Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"أفارقة السل" في الجزائر يثيرون هلع الشعب واستنفار الحكومة

مراقبون يؤكدون أن بيئة وجودهم الجماعي توفر كل شروط انتشار العدوى وآخرون يقللون من الخطر

أغلب اللاجئين الأفارقة في الجزائر يحتكون يومياً مع المواطنين في الشوارع والطرقات لا سيما الأطفال (أ ف ب)

ملخص

أغلب اللاجئين الأفارقة في احتكاك يومي مع المواطنين في الشوارع والطرقات لا سيما الأطفال منهم الذين يمتهنون التسول وغسل السيارات... فكيف تواجه الجزائر خطر الأمراض المنتشرة بين اللاجئين الأفارقة؟

أثار إعلان الجزائر تسجيل إصابات بداء السل وسط عدد من المهاجرين غير الشرعيين الأفارقة استنفاراً حكومياً وهلعاً شعبياً، إذ طالبت وزارة الداخلية بضرورة تعزيز جهاز اليقظة والإنذار المبكر أمام رفض المصابين التحويل إلى المؤسسات الاستشفائية من أجل الخضوع للعلاج، في ما بات الشارع يتوجس خيفة من حالات عدوى قد تهدد الصحة العامة.

تحذيرات وتوضيح

طالبت وزارة الداخلية بتقرير مستعجل لتقييم الوضع، والسهر على اتخاذ كل التدابير الوقائية ومتابعة التكفل الطبي على مستوى المؤسسات الصحية، وتكثيف عمليات التلقيح، كما دعت أفراد الحماية المدنية إلى الاستعداد للتدخل عند الاقتضاء لتحويل المصابين إلى المستشفيات.

كما أصدرت وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، بياناً بخصوص ظهور السل وسط الأشخاص المهاجرين الذين يعيشون في البلاد.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وحرصت الوزارة على التأكيد بأن الجزائر تعتمد برنامجاً وطنياً للوقاية ومكافحة السل منذ السنوات الأولى للاستقلال، يشمل الكشف عن الحالات المعدية، وعلاج جميع الحالات المؤكدة ومراقبتها، والوقاية من طريق اللقاح لجميع الأطفال حديثي الولادة، وأخيراً متابعة وتقييم البرنامج.

وأوضحت أنه بفضل تنفيذ توجيهيات هذا البرنامج تراجعت نسبة الإصابة بالسل المعدي الموجب، حيث شهدت انخفاضاً بين 2010 إلى 2022 بـ58 في المئة، محذرة من أن مرض السل معد ويجب الإبلاغ عنه.

غير مفاجئ

تعليقاً على الموضوع، أوضح رئيس الهيئة الجزائرية لترقية الصحة وتطوير البحث مصطفى خياطي، أن الحال الصحية لغالبية المهاجرين وبيئة وجودهم الجماعي توفران كل الشروط التي يمكن أن تؤدي إلى انتشار العدوى، بالتالي فإن تسجيل إصابات بمرض السل بينهم غير مفاجئ، مشيراً إلى ضرورة اتخاذ إجراءات احتياطية مثل التي شرعت فيها السلطات المحلية، محذراً من أن العدوى تنتقل من طريق الوجود الدائم بين المصابين وتقاسم الأكل والشراب والمبيت معهم.

ويؤكد رئيس الجمعية الجزائرية لعلم المناعة كمال جنوحات، أن الخطورة تكمن في أن أغلب اللاجئين الأفارقة في احتكاك يومي مع المواطنين في الشوارع والطرقات، لا سيما الأطفال منهم الذين يمتهنون التسول وغسل السيارات.

وقال إن المطلوب اليوم تسطير برنامج عاجل لتشديد المراقبة الطبية على اللاجئين بالتنسيق بين هيئة استقبال اللاجئين في البلاد والهلال الأحمر الجزائري والسلطات الصحية.

لا مخاوف

في المقابل، قلل المتخصص في الأمراض المعدية إلياس أخموك، من هذه المخاوف بالقول إن مرض السل في الجزائر ليس بتلك الخطورة التي يتصورها كثيرون، بخاصة إذا ما تم التكفل بعلاجه على الوجه الأمثل في حينه.

وأوضح أن السل موجود في الجزائر كما في دول أوروبية وغير أوروبية، "نعرفه ونتعامل معه وفق البروتوكولات العلاجية المعروفة والمتداولة"، داعياً إلى جملة من الإجراءات الاحترازية لتجنب تسجيل إصابات بالعدوى وتفاقمها أو تعقيدها، في مقدمتها إخضاع المهاجرين الأفارقة للفحص الطبي، وإذا وجدت حالات مصابة يجب علاجها والتكفل بها على مستوى المراكز الصحية إلى أن تشفى.

ويبدو أن الجزائر استبقت المنظمات الحقوقية عبر بيان وزارة الصحة، على اعتبار أن العلاقة بينهما كانت متوترة متى تعلق الأمر بوضعية اللاجئين والمهاجرين بخاصة الأفارقة، إذ حتى الساعة لم يصدر بيان من طرف الجهات الحقوقية التي يبدو أنها تراقب مسار التعامل مع الملف.

وسبق لـ"الخارجية الأميركية" أن انتقدت وضعية المهاجرين السريين في تقريرها عن حقوق الإنسان في الجزائر، بخاصة في ما يتعلق بالترحيل إلى بلدانهم، وعدم تسهيل اندماجهم في سوق الشغل، وهي الملاحظات ذاتها التي أشارت إليها منظمتا "هيومن رايتس ووتش" و"العفو الدولية"، التي  تنفيها جهات جزائرية في كل مرة.

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير