Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ميادة الحناوي: منذ التسعينيات لم تبرز أسماء جديدة ولا صوت يطربني

عندما سألتُ الموسيقار محمد عبدالوهاب لماذا كانت أم كلثوم تجلس على الكرسي في حفلاتها أجابني لكي تستعيد قوتها لأنها كانت تهاب الجمهور

سعت المطربة ميادة الحناوي إلى مسايرة الجيل الجديد والتماهي مع روح العصر (اندبندنت عربية)

ملخص

ميادة الحناوي: محسن جابر وعد بطرح ألبومي وأنا آمل خيراً

ميادة الحناوي اسم لمع في سوريا والعالم العربي خلال السبعينيات، وهي ابنة حلب التي انطلق منها نجوم سوريا وفي مقدمهم صباح فخري، وتربت على أغاني الكبار كأم كلثوم وصلاح عبدالحي، وكان الحظ حليفها عندما أتيحت لها الفرصة للتعامل مع أهم الملحنين والشعراء الذين أسهموا في صناعة العصر الذهبي للأغنية العربية.

اكتشفها الموسيقار محمد عبدالوهاب وتبناها فنياً ولكنها لم تغن من ألحانه، وعندما غادرت إلى القاهرة من دون رجعة غضب منها فأعطى أغنية "في يوم وليلة" للفنانة وردة، مع أنها كانت جاهزة ومسجلة بصوتها.

غنت من ألحان رياض السنباطي "أشواق وساعة زمن" ولكن أول أغنية خاصة بها كانت من ألحان محمد الموجي، ومع بليغ حمدي قدمت أروع أغانيها الطربية "أنا بعشقك" و"الحب إلى كان" و"أنا أعمل إيه" و"سيدي أنا" و"مش عوايدك" و "فاتت سنة" التي كرست نجوميتها وانتشارها عربياً.

وبعد رحيل حمدي سعت إلى مسايرة الجيل الجديد والتماهي مع روح العصر، وتعاونت مع الجيل الجديد من الملحنين وقتها وحققت نقلة نوعية في مسيرتها ومن بينهم صلاح الشرنوبي، كما غنت من ألحان عمار الشريعي "هي الليالي كدة " و"سيبيولي قلبي وارحلوا" و"غيرت حياتي" لسامي الحناوي، وتعاونت مع محمد سلطان في "هو مش أنا" وعمار الشريعي في "متجربنيش" وخالد الأمير في "أنا مغرمة بيك"، وكان آخر أعمالها ألبوم "عرفوا إزاي" مع صلاح الشرنوبي الذي صدر نهاية عام 2004.

وفاة فاتن ومرض عثمان

الحناوي تشير إلى أن الظروف حالت دون تقديمها أعمالاً جديدة ومن بينها وفاة شقيقتها فاتن ومرض شقيقها عثمان والحرب في سوريا وانتشار فيروس كورونا، ولكنها تؤكد قائلة "أغنياتي لا تزال موجودة وأنا أشكر ربي لأنني كنت محظوظة بتعاملي مع الكبار على رغم صغر سني، وعندما غنيت "فاتت سنة والحب اللي كان" كنت في الـ 17 من عمري، وهذا الأمر لم يحصل مع أي مطربة غيري، كما غنيت للملحن محمد الموجي "يا غائباً يا لا يغيب واسمع  عتابي" ولبليغ حمدي مجموعة كبيرة من الأعمال، وهو كان الأستاذ والمعلم الذي اكتشف مكنونات وخبايا صوتي، وتوالت المسيرة والتقيت بالموسيقار العظيم رياض السنباطي وغنيت من ألحانه "أشواق" وقبله التقيت بالموسيقار محمد عبدالوهاب في مصيف بلودان وأعجب بصوتي، وسافرت معه إلى القاهرة وأنا في الـ 15 ولم أكن أعرف يومها حتى الشام، وارتبطت معه بعقد فني من خلال شركة "صوت الفن" التي كان يملكها بالشراكة مع عبدالحليم حافظ ومجدي العمروسي، وهو لحن لي "في يوم وليلة" التي ما لبثت أن انتقلت إلى وردة".

وتلفت الحناوي إلى حال الأغنية العربية قائلة إن "أعمال اليوم كلها متشابهة، ففي زمننا كانت الدنيا مختلفة ونحن عاصرنا المرحلة الذهبية للأغنية، ولو أن مطربي ذاك العصر ظهروا في هذا الزمن لما كانوا نجحوا بسبب غياب كبار الملحنين، ولكن أين الثريا من الثرى، فاليوم الدخلاء يتصدرون الترند وتحول الغناء إلى تسلية، ويكفي أن تنشر أي فتاة جميلة صوراً لها لينتشر اسمها حتى لو لم يكن لها علاقة بالغناء، ومنه تنطلق إلى مجالات أخرى، ومنذ التسعينيات لم تبرز أسماء جديدة سواء في سوريا أو لبنان أو مصر وكأننا نعيش في كوكب آخر، مع وجود مطربات جيدات في مصر.

