Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الآن بتنا نعلم لماذا استقالت نيكولا ستورجن

استفتاء جديد يظهر أن شعبية حزب العمال آخذة في الارتفاع بإسكتلندا وبالتالي زيادة فرص ستارمر لتولي رئاسة الحكومة

الدعم الذي يحظى به الحزب القومي الإسكتلندي يتراجع في حين يتضاعف الدعم الذي يتمتع به حزب العمال (غيتي)

ملخص

استطلاع للرأي في #اسكتلندا سبق استقالة ستورجن كان قد أظهر تراجعاً في شعبية #الحزب_القومي_الإسكتلندي الذي تتزعمه على حساب تقدم #حزب_العمال 

إنه مجرد استطلاع واحد للرأي، لكن بوسعنا الآن أن نرى أن شعور نيكولا ستورجن بالثقة تلاشى قبل إعلان استقالتها الأسبوع الماضي. فالاستطلاع الذي أجرته "يوغوف" YouGov في إسكتلندا، على مدى ستة أيام كان آخرها اليوم الذي صدر فيه إعلان استقالتها، أظهر أن الدعم الذي يحظى به "الحزب القومي الإسكتلندي" SNP قد تراجع، في حين تضاعف الدعم الذي يتمتع به حزب العمال – على حساب المحافظين والديمقراطيين الأحرار أيضاً ــ واضعاً إياه على مسافة قريبة جداً من الحزب القومي الإسكتلندي المهيمن على المشهد السياسي الاسكتلندي منذ فترة طويلة.

حتى لو لم تظهر استطلاعات رأي أخرى تغيرات كبيرة كهذه، لا شك في أن شيئاً ضخماً طرأ على العمل السياسي الإسكتلندي. فمنذ أن حمل الاستفتاء على الاستقلال [عن المملكة المتحدة] قبل تسع سنوات في طياته أثراً متناقضاً تمثل في تنشيط الخاسرين وتقسيم الفائزين، يبرز السؤال التالي: حول أي حزب من الأحزاب قد تتآلف المعارضة المناهضة لحركة الاستقلال؟

لفترة من الوقت بدا وكأن المحافظين الإسكتلنديين سيضطرون إلى أن يكثفوا الجهود لكي يستعيدوا الجزء الوحدوي من الاسم الكامل لحزبهم [الاسم الكامل لحزب المحافظين هو "حزب المحافظين والوحدويين" the Conservative and Unionist Party]. أما عدم معقولية هذا النهج، نظراً إلى الطريقة التي تنتشر بها المشاعر المناهضة للمحافظين في العالم الصغير الخاص بالعمل السياسي الإسكتلندي النخبوي، فجرى التغلب عليه لفترة وجيزة من قبل القيادة المتألقة وغير المألوفة لدى المحافظين لروث ديفيدسون، التي فاز حزبها بـ13 مقعداً من المقاعد المخصصة لإسكتلندا في مجلس العموم عام 2017.

في النهاية، لم يكن ذلك لينجح على الإطلاق. ذلك أن هيمنة الحزب القومي الإسكتلندي إذا قُيِّض لها أن تواجه تحدياً يوماً ما، فسيكون ذلك من قبل حزب العمال، الحزب الآخر الأفضل وضعاً على الإطلاق للاستفادة من المناهضة الإسكتلندية للمحافظين. وهو الحزب الذي لم يتمتع إلا أخيراً بذلك النوع من الهيمنة في إسكتلندا التي عرفها الحزب القومي الإسكتلندي.

كان من اللافت أن ستورجن في خطاب استقالتها، استخدمت الكلمة بالفعل، إذ قالت: "لطالما آمنت بأنه ما من فرد ينبغي أن يكون مهيمناً داخل أي نظام لفترة أطول مما ينبغي". حسناً، هي لم تعد مهيمنة، وحزبها قد لا يعود مهيمناً لفترة أطول كثيراً. وإذا اتسمت الانتخابات العامة المقبلة بالتنافس بين الحزب القومي الإسكتلندي وحزب العمال، يستطيع كير ستارمر من ثم البدء في التغلب على أحد الحواجز البنيوية التي تحول دون إنشاء حكومة عمالية مستدامة في المملكة المتحدة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

منذ خسارة حزب العمال في إسكتلندا في الانتخابات العامة عام 2015، لطالما جعل غياب كتلة جديرة بالثقة من نوابه في برلمان المملكة المتحدة حكومة ذات غالبية عمالية تبدو احتمالاً بعيد المنال. فجأة أصبح الاحتمال أقرب مرة أخرى.

هذا غير منصف على الإطلاق. كان ستارمر ساذجاً للغاية في شأن العمل السياسي الإسكتلندي عندما رشح نفسه لقيادة حزب العمال حتى أنه صدق القول المعقول ظاهرياً ومفاده بأن الحزب القومي الإسكتلندي يجب بالطبع أن يجري استفتاء آخر على الاستقلال إذا فازت الأحزاب المؤيدة للاستقلال بغالبية في البرلمان الإسكتلندي. وسرعان ما أدرك أن هذا الموقف كان خاطئاً. كان من شأن ذلك أن يستجلب شبح التعاون بين حزب العمال والحزب القومي الإسكتلندي من أجل تفكيك المملكة المتحدة في برلمان مشلول بعد انتخابات برلمان المملكة المتحدة المقبلة. لذلك سارع ستارمر إلى تغيير خطابه ليقول "ليس الآن الوقت المناسب" لاستفتاء آخر و"لا صفقات مع الحزب القومي الإسكتلندي تحت أي ظرف من الظروف".

لكن الصبر الاستراتيجي الذي تحلى به المحافظون هو الذي أدى أكثر من أي عامل آخر إلى سحب البساط من تحت قدمي ستورجن. حتى بوريس جونسون نفسه احتسب أن الأداء الصاخب لدور الشرير كان هداماً. فقد طور الخطاب المعتدل القائم على عدم رفض إجراء استفتاء ثان على الاستقلال، لكنه أشار إلى أن الشعب الإسكتلندي يعتقد بأن أموراً أخرى أكثر إلحاحاً. وظل شخصياً يفتقر إلى الشعبية في إسكتلندا – كان غير شعبي على غرار [زعيم الحزب القومي الإسكتلندي السابق] أليكس سالموند تقريباً – ما أبقى نيران العداء للمحافظين مشتعلة.

وعلى هذا، كان انتقال قيادة المحافظين إلى ريشي سوناك بداية النهاية لستورجن. هو أيضاً من المحافظين، لذلك لا تحبه غالبية الإسكتلنديين، لكنه وفر كمية أقل كثيراً من الوقود اللازم لإبقاء آلة الحزب القومي الإسكتلندي قيد العمل. فقد رفض ببساطة التعامل مع نواب الحزب القومي الإسكتلندي في مجلس العموم، وشكرهم على أسئلتهم وعرض العمل معهم لمصلحة شعب إسكتلندا.

وفي غياب عجرفة "بوريس"، كُشِفت بقسوة الطريق المسدودة التي وجدت حركة الاستقلال نفسها فيها. كانت ستورجن قد قامت بعمل لافت طيلة ثماني سنوات على صعيد إعطاء مؤيديها – ومعارضيها – انطباعاً بأن الاستقلال كان قريباً جداً. لكن فجأة، ومن دون خطابة جونسون الصاخبة، أصبح من الواضح أن مشروعها افتقر إلى أي وسيلة دعم واضحة.

وهذا لا يعني أن ستارمر، بعد تعثره المبكر، لم يظهر بعض الغرائز السياسية القاسية. لقد هندس عزل ريتشارد ليونارد المقرب من [سلفه] كوربين عن زعامة حزب العمال الإسكتلندي قبل سنتين، واستبدال أنس ساروار به. تحلى ساروار بالحذر تماماً – حتى لو انتهى به الأمر هو وحزبه، مع ستورجن، في موقف لم يرُق للرأي العام في شأن مشروع قانون الاعتراف بالجندر [gender recognition bill].

والآن يستعد ساروار وستارمر لتحقيق ذلك النوع من التقدم في إسكتلندا الذي قد يحدث الفارق كله على صعيد فرص قيام حكومة عمالية مستدامة في المملكة المتحدة. وكلما أصبحت حكومة عمالية في المملكة المتحدة أكثر احتمالاً، أصبحت الحياة أكثر صعوبة للحزب القومي الإسكتلندي، مع توقف المحرك العظيم للمشاعر الإسكتلندية المناهضة للمحافظين.

© The Independent

المزيد من آراء