ملخص
وزير السياحة لـ "اندبندنت عربية": من المتوقع أن يشهد لبنان موسماً سياحياً مزدهراً مع أكثر من مليوني وافد في الصيف
من المتوقع أن يشهد لبنان موسماً سياحياً واعداً خلال الصيف المقبل، وتتوقع وزارة السياحة اللبنانية قدوم أكثر من مليوني زائر من سياح ومغتربين إلى البلاد، مما يتخطى الأعداد التي سجلت خلال الصيف الماضي الذي كان مزدهراً أيضاً، وسجل فيه وصول 1.7 مليون وافد إلى مطار بيروت.
الصعوبات الاقتصادية كثيرة في البلاد، وتضاف إليها الضغوطات السياسية وانعدام الاستقرار على المستويات كافة، ومن الطبيعي أن تكون لها تداعيات من بداية الأزمة إلى اليوم على القطاع السياحي الذي يعول عليه لبنان لإنعاش اقتصاده.
75 في المئة من المغتربين
وبحسب التوقعات فإن نسبة اللبنانيين المغتربين الذين سيزورون وطنهم الأم ستصل إلى 75 في المئة، ولأن معظمهم سيقيم في المنازل فهناك من يقلل من إسهامهم في تحريك العجلة الاقتصادية، لكن وزير السياحة اللبناني وليد نصار أكد في حديثه مع "اندبندنت عربية" أن العكس صحيح، وبالفعل استطاع هؤلاء أن يسهموا إيجاباً على المستويين السياحي والاقتصادي كما بدا واضحاً في الموسم الماضي أيضاً، فاللبناني المغترب الذي يعود لبلاده ينشط السياحة من خلال الأنشطة السياحية التي يقوم بها مع الأهل والأقارب، وهذا ما يساعد في تنمية السياحة وينعكس إيجاباً على الاقتصاد، ولذلك يعول لبنان دوماً على اللبناني المغترب للإسهام في تعافي البلاد عبر تنشيط القطاع السياحي.
ويتوقع نصار أن يستقبل لبنان خلال الموسم السياحي المقبل مليوني مغترب وسائح يحضرون معهم كتلة نقدية تسهم في تحريك العجلة الاقتصادية، وعلى رغم أن الموسم السياحي الماضي كان مزدهراً، إلا أن ثمة ترقباً لموسم أكثر ازدهاراً في الصيف المقبل بالنظر إلى أعداد السياح الذين استقبلهم لبنان خلال عطلة عيدي الفصح والفطر الأخيرتين في الربيع، علماً أنه مع نهاية موسم الصيف الماضي بلغ حجم الإيرادات حوالى 4 مليارات دولار.
القطاع السياحي لإنعاش الاقتصاد
ومن الواضح أن القطاع السياحي لعب دوراً مهماً خلال العامين الأخيرين، فهو من القطاعات القليلة التي تمكنت من الصمود في مواجهة الأزمات والتحديات الكبرى في البلاد، وكان قطاع السياحة بمثابة العمود الفقري للاقتصاد مع ارتكاز الاقتصاد اللبناني بشكل أساس على السياحة.
وللإسهام بمزيد من الفاعلية في هذا المجال أوضح وزير السياحة أن الوزارة تعتمد على "المشاريع الذكية" في ظل الظروف الصعبة الراهنة للإسهام في النمو الاقتصادي، من دون أن يترتب على ذلك أعباء مادية، ومما لا شك فيه أن قدوم السياح إلى لبنان يساعد في تحريك عجلة الاقتصاد من خلال إنفاق العملة الصعبة في التسوق وإشغال المؤسسات السياحية في مختلف المناطق.
وبالنسبة إلى المؤسسات السياحية التي تلعب الدور الأبرز في قطاع السياحة مع قدوم السياح فهي متنوعة بدءاً من بيوت الضيافة التي نشطت بشكل ملحوظ خلال الأعوام الأخيرة وأسهمت في تنمية السياحة الريفية وتنشيط الاقتصاد على امتداد المناطق اللبنانية، حتى إن وزارة السياحة قدمت كل الدعم لهذا القطاع عبر تأسيس نقابة لأصحاب بيوت الضيافة لتطوير القطاع بما أن له كل هذه الأهمية في التنمية الريفية على المستويين السياحي والاقتصادي، إضافة إلى نشاط قطاع المطاعم والفنادق وتنظيم الرحلات سواء في مواسم الصيف أو في الموسم السياحي الشتوي وخلال فترة الأعياد، وقد سجل إشغالاً بنسب عالية في المؤسسات السياحية كافة.
وتبرز السياحة الداخلية التي ولدت خلال الأعوام الأخيرة وجذبت اللبنانيين من مقيمين ومغتربين ليكتشفوا لبنان، كما أن نسبة 20 في المئة من المواطنين اللبنانيين يتمتعون بقدرة شرائية أعلى بما أن أجورهم أصبحت في القسم الأكبر منها بالدولار الأميركي، ويمكن التعويل عليهم.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ترقب السياح الخليجيين
وفي ما يتعلق بجنسيات السياح الوافدين إلى لبنان الموسم المقبل فيشير نصار إلى أن معظمهم قادم من مصر والعراق والأردن، لكن ثمة مساع وجهوداً حثيثة لزيادة عدد السياح القادمين من الخليج عبر إقامة مشاريع سياحية عربية مشتركة في المجالات كافة، وهو ما من شأنه إعادة لبنان إلى حاضنته العربية، علماً أن رفع قرار حظر سفر السعوديين إلى لبنان إذا حصل منتصف شهر يونيو (حزيران) المقبل فسيكون من المؤشرات الإيجابية التي ترفع الآمال بزيادة عدد السياح الخليجيين، وخصوصاً السعوديين منهم. ومن الخطوات الإيجابية التي تعكس التبادل السياحي بين البلدين افتتاح مكتب إقليمي للمنظمة العربية للسياحة في لبنان، وافتتاح مكتب لوزارة السياحة في مركز المنظمة العربية للسياحة في جدة، على هامش القمة العربية.
ويضيف، "حققت الحملات الترويجية التي أطلقناها العام الماضي نجاحات كبيرة محلياً وإقليمياً، وفازت حملة ’أهلاً بهالطلة‘ بجائزة الاتحاد العربي للإعلام السياحي كأفضل حملة ترويجية عربية في شهر مارس (آذار) الماضي ضمن فعاليات بورصة برلين للسياحة، وفي هذا العام أطلقنا حملة ’أهلاً بهالطلة أهلاً‘ التي ستتضمن برنامجاً سياحياً مميزاً على صعيد المهرجانات التي بلغ عددها حتى اللحظة 82 مهرجاناً، أو على صعيد الأنشطة والمشاريع السياحية التي يجري التحضير لها والتي من المتوقع أن تعود على القطاع السياحي بنتائج إيجابية، ولا ننسى أن لبنان يتميز بمقومات سياحية عدة تسهم في ازدهار القطاع عبر مختلف المواسم".
ارتفاع في الأرقام
وتؤكد أرقام الحجوزات لموسم الصيف المقبل وجود ارتفاع مقارنة مع تلك التي سجلت خلال الموسم السابق، إضافة إلى مزيد من التنوع في جنسيات السياح القادمين إلى البلاد، وهذا ما أكده نقيب أصحاب مكاتب السياحة والسفر جان عبود، آملاً في أن يكون الموسم السياحي المقبل أفضل بالفعل، وفي الوقت نفسه يتوقع أن يكون للتقارب السياسي الحاصل أخيراً على صعيد المنطقة وقع إيجابي على الموسم السياحي، فيزيد إقبال السياح الخليجيين كما في عام 2009، علماً أن نسبة السياح العرب والأجانب حتى اللحظة بلغت 32 في المئة من مجموع القادمين إلى لبنان، وبما أن أسباب الحظر زالت ومعها الضغوط، فمن الطبيعي توقع صيف واعد.
وتابع، "كون معظم الوافدين من المغتربين ليس عنصراً سلبياً لأن اللبناني المغترب يعمل في الخارج ويتقاضى أجوراً بالعملة الصعبة، وفي الواقع فهو ممن يسهمون بشكل أساس في تحريك الاقتصاد اللبناني والدورة الاقتصادية أكثر من الأجانب، سواء في المطاعم أو الفنادق، وخير دليل على ذلك إسهامهم الكبير في حجم إيرادات القطاع السياحي خلال الموسم الماضي، والأجواء الإيجابية في خلال موسم الأعياد الماضي".