Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

تجاهلوا المشككين... الهجرة قصة نجاح "بريكست" الحقيقية

تظهر بريطانيا كفاءة استثنائية في مجال معين على رغم كونه غير تقليدي

بريكست في الأغلب فاشل حتى الآن لكن هناك طريقة واحدة نجح بها، ألا يمكن الاحتفال بذلك؟ (غيتي)

ملخص

قد يكون الطقس سيئاً وقد تكون الضرائب مرتفعة، لكن لا يمكن منع الناس من الدخول، بريطانيا هي المكان الذي يريدون أن يكونوا فيه. يكفي ذلك لجعل قلبي يمتلئ بالفخر الوطني

هناك سبب يجعل المراوغة في العمل السياسي أمراً مهماً جداً. فللأحزاب أهداف وشعارات، معتقدات وأهداف، لكن الأمور قد لا تسير دائماً وفق ما هو مخطط لها. فالحقيقة تصطدم غالباً بما كنتم رسمتم له، لكن ما تزال هنالك حاجة إلى إيجاد مخرج ما والحصول على فرصة لحفظ ماء الوجه.

ليست المراوغة كذباً، ليس بالضبط، إنها مجرد تعديل مستمر، يحدث دائماً في الكواليس وفي العلن. أوه، هل تعتقدون بأن "هذا" ما أردناه؟ لا، إنه "الشيء الآخر" الذي لطالما كنا دائماً نريده، وهذا هو السبب لحقيقة أن "هذا" لم يحدث وإنما "الشيء الآخر" كان في الواقع انتصاراً لنا - خطأ كان من السهل ارتكابه! وهكذا دواليك.

كان موضوع "بريكست" [خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي] أمراً صعباً للمراوغة بشأنه، والسبب، بصراحة، أن قليلاً من التطورات الجيدة الصافية حصلت حتى الآن. ولأن المراوغة لا يمكن أن تكون كذباً بالمطلق، فهي بحاجة إلى قليل من الحقيقة على الأقل في البداية، وغير ذلك لا يتوفر كثير من الأخبار الجيدة.

حسناً، ثمة مجال واحد تتفوق فيه بريطانيا، لكنه مجال غريب وغير تقليدي. بحلول يونيو (حزيران) 2016، عندما صوتت البلاد لمغادرة الاتحاد الأوروبي، كان صافي الهجرة السنوية إلى بريطانيا ارتفع إلى 336 ألف شخص سنوياً. واتفق الخبراء والسياسيون على أن هذا كان أحد الأسباب الرئيسة وراء النتائج التي سلكها الاستفتاء.

وبعد مرور سبع سنوات، يوشك مكتب الإحصاءات الوطنية الآن على إعلان أن صافي الهجرة بلغ أكثر من ضعف هذا الرقم، الذي يجعل من هذا العام عاماً قياسياً. لم يكن الأشخاص الذين وصلوا إلى هنا في العام الماضي، في الأغلب، لاجئين قدموا على متن قوارب صغيرة. إنهم مهاجرون جاءوا إلى بريطانيا بشكل قانوني، من أفغانستان وهونغ كونغ وأوكرانيا وأماكن أخرى.

جاءوا لأن بريطانيا كانت ملاذاً آمناً، بعيداً من بلدانهم التي مزقتها الحرب أو القمع. كذلك جاء عدد كبير منهم للدراسة في بعض من أفضل الجامعات في العالم. يجب اعتبار الأمر قصة نجاح. إنها بالفعل قصة نجاح.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

كان المتشائمون والسلبيون يرغون ويزبدون ويقولون إن بريطانيا ستنهار بعد "بريكست". وحذروا من أن البلاد كانت تعزل نفسها عن بقية العالم وأنها ستعامل بازدراء وقلق من الجميع، وكانوا مخطئين. يقرر مزيد من الناس المخاطرة أكثر من أي وقت مضى للانتقال إلى هنا، وتسمية المملكة المتحدة موطنهم.

قد يكون الطقس سيئاً وقد تكون الضرائب مرتفعة، لكن لا يمكن منع الناس من الدخول، بريطانيا هي المكان الذي يريدون أن يكونوا فيه. يكفي ذلك لجعل قلبي يمتلئ بالفخر الوطني، وأنا لست حتى من هنا.

بطبيعة الحال، هذا من المفارقات العميقة. الهجرة هي الشيء الأبرز الذي كان من المقرر أن يحله التصويت على "بريكست"، وهو المجال الوحيد الذي تزدهر فيه البلاد الآن. في مكان ما، عام 2016، قيل إن الغرض سيتحقق لكن شيئاً أسوأ سيحصل، وها نحن أمام ذلك.

تتفاعل الحكومة في شكل متوقع من خلال الذعر والوعد بخفض الأرقام مرة أخرى، لكن ذلك لا يبدو أنه النهج الصحيح. فالطبقة السياسية الجيدة هي الطبقة التي تتكيف بسلاسة مع الموارد المتوفرة، حتى لو لم تكن هي الموارد المثالية.

على غرار ما اكتشفه رؤساء وزراء محافظون متعاقبون، إن القول بخفض الهجرة أسهل بكثير من فعل ذلك. ألم يحن الوقت لتجربة نهج مختلف؟ لقد أظهرت الاستطلاعات في العقد الماضي أن آراء معظم الناس حول هذا الموضوع مرنة إلى حد ما. وقبل وقت ليس ببعيد، كان الموضوع تراجع على قائمة المسائل التي يهتم بها الناخبون أكثر من غيرها.

ماذا سيحدث لو أن هذا الارتفاع قدم على أنه مجاملة كبيرة من العالم إلى بريطانيا؟ ماذا لو اعتبر علامة على أن المملكة المتحدة هي في الواقع مكان رائع للعيش فيه؟

ينبغي أيضاً تقديم حجج حول حاجة مؤسسات مثل "هيئة الخدمات الصحية الوطنية" إلى عاملين أجانب للحفاظ على استمرارها، لكن هذا الأمر لن يكسب القلوب والعقول. فاعتبار بلد ما بلداً مرغوباً فيه أكثر إثارة بكثير من معرفة أنه بحاجة ماسة إلى دم جديد لمجرد الاستمرار في العمل.

من الواضح أن أياً من هذا لن يحدث، على الأقل ليس في ظل هذه الحكومة. لا جدوى من التظاهر بخلاف ذلك. ومع ذلك، أليس من الجميل (ولو كان محبطاً) أن نحلم أحلام يقظة حول استخدام المراوغة للخير، لمرة واحدة؟ أليس من الممتع أن نتخيل عالماً لا تعامل فيه الهجرة دائماً كمشكلة محرجة تخفى وراء ستار؟

إن بريكست في الأغلب فاشل حتى الآن لكن هناك طريقة واحدة نجح بها. ألا يمكن الاحتفال بذلك؟

© The Independent

المزيد من آراء