Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ملتقى الرواية والسينما في دورة أولى بأسئلة كبيرة

نقاد وسينمائيون من المغرب وبلغاريا يناقشون العلاقة بين السرد والفن السابع

روايات عالمية  تحولت إلى أفلام (سوشيل ميديا)

ملخص

نقاد وسينمائيون من المغرب وبلغاريا يناقشون العلاقة بين السرد والفن السابع

في الفترة الأخيرة تعززت الحياة الثقافية في المغرب من خلال أطر وهيئات جديدة تروم إثراء النقاش الثقافي والفني، وبعث حركية تتناغم مع ما تعرفه البلاد من تقدم سواء في الحركة الروائية أو السينمائية. في هذا السياق تم إنشاء هيئة ثقافية جديدة تحمل اسم "بيت الرواية في المغرب". وبعد أنشطة ثقافية أولى أطلق البيت الدورة الأولى من مهرجان يحمل اسم "ملتقى الرواية والسينما" احتضنته جامعة ابن طفيل في مدينة القنيطرة. ويقف وراء اختيار هذا الموضوع عاملان أساسيان، فمؤسسا بيت الرواية في المغرب هما الروائي عبد العزيز الراشدي والباحث السينمائي سليمان الحقيوي، ثم إن عدداً من الأعمال السينمائية الجديدة مستلهمة من روايات مغربية، أو كَتَب سيناريواتها روائيون مغاربة.

وعلى مدار ثلاثة أيام، انصب النقاش على الروابط التي تجمع بين الرواية كفنّ مكتوب والسينما كفنّ بصري سمعي، وكان السؤال الكبير مرتبطاً بمدى استثمار السينما المغربية للتراكم الذي حققته الرواية المغربية. فمتابع الأعمال السينمائية الجديدة يلمس هذه الفجوة، إذ يحس أن الكثير من الأفلام في المغرب تعاني من نقص كبير في الحمولة اللغوية. فضعف السيناريو والحوار يؤثران في القيمة الفنية للعمل، فضلاً عن التناول السطحي للشخصيات، وعدم القدرة على تعميق الأحداث وتشابكها، وفق نسق فني رفيع. والحقيقة أن هذه العناصر التي تشكل نقاط ضعف العمل السينمائي تتحقق في شكل كبير في الأعمال الروائية الجيدة.

فتح ملتقى الرواية والسينما نقاشاً موسعاً حول العديد من القضايا، لعل أبرزها: إشكالات نقل النص الروائي إلى السينما، وتوظيف السينما لتقنيات الرواية، والتخييل بين لغة السينما ولغة الرواية، والعلاقة بين الكتابة الروائية والتصور الجمالي للسينما في المغرب، وإمكانات أو حدود العمل المشترك بين المخرج والروائي، فضلاً عن محاور تهم الجانب المهني والقانوني الذي يؤطر العلاقة بين الكتّاب والفن السابع.

تناوبت على المداخلات في ندوات الملتقى، أسماء معروفة تنتمي إلى حقول الرواية والبحث والسينما، ومن بين المشاركين الذين وجهت إليهم الدعوة لإدارة النقاش الروائيون: مبارك ربيع ومحمد الأشعري وعبد الكريم جويطي وحسن نجمي، والنقاد: حمادي كروم ومحمد شويكة ومحمد بنعزيز وعز العرب العلوي وهشام موساوي وصالي بريك من جامعة بلغاريا الحديثة، والسينمائيون: إدريس المريني وزهرة دردار وعبد الإله الحمدوشي وعبد الرحيم بهير ونديليا كتايفا وماريا مانيلوفا من جامعة بلغاريا الحديثة.

ونظم الملتقى ست ورشات حول السيناريو والاقتباس والإخراج والتحليل الفيلمي والتقنية واللعب المسرحي والسينمائي. وتم خلال الدورة الأولى للملتقى تكريم المخرج إدريس المريني والروائي والسيناريست عبد الإله الحمدوشي.

السينما مطالبة بالانفتاح على الرواية

أكد رئيس جامعة ابن طفيل، في حفل الافتتاح، أن الحياة الجديدة تقتضي انفتاح الطلبة على حقول فنية وثقافية توازي المباحث المعرفية المنشغلين بها، وأعرب السفير البلغاري في المغرب عن تحمسه لهذا التلاقح الثقافي بين البلدين، في أفق ثقافي وفني. وأشادت ماريا مانيلوفا، ممثلة الوفد البلغاري، بضرورة انفتاح الجامعات على الحياة الفنية والثقافية، معتبرة أن السينما ليست مجالاً للترفيه فحسب، بل هي مجال خصب لنقل التجارب الحياتية وتمرير رسائل ذات طابع إنساني، وأفق كبير للتغيير.

وفي تصريح خاص بـ"اندبندنت عربية" أكد الكاتب عبد العزيز الراشدي رئيس بيت الرواية في المغرب، أن الهدف من الملتقى هو مدّ الجسور بين الرواية والسينما، ثم مدّ الجسور بين المهن الفنية والجامعة ثانياً. وأضاف الراشدي: "إن الجامعة المغربية ظلت لسنوات طويلة بعيدة من الحياة الفنية. ونسعى اليوم إلى تغيير هذا الوضع عبر تكوينات جامعية في المسرح والسينما والتشكيل، تروم تخريج أفواج من الشباب الذين سيمتهنون هذه المهن الفنية. والملتقى يستضيف الفنانين والمهنيين، للقاء مباشر مع الطلبة وتحفيزهم على ممارسة حياة فنية مؤطَّرة أكاديمياً". وأشار الراشدي إلى أن طلبة الجامعة هم قاعدة الملتقى، فضلاً عن بقية الضيوف، لأن وظيفة الجامعيين اليوم هي توجيه الطلبة نحو ثقافة رصينة وفنون أصيلة في ظل مد التسطّح الذي يغزو حياتنا الجديدة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وتبدو رسالة الملتقى الذي احتضنته جامعة ابن طفيل وأشرف عليه بيت الرواية واضحة للجميع. إن السينما المغربية مطالبة بالانفتاح أكثر على الرواية المغربية، خصوصاً أن البلاد عرفت في العقود القليلة الأخيرة ظهور أعمال أدبية تناولت بعمق التاريخ المحلي، وتحولات الحياة الاجتماعية الجديدة، ونفذت إلى مناطق متشعبة في الشخصية المغربية. فعدد الروايات التي نقلت إلى الشاشة الكبيرة ضعيف جداً، قياساً إلى الغزارة الروائية الراهنة.

ويمكن في هذا الصدد حصر هذا التفاعل بين الرواية والسينما على المستوى المغربي في فيلم "جارات أبي موسى" لمحمد عبد الرحمن التازي، عن رواية أحمد التوفيق، وفيلم "الغرفة السوداء" لحسن بنجلون (2003)، عن سيرة جواد مديدش وفيلم "صلاة الغائب" لحميد بناني (1991) عن رواية للطاهر بنجلون، و"سرير الأسرار" (2013)، للجيلالي فرحاتي عن رواية "سرير الأسرار" للبشير الدامون، و"يا خيل الله" عن رواية "نجوم سيدي مومن" لماحي بينبين، وفيلم "جبل موسى" (2022) لإدريس المريني عن رواية "جبل موسى" 2016 للكاتب والسيناريست عبد الرحيم بهير.

يشار في النهاية إلى أن الدورة الأولى لملتقى الرواية والسينما التي وقعت عقد شراكة بين جامعة ابن طفيل في المغرب وجامعة بلغاريا الحديثة، بحضور السفير البلغاري، تروم تطوير الملتقى من أجل نقله إلى الإطار الدولي.

المزيد من ثقافة