Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

منظار روبوتي ذاتي الدفع يرصد سرطان الأمعاء

ابتكر عدد من العلماء نوعاً جديداً من المناظير الطبية يتميز بملمسه الناعم ومرونته وقابليته للتمدد والالتواء داخل الجسم بشكل مستقل

منظار مؤتمت ذاتي الدفع (فرديناندو رودريغيز واي باينا / إمبريال كوليدج لندن)

ملخص

ابتكار منظار داخلي  مرن قادر على التمدد والالتواء بشكل مستقل داخل الجسم من دون تدخل بشري

تبين أن جهاز روبوت يتسم بالليونة [غير صلب] يتحرك عبر الجسم مثل دودة في مقدوره أن يجعل فحص سرطان الأمعاء أكثر راحة من طريق تخفيف حدة الألم وشدة الانزعاج، وفق العلماء الذين تولوا تطويره.

وقال هؤلاء الباحثون في "إمبريال كوليدج لندن" إنهم ابتكروا منظاراً داخلياً جديداً يتميز بملمسه الناعم ومرونته وقدرته على التمدد والالتواء بشكل مستقل داخل الجسم من دون تدخل بشري.

تشهد المملكة المتحدة سنوياً نحو 900 ألف عملية تنظير للقولون، الغرض من معظمها فحص سرطان الأمعاء، علماً أن هذا الإجراء الطبي يشتمل على منظار طبي داخلي يعبر من دبر [إلى داخل الجسم].

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ويتطلب هذا الإجراء الطبي توغل [المنظار] داخل الجسم، ويتسبب لأكثر من 75 في المئة من المرضى بألم شديد، على ما قالت نيشا باتيل، استشارية في أمراض الجهاز الهضمي في "مركز إمبريال كوليدج للرعاية الصحية التابع لصندوق هيئة الخدمات الصحية الوطنية" في لندن، الذي يجري تجارب سريرية على الجهاز الجديد.

"نعلم أن المرضى يعانون انزعاجاً أو ألماً أثناء هذه العملية الطبية، مما يؤثر سلباً في القدرة على الخضوع لمزيد من الفحوص الطبية، وعلى تجربة المريض"، أضافت باتيل "تكمن وراء الأوجاع التي يقاسيها المتعالجون أسباب عدة، من بينها مثلاً، إذا كان المرضى خضعوا لجراحة في منطقة الحوض وخلفت ندوباً في الداخل، أو إذا كانوا من فئة المسنين، أو إذا كانوا يكابدون أمراضاً معينة في الأمعاء، فقد يكون تنظير القولون مؤلماً"، وفق باتيل.

تذكيراً، المنظار الداخلي عبارة عن أنبوب طويل ورفيع مزود بكاميرا في نهايته، يدخله الخبير إلى الجسم بغية التحقق من أمراض معينة.

وفق باتيل، بالمقارنة مع النموذج الأولي الروبوتي، تبقى المناظير الداخلية المستخدمة حالياً في المرافق الصحية صلبة نسبياً.

"كأنك في الواقع تنظر إلى خرطوم مياه للحديقة [المنظار التقليدي] في مقابل أحد أطراف أخطبوط [المنظار الروبوتي الجديد]، قالت باتيل.

"إنه (المنظار الروبوتي) ناعم ومرن جداً وقادر على الالتفاف حول الزوايا"، كما تشرح باتيل.

كذلك قالت إن المرضى غالباً ما يؤجلون الخضوع لهذا الإجراء الطبي لأنهم يقلقون بشأن الألم الذي ربما يتسبب به.

وأضافت: "يحضر الناس إلى موعدهم غالباً خائفين"، ويقولون "لن نخضع لهذا الإجراء".

للأسف، تكشف الفحوص الطبية إصابة نحو 43 ألف شخص بسرطان الأمعاء سنوياً في المملكة المتحدة، بينما يكابد نحو 268 ألف شخص المرض.

والحق أن التشخيص المبكر يسمح بعلاج سرطان الأمعاء.

إضافة إلى الكاميرا، المنظار الروبوتي مزود أيضاً بمجس قادر على أخذ عينات من الأنسجة وتحليلها، علاوة على ليزر جراحي صغير يستأصل الأورام، مما يجعله "جهازاً شاملاً" لاكتشاف السرطان وعلاجه في مراحله المبكرة، وفق الباحثين.

تولى فرديناندو رودريغيز واي باينا، بروفيسور متخصص بالروبوتات الطبية في قسم الهندسة الميكانيكية في "إمبريال كوليدج لندن"، الإشراف على الفريق البحثي الذي طور النموذج الأولي من الروبوت، وقال إن "سرطانات الجهاز الهضمي تمثل السبب الثاني للوفاة بسبب السرطان في المملكة المتحدة".

"يشكل تنظير القولون محور برنامج الفحوص الذي توفره ’هيئة الخدمات الصحية الوطنية‘، ولكن الطلبات على هذا الفحص اليوم تفوق القدرة على تلبيتها كلها"، بحسب البروفيسور واي باينا.

وأوضح أن هدف "هيئة الخدمات الصحية الوطنية" اكتشاف 75 في المئة من السرطانات في وقت مبكر بحلول عام 2028، لذلك لا بد من توفر تكنولوجيات جديدة.

"خلافاً للمناظير الداخلية التقليدية، لن يتطلب جهازنا دفعاً من الخلف، علماً أنه السبب الرئيس وراء انزعاج المريض أثناء تنظير القولون"، يشرح البروفيسور واي باينا.

يأمل الخبراء أيضاً أنه مقارنة مع المناظير الحالية، التي تتطلب مهارات متخصصة، فإن نسختهم الروبوتية الذاتية الدفع ستكون أسهل في الاستخدام، ويمكن طرحها في المستقبل للاستخدام في عيادات الأطباء العامين أو العيادات الخارجية.

وقالت باتيل إنه "في مرحلة التطوير والتجارب المبكرة، سيتولى أحد المتخصصين استخدام هذا الجهاز".

"ولكن، من المحتمل استخدامه في خدمات الرعاية الصحية الأولية كإجراء طبي مريح خارج المستشفى، وهو أيضاً آمن وفاعل"، وفق باتيل.

يبقى أن المنظار الروبوتي واحداً من بين خمسة مشاريع بحثية أخرى تلقت استثمارات بقيمة 36.5 مليون جنيه استرليني من "مجلس بحوث الهندسة والعلوم الفيزيائية" في المملكة المتحدة.

المزيد من صحة