Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"حصن كافينياك" في الجزائر... شاهد الجبروت المتصدع

تجاوز عمره 170 عاماً وتروي جدرانه قصة المقاومة الجزائرية الباسلة ضد الاستعمار الفرنسي

نظراً إلى المقاومة الشرسة التي لقيها المحتل فقد قرر الأخير بناء حصن لتأمين العساكر والعتاد (مواقع التواصل)

ملخص

يعود تاريخ "برج الساعة" للعهد الروماني حين تم تشييد قلعة لمراقبة كل المنطقة وحركة السكان، بخاصة أن المكان مرتفع ويصلح للترصد والتأمين

لكل مدينة جزائرية قصة مع ثورة التحرير التي استعاد بها الجزائريون استقلالهم من المستعمر الفرنسي (1830-1962) بتضحيات جسام، وفي زوايا أحيائها تقف المعالم الأثرية على كثرتها شاهدة على حقبة مهمة لا تزال تصنع حاضر الشعب.

والمسيلة الواقعة جنوب شرقي الجزائر العاصمة هي إحدى المدن المنحوتة بلمسات من مروا عليها، فهي تتمتع بطراز معماري من حقب رومانية وتركية وفرنسية، ولقبت بعاصمة الحضنة لوقوعها بين سلسلتي جبال الأطلس التلي والأطلس الصحراوي.

حصن الانتفاضات

ومن المعالم التي تلفت النظر في منطقة بوسعادة التابعة لولاية المسيلة حصن "كافينياك" أو كما يسمى برج الساعة، وهو بناية قديمة تجاوز عمرها 170 عاماً، عبارة عن برج عسكري على قمة صخرية مطلة على المدينة القديمة.

وبحسب المنظمة الجزائرية للتراث والسياحة والصناعات التقليدية لولاية المسيلة الجزائرية فإن تاريخ "برج الساعة" يعود للعهد الروماني إثر احتلال المدينة، حين تم تشييد قلعة لمراقبة كل المنطقة وحركة السكان، بخاصة أن المكان مرتفع ويصلح للترصد والتأمين.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ومع مجيء الأتراك تم تطوير الحصن وتأمينه بشكل أفضل، واستمرت الحال كذلك حتى دخول الاحتلال الفرنسي إلى مدينة بوسعادة عام 1849، ونظراً إلى المقاومة الشرسة التي لقيها العدو من طرف سكان المدينة فقد قرر المتصرف العسكري بناء حصن لتأمين العساكر والعتاد، تحسباً لانتفاضة ثانية من جانب السكان، واختار هذا الموقع للغرض ذاته وهو مراقبة أي تحرك للمقاومين، فتقرر تشييد حصن "كافينياك" بإشراف النقيب فيدارب عام 1852، وهو الحصن الذي آوى في ما بعد العيادة الطبية العسكرية الفرنسية التي بنيت عام 1876 لتصبح بعدها مستشفى مدنياً يحمل اسم الرقيب إيتيان.

شاهد على المستعمر

وينسب الحصن في فترة الاستعمار إلى العسكري والسياسي الفرنسي كافينياك الذي يصفه مؤرخون جزائريون وحتى سكان المنطقة بالسفاح، نظراً إلى الجرائم التي ارتكبها بحق الشعب الجزائري واعترف بها علناً، إذ كان حاكماً للجزائر عام 1848 ثم رئيساً لمجلس الوزراء الفرنسي، كما أنه ترشح للانتخابات الرئاسية في العام نفسه لكنه خسر أمام لويس نابليون بونابرت.

وبقي البرج شاهداً على جرائم المستعمر الفرنسي، إذ تروي جدرانه المتصدعة خطط كافينياك في محاربة الجزائريين، ولا تزال أنقاضه قائمة حتى اليوم تجذب السياح من جميع أنحاء البلاد بعد أن تحول إلى مكان مفضل لكثير يرون فيه معلماً تاريخياً، بيد أن الفاعلين في المجال السياحي والثقافي يدعون إلى نفض الغبار عنه أكثر من خلال ترميمه، بغية استرجاع ذاكرة المدينة ومعالمها السياحية القديمة التي كانت تستقطب في سنوات السبعينيات أكثر من 40 ألف سائح سنوياً.

وكانت دراسة أعدت قبل شهور من طرف إحدى الهيئات المتخصصة في مجال العمران ببوسعادة، وقدرت الدراسة مبلغ 20 مليون دينار (مليوني دولار) ككلف للمشروع الذي يتضمن إعادة تأهيل البرج وتهيئته إضافة إلى برج المراقبة بالمواد الأصلية التي بني بها، مثل الجير الحي والرمل والخشب، وفتح الممر الأصلي للبرج وإنارته بالتوازي مع إنجاز شرفات وتهيئة أخرى.

المزيد من منوعات