Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

حرب السد تشعل الجبهات بين روسيا وأوكرانيا

موسكو تعلن صد هجوم في منطقة زابوريجيا وكييف تنفي بدء الهجوم المضاد

ملخص

روسيا وأوكرانيا تتبادلان الاتهامات أمام محكمة العدل الدولية والكرملين: تفجير أنبوب الأمونيا ستكون له عواقب "سلبية" على اتفاق الحبوب

نفى الجيش الأوكراني تقريراً إعلامياً غربياً اليوم الخميس نقل عن مصادر لم يحدد هويتها القول إن كييف بدأت هجومها المضاد المزمع على القوات الروسية.

وقال متحدث باسم هيئة الأركان العامة للجيش الأوكراني لـ"رويترز"، "ليست لدينا معلومة من هذا القبيل".

أعلنت روسيا اليوم الخميس صد هجوم للقوات الأوكرانية شارك فيه 1500 جندي في منطقة زابوريجيا الواقعة جنوباً بعد معركة استمرت ساعتين.

وقال وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو "اليوم عند الساعة 1:30 صباحاً (22:30 ت غ) في منطقة زابوريجيا، جرت محاولة لاختراق دفاعاتنا"، مضيفاً "تم وقف العدو وتراجع بعد خسائر فادحة"، كما أشار إلى أن القوات الأوكرانية استخدمت في هجومها 150 عربة مدرعة.

وكانت روسيا ذكرت هذا الأسبوع أنها صدت هجمات عدة شنتها القوات الأوكرانية.

وأكد مسؤولون أوكرانيون أن قواتهم باتت مستعدة لشن هجوم مضاد مرتقب، لكن لن يكون هناك إعلان رسمي عن توقيت انطلاقه.

وقالت نائبة وزير الدفاع الأوكراني غانا ماليار "الخطط تحب الصمت"، مضيفة أن "الهجوم لن يبدأ على وسائل التواصل الاجتماعي".

جدل سد كاخوفكا

اتهمت موسكو كييف أمام محكمة العدل الدولية اليوم بتدمير سد كاخوفكا في جنوب أوكرانيا بقصف مدفعي "مكثف"، رافضة ادعاءات أوكرانيا أن روسيا هي المسؤولة عن تفجيره.

كما نفت موسكو أمام القضاة في محكمة العدل الدولية اتهامات أوكرانية أخرى بأنها انتهكت قوانين الإرهاب من خلال دعمها للانفصاليين بشرق أوكرانيا منذ عام 2014.

وقال الدبلوماسي الروسي ألكسندر شولغين لمحكمة العدل الدولية في لاهاي "أعلنت أوكرانيا أن روسيا فجرت السد الكبير في نوفا كاخوفكا، في الواقع أوكرانيا هي التي فعلت ذلك".

وأضاف "نظام كييف لم يشن هجمات مدفعية مكثفة على السد ليلة السادس من يونيو (حزيران) فحسب، بل أيضاً رفع منسوب المياه في خزان كاخوفكا عمداً إلى مستوى حرج" عن طريق فتح بوابات السد في محطة توليد الطاقة الكهرومائية.

ولم يقدم شولغين، السفير الروسي لدى هولندا، أي دليل للمحكمة لدعم أقواله.

واتهمت كييف موسكو بتفجير السد الواقع في منطقة بجنوب أوكرانيا تسيطر عليها روسيا، مما تسبب في فيضانات واسعة.

"دولة إرهابية"

بدأت أوكرانيا مرافعاتها الرسمية في محكمة العدل الدولية أول من أمس الثلاثاء في القضية التي رفعتها للمرة الأولى عام 2017.

ووصفت روسيا بأنها "دولة إرهابية" وقالت إن دعمها للمتمردين في شرق البلاد كان مقدمة للحرب الشاملة في فبراير (شباط) 2022.

وفي تكرار لتصريحات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أثناء محاولته تبرير الحرب العام الماضي، قال ألكسندر شولغين إن كييف "ليست لها سلطة أخلاقية" وإنها تضطهد السكان في شرق أوكرانيا.

وتابع "وصل هذا النظام إلى السلطة على خلفية انقلاب عنيف عام 2014 على أكتاف قوميين هم الأحفاد المباشرون للمتعاونين مع النازيين في الحرب العالمية الثانية".

وأضاف السفير الروسي أن الحكومة الأوكرانية الحالية تضم "نازيين جدداً" في مناصب رئيسة بعضها بالقوات المسلحة، واتهمها بارتكاب "قمع وحشي" في منطقة دونباس بشرق البلاد.

وكان بوتين قال إن أحد أهداف "العملية العسكرية الخاصة" هو "اجتثاث النازية" من أوكرانيا، وكثيراً ما يقارن مؤيدو الحرب كيفية تعامل أوكرانيا مع الناطقين بالروسية بتصرفات ألمانيا النازية. لكن هذه المزاعم نفتها كييف والجالية اليهودية في البلاد.

ومن غير المتوقع صدور حكم سريع من محكمة العدل الدولية التي أنشئت بعد الحرب العالمية الثانية للتعامل مع النزاعات بين الدول الأعضاء في الأمم المتحدة.

تفجير أنبوب الأمونيا

من جهة أخرى حذر الكرملين اليوم من أن الانفجار الذي لحق بخط أنابيب رئيس للأمونيا سيكون له تأثير "سلبي" في محادثات تجديد اتفاق تصدير الحبوب الأوكرانية عن طريق البحر الأسود.

وقال المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف للصحافيين "هذا أمر آخر يعقد الموقف حقاً من منظور تمديد الاتفاق، لا يمكن أن يكون له سوى تأثير سلبي".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وكانت موسكو تطالب باستئناف تشغيل خط الأنابيب المعطل منذ فبراير 2022 في سياق المفاوضات مع الأمم المتحدة حول تمديد الاتفاق الذي أتاح تصدير ملايين الأطنان من الحبوب الأوكرانية.

أبرم الاتفاق في يوليو (تموز) 2022 بين روسيا وأوكرانيا بوساطة الأمم المتحدة وتركيا وتم تجديده في مايو (أيار) الماضي لمدة شهرين بعد مفاوضات مكثفة، وطالبت موسكو بالامتثال لاتفاق موازٍ يخص صادراتها من المنتجات الزراعية والأسمدة.

وحملت روسيا "مجموعة تخريبية أوكرانية" مسؤولية تفجير خط أنابيب الأمونيا الرابط بين مدينة تولياتي الروسية ومدينة أوديسا الأوكرانية.

من جانبها رفضت كييف اتهامات موسكو وقالت إن القوات الروسية مسؤولة عن الحادثة التي وقعت في شمال شرقي أوكرانيا.

تحرك ميداني

زار الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينكسي اليوم منطقة خيرسون التي تجتاحها منذ أول من أمس فيضانات جراء تدمير سد كاخوفكا في وقت أعلنت السلطات المعينة من موسكو مقتل خمسة أشخاص في الكارثة.

ودمر السد الثلاثاء، مما أرغم آلاف الأشخاص على الفرار من منازلهم بعدما تدفقت المياه وفاض نهر دنيبرو ليغمر عشرات القرى وأجزاء من العاصمة الإقليمية خيرسون وسط تحذيرات من كارثة إنسانية.

تبادلت أوكرانيا وروسيا الاتهامات بتدمير السد فيما بلغت المساحات التي غمرتها المياه اليوم 600 كيلومتر مربع، بحسب حاكم إقليمي.

ونشر زيلينسكي مقاطع فيديو اليوم تظهر لقاءه مسؤولين محليين في منطقة خيرسون وتسجيلاً آخر يظهر إجلاء سكان على نقطة عبور، وكتب "أشكر عناصر الإنقاذ والمتطوعين! أشكر كل من شارك في هذا العمل!".

وتستعين عناصر الإنقاذ بزوارق مطاطية وعربات برمائية لنقل الناس من مناطق غارقة بالمياه. وقالت تيتيانا أوملشينكو (65 سنة) إنها انتظرت يومين قبل إجلائها من شقتها الكائنة في مبنى سكني واضطرت إلى الخروج من نافذة محطمة للوصول إلى زورق إنقاذ، وشرحت "في المبنى الذي أقيم فيه وصلت المياه إلى الطابق الثالث ولا يزال هناك أشخاص في الداخل".

وقاست الموظفة بوكالة الأرصاد في خيرسون لورا موسيان المستوى الحالي للمياه عند 5.33 متر فوق المستوى الطبيعي، وقالت "يبلغ ذلك المستوى ارتفاع طابقين، لا يمكن النجاة إلا على السطح" وأضافت أن مستوى المياه "بدأ بالانحسار قليلاً، وإذا استمر هذا المنحى ستكون تلك أنباء طيبة للسكان".

وأفاد مسؤولون بأن المياه غمرت 2629 منزلاً في المناطق التي تسيطر عليها أوكرانيا وناشد بعض الأهالي عناصر الإنقاذ إعادتهم إلى شققهم لإنقاذ حيواناتهم المدللة التي تركوها وحيدة.

وقالت أولينا (59 سنة) وهي تغطي وجهها بيديها "هرتي في الشقة منذ ثلاثة أيام من دون طعام، إنها تموت"، لكن المبنى السكني حيث تسكن يقع في منطقة تشهد تيارات قوية لا يمكن لزوارق الإنقاذ عبورها.

وأكدت السلطات الأوكرانية أن 30 من الأحياء السكنية غرقت بالمياه، 10 منها تقع في مناطق تسيطر عليها روسيا بالضفة الشرقية لنهر دنيبرو.

