Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

أذربيجان: روسيا وأرمينيا لا تلتزمان "وقف النار" في قره باغ

"اجتماع بروكسل" يدفع موسكو نحو قمة بين الطرفين المتحاربين واتهامات الفشل تدوي بالكرملين

ملخص

دعت موسكو إلى قمة بين أذربيجان وأرمينيا بعدما اجتمع البلدان المتنازعان في بروكسل برعاية رئيس المجلس الأوروبي

قالت أذربيجان إن روسيا وأرمينيا لا تلتزمان اتفاق وقف إطلاق النار في منطقة ناغورنو قرة باغ، بعد ساعات من مطالبة الاتحاد الأوروبي لكل من أذربيجان وأرمينيا بالإحجام عن "العنف والتصريحات الحادة".

وخاضت أذربيجان وأرمينيا حربين بسبب ناغورنو قرة باغ منذ انهيار الاتحاد السوفياتي. وهذه المنطقة جيب جبلي صغير يشكل جزءاً من أذربيجان لكن يسكنه نحو 120 ألف أرمني.

وبعد قتال عنيف ووقف لإطلاق النار جرى التوصل إليه بوساطة روسية، سيطرت أذربيجان في 2020 على المناطق التي كان يسيطر عليها الأرمن في المنطقة وحولها.

وقالت وزارة الخارجية الأذربيجانية في بيان على موقعها الإلكتروني، أمس السبت، "أرمينيا لا تلتزم كثيراً من بنود الاتفاق، وروسيا لا تضمن التنفيذ الكامل له في إطار التزاماتها".

وتجري أرمينيا وأذربيجان منذ ذلك الحين مناقشات من أجل التوصل لاتفاق سلام، تسعى روسيا من خلاله أيضاً للاحتفاظ بدور قيادي.

واستضاف رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل رئيس أذربيجان إلهام علييف، ورئيس وزراء أرمينيا نيكول باشينيان، لإجراء محادثات في بروكسل بهدف إنهاء الأعمال القتالية المتواصلة بين الجانبين منذ أكثر من ثلاثة عقود.

وقال ميشيل إن "التقدم الحقيقي يعتمد على الخطوات التالية التي سيتعين اتخاذها في المستقبل القريب. وكمسألة ذات أولوية يجب أن يتوقف العنف والخطاب الحاد من أجل توفير البيئة المناسبة لمحادثات السلام والتطبيع".

وأضاف للصحافيين "السكان على الأرض يحتاجون أولاً وقبل أي شيء إلى تطمينات في ما يتعلق بحقوقهم وأمنهم".

وقال ميشيل، إنه عبر أيضاً عن تشجيع الاتحاد الأوروبي لأذربيجان للتحدث مباشرة مع الأرمن في ناغورنو قرة باغ من أجل زيادة الثقة بين الطرفين.

كما قالت روسيا، أمس السبت، إنها مستعدة لتنظيم اجتماع ثلاثي مع أرمينيا وأذربيجان على مستوى وزراء الخارجية. وقالت وزارة الخارجية في بيان، إن ذلك يمكن أن يتبعه قمة في موسكو للتوقيع على معاهدة سلام.

موسكو تستعيد زمام المبادرة

وعرضت موسكو، اليوم الأحد، تنظيم قمة لاستعادة زمام المبادرة على صعيد عملية السلام بعدما عقدت أذربيجان وأرمينيا جولة جديدة من المحادثات حول ناغورنو قره باغ برعاية أوروبية في بروكسل السبت.

يأتي عرض موسكو بعدما اتهمتها أذربيجان، الأحد، بعدم الوفاء بالتزاماتها بموجب اتفاق وقف النار لعام 2020 الذي رعته موسكو لإنهاء الحرب التي تخوضها باكو وأرمينيا للسيطرة على منطقة ناغورنو قره باغ.

وقالت الخارجية الأذرية إن "الجانب الروسي لم يضمن التنفيذ الكامل للاتفاق في إطار التزاماته"، معتبرة أن موسكو "لم تفعل شيئاً لمنع" تسليم أرمينيا معدات عسكرية للقوات الانفصالية في المنطقة.

اجتماع بروكسل برعاية أوروبية

منطقة ناغورنو قره باغ تقطنها غالبية أرمينية لكنها باعتراف دولي جزء من أذربيجان، وهي في صلب نزاع بين باكو ويريفان أشعل إلى الآن حربين بينهما.

وعقد رئيس أذربيجان إلهام علييف ورئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان اجتماعا في بروكسل برعاية رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال في إطار جولة مفاوضات جديدة تهدف إلى حل النزاع المستمر منذ عقود بين البلدين الساعيين إلى السيطرة على ناغورني قره باغ.

وأعلنت الخارجية الأرمينية أن المحادثات تمحورت خصوصاً حول "تفاقم الأزمة الإنسانية في ناغورنو قره باغ"، مشيرة إلى أن الطرفين "توافقا على تكثيف الجهود الرامية إلى حل المشاكل القائمة".

من جهته قال ميشال في تصريح مقتضب عقب الاجتماع إن المحادثات كانت "صريحة وصادقة وجوهرية".

