Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

كوسوفو "على صفيح ساخن" وأوروبا تدعو لوقف التصعيد

"الأطلسي" ينشر قوات إضافية بعد إصابة 30 جندياً وروسيا لـ"الغرب": "أوقفوا دعايتكم"

تتكرر التوترات في تلك المناطق من الإقليم الصربي السابق الذي لم تعترف بلغراد باستقلاله المعلن عام 2008 (أ ف ب)

ملخص

تبقى الأجواء متوترة اليوم الثلاثاء في شمال كوسوفو بعد أن تجمع محتجون صرب أمس الإثنين مجدداً أمام بلدية زفيتشان وجرت مواجهات عنيفة أدت إلى إصابة أكثر من 30 عنصراً من قوة حفظ السلام وأكثر من 50 متظاهراً.

أعلن حلف شمال الأطلسي (ناتو) اليوم الثلاثاء أنه سينشر قوات إضافية في كوسوفو عقب مواجهات في شمال البلاد أصيب فيها 30 جندياً من قوة حفظ السلام التي يقودها الحلف.

وقال قائد البحرية الأميركية في أوروبا وأفريقيا الأدميرال ستيوارت بي مونش في بيان "يعد نشر قوات إضافية من ’ناتو‘ في كوسوفو إجراء حكيماً لضمان أن تكون لقوات كوسوفو القدرات التي تحتاج إليها للحفاظ على الأمن، وفقاً لتفويض مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة"، مضيفاً "يجب أن يتوقف العنف".

شغب وحواجز وتوتر

وتبقى الأجواء متوترة اليوم في شمال كوسوفو بعد أن تجمع محتجون صرب أمس الإثنين مجدداً أمام بلدية زفيتشان وجرت مواجهات عنيفة أدت إلى إصابة أكثر من 30 عنصراً من قوة حفظ السلام وأكثر من 50 متظاهراً.

وأقام جنود بلباس مكافحة الشغب من قوة حفظ السلام التي يقودها حلف شمال الأطلسي في كوسوفو، حاجزاً حديدياً حول مبنى البلدية لمنع مئات المتظاهرين الصرب من الدخول.

وأوقفت أمام مبنى البلدية ثلاث مركبات مصفحة تابعة لشرطة كوسوفو التي يثير وجودها غضب الصرب الذين يشكلون غالبية السكان في أربع بلدات في شمال كوسوفو.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

بعد أن غادر ممثلوهم السياسيون الإدارات المحلية في هذه البلدات الأربع بشمال كوسوفو في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي في سياق مواجهة بين بلغراد وبريشتينا، قاطع الصرب الانتخابات البلدية التي نظمتها حكومة كوسوفو في أبريل (نيسان) الماضي لإنهاء الفراغ المؤسسي.

وفاز رؤساء بلديات ألبان في هذه الانتخابات التي كانت نسبة المشاركة فيها أقل من 3.5 في المئة.

ونصبت حكومة رئيس وزراء كوسوفو ألبين كورتي رؤساء البلديات الأسبوع الماضي على رغم دعوات التهدئة الصادرة عن الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة.

والتوترات متكررة في تلك المناطق من الإقليم الصربي السابق الذي لم تعترف بلغراد باستقلاله المعلن عام 2008 وحيث يتحدى السكان الصرب الحكومة المحلية.

وأمس، أعلنت القوة المتعددة الجنسيات أنها "تعرضت لهجمات غير مبررة" بعد أن اشتبك متظاهرون مع الشرطة وحاولوا الدخول إلى مبنى بلدية زفيتشان الشمالية.

وقال الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش إن 52 صربياً أصيبوا، ثلاثة منهم بجروح خطرة، فيما أصيب أحدهم "بعيارين ناريين أطلقتهما قوات خاصة (من إثنية) ألبانية".

إلى طاولة المفاوضات

من جهتها أفادت قوة الحلف الأطلسي في بيان اليوم بإصابة 19 جندياً مجرياً و11 جندياً إيطالياً في اشتباكات أمس، مشيرة إلى أنهم يعانون "كسوراً وحروقاً ناجمة عن عبوات ناسفة حارقة".

ولفتت إلى أن "ثلاثة جنود مجريين أصيبوا بأسلحة نارية".

وذكر وزير الدفاع المجري في تعليق على "فيسبوك" أن "أكثر من 20 جندياً مجرياً" بين المصابين، سبعة منهم بحال خطرة، لكن وضعهم مستقر.

وقال وزير الخارجية الإيطالي إن ثلاثة جنود إيطاليين أصيبوا بجروح خطرة، فيما عبرت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني مساء أمس عن "تنديدها الشديد"، داعية "كل الأطراف إلى أخذ خطوة إلى الوراء وخفض التوترات".

وفي باريس، دانت وزارة الخارجية الفرنسية "بأشد العبارات أعمال العنف هذه"، داعية بلغراد وبريشتينا إلى "العودة لطاولة المفاوضات" بهدف التوصل إلى تسوية.

وأضافت الوزارة في بيان "لا يمكننا أن نتساهل مع تعرض الاستقرار الإقليمي للخطر في مثل سياق دولي حرج كهذا. هذه مسألة تتعلق بأمن أوروبا".

ودان حلف شمال الأطلسي "بشدة" الهجمات "غير المقبولة" على قوته، مشدداً على "وجوب أن يتوقف العنف فوراً".

وتابع الحلف "ندعو كل الأطراف إلى الامتناع عن أفعال تؤجج التوترات والدخول في حوار".

وندد قائد قوة كفور الجنرال أنجيلو ميكيل ريستوتشا بهجمات "غير مقبولة"، مشدداً على أن قوته "ستواصل أداء مهمتها بحيادية".

ودعا وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل اليوم قادة كوسوفو وصربيا إلى وقف التصعيد على الفور بعد اشتباكات "غير مقبولة على الإطلاق" في شمال كوسوفو، محذراً من أن الاتحاد الأوروبي "يناقش الإجراءات التي يمكن اتخاذها في حال واصل الأطراف مقاومة الخطوات المقترحة تجاه وقف التصعيد".

روسيا لـ"الغرب": أوقفوا الدعاية

في المقابل، حضت روسيا اليوم، الغرب على وقف "دعايته الكاذبة" في شأن المواجهات في كوسوفو بعد إصابة جنود الخلف، داعية إلى "إجراءات حاسمة لخفض التصعيد".

وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان "ندعو الغرب إلى إنهاء دعايته الكاذبة والتوقف عن إلقاء اللوم في الأحداث في كوسوفو على الصرب المدفوعين باليأس"، مضيفة "يجب اتخاذ إجراءات حاسمة لخفض التصعيد".

وحصلت صدامات الجمعة الماضي أيضاً خلال وصول رؤساء بلديات لتسلم مناصبهم برفقة الشرطة.

ويعيش نحو 120 ألف صربي في كوسوفو التي يبلغ عدد سكانها 1.8 مليون نسمة، غالبيتهم الساحقة من الألبان.

وتشهد كوسوفو، الإقليم الصربي السابق الذي أعلن استقلاله في 2008 مواجهات متكررة في الشمال، حيث تشجع بلغراد الصرب على تحدي سلطات البلاد التي تسعى إلى فرض سيادتها على المنطقة بكاملها.

وقالت قوة حلف شمال الأطلسي المنتشرة في كوسوفو إنها "عززت وجودها" في الشمال وحثت بلغراد وبريشتينا على استئناف الحوار برعاية الاتحاد الأوروبي لتخفيف التوتر.

واعتباراً من الجمعة الماضي، دعت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وإيطاليا وألمانيا سلطات كوسوفو إلى "التراجع فوراً واحتواء التصعيد"، وعبرت هذه الدول في بيان مشترك عن "قلقها إزاء قرار صربيا رفع مستوى تأهب قواتها المسلحة عند الحدود مع كوسوفو".

انفجار في قلب أوروبا

وأمر الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش الجمعة الماضي الجيش بوضع وحداته في حال تأهب و"التحرك" في اتجاه الحدود مع كوسوفو.

من جانبه، أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن "الصرب يقاتلون من أجل حقوقهم في شمال كوسوفو"، موضحاً أن الجيش في حال تأهب و"القرار سيتخذه الرئيس الصربي".

وتعليقاً على تدخل "ناتو" عام 1999 ضد بلغراد الذي أنهى الحرب بين القوات الصربية والمقاتلين الألبان، قال لافروف خلال زيارة لكينيا "هناك انفجار كبير يلوح في الأفق في قلب أوروبا، حيث شن ناتو عام 1999 عدواناً على يوغسلافيا" السابقة.

وأثار بطل كرة المضرب الصربي نوفاك ديوكوفيتش الجدل أمس عندما كتب على الكاميرا "كوسوفو قلب صربيا. أوقفوا العنف"، وذلك بعد فوزه في الدور الأول من بطولة "رولان غاروس" لكرة المضرب.

وقال ديوكوفيتش (36 سنة) لوسائل إعلام صربية في البطولة إن "كوسوفو مهدنا ومعقلنا ومركز أهم الأشياء لبلدنا".

وتابع "أنا ضد الحرب والعنف والنزاع"، مضيفاً "بالطبع أتعاطف مع الجميع، لكن ما يحدث في كوسوفو هو سابقة في القانون الدولي".

اقرأ المزيد

المزيد من دوليات