وحول فوز محمد رمضان بجائزة أفضل فنان في "الموركس دور" قالت إنه "لا بد أن نهنئه جميعاً، لكنني أتساءل لماذا لم تعترف نقابة الموسيقيين في مصر بالفنان أحمد عدوية كمطرب الفنانين مع أنه يملك صوتاً جميلاً جداً، وحتى الناس تغيرت، فعندما كنت طفلة كانت والدتي تشجعني على سماع أغاني صالح عبدالحي وأم كلثوم، وفي المدرسة كنت أغني"أنا لن أعود إليه" وكان صوتها يطربني مع أنني لم أكن أفهم معاني كلام الأغنية حينها".

ذكاء عبدالحليم حافظ

ولا يوجد بين مغني الجيل الجديد من يطرب الحناوي مع أنها تسمع كل ما يطرح من أغان كما تقول، "لا يوجد صوت يطربني في هذا الزمن وهناك فرق بين المطرب والمغني والمؤدي، فالمؤدي هو الذي يؤدي بشكل جيد ونقول له شكراً، والمغني لا بأس به، أما المطرب فهو من نقول آه لغنائه، لكن لم يعد هناك وجود للمطربين، وأما برامج الهواة فتصرف عليها أموال طائلة وأعضاء لجان التحكيم فيها يشيرون إلى عيوب المشتركين ولا يسألون عن ثقافتهم الموسيقية، والموهبة ضرورية وهناك أصوات جميلة ولكن تنقصها الكاريزما، والكاريزما تولد مع الإنسان ولا يمكن اكتسابها، كما أن الذكاء ضروري للفنان ولا يوجد اليوم فنان بمثل ذكاء عبدالحليم حافظ وصدقه، وحتى فايزة أحمد كانت رائعة، وهما أيقونتان رائعتان ولا يمكن أن يتكررا كما كل النجوم الكبار الذين رحلوا، وأنا أشعر أنهم يعيشون بيننا ولم يموتوا أبداً".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وتقارن الحناوي بين تصرفات الفنانين في الجيلين الماضي والحاضر قائلة "ينحصر اهتمام فناني العصر الحالي بإبراز اسمهم أولاً في الحفلات وبتصدر الترند على مواقع التواصل الاجتماعي من خلال مشاركة المتابعين في إعداد القهوة ووضع الماكياج، كما أن بعضهم يستغل الفيديوهات للغناء المباشر، بينما كان الناس في الماضي ينتظرون الفنان لمشاهدته والاستماع إلى ما يقوله، وعندما سألت الموسيقار محمد عبدالوهاب لماذا كانت أم كلثوم تجلس على الكرسي في حفلاتها وهل هو طقس من طقوس الغناء؟ أجابني بل هي تجلس لكي تستعيد قوتها لأنها كانت تهاب الجمهور والتصفيق والموسيقى".

"بونبوناية" جميلة

الحناوي التي تعاملت إنتاجياً مع محسن جابر وعدت أكثر من مرة بطرح أغان جديدة، خصوصاً أنها كانت قد سجلت ألبوماً من إنتاجه قبل سنوات عدة، ولكنه لم ير النور حتى اليوم بسبب كثرة أعماله، وبحسب قولها فإن "الألبوم ملكه وهو يعرف مصيره عدا عن أن زمام الأمور في الشركة انتقل إلى ابنه، ومحسن جابر أخ وصديق عزيز وبدأنا مشوارنا الفني معاً وأيامنا كانت جميلة بوجود فايزة أحمد ووردة الجزائرية، نحن نتواصل دائماً ولا توجد قطيعة بيننا، ولكنني لا أحب أن أكون لجوجة، والألبوم يضم سبع أغان بينها أغنيتان طويلتان وأغنيتان من ألحان محمد سلطان وأغنية من ألحان بليغ حمدي وكلمات عبدالوهاب محمد، وهو أشار في أكثر من لقاء تلفزيوني إلى أنه ينوي طرحه وأنا آمل خيراً، لكن شكل الموسيقى تغير، وربما هو يريد أن يختصر في الموسيقى أو أن يغير في التوزيع الموسيقي، خصوصاً وأنه مضى على تسجيله سنوات طويلة، وهذا الجيل تربى على محطات تلفزيونية تقدم أشكالاً وألواناً من الأفلام والأغاني، وكلها تبدو لي بعيدة من حضارتنا وفننا وثقافتنا ولغتنا العربية، حتى إن بعضهم يغني بلغات أخرى، وبرأيي فإن العولمة انعكست سلباً علينا وعلى هويتنا".

الفن استمرارية، ولكن الحناوي ترفض التعاون مع منتج سوى حسن جابر وتوضح، "وصلتني بعض العروض لكنني اعتذرت عنها بسبب علاقتي المميزة بمحسن جابر الذي أعتبره أخاً لي، ونحن معاً منذ عام 1984، فلماذا أتعامل مع غيره؟ يهمني المنتج الذي يخاف علي عملي وعمله في الوقت نفسه، ذوقنا الفني متشابه جداً وعندما كان يرسل لي أغنية تعجبه كنت أوافق عليها فوراً، وصحيح أنني جددت وغيرت في لوني الغنائي ولكنني حافظت على مستوى الأغنية، وأغنية "حبينا وتحبينا" قطعة حلوى جميلة ولكنها صعبة جداً، وأغنية "مش عوايدك" أنا أتحدى أي فنان أن يغنيها أيضاً".

اقرأ المزيد

المزيد من فنون