Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

نتائج الانتخابات البريطانية تكشف فشل "المحافظين" وليس نجاح "العمال"

ربما يكون ذلك كافياً لتأمين النصر لحزب العمال في الانتخابات العامة المقبلة ــ ولكن قد لا يكون من الحكمة التعويل عليها

كان المتحدثون باسم حزب العمال حريصين على القول بأن النتائج أظهرت نجاح السير كير ستارمر (أ ف ب)

ملخص

نجاح حزب العمال البريطاني في إضافة أكثر من 500 مقعد في المجالس المحلية قد لا يعني بالضرورة أن الحزب حسن من شعبيته بين عامة الناس

كان رد فعل حزب العمال على نتائج الانتخابات المحلية في بريطانيا التي أجريت الخميس الماضي بسيطاً. بمجرد تسجيل الحزب تقدمه في الانتخابات التي أجريت للفوز بعدد محدد من مقاعد المجالس المحلية والبلديات، التي اختارت العمل على فرز الأصوات خلال الليل، قام المتحدثون باسم حزب العمال بالادعاء أن النتائج أظهرت أن حزبهم كان "في الطريق" للفوز بغالبية في الانتخابات العامة البريطانية المقبلة.

وهذه الادعاءات لم تكن من دون أسس. فعندما تتم عملية جمع الأصوات وعكس توزيعها على الدوائر الانتخابية الحالية، (على رغم أنه أمر أكثر صعوبة في هذه الأيام بسبب تغيير حدود كل دائرة انتخابية)، يمكننا أن نلاحظ أن العمال قد أحرزوا تفوقاً في مقاعد كثيرة كان حزب المحافظين قد فاز بها في انتخابات 2019.

على سبيل المثال، ووفقاً للنتائج المفصلة التي جمعتها هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، تفوق حزب العمال في وادي كالدر Calder Valley، ووادي كولن Colne Valley، ودوسبيري Dewsbury، وإبسويتش Ipswich، وبلايموث مور فيو Plymouth Moor View ــ وكلها مناطق تنافست فيها الأحزاب الرئيسة الثلاثة على كافة المقاعد المخصصة لتلك الدوائر الانتخابية. وبلغ حجم التحول الانتخابي من تأييد لحزب المحافظين إلى حزب العمال منذ الانتخابات العامة الماضية في هذه الدوائر غير المحسومة النتائج ما معدله 12 في المئة ــ وهي نسبة التغيير الدقيقة التي وفق الحدود القائمة المعمول بها حالياً للدوائر الانتخابية، تمنح حزب العمال غالبية إجمالية حجمها مقعد واحد.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

لكن، الناس لا يصوتون بالضرورة، في الانتخابات المحلية، بشكل مشابه لتصويتهم في الانتخابات العامة. وتحديداً، أنهم يميلون أكثر للتصويت لمصلحة الليبراليين الديمقراطيين في الانتخابات المحلية، هذا وكما أكدت انتخابات الخميس الماضي، فإن حزب الخضر قد بدأ في زرع جذور له في الإدارات المحلية. لكن لن يمكننا أن نستعرض ببساطة نتائج انتخابات الخميس ونستخدم الأرقام كأداة قياس مدى التقدم الذي أحرزه حزب العمال.

ما يمكننا القيام به هو دراسة ما إذا كان التقدم الذي أحرزه حزب العمال على مستوى الانتخابات المحلية يساوي ما يمكن أن نتوقعه، إذا أخذنا في الاعتبار التغيير في مكاسب الحزب في استطلاعات الرأي. إن معدل تقدم حزب العمال الحالي يبلغ 16 نقطة على حزب المحافظين وهو ما يساوي تحولاً قدره خمس نقاط من المحافظين إلى العمال منذ انتخابات مايو (أيار) 2019، وهذا ما كان عليه الوضع في حينه، عندما كانت المنافسة قائمة على كافة المقاعد للفوز بها في ذلك العام. إن متوسط التحول منذ 2019 في الدوائر حيث قامت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، بجمع أرقام التصويت بشكل مفصل كانت على رغم ذلك أقرب إلى أربعة في المئة.

إن التحول الذي شهدته استطلاعات الرأي مقارنة بهذا الوقت في العام الماضي، كانت أيضاً خمس نقاط. لكن ووفقاً لأرقام هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، إن التحول منذ ذلك الوقت على مستوى الانتخابات المحلية لم يزد على 2 في المئة. باختصار، ليس من الواضح بعد إذا كان التحول نحو حزب العمال في الانتخابات المحلية متناسقاً تماماً مع ما كان متوقعاً، إذا أخذنا في الاعتبار التقدم الذي أحرزه الحزب في استطلاعات الرأي ــ على رغم أن حزب العمال قام بتقديم أداء أقوى بالمقارنة بأي دورة انتخابات محلية أخرى شهدتها بريطانيا منذ عام 2010.

 في الأثناء، علينا أن نتذكر أن الفوز بالمقاعد ــ وحزب العمال قد نجح في إضافة أكثر من 500 مقعد في المجالس المحلية إلى ما بحوزته ــ قد لا يعني بالضرورة أن الحزب قد حسن من شعبيته بين عامة الناس. إن الفوز بالمقاعد أو خسارتها في نظام الغالبية البسيطة المعمول به في المملكة المتحدة، عادة ما يكون انعكاساً للتغيرات في الأداء النسبي للأحزاب، ولا يمكن اعتباره انعكاساً لحصتهم الكاملة من الأصوات. إن أي حزب قد يحصد مقاعد إضافية إذا نجح في المحافظة على ما بحوزته، فيما تراجعت حصة منافسيه.

هذه هي تماماً قصة أداء حزب العمال في انتخابات الخميس الماضي المحلية. لقد نجح الحزب في الفوز بعدد أكبر من الأصوات مقارنة بحزب المحافظين في كثير من المقاعد البرلمانية ليس لأن حصة حزب العمال من الأصوات كانت أعلى مما كانت عليه في ديسمبر (كانون الأول) 2019، لكن لأن الدعم لحزب المحافظين أصبح حالياً أقل بشكل حاد جداً.

في المتوسط، وإذا أخذنا أرقام 27 دائرة انتخابية حيث كان من الممكن استخدام المعلومات التي استقتها "بي بي سي"، للمقارنة بين أداء الأحزاب في الانتخابات المحلية مع نتائج انتخابات 2019 العامة، فإن حصة حزب المحافظين من الأصوات كانت أقل بـ 19 نقطة، فيما مجموع أرقام حزب العمال بقيت على حالها من دون تغيير.

والصورة نفسها تبرز أمامنا إذا قمنا بفرز نسبة التحول من المحافظين إلى العمال منذ الانتخابات المحلية الأخيرة. إن نسبة الدعم لحزب المحافظين قد انخفضت بنسبة أربع نقاط، فيما لم تتغير نسب التأييد لحزب العمال كثيراً.

بالإضافة إلى الادعاء بأن الانتخابات المحلية أظهرت أن الطريق أمام حزب العمال أصبح معبداً للفوز بغالبية برلمانية، كان المتحدثون باسم حزب العمال راغبين في التركيز على أن نتائج الانتخابات أبرزت أيضاً أن السير كير ستارمر قد نجح في تغيير حزبه، وهو ما أدى إلى تحولات في فرص حزبه الانتخابية. في الحقيقة، إن نتائج الانتخابات المحلية تطرح أيضاً مصداقية ذلك الادعاء. فما يبدو أكثر وضوحاً هو حجم الاستياء الشعبي من حزب المحافظين.

ربما تبرهن هذه النتائج أنها كافية لتحقيق النصر لحزب العمال عند حلول موعد الانتخابات العامة المقبلة ــ ولكن على الأرجح لن يكون من الحكمة بالنسبة لحزب العمال أن يعتمد كثيراً على الأمر.

جون كورتيس هو أستاذ الدراسات السياسية في جامعة ستراثكلايد، وزميل باحث بارز في كل من "المعهد الوطني للبحوث الاجتماعية" ومعهد "المملكة المتحدة في أوروبا متغيرة".

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من آراء