ويخضع 60 في المئة من المناطق التي غمرتها المياه للسيطرة الروسية، وفق الحاكم أولكسندر بروكودين الذي قال على منصات التواصل الاجتماعي إنه "على رغم الخطر والقصف الروسي الكثيف، تتواصل عمليات الإجلاء من مناطق طاولتها الفيضانات".

وذكرت الإدارة المدعومة من موسكو في نوفا كاخوفكا حيث يقع السد على مواقع التواصل الاجتماعي "توفي خمسة أشخاص نتيجة كارثة محطة كاخوفكا للطاقة الكهرومائية ونقل 41 شخصاً إلى المستشفيات".

ولم تعلن أوكرانيا عن خسائر بشرية محددة وإن تحدث زيلينسكي عن "وفاة أشخاص ونفوق حيوانات" في الكارثة.

وارتفع منسوب المياه أيضاً بنحو متر في مدينة ميكولاييف بالمنطقة المحاذية، بحسب ما قال رئيس البلدية أولكسندر سيينكيفيتش.

وأعلنت أوكرانيا وروسيا عن إجلاء أكثر من 6000 شخص في المجموع، فيما بادر كثيرون آخرون للفرار بأنفسهم.

زيلينسكي ينتقد الأمم المتحدة

ووجه زيلينسكي انتقادات للأمم المتحدة والصليب الأحمر خلال مقابلة مع صحيفة "بيلد" الألمانية وعبر عن "صدمته" لـ"عدم وجودهما في المكان".

وأعلن الأمين العالم لحلف شمال الأطلسي (الناتو) ينس ستولتنبرغ أنه سيترأس اليوم اجتماعاً طارئاً لتنسيق عمليات الإغاثة بعد "التفجير الشائن"، من المقرر أن يشارك فيه وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا، وأكدت فرنسا بدورها إرسال مساعدات إلى أوكرانيا.

وكان سد كاخوفكا يؤمن مياه التبريد لمنشأة زابوريجيا النووية، أكبر المنشآت في أوروبا، الخاضعة للسيطرة الروسية، ونفت الوكالة الدولية للطاقة الذرية وجود "أي خطر في المدى القريب" يتهدد المنشأة.

تلغيم من الداخل

ورجحت الشركة المشغلة "أوكرهيدروإنرجو" (الهيئة الأوكرانية المشغلة لمحطات الطاقة الكهرومائية) أن يكون جرى تلغيم السد من الداخل وأضافت أن السد المشيد في الحقبة السوفياتية "صمم وبني ليتحمل ضربة نووية من الخارج".

وحذرت أجهزة الطوارئ من أن مياه الفيضانات جرفت ألغاماً أرضية مما يمثل خطراً على المدنيين.

من ناحيتها، دقت الحكومة ناقوس الخطر إزاء التداعيات على البيئة واعتبرتها "إبادة بيئية".

وحذر الناشط في منظمة السلام الأخضر (غرينبيس) في كييف دنيس تسوتساييف من أن بعض أصناف الحيوانات ربما تحتاج إلى عقد من الزمن لتجاوز الكارثة وبعضها الآخر قد لا يتجاوزها على الإطلاق.

وبحسب أحدث المعلومات فقد "تسرب 500 طن في الأقل من زيت المحركات بسبب تدمير السد" وفق الناشط، مما يمثل تهديداً على الطيور والثدييات.

ميدانياً أعلنت أوكرانيا مقتل ثلاثة أشخاص من عائلة واحدة بقصف روسي على شرق البلاد.

وقالت الشرطة على مواقع التواصل الاجتماعي إن "القوات الروسية قصفت القطاع السكني من أوكراينسك بالمدفعية. قتل طفل يبلغ أربع سنوات ووالده وجده" كما أصيب أربعة أطفال تتراوح أعمارهم بين ثلاث و13 سنة وبالغ بجروح.

وفي وقت لاحق، صرح المتحدث العسكري سيرغي سيرغييف إلى وكالة الصحافة الفرنسية بأن "هناك عدداً من الجرحى والقتلى نتيجة قصف روسي على وسط خيرسون. يجري التأكد من الأرقام".

ومن ناحيتها أعلنت روسيا اليوم مقتل شخصين في قصف أوكراني على نقاط إجلاء للمدنيين من منطقة خيرسون.

وقال رئيس المنطقة المعين من موسكو فلاديمير سالدو على "تيليغرام"، "ارتكب مقاتلون من نظام كييف جريمة شنيعة. لقد قصفوا نقطة إجلاء للمدنيين في غولا بريستان. قتل شخصان بينهما حامل تبلغ من العمر 33 سنة وأصيب شخصان آخران بجروح".

المزيد من دوليات