Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

بايدن رئيس يسابق الوقت من أجل "شفاء" أمة منقسمة

ترمب ينتقد إدارته ويصفها بـ"الفاشلة" والحزب الجمهوري يتهمه بـ"الانفصال عن الواقع"

ملخص

قال ترمب إن حالة الأسر الأميركية تتدهور بسبب أسوأ تضخم منذ نصف قرن واصفاً إدارة بايدن بـ"الفاشلة".

انتهت مرحلة الترقب، وأعلن الرئيس الأميركي جو بايدن، أمس الثلاثاء، رسمياً ترشحه لولاية ثانية في انتخابات 2024 التي يمكن أن يواجه فيها مجدداً دونالد ترمب.

وهاجم ترمب بايدن، أول من أمس الإثنين، واصفاً إدارته بـ"الفاشلة"، وفي بيان حول إعلان بايدن اعتزامه الترشح، انتقد ترمب الرئيس بسبب سجله في ما يتعلق بالهجرة والتضخم وانسحاب الولايات المتحدة الفوضوي من أفغانستان.

وقال ترمب على منصة التواصل الاجتماعي الخاصة به "حالة الأسر الأميركية تتدهور بسبب أسوأ تضخم منذ نصف قرن. البنوك تنهار... لقد تخلينا عن استقلالنا في قطاع الطاقة، مثلما استسلمنا في أفغانستان".

"منفصل عن الواقع"

من جانبه اعتبر الحزب الجمهوري أن جو بايدن "منفصل عن الواقع" بعد إعلان خوضه الانتخابات الرئاسية الأميركية المرتقبة.

وقالت اللجنة الوطنية للحزب الجمهوري، إن "بايدن منفصل عن الواقع لدرجة أنه بعدما تسبب بأزمة تلو أخرى يرى نفسه جديراً بأربع سنوات إضافية"، محذرة من أنه في حال فوزه، "فالتضخم سيواصل ارتفاعه الصاروخي ومعدلات الجريمة سترتفع ومزيد من الـ’فنتانيل’ سيعبر حدودنا المفتوحة، والعائلات الأميركية ستكون أسوأ حالاً".

رئيس يسابق الوقت

حين تولى منصبه، حفل جدول أعمال بايدن، الرئيس الأكبر سناً في تاريخ الولايات المتحدة، بمهمات صعبة، تعلق أبرزها بمسألة وجودية: كيف تعيد توحيد صفوف أمة مقسومة بين معسكرين؟

تسلم بايدن مهمة صعبة بكل المقاييس، متصدياً لـ"كوفيد-19"، جائحة تحدث مرة كل قرن، وتوقف النشاط الاقتصادي وسلسلة تحديات جيوسياسية من الصين وإيران وكوريا الشمالية وروسيا.

لكن الرجل الذي ألحق الهزيمة به عام 2020، دونالد ترمب، تركه أيضاً مع تهديد للديمقراطية غير مألوف منذ السبعينيات على الأقل، وربما منذ الحرب الأهلية.

قبل أسبوعين من دخوله المكتب البيضاوي، اقتحم حشد من مناصري ترمب الكونغرس في محاولة للحيلولة دون المصادقة على نتائج الانتخابات الرئاسية. وبذلت فرق من محامي ترمب ومشرعون مقربون منه جهوداً حثيثة، في محاولة لقلب النتائج عبر طرق إجرائية.

فوق ذلك كله، اضطلع بايدن وهو في الـ78، بدور مرهق للغاية، في حين أنه في أوقات طبيعية فإن رئيساً أصغر بثلاثة عقود على غرار بارك أوباما مثلاً، بدا عليه التقدم في العمر خلال توليه الرئاسة.

ونادراً ما بدت الأمة حينها في وضع هش مماثل.

لكن بايدن، الناجي من نكسات سياسية لا تُعد ولا تحصى ومن مآس شخصية، فاجأ عديداً من المشككين بقدراته. فأشرف على مرحلة تعاف ناجحة من "كوفيد-19" وانتعاش اقتصادي قوي. وجدد كذلك تحالفات الولايات المتحدة ضد الصين الأكثر عدائية ويقود استجابة غربية غير مسبوقة رداً على الهجوم الروسي على أوكرانيا.

المهمة لم تنجز

ورغم تعهده العمل لـ"شفاء" الأمة، فإن بايدن ذاته يقر بأن المهمة لم تنجز بعد. وقال في يناير (كانون الثاني) "قلت إنني ترشحت لثلاثة أسباب". وتابع "أحدها كان استعادة روح أميركا. والثاني إعادة بناء البلاد (..) والثالث توحيد البلد. وتبين أن الثالث هو الأكثر صعوبة".

بالنسبة إلى مؤيديه، بدا أن بايدن هو ما احتاجت اليه البلاد بالضبط بعد ترمب: وسطي بالفطرة ومناصر قديم للخدمة الحكومية ومؤمن بدور الولايات المتحدة كقائد للغرب.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

لكن ذلك لا ينفي حصول خطوات خطأ فسرعان ما تحول الثناء المبكر على برنامج التلقيح الجماعي ضد كورونا إلى انتقادات مع اجتياح متحورات جديدة للفيروس البلاد عام 2021.

وتضررت سمعة الإدارة لناحية الكفاءة في أغسطس (آب) 2021 بعد نهاية مهينة لحرب استمرت 20 عاماً في أفغانستان.

إلا أنه خلال عامه الثاني في السلطة، رأى بايدن التضخم الهائل وقد بدأ، أخيراً، في الانحسار والاقتصاد ينمو بقوة وأعادت السياسة الأميركية الجريئة في أوكرانيا المصداقية للسياسة الخارجية.

وقطع بايدن أشواطاً كبيرة لناحية التوقعات الرئيسة من الناخبين الديمقراطيين في شأن البيئة. فأعاد الولايات المتحدة إلى اتفاق باريس للمناخ وحصل على مشروع قانون إنفاق تاريخي أقره الكونغرس لبدء تصنيع الولايات المتحدة سيارات كهربائية وغيرها من التقنيات الصديقة للمناخ.

وبين إنجازاته المحلية أيضاً تبنى الكونغرس قانوناً بقيمة 1200 مليار دولار لإعادة تأهيل الجسور والطرق وشبكات المياه والإنترنت في البلاد، بعد تمكنه من الحصول على تأييد ممثلين للجناح الوسطي في الحزب الجمهوري.

ودخلت رحلته السرية الماراثونية في فبراير (شباط) إلى كييف الغارقة في الحرب، ودفاعه المستميت عن الديمقراطية في خطاب ألقاه بعدها في بولندا، التاريخ. وسلطت الضوء مجدداً على تمسكه بأن قيادة الولايات المتحدة للعالم قد عادت.

ويُحسب لبايدن اختياره أول امرأة وأول سيدة سوداء البشرة ومن جنوب آسيا، كاميلا هاريس لمنصب نائبة الرئيس، وتسميته أول سيدة سوداء البشرة، كيتانجي براون جاكسون، قاضية في المحكمة العليا.

يرى منتقدو بايدن من اليسار في الحزب الديمقراطي الذي ينتمي إليه، أنه غير فاعل في مواجهة اليمين المتشدد المتنامي في صفوف الجمهوريين، في وقت يفشل في تلبية مطالب قاعدته من أجل تغيير اجتماعي ليبرالي أكبر وتغيير ثقافة حرية امتلاك السلاح.

"الناس محبطون"

في صفوف الجمهوريين، فإن بايدن مكروه بشدة على غرار كره الديمقراطيين لترمب. تغذي الهجمات المستمرة على قناة "فوكس نيوز" صورته كفاشل واهن سمح بتدفق الهجرة غير الشرعية عبر الحدود المكسيكية، واستسلم لوجهات نظر ليبراليين في شأن الهوية الجنسية وسواها من القضايا الاجتماعية الساخنة، وأبعد البلاد عن نظام مالي يعتمد على الأعمال التجارية باتجاه نظام أكثر اشتراكية.

وفي مؤشر يعكس الحقد في المجتمع، لم تتجاوز معدلات قبول بايدن 50 في المئة منذ عام 2021. ويعتقد غالبية الديمقراطيين أن عليه ألا يسعى إلى ولاية ثانية. وأقر بايدن في يوليو (تموز) 2022 عندما سئل عن التشاؤم المستمر، بأن "الناس محبطون حقاً".

أمضى بايدن حياته فعلياً يتدرب لأن يصبح رئيساً، بعدما شغل منصب عضو في مجلس الشيوخ لـ36 عاماً، وفشل لمرتين في الترشح للانتخابات التمهيدية الديمقراطية، ثم أمضى ثماني سنوات نائباً لأوباما.

وبحلول الوقت الذي سعى فيه للفوز بترشيح الحزب الديمقراطي عام 2020، كانت ردود الفعل الأولية لكثيرين، حتى في صفوف حزبه، شطب اسمه باعتباره متقدماً في السن ومعرضاً لهفوات.

مع ذلك، واصل بايدن التقدم في ساحة مزدحمة بالمرشحين الديمقراطيين، قبل أن ينهي المهمة الشاقة إحصائياً ويلحق الهزيمة بالرئيس الجمهوري.

وفي ما يبدو بايدن مملاً مقارنة بترمب أو بمنافسيه الأصغر سناً، إلا أنه في مرحلة يزداد فيها التطرف قد يكون اعتداله مصدر قوته السياسية.

روس يشككون في قدرة بايدن

لم يبد بعض سكان موسكو اهتماماً بإعلان بايدن اعتزامه الترشح للرئاسة مرة أخرى، الثلاثاء، فيما شكك البعض في قدرته على خوض السباق نظراً لكبر سنه.

وبايدن هو أكبر من يتولى منصب الرئيس الأميركي، وسيبلغ من العمر 86 عاماً مع نهاية ولاية ثانية له تستمر أربعة أعوام في حال فوزه بها.

وقال أحد سكان موسكو ويُدعى دميتري لـ"رويترز" "أعتقد أن (تولي المنصب) لولاية ثانية.. سيكون ذلك كثيراً جداً عليه... ربما لديه بعض الأقراص السحرية، ربما حينها سينجح... من يدري؟".

وقدمت الولايات المتحدة دعما كبيراً لأوكرانيا مما أثار إدانات من مسؤولين روس يتهمون واشنطن بلعب دور مباشر في الصراع.

وقالت ديانا من الميدان الأحمر بوسط موسكو "أنا ضد بايدن وضد ما يجري في العالم في الوقت الحالي.. أنا مع السلام للجميع".

مدفيديف يصفه بـ"الجد اليائس"

سخر الرئيس الروسي السابق دميتري مدفيديف الذي ينتقد الغرب بشدة منذ بدء النزاع في أوكرانيا، من بايدن واصفاً إياه بـ"الجد اليائس"، وذلك بعد إعلان ترشحه لولاية ثانية.

وكتب مدفيديف عبر تطبيق "تيليغرام" عن الرئيس الأميركي "بايدن اتخذ قراره. جد يائس".

وأضاف الرئيس الروسي السابق "لو كنت مكان الجيش الأميركي، لصنعت فوراً حقيبة مزيفة تضم شيفرة نووية وهمية في حال فوزه (في الانتخابات)، لتجنب تداعيات لا يمكن إصلاحها".

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير