Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

مفاوضات جدة والأزمة السودانية

بداية جيدة لكنها ليست سوى الخطوة الأولى نحو إنهاء الحرب لأن التفاوض يحتاج إلى معالجة الأسباب الكامنة وراء الصراع

دعم الشعب السوداني مهم لنجاح المفاوضات لأنه إذا اعتقد الناس بأنها ستؤدي إلى مستقبل أفضل فسيدعموها (أ ف ب)

ملخص

من الصعب التكهن بما سيحدث في الحرب الحالية بالسودان، فالوضع مرن وهناك عوامل عدة يمكن أن تؤثر في النتيجة، مع ذلك يوجد عدد قليل من السيناريوهات المحتملة.

كتبت هذه المقالة عبر "تشات جي بي تي" وأجريت عليها تعديلات لغوية بما يناسب كتاب أسلوب "اندبندنت عربية"

تعتبر مفاوضات جدة خطوة إيجابية نحو إنهاء الصراع السوداني، ومع ذلك من السابق لأوانه القول ما إذا كانت سوف تنجح في ذلك أو لا، فطرفا النزاع لهما إرث من انعدام الثقة والعنف مما سيجعل من الصعب التوصل إلى اتفاق سلام دائم.

لكن من ناحية واقعية يعد اتفاق وقف إطلاق النار لمدة أسبوع الذي تم التوصل إليه في جدة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع خطوة إيجابية نحو إنهاء الحرب في السودان، إذ ستوفر الهدنة فرصة تشتد الحاجة إليها للجانبين من أجل تهدئة الصراع وبدء مفاوضات حول اتفاق سلام دائم.

وقف إطلاق النار هو أيضاً علامة على أن الجانبين جادان في إنهاء الحرب، وهو مؤشر إلى استعداد الطرفين لتقديم تنازلات من أجل إنهاء الصراع.

خطوة أولى

بداية جيدة لكنها ليست سوى الخطوة الأولى نحو إنهاء الحرب لأن المفاوضات ستحتاج إلى معالجة الأسباب الكامنة وراء الصراع، مثل الإقصاء السياسي وعدم المساواة الاقتصادية والتوترات العرقية والدينية، فهي أمور معقدة تصعب معالجتها، كذلك من المهم أيضاً ضمان أن تكون المفاوضات شاملة جميع أصحاب المصلحة.

عملياً فإن حرب السودان هي نزاع يقوم على عدد من التحديات، وهذا التعقيد ناتج من تعقيد آخر له أسبابه الكامنة التي تجعل الحل في معالجة جذور الصراع وتحقيق السلام الدائم.

في ما يلي بعض العوامل التي يمكن أن تساعد في نجاح مفاوضات جدة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

أولاً يمكن أن تساعد مشاركة الوسطاء الدوليين مثل الولايات المتحدة والسعودية في بناء الثقة بين الجانبين وخلق بيئة مواتية للمفاوضات.

ثانياً إن استعداد الجانبين لتقديم تنازلات أمر ضروري للتوصل إلى اتفاق سلام دائم.

ثالثاً إن دعم الشعب السوداني مهم لنجاح المفاوضات لأنه إذا اعتقد الناس بأن المفاوضات عادلة وستؤدي إلى مستقبل أفضل، فمن المرجح أن يدعموا العملية.

مع ذلك، هناك بعض التحديات التي ربما تجعل نجاح مفاوضات جدة أمراً صعباً، فقد يخرج المفسدون المفاوضات عن مسارها مثل الجماعات المسلحة أو الفصائل السياسية غير المهتمة بالسلام.

لكن على رغم هذه التحديات فإن مفاوضات جدة توفر فرصة حقيقية لإنهاء الصراع السوداني، فتقديم تنازلات من الطرفين من شأنه أن يؤدي إلى اتفاق سلام دائم يجلب الاستقرار والازدهار للسودان، فنجاح المفاوضات يساعد في إحلال السلام في بلد عاش أعواماً طويلة من الصراع.

أزمة إنسانية

لقد تسببت الحرب في أزمة إنسانية في السودان، حيث نزح ملايين الأشخاص من منازلهم، وهم بحاجة إلى الغذاء والماء والمأوى والرعاية الطبية، هذا يعني أنه يجب معالجة الأزمة الإنسانية من أجل ضمان نجاح عملية السلام، أيضاً يجب معالجة الوضع الاقتصادي فهناك أزمة اقتصادية قديمة تتعقد الآن وتتمثل في ارتفاع معدلات التضخم والبطالة وما دمرته الحرب، ولا بد من معالجة ذلك من أجل خلق بيئة مستقرة للسلام.

إن الوضع الإنساني في السودان مريع، إذ يعيش عدد كبير من الناس في مخيمات أو ملاجئ موقتة أو نزحوا إلى الولايات أو دول مجاورة، كما أن من الصعب عليهم تحمل الضروريات الأساسية، لهذا فإن الأزمة الإنسانية تمثل تحدياً رئيساً لعملية السلام.

غير أنه يمكن للمجتمع الدولي تقديم المساعدة الإنسانية لملايين الأشخاص الذين شردهم الصراع، وأن يلعب دوراً في استقرار الاقتصاد السوداني من خلال تقديم المساعدة المالية والاستثمار، فالتعاون في ذلك مطلوب من خلال المنظمات الإنسانية، ونشر الوعي بالأزمة في حد ذاتها والتطوع لمساعدة المحتاجين، مما يسهم في إحداث فرق في حياة شعب السودان.

السيناريوهات المحتملة

من الصعب التكهن بما سيحدث في الحرب الحالية بالسودان، فالوضع مرن وهناك عوامل عدة يمكن أن تؤثر في النتيجة، مع ذلك يوجد عدد قليل من السيناريوهات المحتملة التي يمكن أن تحدث.

أحد الاحتمالات هو أن الحرب ربما تستمر لبعض الوقت، فالصراع متجذر بعمق بين الجانبين، وليس هناك ما يشير إلى تراجع أي منهما، وربما يؤدي ذلك إلى حرب طويلة الأمد يمكن أن تلحق مزيداً من الضرر بالسودان.

الاحتمال الآخر هو أن الحرب يمكن أن تنتهي بتسوية تفاوضية، فقد أجرى الجانبان محادثات في الماضي، وهناك احتمال أن يتوصلا إلى اتفاق، وستكون هذه أفضل نتيجة للسودان لأنها ستضع حداً للعنف وتسمح للبلاد بالبدء بإعادة البناء.

أيضاً من الممكن أن تنتهي الحرب بانتصار عسكري لهذا الطرف أو ذاك، وستكون هذه نتيجة سيئة للسودان، حيث من المرجح أن تؤدي إلى مزيد من عدم الاستقرار والعنف.

أفضل طريقة للتنبؤ بما سيحدث في الحرب الحالية في السودان هي متابعة الوضع عن كثب والاستعداد لأي احتمال، كما ينبغي للمجتمع الدولي أن يواصل دعم عملية السلام وتقديم المساعدة الإنسانية لشعب السودان، ويجب أن تستمر الولايات المتحدة والسعودية والدول الأخرى التي شاركت في جهود الوساطة في تقديم الدعم للجانبين بهدف مواصلة التفاوض من أجل التوصل إلى اتفاق سلام دائم.

اقرأ المزيد

المزيد من آراء