Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

بدء سريان وقف إطلاق النار رسميا في السودان في ظل استمرار الاشتباكات

ضربات جوية قبل الهدنة وفولكر يطالب بتسريع الإجراءات عند الحدود للنازحين ويبدي تخوفا من تأثر دول الجوار

بدأ رسمياً ليل اليوم الإثنين سريان وفق إطلاق النار بين طرفي النزاع في السودان اللذين أكدا نيتهما احترامه، بعد يوم شهد تواصل الغارات الجوية والانفجارات في الخرطوم.
وعلى الرغم من بدء سريان الهدنة رسمياً في الساعة 19:45 بتوقيت غرينتش، تحدث سكان عن تحليق طائرات مقاتلة وإطلاق نار متقطع في أجزاء من العاصمة.
والأحد، أعلنت الولايات المتحدة والسعودية، في بيان مشترك، أن ممثلي الجيش السوداني وقوات الدعم السريع وافقوا على وقف لإطلاق النار مدته أسبوع يبدأ الساعة 19.45 بتوقيت "غرينتش" الإثنين.

تحذير أممي 

وحذر مبعوث الأمم المتحدة للسودان، من تنامي "البعد العرقي" للصراع العسكري في السودان ومن تأثيره المحتمل على دول الجوار.

ويخوض الفارون من الحرب رحلات شاقة وخطيرة مع توجه أكبر عدد منهم إلى مصر وتشاد.

وقال فولكر بيرتيس "إنه لأمر حيوي أن تبقى الحدود مفتوحة أمام من يبحثون عن الأمان. ينبغي تسريع الإجراءات عند المعابر الحدودية"،  وذلك في كلمته أمام اجتماع لمجلس الأمن الدولي خصّص لبحث الأزمة في السودان.

وأوضح أنه "في بعض أنحاء البلاد، أعادت المعارك... إحياء التوترات المجتمعية أو تسببت بنزاعات بين المجموعات" العرقية، متحدثا عن "مؤشرات مقلقة لتعبئة قبلية تم رصّدها في أنحاء أخرى من البلاد خصوصا في جنوب كردفان".

وكرر المبعوث الأممي دعوته الطرفين لاحترام هدنة لمدة أسبوع اتفقا عليها خلال مباحثات في مدينة جدة السعودية، وقال "أواصل دعوة الطرفين إلى احترام هذا الاتفاق الذي وقّعاه قبل يومين"، معتبرا إياه "تطوّرا مرحّبا به حتى وإن تواصلت المعارك وتحرّك القوات خلال اليوم على رغم تعهد الطرفين عدم السعي الى تحقيق تقدم عسكري".

وأعرب المبعوث الأممي عن صدمته من الأنباء التي تتحدث عن تعرّض نساء وفتيات لعنف جنسي "بينها مزاعم اغتصاب في الخرطوم ودارفور".

بيان أميركي - سعودي مشترك

وأكد البيان الأميركي - السعودي المشترك أنه "خلافاً لوقف إطلاق النار السابق، تم التوقيع من قبل الطرفين على الاتفاقية التي تم التوصل إليها في جدة، وستدعمها آلية لمراقبة وقف إطلاق النار مدعومة دولياً" من السعودية والولايات المتحدة والمجتمع الدولي.

وأعلن كل من الطرفين، في بيان، أنهما يريدان احترام هذه الهدنة التي رحبت بها الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي والهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية "إيغاد"، لكن خلال أكثر من خمسة أسابيع من الحرب تعهد الطرفان بوقف إطلاق النار أكثر من 10 مرات لكن سرعان ما تم انتهاكه.

فرصة جديدة

وقال حسين محمد المقيم في مدينة بحري شمال الخرطوم "نأمل هذه المرة في أن يراقب الوسطاء تنفيذ" الاتفاق، مشيراً إلى أن هذه الهدنة قد تتيح "فرصة جيدة حتى تراجع والدتي المريضة الطبيب".

من جهتها، تأمل سوسن محمد أن ترى أهلها من جديد. وقالت "يعيشون في الشمال وأعيش أنا في الجنوب، لم أرهم منذ الخامس من أبريل (نيسان)".

مقتل نحو 1000 شخص

وقال أحد سكان الخرطوم "أهم ما في الأمر ليس فقط الإعلان عن هدنة إنما احترامها وضمان ممرات آمنة للغذاء والمساعدات".

ومنذ 15 أبريل يشهد السودان نزاعاً بين الجيش بقيادة عبدالفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو تسبب في مقتل نحو 1000 شخص غالبيتهم مدنيون، ودفع أكثر من مليون سوداني إلى النزوح أو اللجوء إلى بلدان مجاورة.

الحرب الدائرة

وخلفت الحرب الدائرة خسائر فادحة في البنية التحتية، إذ خرجت معظم المستشفيات عن الخدمة، سواء في الخرطوم أو إقليم دارفور غرب البلاد حيث يشتد القتال أيضاً.

وأجبر الأشخاص الذين لم يتمكنوا من الفرار من سكان العاصمة البالغ عددهم خمسة ملايين نسمة تقريباً على ملازمة منازلهم بلا ماء أو كهرباء.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وفي بلد مصارفه مغلقة وقوافل الإمدادات فيه تتعطل بسبب الغارات الجوية ونيران المدفعية والمعارك الثقيلة بين المباني في الأحياء السكنية، يتفاقم شح الغذاء في وقت دمرت معظم مصانع الأغذية الزراعية أو نهبت.

وتطالب الطواقم الإنسانية منذ أسابيع بتأمين ممرات آمنة لنقل الأدوية والوقود والمواد الغذائية في محاولة لتوفير بعض الخدمات التي تشهد تدهوراً منذ عقود.

المساعدة الإنسانية

والأحد، جدد مسؤول الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة مارتن غريفيث دعوته إلى "إيصال المساعدة الإنسانية في شكل آمن"، في وقت يحتاج أكثر من 25 مليوناً من سكان السودان، أي أكثر من نصف السكان البالغ عددهم 45 مليون نسمة تقريباً، إلى مساعدات.

وفي حال استمرار الحرب قد يلجأ مليون سوداني إضافي إلى الدول المجاورة، وفق الأمم المتحدة، وتخشى هذه الدول انتقال عدوى الاقتتال.

وكان الحليفان السابقان سيطرا على السلطة كاملة في انقلاب عام 2021 أطاحا خلاله المدنيين الذين كانوا يتقاسمون السلطة معهما منذ سقوط الرئيس السابق عمر البشير عام 2019، لكن الخلافات ما لبثت أن بدأت بينهما حول مسألة دمج هذه القوات في الجيش.

المزيد من متابعات