Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

فيلم "سبايدرمان" الجديد مثقل بسمعة مارفل المتواضعة

المعالجات السينمائية للقصص المصورة تسيطر على الصالات، لكن قلة قليلة منها جيدة. هل تضر شراهة هوليوود لأفلام الأبطال الخارقين بفرص الأعمال التي تستحق المشاهدة فعلاً؟

يحكي الفيلم قصة المراهق العنكبوتي مايلز موراليس (يؤديه صوتياً شيميك مور) (سوني)

ملخص

المعالجات السينمائية للقصص المصورة تسيطر على الصالات، لكن قلة قليلة منها جيدة. هل تضر شراهة هوليوود لأفلام الأبطال الخارقين بفرص الأعمال التي تستحق المشاهدة فعلاً؟ 

في السابق، كان الولع الحقيقي بالقصص المصورة أمراً صعباً. قد يجد أي شخص يقل عمره عن 20 سنة صعوبة في تصديق ذلك، لكن ولفترة طويلة، لم تكن هوليوود تهتم بجد لشأن عشاق الأبطال الخارقين. كانت الشخصيات تتعرض لتشذيب خصائصها المميزة كي تناسب السوق "السائدة"، ويمكن وصف معظم أفلام الأبطال الخارقين بطريقة ملطفة بأنها رخيصة ورديئة. بدأ هذا النوع السينمائي بالتوسع مع نجاح ثلاثية "سبايدرمان" Spider-Man الديناميكية للمخرج سام ريمي (ولا سيما أول فيلمين صادرين في عامي 2002 و2004) وجزء التتمة لفيلم باتمان Batman الحائز جائزة الأوسكار "فارس الظلام" The Dark Knight للمخرج كريستوفر نولان، الصادر سنة 2008. الآن، نعيش في عالم غالباً ما يبدو فيه المولعون بالقصص المصورة وكأنهم السوق الوحيدة التي تهتم هوليوود بخطب ودها، ويصبح الجميع في حال أسوأ بسببها في نهاية المطاف.

صدر هذا الأسبوع فيلم "سبايدرمان: عبر عالم سبايدر" Spider-Man: Across the Spider-Verse، وهو تكملة لفيلم الرسوم المتحركة الشهير "سبايدرمان: في قلب عالم سبايدر" Spider-Man: Into the Spider-Verse الصادر عام 2018، ويحكي قصة المراهق العنكبوتي مايلز موراليس (يؤديه صوتياً شيميك مور)، بينما يلتقي بمجموعة من الناس العناكب البديلين من عوالم مختلفة. إنه رابع فيلم أبطال خارقين ضخم يصدر هذه السنة حتى الآن (بعد فيلم "آنت مان أند ذا واسب: كوانتيمانيا" Ant-man and the Wasp: Quantumania، "شازام! غضب الآلهة" Shazam! Fury of the Gods، و"حراس المجرة الجزء 3" and Guardians of the Galaxy Vol.3) وتاسع فيلم عن سبايدرمان منذ أصدر ريمي فيلمه الناجح عام 2022، هذا إذا لم نحسب أفلام مارفل العديدة الأخرى التي تظهر فيها الشخصية، هذا مبالغ فيه بالتأكيد بأي مقياس منطقي.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

سموه ما شئتم – إذ إن تعبير "الإرهاق من الأبطال الخارقين" مستهلك كثيراً - لكن أولئك منا الذين لم يغرقوا في متاهات قصص مارفل المصورة قد يرغبون في تجنب مشاهدة هذا الفيلم، على رغم موجة المراجعات المتألقة (أعطت الناقدة السينمائية في "اندبندنت" فيلم "عبر عالم سبايدر" تقييماً بأربع نجوم، ووصفته بأنه "درس يعطيه أروع معلم ستقابلونه على الإطلاق"). يشبه الأمر إلى حد ما ذلك المشهد التقليدي في الأعمال الكوميدية عندما يتم ضبط طفل يدخن سيجارة فيجبره والداه على تدخين عبوة كاملة رغماً عنه. عندما يتعلق الأمر بأفلام الأبطال الخارقين، فنحن الآن جميعاً نغرق في القطران بعد تدخين عدة عبوات بجنون، احتمالية ارتياد السينما لمشاهدة "عبر عالم سبايدر" تشبه تلويح شخص بسيجار فاخر في وجهك. ليس الآن، رجاء.

