Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هل يذهب ترمب إلى الانتخابات المقبلة بالزخم الذي امتلكه في 2016؟

قد تكون فرص عودته إلى البيت الأبيض ضئيلة لكن بناء على أدائه أخيراً فهذا الاحتمال أمر قائم

زار الرئيس الأميركي السابق  اسكتلندا وأيرلندا خلال الأيام الأخيرة (غيتي)

ملخص

بدا ترمب الذي كان يحدق في فاراج رجلاً مرتاحاً وليس غاضباً بشكل خاص، وكان يشبه نفسه في عام 2016 أكثر بكثير من عام 2020

قضى نايجل فاراج [سياسي بريطاني ترأس حزب الاستقلال البريطاني UKIP قبل استفتاء "بريكست" ومدير قناة تلفزيونية حالياً]، بطل الديمقراطية المقدام، ما يقرب من أربعة عقود كاملة في خوض حملته الناجحة بشكل مذهل ضد الاتحاد الأوروبي "اللاديمقراطي". وإذا كان هناك ما يؤمن به على الإطلاق، فهي بالتأكيد الديمقراطية.

لكن ما هو السر إذاً أن المحاولات المتكررة لعكس نتائج انتخابات أميركية حرة ونزيهة، وفي نهاية المطاف تنظيم انقلاب فاشي أسفر عن مقتل ضابط شرطة بعد أعمال الشغب في الكابيتول في 6 يناير (كانون الثاني)، لم يفعلا أي شيء على الإطلاق لإضعاف حبه المتقد لدونالد ترمب؟

في الفترة التي سبقت مقابلة فاراج لترمب على شاشة "جي بي نيوز" GB News [التي يديرها فاراج]، والتي جرى تسجيلها في ملعب تيرنبيري للغولف العائد لترمب، وتضمنت مقاطع فيديو كاملة لم تكن أكثر من مجرد إعلان عقاري، وصف فاراج مرة أخرى، كيف كان الاثنان "صديقين حميمين". بعض المعجبين الأوائل بترمب مثل منافس "جي بي نيوز" [الإعلامي] بيرس مورغان، هم أقل انبهاراً الآن مما كانوا عليه، بعد أن اتضح أن صديقهم كان فاشياً بامتياز، على رغم أنه من الواضح جداً أن ترمب كان على هذه الحال دائماً منذ البداية.

لكن لا ينطبق الأمر نفسه على نايجل، فجذوة حب هذا الأخير لا تنطفئ. من الصعب قياس مستوى التزلف بدقة في هذا النوع من المقابلات التملقية، وهي شائعة جداً هذه الأيام. سياسي يقابل سياسياً، فتأخذ "البروباغندا" دور المراقب هنا. يبدو أن معظم جدول أخبار "جي بي نيوز" الآن يقدمه إما نايجل فاراج أو نواب من حزب المحافظين.

لقد تركت عبثية لقاء سابق مع نادين دوريس [وزيرة سابقة في حكومة جونسون] حول تواصلها مع بوريس جونسون على محطة Talk TV [في فبراير "شباط" 2022] أثراً لا يمكن تجاوزه أبداً. وفاراج أدهى من أن يكون بهذا الغباء.

 

إذا كنتم على استعداد للتغاضي عن مرحلة التحضير الحثيثة التي كانت بمثابة مقدمة لكل سؤال فقد كان هناك الكثير جداً في المقابلة. ربما كانت كريستيان أمانبور [مقدمة برامج في قناة سي أن أن] لتسأل ترمب "لماذا تريد الترشح للرئاسة مرة أخرى؟".

من ناحية أخرى، تقول صيغة سؤال فاراج: "لديك أفضل محفظة استثمارية وملاعب غولف مدهشة، وزوجة رائعة، وعائلة استثنائية، وحياة مذهلة. لماذا تريد أن تتخلى عن هذا كله مرة أخرى؟".

كما لو أن العالم يتوسل دونالد ترمب ليكون لطيفاً بما يكفي ليبارك المجال العام بمواهبه اللامتناهية مرة ثانية.

لكن بالنسبة إلى أي شخص يفترض أن أيام ترمب في البيت الأبيض قد ولت، فلن يكون الأمر سهلاً. جربوا إعادة مشاهدة مقاطع الفيديو الخاصة بترمب 2016 وسترون صاحب حملة ذكياً ونشطاً نسبياً. أما في عام 2020 فكان منهكاً وهاذياً وواهماً. إذا كان هناك عودة للتنافس بين ترمب وبايدن مجدداً، فسيأتي أحد هؤلاء الرجلين غير الشابين بالضبط بعد أن أمضى أربع سنوات في البيت الأبيض والآخر في مارالاغو.

بدا الرجل الذي كان يحدق في فاراج رجلاً مرتاحاً وليس غاضباً بشكل خاص، وكان يشبه نفسه في عام 2016 أكثر بكثير من عام 2020.

إضافة إلى ذلك، فإن دونالد ترمب لن يقع في فخ أسئلة عن حقوق المتحولين جنسياً حيث يبدو السياسيون اليساريون غير قادرين على منع أنفسهم من القيام بذلك. سيقول فقط أشياء مثل: "لن نسمح للرجال بالمنافسة في الرياضات النسائية، هذا الأمر ليس صواباً، هذا ليس عدلاً للنساء. نحن نرى الأمر في السباحة وفي رفع الأثقال، حيث يحطمون جميع الأرقام القياسية، إن هذا ليس من الإنصاف".

