Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

حوادث القطارات بين الأعطال والكوارث الطبيعية والعامل البشري

ظاهرة يشهدها العالم كله وتخلف كثيراً من الضحايا باعتبارها من أكبر وسائل النقل الجماعي

ملخص

تتعدد أسباب #حوادث_القطارات في العالم ويأتي على رأسها #الأخطاء_البشرية وغياب الصيانة الدورية

شهد العالم حوادث متعددة في وسائل النقل الجماعي، لا سيما حوادث القطارات التي وصل بعضها إلى حد الكوارث، بما خلفه من دمار وأعداد كبيرة من القتلى والجرحى. وفي حين تعددت أسبابها واختلفت، إلا أنها في النهاية تعد من أسوأ أنواع حوادث الطرق على اعتبار أن القطارات وسيلة نقل تقل أعداداً كبيرة من البشر في كل رحلة، ما يخلف أعداداً كبيرة من القتلى والمصابين في حال وقوع حادثة.
وطبقاً للاتحاد الدولي للسكك الحديدية فإن 89.9 في المئة من حوادث القطارات نتجت من وجود طرف ثالث، وكان النوع الأكثر شيوعاً هو إصابة شخص بقطار بعيداً من تقاطع السكك الحديدية بنسبة 76 في المئة، يليه شخص يصطدم بقطار عند تقاطع السكة الحديد بنسبة تسعة في المئة، وحوادث الاصطدام بمركبات الطرق الآلية عند التقاطعات أربعة في المئة، كما شكلت حوادث الخروج عن المسار أربعة في المئة من إجمالي الحوادث.
وطبقاً للتقرير ذاته فقد سُجلت في عام 2020، 2303 حالة وفاة نتيجة حوادث القطارات، كان من بينها 305 حالات ناتجة من حوادث عبور السكة الحديد، و1953 حالة وفاة نتيجة الاصطدام بقطار أو السقوط من قطار، و55 حالة وفاة ناتجة من انحراف القطارات عن القضبان والحرائق.

العامل البشري السبب الأبرز للحوادث

أما في شأن أبرز الأسباب التي تؤدي إلى حوادث القطارات، فيقول عبدالله أبو خضرة المتخصص في هندسة الطرق بجامعة بني سويف، إن "أكثر الأسباب وراء حوادث القطارات بشكل عام تعود إلى العامل البشري الذي يكون مسؤولاً عن عملية التشغيل مثل قلة الخبرة لدى سائقي القطارات إلى جانب التعب والإرهاق، كما قد يتسبب المشاة الذين يقومون بتصرفات غير مسؤولة بحوادث تصادم من خلال عبور المسارات في وقت الخطر، كما يمكن أن يتسبب سائقو المركبات المختلفة في وقوع حوادث من خلال ترك مركباتهم متوقفة على مسارات القطارات، إضافة إلى تعدي البعض على البنية التحتية للسكك الحديدية، سواء من المشاة أو سائقي السيارات".
ويضيف أبو خضرة أن "الإهمال وغياب الصيانة والأعطال الميكانيكية والمسارات المعيبة تعد من أهم الأسباب التي تؤدي إلى حوادث القطارات في العالم كله، كما يؤدي غياب صيانة السكك الحديدية والتجهيزات المستخدمة عند التقاطعات كالحواجز والإشارات الضوئية، إلى وقوع نسبة كبيرة من الحوادث، كما أن غياب غالب أجهزة التحذير مثل الأضواء والبوابات عند المعابر، يعد أحد الأسباب المهمة لحدوث الكوارث، وأيضاً الأحوال الجوية السيئة قد تكون سبباً للحوادث، وكذلك اصطدام القطارات ببوابات المزلقانات واصطدام القطار بالمركبات على المزلقانات، وانفصال القطارات عن الخطوط، وغير ذلك من الأسباب".

أبرز حوادث القطارات في العالم

من أبرز حوادث قطارات التي وقعت في العالم العربي الحادثة التي وقعت في محطة مصر في القاهرة عام 2019 ونتج منها مقتل 20 شخصاً وإصابات متعددة. وفي العراق وقعت حادثة مروعة في العام الماضي عندما اصطدم قطار ركاب قادم من البصرة لبغداد بسيارة نقل محملة بالرمال، وذلك نتيجة للمعابر غير النظامية على خطوط السكك الحديدية. وفي عام 2018 وقعت حادثة كبيرة في المغرب في منطقة سيدي بوقنادل، مما أسفر عن مقتل 7 أشخاص وإصابة 125 آخرين. وخلال هذا الشهر شهدت الجزائر تصادماً بين قطارين جنوب العاصمة نتج منه إصابات وخسائر مادية، كما شهدت العاصمة التونسية في العام الماضي حادثة تصادم بين قطارين نتج عنه إصابة 95 شخصاً.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وعلى رغم تقدم نظم القطارات في كثير من الدول فإنها لا تخلو من الحوادث المفجعة، فحوادث القطارات دائماً ما تخلف أعداداً كبيرة من القتلى والمصابين على اعتبار أنها وسيلة نقل جماعية تحمل عدداً كبيراً من البشر، ومن هنا فإنها عند اصطدامها بقطار آخر أو حدوث أي من مسببات الحوادث المتعددة تكون الخسائر فادحة.
ويقول أبو خضرة إنه "بحسب تقرير أوروبي شهدت ألمانيا وفرنسا وإسبانيا وبلجيكا وإيطاليا انخفاضاً طفيفاً في تصنيف (آر بي آي) RPI لأداء السكك الحديدية بين عامي 2010 و2014، وهو ما يرجع عادة إلى قصور أداء نظم السلامة. وشهدت معظم البلدان ذات الأداء المتراجع إجمالي زيادة في عدد الحوادث مثل ألمانيا بنسبة 12 في المئة، وفرنسا بنسبة 14 في المئة، وإسبانيا 13 في المئة، وبلجيكا 18 في المئة، وإيطاليا 9 في المئة، كما شهدت الهند واحدة من أسوأ كوارث السكك الحديدية، حيث انحرف قطار (أمريستار) عن مساره ودهس حشداً من الناس يحتفلون بمهرجان (دوسريه) بالقرب من (أمريتسار)، مما أسفر عن مقتل أكثر من 50 شخصاً وإصابة أكثر من 200 آخرين، كما وقعت حادثة تصادم بين قطارين في منطقة بوليا الإيطالية الجنوبية في عام 2013، مما مثل واحدة من أحدث مآسي السكك الحديدية في أوروبا".
ويضيف أنه "في ألمانيا وقعت واحدة من أسوا حوادث الطرق، حيث قتل 101 شخص وأصيب أكثر من 100 آخرين، في حادثة انقلاب قطار نتيجة خلل في عجلة بعربة القطار الأولى، ولم تكن هذه الحادثة هي الأخيرة في ذلك البلد المعروف بتكنولوجيا السكك الحديدية، ففي عام 2011، قتل 10 أشخاص وأصيب 22 آخرون عندما اصطدم قطار ركاب بآخر يقل بضائع في هوردروف بشرق ألمانيا. وبعد ذلك بخمس سنوات في عام 2016، تسبب صدام بين قطاران في مقتل 12 شخصاً وإصابة 85 آخرين في ولاية بافاريا جنوب ألمانيا".

الكوارث الطبيعية قد تكون سبباً

أحياناً تكون الكوارث الطبيعية الخارجة عن إرادة البشر من مسببات الكوارث الكبرى في ما يتعلق بحوادث القطارات دون تدخل للعنصر البشري أو الأسباب المتداولة مثل الأعطال والمشكلات الميكانيكية، فيشير أبو خضرة إلى أن "حادثة تحطم قطار بحر الملكة في سريلانكا بسبب تسونامي المحيط الهندي الذي ضربه في عام 2004، تعد الأسوأ في ما يتعلق بكوارث حوادث القطارات بعد أن تسبب في وفاة أكثر من 1700 شخص، فالكوارث الطبيعية يمكن أيضاً أن تكون سبباً في حوادث كبرى". ويضيف "بشكل عام هناك عوامل عدة يمكن اعتمادها لتقليل حوادث القطارات من بينها تدريب وتأهيل العامل البشري والصيانة الدورية للقطارات والبنية التحتية، والتوعية بمسببات الحوادث حتى يمكن أن يتجنبها الناس".

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات