Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

سوناك قد يسقط في فخ انتخابات فرعية من تركة بوريس جونسون

هناك ثلاثة شواغر في البرلمان البريطاني تلوح في الأفق ليس من مصلحة ريشي سوناك حصول تنازع عليها

لا يزال بوريس جونسون يسبب الصداع لسوناك (رويترز)

ملخص

يرى شون أوغرايدي أنه في حال حصول انتخابات فرعية اليوم فإنها تأتي في أسوأ توقيت للحكومة، بعد موجة من انتخابات محلية كارثية، وتفوق حزب العمال على المحافظين في استطلاعات الرأي

سيواجه رئيس الحكومة البريطانية ريشي سوناك انتخابات فرعية لملء ثلاثة شواغر، إذا غادر النواب الذين رشحهم بوريس جونسون لمجلس اللوردات. إن المنافسات المتوقعة تأتي في أسوأ توقيت من وجهة النظر الحكومية، بعد موجة من انتخابات محلية كارثية، وتفوق حزب العمال على المحافظين في استطلاعات الرأي التي عادة ما تسجل فارقاً يزيد على عشر نقاط لصالح العمال حالياً.

ما الدوائر المتنازع عليها؟

النواب الثلاثة الذين ينتظرون ترفيعاً إلى مجلس اللوردات، يعتبرون من المقربين جداً من بوريس جونسون: نادين دوريس، ونايجل آدامز، وألوك شارما، الذين ما زالوا بانتظار ترفيعهم منذ إطاحة جونسون من منصبه العام الماضي، لكن لائحة من يرشحهم جونسون لنيل ألقاب شرفية والتي تترافق عادة مع استقالة رئيس الوزراء قد تأخر إصدارها (والسبب على ما يبدو يعود إلى أن بعض المرشحين يثيرون الجدل بشكل كبير). فهم إذا ما انتقلوا إلى مجلس اللوردات، فسيتركون خلفهم فراغاً في كل من دوائر ميد بيدفوردشير Mid Bedfordshire، ودائرة سيلبي وأينستي Selby and Ainsty (في شمال يوركشاير)، ودائرة ريدينغ وست Reading West.

هل سيتمكن حزب المحافظين من الاحتفاظ بتلك المقاعد؟

إن نجاح حزب المحافظين في الاحتفاظ بالمقاعد الثلاثة يبدو مستحيلاً إذا ما أخذنا في الاعتبار مواقف الرأي العام البريطاني عموماً، وما يمكننا استخلاصه من نتائج الانتخابات المحلية التي جرت مطلع الشهر الجاري، إذ يبدو أن مقعد دائرة ريدينغ وست سيفوز به حزب العمال بشكل حتمي، مع الحاجة فقط إلى ما نسبته أربعة في المئة من تحول الأصوات لصالح العمال (تغيير أربعة من كل 100 مقترع خياراتهم) كي يحصدوا الفوز بالمقعد، علماً أن نسبة التحول على المستوى الوطني لصالح حزب العمال منذ انتخابات 2019 تصل حالياً إلى نحو 11 في المئة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

في منطقة ميد بيدفوردشير، تواجه أحزاب المعارضة معضلة البت بأي من الحزبين مؤهل أكثر للفوز بالمقعد، وما إذا كان ذلك العمال أو الليبراليين الديمقراطيين. يحتل حزب العمال المركز الثاني في الترتيب بعد أن حقق حصة نسبتها 21 في المئة من الأصوات في تلك الدائرة في الانتخابات الماضية، مقارنة بنسبة 13 في المئة من الأصوات التي حققها حزب الليبراليين الديمقراطيين، لكن النسبتين ضئيلتان للغاية مقارنة بنسبة 60 في المئة التي كانت قد حققتها [مرشحة حزب المحافظين النائبة] نادين دورريس. إذا ما أخذنا في الاعتبار الطبيعة الريفية للمقعد هذا، وتركيبة المجتمع في تلك المنطقة، فإن حزب الليبراليين الديمقراطيين يعتبر الحزب المؤهل بشكل طبيعي في الواقع للفوز بأي انتخابات فرعية تجرى في تلك الدائرة. فذلك هو تحديداً ما جرى في دائرة تيفيرتون وهونيتون Tiverton and Honiton، العام الماضي، عندما سمح ما يعرف بالتصويت التكتيكي [تصويت ناخبين للحزب الخصم اعتراضاً على سياسة حزبهم] لحزب الليبراليين الديمقراطيين بالتقدم على الحزبين الآخرين وإحراز نصر مدو، وطبيعة الحال خسارة مرشح حزب العمال.

إن تحديد النتيجة المحتملة في واحدة من أصعب معارك الدوائر الانتخابية قد يكون في سيلبي وأينستي، وهي دائرة لا تبعد كثيراً عن دائرة رئيس الحكومة ريشي سوناك ومقعده في ريتشموند Richmond (غرب العاصمة لندن)، إذ يتمتع حزب المحافظين هناك عادة بأغلبية مريحة قدرها 35 في المئة، أما الليبراليون الديمقراطيون فلم يحققوا سوى المرتبة الثالثة هناك (وحصلوا على تسعة في المئة من الأصوات)، أما حزب العمال فحصل على 25 في المئة. وسيتطلب الأمر تحولاً كبيراً وتصويتاً تكتيكياً كاملاً من قبل الليبراليين الديمقراطيين وحزب الخضر (ثلاثة في المئة)، وربما أيضاً حزب يوركشير (حصته ثلاثة في المئة) لتأمين النصر لحزب العمال هنا، هذا يبدو غير مرجح ولكن لا يمكن استبعاده تماماً.

ماذا تعني خسارة المحافظين مقاعد تلك الدوائر؟

إن انحصار الخسارة بمقعد ريدينغ، قد يعتبر معجزة للمحافظين. الاحتفاظ بمقعد آخر [من أصل الثلاثة] قد يكون باعثاً على الارتياح في أوساط الحزب إذا أخذنا في الاعتبار حالة الحزب الحالية التي يرثى لها. أما خسارة كل تلك المقاعد في البرلمان فمن شأنها أن تفتح الباب أمام جولة جديدة من الحروب الداخلية في حزب المحافظين. في هذه المرحلة في البرلمان، من الصعب رؤية قيام تحد جديد لزعامة ريشي سوناك، لكن من شأن المناوشات أن تكون ذات أثر مزعزع على الحزب. ومن شأن ذلك أن يزيد من قوة الدفع خلف حزب العمال، والليبراليين الديمقراطيين وأن يزيد من الضرر اللاحق بمعنويات حزب المحافظين.

متى قد تجرى الانتخابات الفرعية في الدوائر الثلاث تلك؟

من المنطقي أن يسعى ريشي سوناك إلى الانتهاء من الانتخابات الفرعية في أقرب وقت بدلاً من تأجيلها، خصوصاً أن موعد الانتخابات العامة البريطانية لا يمكن أن يكون بعيداً جداً. فلو نجح في تأخير إجراء تلك الانتخابات حتى موعد حل البرلمان، يكون قد أبلى بلاءً حسناً. في الغالب فإن تلك الانتخابات ستجرى في الصيف، عندما يكون أغلب المقترعين منشغلين أكثر بعطلاتهم الصيفية.

هل يمكن لأي دائرة أخرى أن تنضم إلى هذه اللائحة؟

وزير الدولة لشؤون اسكتلندا في الحكومة أليستر جاك، والذي كان من بين من وعدوا بالحصول على ترفيع إلى مجلس اللوردات، يبدو عازماً على مواصلة عمله في مجلس العموم حتى نهاية ولاية المجلس الحالي. ومن سخرية القدر أن حزب المحافظين ربما لديه فرص أكبر في الاحتفاظ بمقعده في دائرة دامفريس وغالواي Dumfries and Galloway، لأن الحزب القومي الاسكتلندي، والذي حل في المرتبة الثانية بفارق ضئيل في عام 2019 هناك، قد انهار وبوتيرة أسرع حتى من حزب المحافظين.

غير ذلك، هناك دوماً إمكانية أن تقوم لجنة الامتيازات في البرلمان البريطاني بفرض عقوبات قاسية على بوريس جونسون [لتضليله البرلمان عندما كان رئيساً للحكومة]، مما يفتح مجالاً لطرح عريضة شعبية لسحب نيابته، وفرض انتخابات فرعية في دائرة أكسبريدج وساوث رايسليب Uxbridge and South Ruislip. وإذا لم يكن هناك أي تدخل أو عناية إلهية، أو أي تدخل شيطاني، فسيكون المقعد من نصيب حزب العمال سواء ترشح بوريس جونسون من جديد أم لم يفعل.

هناك أيضاً عدد من نواب حزب المحافظين والعمال الذين يعانون درجات مختلفة من قرارات حول تعليق عملهم البرلماني، وأي منهم يمكن أن ينتهي به المطاف إلى الاستقالة أو يدفع خارج البرلمان في أي فترة ممتدة من الآن وحتى موعد الانتخابات العامة البريطانية المقبلة.

© The Independent

المزيد من تحلیل