Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هل تتجدد دعوات الاستقلال في اسكتلندا بعد رحيل نيكولا ستورجن؟

الحزب القومي الاسكتلندي يواجه جموداً في القضية التي تستحوذ على اهتمامه كله، فما الذي ينتظر زعيمه الجديد؟

قرار القبطان مغادرة السفينة إلى تقاعد سياسي كشف عن فوضى عارمة تحدث تحت سطح السفينة (غيتي)

ملخص

لطالما بدا الطاقم الرابط الجأش موحداً تماماً حول المسار الذي رسمته #نيكولا_ستورجن نحو #استقلال_اسكتلندا إلا أن قرارها مغادرة السفينة إلى تقاعد سياسي كشف عن فوضى عارمة تحدث تحت السطح 

كان من المفترض أن يكون الحزب القومي الاسكتلندي سفينة تدار بإحكام. فلطالما بدا الطاقم الرابط الجأش موحداً تماماً حول المسار الذي رسمته نيكولا ستورجن نحو استقلال اسكتلندا. لكن قرار القبطان مغادرة السفينة إلى تقاعد سياسي كشف عن فوضى عارمة تحدث تحت سطح السفينة.

كان كل شيء تحت رحمة البحر خلال الأسابيع الستة الماضية. كان على أحدهم تولي المهمة الصعبة المتمثلة في الاستيلاء على عجلة القيادة وتحديد اتجاه جديد، ليس فقط للحزب، بل للبلاد وحركة الاستقلال، عند إعلان بديل لستورجن [فاز وزير الصحة حمزة يوسف].

سيتعين على المرشحين الذين اشتبكوا مراراً خلال الحملات الانتخابية إيجاد طريقة للعمل معاً بعد جدال استمر ستة أسابيع بدا أن شدته صدمت ستورجن نفسها التي وصفت السباق بأنه "خلافي". كما اعترف الرئيس التنفيذي الموقت مايك راسل بأن الحزب في "فوضى هائلة".

كيف تبلورت الحملات الانتخابية؟

أبدت كايت فوربس المتمردة [وزيرة المالية] - المسيحية المتدينة التي أثارت خلافاً كبيراً مع زملائها في الحزب القومي الاسكتلندي بالقول إنها كانت ستصوت ضد زواج المثليين في حال طرحه - استعداداً تاماً لانتقاد سجل الحزب القومي الاسكتلندي في الحكم.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ومن دواعي سرور حزبي العمال والمحافظين أن وزيرة المالية هاجمت أداء منافسها الرئيس حمزة يوسف كوزير للصحة، فانتقدت فشله في معالجة أوقات الانتظار في هيئة الخدمات الصحية الوطنية وسخرت منه باعتباره مرشح "الاستمرارية" في وقت تلح فيه الحاجة إلى التغيير.

وهناك أيضاً القضية الشائكة المتعلقة بإصلاح الاعتراف بالجندر، وما إذا كان على الحكومة الاسكتلندية بالتأكيد أن تقدم طعناً قانونياً بقرار برلمان المملكة المتحدة بمنع التشريع الذي أقره البرلمان الاسكتلندي. يوسف يقول نعم، وفوربس تقول لا.

قد يكون المضي قدماً في الطعن القضائي أمراً أساسياً للحفاظ على اتفاق تقاسم السلطة بين الحزب القومي الاسكتلندي وحزب الخضر الاسكتلندي - على رغم أن فوربس المتحدية كانت قد قالت إنها ستكون "مرتاحة" في حال نجاحها بإدارة حكومة أقلية إذا لم تعجب اليساريين آراؤها.

ماذا عن قضية الاستقلال؟

عندما يتعلق الأمر بـ"رحلة" الحزب القومي الاسكتلندي التي تستحوذ على اهتمامه كله، لم تترك ستورجن أية خريطة يمكن اتباعها. استقالت في لحظة من الجمود، بعدما رفضت حكومة ريشي سوناك والمحكمة العليا في المملكة المتحدة السماح للبرلمان الاسكتلندي بإجراء استفتائه الخاص.

