Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

مسنون جزائريون يسابقون الشباب على الشهادات العليا

تعتبر قصصهم حافزاً ودافعاً لأجيال من التلاميذ

لجأت السلطات الجزائرية منذ عام 2016 إلى تدابير خاصة لمنع الغش في الامتحانات (وسائل التواصل الاجتماعي)

ملخص

تجارب لكبار السن يسكنهم ولع الحصول على شهادة مدرسية في عمر متقدم

بخطوات متثاقلة يسير الحاج أحمد دباب البالغ من العمر 78 سنة، نحو مركز الامتحان في ولاية الجلفة جنوب الجزائر، لاجتياز امتحان شهادة البكالوريا (الثانوية العامة).

يتكئ الحاج دباب الذي يعاني إعاقة بصرية بيده على عصا، ويمسك بأخرى يد مرافقه ليسير قدماً نحو خوض تجربة يأمل في أن تكون مصدر إلهام للشباب الطموح، كما قال.

فرحة للجميع

قصة الشيخ الثمانيني خطفت أنظار الفضوليين الذين حيرتهم هذه الرغبة الجامحة في مواصلة الدراسة، مما جعله يرد في تصريحات صحافية والابتسامة بادية على محياه "قبل أعوام رسبت في هذا الامتحان بسبب ظروف عائلية، واليوم عدت لأجتاز الامتحان وأنجح. وفي حال نجحت بالبكالوريا سأقيم حفلة ونفرح سوياً".

وعندما سئل الشيخ عن الغرض من اجتياز الامتحان وأهدافه المستقبلية أضاف بكل هدوء، "لم آت من أجل أن أذهب للجامعة ولكن حتى أشجع أبنائي على متابعة دروسهم".

قد تبدو حال الشيخ دباب غريبة في تفاصيلها، لكنها تحمل رسالة قيمة للطموحين بأن الدرجة العلمية تبقى الهدف الأسمى الذي يسعى الإنسان إلى بلوغه، وأن العقبات التي قد تعترض الفرد ستزيده إصراراً على التحدي.

الأم وابنتها ورحلة التعلم

منحت الامتحانات التي أجريت أخيراً في الجزائر الفرصة لكثيرين في التعرف إلى أشخاص تحدوا الظروف المحيطة بهم، إذ مثلت القصص التي تداولتها وسائل إعلام محلية ومنصات التواصل الاجتماعي كل معاني الكفاح والمثابرة لنيل المبتغى، والرغبة في تحقيق حلم النجاح والتفوق الدراسي.

وغير بعيد من قصة الحاج دباب، منحت إحدى الأمهات بولاية ورقلة جنوب الجزائر لنفسها مثال تحفيز ابنها لنيل شهادة الماستر في الحقوق، وذلك بعد أن رافقته في مساره الدراسي بداية من المستوى الثالث ثانوي، إذ تحصلت رفقته على شهادة الباكالوريا في العام نفسه.

واصلت الأم دراستها مع ابنها وناقشت مذكرة تخرجها في تخصص القانون الجنائي، لتصبح هذه المناقشة الأولى في تاريخ قسم الحقوق بجامعة ورقلة، وتشهد مناقشة أم وابنها في يوم واحد.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

تدابير خاصة

وفي تصريحات إعلامية قال عميد الجامعة محمد عماد الدين عياض إن "شغف السيدة هو دراسة الأدب العربي لكنها ضحت من أجل ابنها باختيار تخصص الحقوق، لينالا سوياً شهادة الماستر بتقدير جيد جداً".

واعتبر المتحدث ذاته أن "الطالبة الأم تعد من المتفوقين الأوائل في تخصصها، ولعبت دوراً مهماً في تحفيز ابنها وتشجيعه في دراسته إلى حين يوم تخرجهما، والأكيد أن قصتها ستلهم كثيراً من الناس على استكمال دراستهم بعد أن أثبتت أن الحلم ليس مستحيلاً".

واجتاز أكثر من 790 ألف مترشح امتحانات شهادة البكالوريا في 2674 مركز امتحان موزعة بين مدارس ثانوية للطلبة المنتظمين، ومراكز موقتة بالنسبة إلى الطلبة الدارسين عن بعد، والمقدر عددهم بـ 269 ألف مسجل، بينهم ما يقارب 6 آلاف مترشح من المساجين الذين واصلوا دراستهم من داخل المؤسسات العقابية، بحسب إحصاء رسمي، على أن تعلن النتائج وفق وزير التربية عبدالحكيم بلعابد بحلول الـ 20 من يوليو (تموز) المقبل.

ومنذ عام 2016 لجأت السلطات الجزائرية إلى تدابير خاصة لمنع الغش في الامتحان، وتقول إنه يهدف إلى مكافحة الغش والمحافظة على "نزاهة الامتحان وصدقيته" على رغم استياء عام من عملية القطع التي تستمر خمسة أيام، مما يعطل بعض الأنشطة والاتصالات.

المزيد من تقارير