Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

أدب المرأة يهيمن على السوق البريطانية والأميركية

حصلت باربرا كينغسولفر على جائزة المرأة هذا الأسبوع عن روايتها "ديمون كوبرهيد"

إيان ماك إيوان، إلى اليسار، جزء من "الحرس القديم" لرموز أدب الذكور، وسالي روني، إلى اليمين، جزء من النموذج الجديد الذي تقوده النساء (غيتي)

ملخص

 في غمرة سيطرة النساء على نحو 80 في المئة من مبيعات الكتب في المملكة المتحدة وأميركا الشمالية، ألم تؤد جائزة المرأة بالفعل الغرض منها؟ نعم، ولكنها تحمل أبعاداً أكثر من ذلك

صار من الشائع أن نسأل ما الهدف من جائزة المرأة التي ظفرت بها باربرا كينغسولفر للمرة الثانية هذا الأسبوع عن روايتها التاسعة "ديمون كوبرهيد"  Demon Copperhead التي تعد نسخة شديدة المعاصرة بنكهة أميركية مستوحاة من رواية تشارلز ديكنز الشهيرة "ديفيد كوبرفليد"؟ ما الحاجة إلى جائزة للترويج للمؤلفات والاحتفاء بهن طالما أن النساء يسيطرن الآن على صناعة النشر التي تديرها نساء في الغالب؟

تهيمن الكاتبات على قوائم الجوائز وقوائم أفضل الكتب مبيعاً وأرفف المكتبات وحتى "تيك توك". في عام 2021، كن وراء حوالى 80 في المئة من المبيعات في المملكة المتحدة وأميركا وكندا. ثلاث نساء كن من بين الفائزين الخمسة النهائيين بجائزة كوستا للكتاب (توقفت الجائزة في عام 2022). وكذلك كانت هناك ثماني كاتبات من بين 13 مؤلفاً اختيروا ضمن القائمة الطويلة لدورة عام 2022 من جائزة "بوكر". من النادر جداً وجود المؤلفين الشباب الذكور البارزين هذه الأيام لدرجة أن قائمة جائزة غرانتا العشرية التي صدرت أخيراً، التي ترشح أفضل 20 كاتباً تحت سن الـ40، ضمت أربعة كتاب رجال فقط.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

منذ سنوات تلاحق هذه الحجج جائزة المرأة، التي أنشئت في عام 1996 في خطوة متحدية شهيرة رداً على القائمة القصيرة لدورة عام 1991 من جائزة "بوكر" التي اقتصرت على الذكور فقط. لا شك أن هذا يعد مقياساً لنجاح الجائزة (التي حققت هدفها بلا شك كحركة تصحيحية ضد مشاهير الأدب الذكور البارزين الذين رسخهم أمثال مارتن أميس وسلمان رشدي وإيان ماك إيوان وغيرهم خلال التسعينيات والعشرية الأولى من الألفية)، ولكنه أيضاً إنذار موجه إلى فائدة الجائزة. في النهاية، وبغض النظر عن المناقشات حول التمثيل والظهور، يمكنكم القول إن أدب المرأة مصطلح إشكالي بحد ذاته – فهو تفضلي واختزالي. أجفل عندما أسمعه، بالطريقة نفسها التي أتعجب بها من اقتراحات تخصيص عربات للنساء فقط في قطارات الأنفاق، أو عند سماع عبارة "نساء قويات" البغيضة. حتى موقع الجائزة الإلكتروني جعلني أشعر بالضيق، بسبب شريطه الذي يعلن "28 عاماً من كتب النساء الرائعة"، كما لو أن قدرة المرأة على تأليف كتاب رائع هي أمر مفاجئ.

مع ذلك، فإن "أدب المرأة" ليس مجرد مسألة إحصاءات ومبيعات، بل هو مسألة معرفة. لا يهم عدد الجوائز التي تفوز بها الكاتبات، أو عدد الكتب التي يبعنها أو حتى عدد الكتب الموجودة أساساً: هناك اعتقاد مزعج مستمر في الثقافة بأن النساء يكتبن قصصاً داخلية غير مهمة عن المشاعر والفردانية وحفلات الزفاف، بينما ينهمك الرجال في العمل الجاد المتمثل في معالجة السياسة والأمة.