آش ريغان - الدخيل الذي أطلق حملة انتخابية باعتباره أصولياً في شأن الاستقلال ووصف الاثنين الآخرين بأنهما "ضعيفان" - كان قد تعهد بجعل كل انتخابات مقبلة بمثابة استفتاء بحكم الأمر الواقع على الانفصال حتى تستسلم حكومة المملكة المتحدة.

لكن المرشحين اللذين كان لديهما بالفعل فرصة للفوز [يوسف وفوربس] كانا قد تقبلا أنهما بحاجة إلى اقتراح أفكار جديدة وكسب مزيد من الدعم قبل أن ينخرطا في مسار معين.

فوربس كانت قد اعترفت الأسبوع الماضي بأن الحزب القومي الاسكتلندي فشل في وضع "الأساس" للاستقلال من خلال التحدث إلى الناخبين الذين لم يكسب تأييدهم بعد، في حين تحدث يوسف عن الفوز "بأغلبية ثابتة من أجل الاستقلال"، زاعماً أن العقبات القانونية ستختفي بعد ذلك ببساطة.

ومع ذلك، لن يستمر هذا التمسك بالمواقف إلى الأبد. من المتوقع أن يقدم الزعيم الجديد استراتيجية متماسكة للاستقلال - حركة تزدهر على الأمل في المستقبل، مهما كانت الصعوبات الحالية.

ماذا تقول استطلاعات الرأي؟

يبدو أن الاستطلاعات تظهر أن قضية الاستقلال قد تلقت ضربة خلال السباق الفوضوي الذي شهده الحزب القومي الاسكتلندي. فقد أظهر أحدث استطلاع أجرته "ريدفيلد أند ويلتون ستراتيجيز" Redfield & Wilton Strategies أن "الرافضين" يتقدمون "الموافقين" بتسع نقاط، مع بلوغ نسبة الدعم للاستقلال 42 في المئة، بانخفاض سبع نقاط في الأشهر الأربعة الماضية.

لكن جاك ماكونيل، العمالي والوزير الأول سابقاً في اسكتلندا، قال لـ"اندبندنت" إن أولئك الذين "يشمتون" بخروج ستورجن باعتباره نعمة للوحدوية "هم بحاجة إلى الهدوء"، محذراً من الرضا عن الذات الذي شوهد بعد النصر في استفتاء عام 2014 على الاستقلال.

سيكون من الخطأ بالتأكيد شطب الحركة المؤيدة للاستقلال، فهي تملك نوعاً من القوة والعمق لدى مختلف شرائح المجتمع الاسكتلندي التي قلما أن تضاهيه أمور أخرى. بعد المكاسب الضخمة التي حققها أليكس ساموند وستورجن، لم يعد الدعم يعتمد على الكاريزما الخاصة بزعيم محدد واحد يتولى قيادة الحزب القومي الاسكتلندي - على رغم أن هذه الكاريزما ستساعد بالتأكيد في كسب تأييد عدد أكبر من الناس.

من الجدير تذكر أن ستورجن لم تكن شخصية تحظى بإعجاب واسع حين تولت زعامة الحزب خلفاً لساموند. لكن الأشهر القليلة الأولى لها في الزعامة كانت مهمة في تعزيز وضعها كزعيمة مذهلة، أصغى إليها حتى الاسكتلنديون الذين لم يكونوا قد اقتنعوا بعد بأن الأوان قد آن لتفكيك بريطانيا.

بصرف النظر عمن يترأس الحزب، فما من وقت يضيعه. إنما عليه القيام به هو ترسيخ نفسه كزعيم وطني قادر على موازنة أولويات الجمهور مع رغبات الحزب نفسه، وإلا فتراجع الدعم الشعبي سيكون النتيجة.

بعد سنوات عدة أخرى من الدعم المخيب للآمال الذي حظي به الاستقلال، المتذبذب تحت 50 في المئة بقليل أو حولها، قد يبدأ حتى المتشددون في التساؤل عما إذا كان الزخم كله قد ضاع.

© The Independent

المزيد من تحلیل