Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

موجة الحر وراء إلغاء أسر بريطانية عطلاتها الصيفية

الحكومة البريطانية أحجمت عن إصدار توجيهات بـ"عدم السفر" ومكاتب السفريات غير ملزمة بتغطية تكاليف إلغاء الحجوزات

مروحية لمكافحة الحرائق تحلق وسط الدخان المتصاعد فيما يشاهد الناس اشتعال الحرائق في ماندرا غرب أثينا ("أسوشيتد برس" / بيتروس جياناكوريس)

ملخص

العطل الصيفية إلى سراب بعد تحذيرات من الحرارة الشديدة وحرائق الغابات ولا أحد يعوض كلفة إلغاء الحجوزات.

على رغم موجات الحر الاستثنائية التي تضرب مناطق واسعة من أوروبا، والارتفاع الكبير في درجات الحرارة وحوادث حرائق الغابات، بعض الأسر البريطانية تجد نفسها مضطرة إلى إلغاء عطلاتها الصيفية في إسبانيا واليونان، من دون أي تعويض.

وفي حين أصدرت وزارة الخارجية البريطانية تحذيرات بشأن ارتفاع حاد في درجات الحرارة في كل من إسبانيا واليونان، واندلاع حرائق الغابات في "لا بالما" وبالقرب من أثينا، إلا أن الحكومة البريطانية أحجمت حتى الآن عن إصدار توصيات بـ"عدم السفر".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ونتيجة لذلك، تفقد الأسر حقها التلقائي في إعادة جدولة رحلاتها المخطط لها أو إلغائها أو تغييرها. وذكرت شركات الطيران التي اتصلت بها صحيفة "اندبندنت"، أنها ستلتزم تطبيق الشروط والأحكام ذات الصلة.

وفيما اجتاحت درجات الحرارة القياسية كلاً من روما وكاتالونيا خلال الـ18 من يوليو (تموز)، يستعد خبراء الطقس لوصول موجة حر ثانية تسمى "خارون" Charon - وهو اسم شخصية مستوحى من الأسطورة الإغريقية كان يقود المركب الذي ينقل الموتى إلى العالم السفلي - خلال الأسابيع المقبلة. ويتوقع أن تتجاوز هذه الموجة أعلى درجة حرارة سجلت في أوروبا على الإطلاق قبل نحو عامين، عندما بلغت 48.8 درجة مئوية في صقلية.

وبالقرب من جرندة، سجلت الحرارة 45 درجة مئوية الثلاثاء الماضي، مما تسبب في تصبب السياح والسكان المحليين عرقاً في مناطق مختلفة عبر منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط، في ظل معاناتهم من درجات حرارة شديدة الارتفاع تجاوزت 40 درجة مئوية. ولم تنخفض الحرارة خلال ساعات الليل إلى ما دون 25 درجة مئوية في بعض المناطق، مما زاد من خطر حدوث وفيات. وتشير التقديرات إلى أنه في الصيف الماضي، توفي نحو 61 ألف شخص في أوروبا وحدها، بسبب درجات الحرارة المرتفعة.

 

وعلى رغم هذا الوضع، تصر مكاتب السياحة والسفر على التأكيد أن درجات الحرارة المرتفعة في المناطق الحارة لقضاء العطلات ليست بالأمر الجديد في هذا الوقت من السنة. وبالتالي، لا يعتبر بعض من المصطافين البريطانيين ذلك عائقاً في سفرهم إلى وجهات مثل دبي أو ساحل البحر الأحمر في مصر في شهر يوليو، إذ تتجاوز الحرارة هناك 40 درجة مئوية.

وبموجب "قواعد حزمات السفر"، يحق للمصطافين إلغاء حجوزاتهم واسترداد أموالهم "إذا ما طرأت ظروف قاهرة غير عادية لا يمكن تجنبها، سواء في الوجهة أم في المنطقة المجاورة لها، من شأنها أن تؤثر بشكل كبير في حزمة السفر أو في نقل الركاب إلى تلك الوجهة".

لكن ما لم تصدر السلطات الحكومية تعليمات تعتبر أن أنشطة العطلات العادية أصبحت مستحيلة، فمن الصعب تحديد طريقة تطبيق هذه القواعد خلال موجة الحر.

ومع ذلك، فإن الأفراد الذين حجزوا عطلات ولديهم بوليصة تأمين على السفر تغطي الظروف الصحية الموجودة والمعلنة مسبقاً، يمكن أن يكونوا مؤهلين للمطالبة بإلغاء الرحلة، إثر نصيحة طبية محددة بعدم السفر إلى وجهات شديدة الحر.

يشار إلى أن المناطق التي أصدر مركز تنسيق الاستجابة لحالات الطوارئ التابع للاتحاد الأوروبي تنبيهات في شأنها، بسبب ارتفاع درجات الحرارة فيها الآن، تشمل معظم أنحاء إيطاليا وشمال شرقي إسبانيا وكرواتيا وصربيا وجنوب البوسنة والهرسك والجبل الأسود.

 

وتواصلت "اندبندنت" مع وزارة الخارجية البريطانية للتعليق على المشكلة التي تواجه بعض الذين حجزوا عطلاتهم هذا الأسبوع، خصوصاً مع دخول غالبية المدارس في إنجلترا وويلز في استراحة فصل الصيف، فكان الرد في إحالتنا إلى توجيهاتها الرسمية في ما يتعلق بإسبانيا واليونان.

وفي ظل "درجات الحرارة القصوى" الراهنة، ينصح الأفراد الذين يزورون كلا البلدين "بمراجعة مزود خدمة السفر المعتمد" قبل المغادرة، و"باتباع توصيات السلطات المحلية في جميع الأوقات"، فيما يبلغ أولئك الذين يزورون اليونان بأن في إمكانهم أن يتسجلوا في أثينا في نظام الإنذار الرسمي لحالات الطوارئ. 

أحد رؤساء البلديات اليونانيين في بلدة تضررت بحرائق الغابات، أكد أن السكان "عاشوا كابوساً" الثلاثاء الماضي، واستدعى تطور الوضع أن يقطع رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس في وقت مبكر مشاركته في قمة بروكسل والعودة للبلاد، فيما كان مئات من رجال الإطفاء يكافحون حرائق امتدت على مسافة خمسة أميال (ثمانية كيلومترات)، بعدما كانت اشتعلت، وأسهمت رياح متقلبة على مدى يومين في استعارها.

ومع اضطرار مئات الأطفال إلى الفرار من مخيم صيفي الإثنين الماضي، التهمت النيران عشرات الممتلكات القريبة من أثينا في اليوم التالي، بعدما تمكنت فرق الإنقاذ من إجلاء أطفال ومتقاعدين من منازلهم، ورهبان من أحد الأديرة، وخيول من أحد الإسطبلات.

جيورجوس نيكولاو الذي يبلغ من العمر 89 سنة، روى لوكالة "رويترز" أثناء وقوفه أمام منزل محترق في منطقة "آنو لاغونيسي" اليونانية - كان مسكنه على مدى 32 عاماً - كيف فر من ألسنة النيران بملابس السباحة والقميص الذي كان يرتديه فقط، وقال: "لم يعد لدي أي شيء آخر، ولا حتى أحذية. لا شيء. لقد انتهى أمري".

في غضون ذلك، أعربت السلطات في سويسرا الثلاثاء الماضي عن مخاوفها من أن يتطلب الأمر أسابيع لإخماد حريق شب على بعض السفوح الجبلية، مما أجبر مئات الأشخاص على الفرار، فيما خاض رجال الإطفاء في جزر الكاناري مواجهة مع ألسنة اللهب المرتفعة في جزيرة "لا بالما" لليوم الرابع على التوالي.

الظروف القاسية هذه شهدتها مناطق أخرى في جميع أنحاء العالم، إذ يواجه ملايين الأشخاص في الولايات المتحدة وآسيا وأفريقيا أيضاً درجات حرارة بلغت معدلات قياسية، وتجاوزت في بعض الحالات 50 درجة مئوية، وهي ظروف يحذر العلماء من أنها أصبحت أكثر تواتراً بسبب أزمة تغير المناخ الناجمة عن انبعاثات الوقود الأحفوري.

ومع حلول أشد فصول الصيف حرارة في القارة الأوروبية خلال عامي 2021 و2022، وفقاً لهيئة الاتحاد الأوروبي المعنية بتغير المناخ، توقعت منظمات سياحية أن يؤدي الارتفاع في درجات الحرارة إلى إحداث تحول جذري ودائم في العادات السياحية، من شأنه أن يدفع بمزيد من الناس إلى اختيار وجهات أكثر برودة، أو تجنب السفر في فصل الصيف.

إلى ذلك، دفعت الحرارة المرتفعة ببعض السياح إلى قطع سفرهم والعودة لأوطانهم في وقت مبكر. وقالت أنيتا إلشوي لوكالة "رويترز" - بعد مغادرتها مع زوجها إحدى القرى في شمال روما متوجهة إلى النرويج قبل أسبوع من الموعد المقرر - إنها "أصيبت بألم شديد في الرأس والساقين، وبتورم في أصابعها، وأصبحت تعاني بشكل متزايد من دوار شديد".

أخيراً قال بانو ساريستو رئيس قسم الصحة لحالات الطوارئ في منظمة "الصليب الأحمر الدولي" للصحافيين في جنيف، إن أوروبا تشهد الآن "درجات حرارة أعلى وأكثر حراً لفترات زمنية أطول، خلال كل فصل صيف"، منبهاً إلى أن "موجات الحر هي في الحقيقة قاتل خفي".

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من الأخبار