بالتأكيد، ليس من الصعب العثور على أمثلة على الفرضية الأولى. الروائية الرائدة سالي روني، وقرينتاها المشهود لهما بالقدر نفسه نيش دولان وميغان نولان: تتعامل كل منهن مع التوترات الصغيرة الداخلية الفوضوية في العلاقات الشخصية. أما ريتشل كاسك، القادرة على التغلب على معظم الروائيين الذكور عندما يتعلق الأمر بالابتكار الأسلوبي، فتتفوق في خلق بطلات روائيات مهووسات بأنفسهن.

كما أن الأدب الموجه إلى الشابات يعود بصيغة راشدة: واحدة من أكثر روايات العام إثارة للاهتمام هي رواية "جيد حقاً، في الواقع" Really Good, Actually لـ مونيكا هايزي، وهي نسخة محدثة من بريدجيت جونز تناسب جيل "سناب شات". حتى أن أحدث روايات المؤلفة الأميركية كيرتس ستينفيلد تحمل اسم "كوميديا رومانسية" Romantic Comedy. انسوا أن الروائيين الذكور الشباب الموجودين يكتبون غالباً عن هذا النوع من المواضيع أيضاً: اثنان من أكثر الروائيين شهرة، كالب أزوماه نيلسون والمؤلف الأميركي براندون تايلر، استحوذا على منطقة الرغبة والقلق الذكوريين المعاصرين.

في الآونة الأخيرة، يواجه الأدب المتخيل المعاصر في جميع الفئات اتهامات بأنه أصبح متوجهاً إلى الداخل بشدة ومنشغلاً جداً بالحالة الفردية على حساب علاقة الفرد بالعالم الأوسع. تتعرض بعض الجدية الأخلاقية لخطر الضياع داخل المناوشات الثانوية للمشاعر الشخصية وتأكيد الهوية. يواجه الأدب خطر أن يصبح ضحية لاستبداد عقلية الضحية التي يكون أهم عنصر فيها هو قدرة الكاتب على إظهار تجربة وصدمة شخصيتين. هذه حجج تعميمية بالطبع، لكن لا شك في أن الحبكة والشخصيات - تلك الأدوات الجميلة القديمة التي تعود للقرن الـ19 المستخدمة لمعالجة العلاقة المستعصية في كثير من الأحيان بين الفرد والعوامل الاجتماعية والبيئية - هي أعراف يحجم عنها عديد من الروائيين الشباب الذكور والإناث.

ومع ذلك، ألقوا نظرة على القائمة المختصرة لجائزة المرأة هذا العام، التي تتضمن "تعديات" Trespasses لـ  لويز كينيدي - وهي رواية مرتبطة بعمق وعلى مستوى أخلاقي بما يعنيه العيش في بلفاست في السبعينيات. أو "الفراشات السوداء" Black Butterflies لـ بريسيلا موريس، التي تراقب ظروف الحياة في سراييفو التي مزقتها الحرب.

في مكان آخر، تحدثت أخيراً النيوزيلندية الموهوبة إيلينور كاتون - التي أصبحت أصغر فائز بجائزة "بوكر" في عام 2013 في عمر 28 سنة - عن حاجة الروائيين إلى الخروج من صومعتهم الداخلية والبدء في إعادة الانخراط في الشراكة بين الأفراد والقضايا الأخلاقية للعصر. إنها تقود من خلال كونها مثلاً: أحدث رواياتها "بيرنام وود" Birnam Wood هي عمل متناسق تحركه الحبكة وتدور حول مجموعة من المدافعين الشرسين عن البيئة ذوي التفكير الصحيح الذين يتعرضون للخطر بسبب ارتباطهم مالياً بملياردير مخادع.

ثم هناك بالطبع "ديمون كوبرهيد" لـ كينغسولفر، وهي تصوير يمزق القلب لطفل ضعيف تائه في أميركا الحديثة المنكوبة التي دمرتها المخدرات، مصمم بشكل واضح بأسلوب رواية ديكنز العظيمة المتغلغلة في المجتمع من القرن الـ19. عندما يتعلق الأمر بالروايات التي تتطلع إلى خارج الفرد وليس داخله، فإن الروائيات هن من يتحكمن بالزمام. ونحن ما زلنا بحاجة إلى جائزة المرأة، ليس لأن تمثيل الروائيات ما زال ناقصاً، ولكن لأن الجائزة تعترف، على نحو متناقض، بأنه لا يوجد شيء اسمه رواية "نسائية".

© The Independent

المزيد من ثقافة