لقيت إحدى الجامعات انتقادات كثيرة على خلفية معاملة طلابها كالأطفال من خلال إصدار تحذيرات في شأن رواية جاين أوستن.
وحصلت الرواية الكلاسيكية "دير نورث آنجر" Northanger Abbey الصادرة عام 1817 على تحذير لاحتوائها على "تنميط جنسي" في جامعة غرينيتش ما أدى إلى الاتهام بأن الطلاب "يدللون".
وتدور الرواية حول شابة اسمها كاثرين مورلاند بلغت سن الرشد في عصر الوصاية على العرش البريطاني (ريجنسي). وهي رواية هجائية تسخر من أدوار الجنسين في الأدب الذي يكتبه الرجال.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وفي الكتاب، تتطرق أوستن إلى النساء اللاتي يضطر بهن الأمر للتظاهر بالغباء بهدف إرضاء الرجال وكتبت أن "المرأة على وجه الخصوص، إذا كانت سيئة الحظ وألمّت بأي شيء، فعليها أن تخفيه [معرفتها] قدر المستطاع عن الآخرين".
وتم تحذير طلاب الأدب الإنجليزي الذين يدرسون الكتاب في الجامعة في شأن "التمييز الجنسي" Sexism في الكتاب بحسب ملاحظات المحتوى التي اطلعت عليها صحيفة تلغراف The Telegraph.
ودعا البروفسور دينيس هايس وهو أستاذ في جامعة ديربي ومدير المجموعة الناشطة "أكاديميون للحرية الأكاديمية" Academics For Academic Freedom الأكاديميين إلى "وقف "معاملة الطلاب كالأطفال [غير الراشدين] والمبالغة في حمايتهم".
وصرح لصحيفة تلغراف: "يتوجب على الجامعات أن تضع بياناً بسيطاً: "تحذير: هذه جامعة وعليكم توقع إهانة".
كما تم تحذير الطلاب من مفهوم احتواء الرواية على "علاقات وصداقات سامة".
البروفيسورة جانيت تود أوبي، وهي خبيرة في روايات جاين أوستن في جامعة كامبريدج، قالت في حديث لـ"اندبندنت": "يسرني أن أعرف أن جاين أوستن تتمتع بقوة كبيرة للإزعاج! وهذا أمر مشجع. آمل أن ينجذب الطلاب إلى التفكير في الماضي والأدب والسخرية وأنفسهم".
وغرد أحد الأشخاص على تويتر تعليقاً على الأخبار قائلاً: "لا بد أن جاين أوستن تتقلب في قبرها".
وقال متحدث باسم جامعة غرينيتش: "تم استخدام التحذيرات للمرة الأولى في يوليو (تموز) 2021 استجابة لطلبات أرسلها الطلاب إلى فريق التدريس عبر ممثلي الطلاب خلال السنة الأكاديمية 2020/2021. وتم الاتفاق على وجوب إدراج تحذيرات المحتوى في لوائح الدروس لكي يتمكن الطلاب من أخذها بعين الاعتبار قبل دراسة أي نص أدبي".
وليست تلك المرة الأولى التي يحتل فيها تحذير من رواية أدبية في جامعة بريطانية العناوين العريضة.
فخلال الصيف الماضي، صدر تحذير بالمحتوى لطلاب جامعة ووريك بشأن "مشاهد مزعجة" في رواية توماس هاردي "بعيداً عن صخب الناس" Far from the Madding Crowd.
وعلى مدى السنوات الخمس الماضية على الأقل، أدخلت الجامعات في المملكة المتحدة مفهوم "التحذير" لتنبيه الطلاب إلى احتمال الاطلاع على مواد مزعجة في المحاضرات وأتى ذلك تبعاً لاتجاه تتبعه الكليات والجامعات في الولايات المتحدة في محاولة منها لحماية الصحة النفسية للشبان.
© The Independent