وحض ميشال رئيس أذربيجان ورئيس وزراء أرمينيا على "اتخاذ تدابير شجاعة لضمان تحقيق تقدم حاسم ولا رجعة فيه على مسار العلاقات".

وقال إن الأولوية تتمثل في "وضع حد للعنف والخطابات الحادة من أجل إيجاد بيئة مواتية لمحادثات السلام".

أوروبا تعتزم محادثات خماسية

وأعلن أنه يعتزم تنظيم لقاء جديد بين علييف وباشينيان بعد انتهاء الصيف، ومحادثات خماسية في مطلع أكتوبر (تشرين الأول) في غرناطة (جنوب إسبانيا)، بمشاركة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشار الألماني أولاف شولتس، على هامش قمة "المجموعة السياسية الأوروبية".

وكانت واشنطن استضافت لقاءات على مستوى وزراء الخارجية (أرمينيا وأذربيجان والولايات المتحدة) مطلع مايو (أيار) وأواخر يونيو (حزيران)، سعياً إلى إيجاد حل للنزاع.

ودعت واشنطن الأربعاء الماضي إلى وضع حد للإغلاق الذي تفرضه أذربيجان منذ الثلاثاء على ممر لاتشين، المعبر الوحيد الذي يربط أرمينيا بناغورنو قره باغ، وحضت باكو على السماح مجدداً بحرية التنقل، كما دعت باكو ويريفان إلى مواصلة التحاور.

وكان باشينيان ندد الخميس بـ"حصار" غير قانوني لناغورنو قره باغ. وتظاهر الجمعة آلاف الأشخاص في ستيباناكرت، كبرى مدن ناغورنو قره باغ، مطالبين بفتح ممر لاتشين.

فيما اتهمت أذربيجان الأحد روسيا بعدم الوفاء بالتزاماتها بموجب اتفاق وقف النار لعام 2020 الذي رعته موسكو.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ولطالما كانت روسيا تتوسط تاريخياً بين الجمهوريتين السوفياتيتين السابقتين، لكن بروكسل وواشنطن نشطتا بشكل متزايد للتوسط بينهما مع تعثر موسكو المنشغلة بالهجوم العسكري على أوكرانيا.

في خريف 2020 رعت موسكو اتفاقاً لوقف النار على أثر حرب استمرت ستة أسابيع أفضت إلى هزيمة القوات الأرمينية وتحقيق أذربيجان مكاسب ميدانية مستعيدة السيطرة على جزء من المنطقة ومحيطها.

وتعهدت روسيا نشر قوات لضمان حرية التنقل بين أرمينيا وناغورنو قره باغ، لكن يريفان تعتبر أن موسكو أخفقت في هذه المهمة.

السبت وفي إطار جهود لاستعادة زمام المبادرة من أجل إرساء سلام بين البلدين، عرضت موسكو استضافة لقاء على مستوى وزراء الخارجية، مشيرة إلى إمكان توقيع معاهدة سلام لاحقة في العاصمة الروسية.

وجاء في بيان للخارجية الروسية أن روسيا مستعدة "لتنظيم لقاء ثلاثي لوزراء الخارجية في موسكو في المستقبل القريب".

كذلك، عرضت موسكو أن تستضيف عندما يحين الوقت "قمة روسية-أذربيجانية-أرمينية لتوقيع معاهدة (السلام) ذات الصلة".

تفاقم الحدود

في الأثناء تصاعد التوتر، إذ أكدت وزارة الدفاع الأذربيجانية أن الانفصاليين الأرمينيين يبثون "ترددات لاسلكية للتشويش على أنظمة تحديد المواقع العالمية لشركات الطيران المحلية والأجنبية" التي تحلّق في أذربيجان.

ولفت البيان إلى أن "هذه الحوادث تشكل تهديداً خطراً لسلامة الطيران".

بحسب وزارة الدفاع الأذربيجانية كانت طائرة تابعة للخطوط الجوية الأذربيجانية متجهة إلى مدينة فيزولي في 13 يوليو (تموز) حينما واجهت عطلاً في نظام تحديد المواقع العالمي بسبب تشويش مفترض.

ورفضت السلطات الانفصالية الأرمينية هذه الاتهامات ووصفتها بأنها "محض افتراء".

وتتنازع الجمهوريتان السوفياتيتان السابقتان السيطرة على ناغورنو قره باغ منذ أواخر ثمانينات القرن الماضي، ما أدى إلى حربَين وقعت ثانيتهما عام 2020.

مذاك يقتصر التواصل الجغرافي بين ناغورنو قره باغ وأرمينيا على معبر لاتشين.

وأغلقت أذربيجان الثلاثاء الممر، متهمة الصليب الأحمر الأرميني بالقيام بعمليات "تهريب"، وهو ما نفته اللجنة الدولية للصليب الأحمر.

ومنذ أشهر تحذر أرمينيا المجتمع الدولي من احتمال حدوث أزمة إنسانية خطرة في المنطقة الانفصالية بسبب نقص المواد الغذائية والأدوية الناجم من تقييد حركة المرور عبر ممر لاتشين.

اقرأ المزيد

المزيد من دوليات