Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

جدة تشهد اجتماعات كسر عزلة نظام الأسد

تتالت خلال السنتين الماضيتين مؤشرات التقارب بين دمشق وعواصم عدة

ملخص

ينعقد #الاجتماع_الوزاري_التشاوي في خضم تحركات دبلوماسية إقليمية يتغير معها المشهد السياسي في المنطقة

بدأ، ليل الجمعة، في جدة الاجتماع التشاوري لوزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي ومصر والأردن والعراق لبحث مسألة عودة دمشق إلى الحاضنة العربية بعد أكثر من عقد على إبعادها، وذلك في خضم تحركات دبلوماسية إقليمية يتغير معها المشهد السياسي في المنطقة منذ اتفاق الرياض وطهران على استئناف علاقاتهما الشهر الماضي.

ووصل إلى مطار مدينة جدة الجمعة كل من رئيس مجلس الوزراء القطري وزير الخارجية الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، ووزراء خارجية الكويت الشيخ سالم عبدالله الجابر الصباح، وسلطنة عمان بدر بن حمد بن حمود البوسعيدي، والعراق فؤاد محمد حسين، ومصر سامح شكري، حيث كان في استقبالهم نائب وزير الخارجية السعودي وليد بن عبدالكريم الخريجي وذلك قبيل مشاركتهم في الاجتماع الوزاري التشاوري.

وذكرت وزارة الخارجية السعودية أن وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان بحث مع نظيره العماني بدر البوسعيدي، على هامش الاجماع التشاوري، مستجدات الأحداث الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.

وقالت الوزارة في بيان إن الجانبين تطرقا إلى جهود البلدين "الداعمة لمسيرة العمل الخليجي والعربي المشترك، بما يحقق مزيداً من الاستقرار والازدهار لدول وشعوب المنطقة".

وكانت دول عربية عدة على رأسها السعودية أقفلت سفاراتها وسحبت سفراءها لدى سوريا، احتجاجاً على قمع النظام السوري في عام 2011 الانتفاضة الشعبية التي تطورت إلى نزاع دام، وعلقت جامعة الدول العربية عضوية سوريا فيها في نوفمبر (تشرين الثاني) 2011.

لكن تتالت خلال السنتين الماضيتين مؤشرات التقارب بين النظام السوري وعواصم عدة، بينها أبوظبي التي أعادت علاقاتها الدبلوماسية، والرياض التي أجرت محادثات مع النظام حول استئناف الخدمات القنصلية بين البلدين.

العودة إلى الجامعة

ويعقد اجتماع دول مجلس التعاون الخليجي في جدة الذي يشارك فيه أيضاً كل من مصر والعراق والأردن للبحث في مسألة عودة النظام السوري إلى الجامعة العربية، قبل نحو شهر من انعقاد قمة عربية في السعودية.

واستقبلت السعودية الأربعاء الماضي وزير خارجية النظام السوري فيصل المقداد للمرة الأولى منذ بداية النزاع في سوريا. في الوقت ذاته كان وفد إيراني موجوداً أيضاً في المملكة للتحضير لإعادة فتح البعثات الدبلوماسية الإيرانية.

وقالت وزارة الخارجية السعودية في بيان إن وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله والمقداد ناقشا "الخطوات اللازمة لتحقيق تسوية سياسية شاملة للأزمة السورية تنهي تداعياتها كافة وتحقق المصالحة الوطنية، وتسهم في عودة سوريا إلى محيطها العربي واستئناف دورها الطبيعي في الوطن العربي".

وقال دبلوماسي عربي لوكالة الصحافة الفرنسية إن "هناك احتمالاً" بأن يحضر المقداد اجتماع جدة "لعرض وجهة النظر السورية"، موضحاً أن الدول المشاركة لم تتسلم بعد جدول أعمال الاجتماع.

وأكد دبلوماسي آخر أن "السعودية هي التي تقود هذه الجهود بالكامل لكن تحت مظلة مجلس التعاون الخليجي".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

الموقف القطري

وصرح بأن "السعوديين يحاولون على الأقل ضمان عدم اعتراض قطر على عودة سوريا إلى الجامعة العربية إذا طرح الموضوع على التصويت"، مشيراً إلى أنه لا يتوقع اتخاذ موقف موحد في هذه المسألة.

وفي معرض إعلانه مشاركة الدوحة في الاجتماع قال المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية ماجد الأنصاري الثلاثاء، إن تغير الموقف القطري من النظام السوري، "مرتبط أساساً بالإجماع العربي وبتغير ميداني يحقق تطلعات الشعب السوري".

لكن رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني اعتبر في مقابلة تلفزيونية مساء أمس الخميس، أن الحديث عن عودة النظام السوري إلى جامعة الدول العربية "تكهنات"، مشدداً على أن أسباب تعليق عضوية النظام لا تزال قائمة بالنسبة إلى الدوحة.

وكانت الدوحة استضافت في فبراير (شباط) 2022 ندوة تهدف إلى "النهوض بأداء المعارضة" السورية في مواجهة استعادة النظام السوري خلال السنوات الأخيرة بعضاً من موقعه الدبلوماسي، وسيطرته عسكرياً على معظم أنحاء البلاد.

التقارب السعودي - الإيراني

ويصعب فصل الجهود الدبلوماسية تجاه النظام السوري عن التقارب الحاصل بين طهران والرياض اللتين أعلنتا في 10 مارس (آذار) الماضي، التوصل إلى اتفاق بينهما بعد قطيعة استمرت سبع سنوات إثر مهاجمة البعثات الدبلوماسية السعودية في إيران.

وقبل زيارة وفد إيراني إلى السعودية هذا الأسبوع زار وفد سعودي السبت الماضي طهران، لمناقشة آليات إعادة فتح البعثات الدبلوماسية السعودية في إيران، والرياض وطهران على طرفي نقيض في عدد من قضايا المنطقة، بينها الحرب في اليمن.

وتقود السعودية منذ عام 2015 تحالفاً عسكرياً يدعم الحكومة اليمنية، في حين تدعم إيران المتمردين الحوثيين الذين دخلوا العاصمة صنعاء في عام 2014. وأدت الحرب إلى مقتل مئات الآلاف بشكل مباشر وغير مباشر واعتماد معظم السكان على المساعدات للبقاء على قيد الحياة.

وينظر خبراء إلى جهود التهدئة الحاصلة على الجبهة اليمنية حالياً، في إطار التواصل الإيراني - السعودي المتجدد.

وأجرى وفد سعودي برئاسة السفير محمد آل جابر محادثات نادرة الحدوث مع الحوثيين في صنعاء هذا الأسبوع، سعياً إلى التوصل إلى هدنة في النزاع اليمني الدائر منذ تسع سنوات.

وبدأت الجمعة عملية تبادل مئات السجناء بين طرفي النزاع تشمل أسرى سعوديين، فأفرج الجانبان عن 318 سجيناً على أن تستمر عملية التبادل حتى يوم الأحد لتشمل نحو 900 سجين.

المزيد من الأخبار