بالطبع، ابتكار حل لمشكلة الشراهة في السينما ليس بهذه السهولة بالضرورة. من الجيد والرائع أن تنظر إلى "عالم سبايدر" وتقول "يمكن الحفاظ على هذا"، بينما تلقي نظرة خاطفة على شيء مثل "شازام 2"، والتفكير "لا أبداً"، لكن السينما هي شكل فني، إنها زئبقية وغير معصومة عن الخطأ. لم يكن في نية الاستوديوهات أبداً - أو نادراً في الأقل – صناعة فيلم سيئ عن قصد، تبدو الأعمال الناجحة والفاشلة متشابهة إلى حد كبير إلى أن يتم عرضها على الشاشة. ينطبق هذا بشكل خاص على أفلام الأبطال الخارقين التي عادة ما تكون متشابهة من حيث الفرضية والثيمة. على سبيل المثال، من الصعب شرح الهوة الواسعة في الجودة بين "فرقة انتحار" Suicide Squad الصادر عام 2016 و"فرقة الانتحار" The Suicide Squad الصادر عام 2021 وهما ما زالا نصين على ورق، لكن بالنسبة لأي شخص شاهد الفيلمين، من المستحيل عدم ملاحظة التفاوت.

معدل نجاح أفلام الأبطال الخارقين الرائعة مقارنة بالأفلام المتوسطة أو السيئة، مروع: مقابل كل جهد جدير بالاهتمام (يتبادر إلى الذهن "ذا باتمان" من العام الماضي) هناك 10 أفلام عديمة الجدوى. والنسبة تزداد سوءاً. يعتبر عديد من محبي عالم مارفل السينمائي، الامتياز السينمائي الأكثر ربحاً للقصص المصورة، أن العقد الماضي كان حقبة ذهبية منقضية، حيث تم اعتبار أفلام مثل "حراس المجرة" (2014) و"بلاك بانثر" Black Panther (2018) و"المنتقمون: نهاية اللعبة" Avengers: Endgame (2019) أفضل ما أنتجته مارفل. في الوقت نفسه قوبلت إصدارات عالم مارفل السينمائي الأخيرة بعدد كبير من المراجعات السلبية، من "بلاك ويدو" Black Widow إلى "أبديون" Eternals و"ثور: الحب والرعد" Thor: Love and Thunder. من المرجح أن يؤدي تقليص العدد الإجمالي للمعالجات السينمائية للقصص المصورة إلى انتصارات أقل شبيهة بـ"عبر عالم سبايدر"، لكن أكرر مرة أخرى، أن هذا قد يكون ثمناً مقبولاً يجب دفعه لوقف هذا التدفق من إنتاجات مارفل المتواضعة، لكن كما يتضح من الوضع الحالي، فإن أفلام الأبطال الخارقين الناجحة معرضة لخطر الضرر بسبب ارتباطها ببقية الأعمال في هذا النوع السينمائي.

الميزة الوحيدة التي يتمتع بها "عبر عالم سبايدر" هي أنه فيلم رسوم متحركة - وهو اختلاف رسمي حاسم يميزه عن الغالبية العظمى من منافسيه (الحقيقة هي أن معظم أفلام الأبطال الخارقين ستكون أفضل لو قدمت كرسوم متحركة على أي حال: عادة ما تكون النسخ المؤنسنة غارقة في بهرجة الصور المبتكرة حاسوبياً). يتجاوز الجمهور الأساسي للفيلم المتعصبين المعتادين للقصص المصورة، ويصل إلى عالم مستقل من عشاق الرسوم المتحركة، لكن بالنسبة لمعظم رواد السينما العاديين، إنه مجرد فيلم آخر عن سبايدرمان، كما أن تشبعنا الثقافي بهذه الشخصية لا يقتصر على عالم السينما: ستشهد أجهزة بلاي ستيشن 5 هذا العام إصدار لعبة فيديو عالية الميزانية بطلها سبايدر مان، هي ثالث لعبة من نوعها خلال خمس سنوات.

السينما هي عالم من الاتجاهات السائدة والرائجة، عاجلاً أم آجلاً، ستصبح أفلام الأبطال الخارقين أقل رواجاً في الأسواق. مع مرور الوقت، سترتبط عوالم مارفل ودي سي كوميكس بشكل متزايد بالميول القديمة لمن هم في منتصف العمر، سيكبر المراهقون وهم يعتقدون أن سبايدرمان هو شخصية أحبها آباؤهم، وليس شيئاً شاباً وجديداً. في هذه الأثناء، قد يبدأ المشاهدون الأكبر سناً في التوق لشيء أكثر أهمية ومناسب للراشدين أكثر بطريقة تقليدية. ربما نكون وصلنا إلى ذلك الوقت بالفعل. سيكون "عبر عالم سبايدر" مقياساً مثيراً للاهتمام، لمعرفة عدد الأشخاص الذين سيظلون عالقين في شبكة مارفل العنكبوتية. في النهاية، لن يبقى فيها سوى الذباب.

يعرض فيلم "سبايدرمان: عبر عالم سبايدر" في دور السينما حالياً.

© The Independent

المزيد من سينما