهود السيطرة على الفيضانات في حوض هاي، وهو نظام صرف رئيسي في الشمال.

وعلى النقيض، أدى شح هطول الأمطار في مقاطعة جيانغشي إلى انخفاض منسوب بحيرة بويانغ، وهي أكبر مصدر للمياه العذبة في البلاد، إلى أدنى مستوى له في هذا الوقت من العام منذ بدء عمليات التسجيل في عام 1951.

وبحيرة بويانغ، المعروفة باسم "كليتا الصين" بسبب الدور الذي تلعبه في تنظيم تدفق نهر يانغتسي، عادة ما يزداد منسوبها كثيراً في الصيف بسبب الأمطار ثم يتراجع في الشتاء، لكنه تقلص أيضاً بشكل غير متوقع العام الماضي بسبب الجفاف.

وتستمر الحرارة البالغة 35 درجة مئوية وأكثر في تهديد مناطق أخرى من الصين.

وارتفعت درجات الحرارة في شينجيانغ بشمال غربي الصين إلى مستوى قياسي أسوأ من المعتاد بلغ 52.2 درجة مئوية يوم الأحد، كما عانت بعض المناطق في مقاطعة قانسو المجاورة من حرارة شديدة بينما حذرت المناطق الأخرى من فيضانات وانهيارات أرضية.

وحذر المسؤولون مراراً من أن الصين معرضة لتأثيرات تغير المناخ بسبب عدد سكانها الكبير وإمدادات المياه الموزعة بشكل غير متساو.

وأظهرت مقاطع على وسائل التواصل الاجتماعي أن الفيضانات اجتاحت محطة قطارات عالية السرعة في مدينة ووشي بإقليم جيانغسو.

وتغمر المياه كل صيف ما يصل إلى 150 مدينة على رغم الجهود المبذولة لتحسين الصرف.

وأسفرت الأمطار الغزيرة في مدينة تشنغتشو بإقليم خنان في يوليو 2021 عن مقتل ما يقرب من 400 شخص، من بينهم 14 غرقوا في خط مترو أنفاق غمرته المياه. وهطلت الأمطار على مدى ثلاثة أيام على المدينة بكميات أكبر مما تشهدها في عام.

وحذر مكتب الأرصاد الجوية الوطني من هطول أمطار غزيرة يصل مستواها إلى 130 مليمتراً في مناطق من خبي وبكين وتيانجين حتى صباح غد السبت.

وانهار جزء من سور مدينة قديمة في تشونغتشينغ بجنوب غربي الصين اليوم الجمعة بعد هطول أمطار بكميات بلغت 100.3 مليمتر في الساعة أمس الخميس.

المزيد من بيئة