على رغم أن المسألة قد لا يكون من المستساغ قولها، فهذا الأمر معقد كما يعتقد معظم الناس، وفي النهاية يحصل الجميع على صوت واحد فقط.

وفي ما يتعلق بالشؤون الخارجية، نظر ترمب إلى رفيقه وقال، "لو كنت لا أزال مسؤولاً، لما ذهب بوتين إلى أوكرانيا. ولم نكن لنتحدث عن تايوان. لقد قمت بحل كل ذلك".

وسيسمع الكثير من الناس ذلك ويفكرون، "حسناً، ربما يكون على حق"، هذا ليس صحيحاً، ليس صحيحاً على الإطلاق، ولكن إذا كنتم تقرؤون هذا ربما كنتم تعرفون ذلك بالفعل، وإذا كنتم لا تعرفونه حقاً فمن المحتمل أنكم لا تقرؤون هذا، لذلك فإن الأمر سيان.

أخبر فاراج أنه شعر بحزن لا ينتهي بسبب وصفه كوفيد بأنه "فيروس الصين" وما تعرفونه، الآن أن مكتب التحقيقات الفيدرالي (أف بي آي) يوافقه الرأي، إذ يرى المكتب أن التفسير الأكثر ترجيحاً هو أن كوفيد-19 قد تسرب بالفعل من ذلك المختبر في ووهان، وعلى رغم أن المرء يكره أن يقول ذلك، فإن الرجل لديه وجهة نظر، أليس كذلك؟

يعتقد ترمب أن عدم ذهاب بايدن إلى حفل تتويج الملك هو إهانة كبيرة. فبرأيه: "حفل التتويج يعني الكثير، أي رئيس هذا الذي لا يأتي إلى تتويج الملك أو الملكة الجديدين؟ ما الرسالة التي سيبعث بها من خلال هذا التصرف؟".

حسناً، إنه على حق، أليس كذلك؟ أجريت المقارنات وكان هناك جدل حول سابقة تاريخية، ولكن هذا هو التتويج الأول في عصر السفر الجوي عبر المحيط الأطلسي، وبالتأكيد الأول منذ عهد الطائرة الرئاسية Air Force One، وهو لا يريد أن يأتي. "إنه نائم في ديلاوير"، قال ترمب عن بايدن.

انفلت عقاله بعض الشيء في هذه المرحلة من المقابلة، ليزعم أن "مجموعة ذكية جداً من الشيوعيين والماركسيين يديرون البلاد، بينما هو [بايدن] نائم في ولاية ديلاوير". هذه ادعاءات مبالغ بها لن تقنع الناخب الأميركي العادي بأن ترمب قد لا يكون مجنوناً ويجب إعطاؤه فرصة أخرى، لكن كل ذلك أصبح غير ذي أهمية بعد أن قاله تالياً.

فبحسب ترمب: "كان لدينا أكبر اقتصاد في تاريخ العالم وسأكون قادراً على إعادة ذلك مرة أخرى وبسرعة كبيرة. سوق الأسهم سترتفع، وأسعار الفائدة ستنخفض. لقد قلبت الأمور ذات مرة، مرتين في الواقع، إذا ما أخذنا في الاعتبار ما فعلته بعد ’كوفيد’، وسأفعل ذلك مرة أخرى".

هز فاراج رأسه موافقاً بحماس بهيج. لن تصمد هذه الادعاءات كثيراً أمام التمحيص، ولكنها على الأرجح لن تخضع للكثير منه. وربما، أقول ربما، استفاد ترمب من عدم قدرته على مشاركة كل أفكاره المضطربة مع العالم على مدى الساعة كل يوم. إن عدد أولئك الذين تحسنت صورتهم في نظر الجمهور من خلال وسائل التواصل الاجتماعي قليل بالفعل، وقد يكون حظر ترمب على تويتر أفضل شيء حدث له على الإطلاق.

بالطبع، كان من المفترض أن تنتهي مسيرته السياسية [بعد غزوة الكابيتول] في 6 يناير 2021. في الواقع، حقيقة أن ذلك لم يحدث، إنما هي وصمة عار على أميركا لن تزول بالكامل أبداً. وينبغي أن يكون لواقع أن الحزب الجمهوري لا يزال في جيب رجل قام بكل تلك الأشياء التي قام بها ترمب سبب كاف لأن ينظر إلى الحزب على أنه بالضبط ما يصور عليه.

لكن هذا لن يزن أكثر من ريشة في الميزان أيضاً. ففي جميع أنحاء العالم، تكافح الحكومات الحالية مع البؤس الاقتصادي، الناجم عن "كوفيد" وعن الحرب في أوكرانيا، وهي تخسر الانتخابات التي كانت ستفوز بها لولا ذلك لأسباب خارجة عن إرادتها تماماً. قد تكون فرص دونالد ترمب في القيام بذلك مرة أخرى صغيرة، ولكن بناءً على هذا الدليل، يمكن القول إن استبعاد هذا الاحتمال بداعي سخفه أقل اليوم مما كان عليه في عام 2016، ولا يزال بإمكان معظم الناس تذكر ما حدث آنذاك.

© The Independent

المزيد من آراء