ملخص
في حين أن قلة كان بإمكانهم توقع رد الفعل العنيف للسوق على إفصاحات "#وادي_السيليكون" فإن خطة "#غولدمان_ساكس" لإنقاذ البنك تضمنت عيباً فادحاً
ذهب المديرون التنفيذيون لبنك "وادي السيليكون" إلى مجموعة "غولدمان ساكس" أواخر فبراير (شباط) الماضي بحثاً عن نصيحة، فقد احتاجوا إلى جمع الأموال لكنهم لم يكونوا متأكدين تماماً من كيفية القيام بذلك، إذ شكل ارتفاع أسعار الفائدة عبئاً ثقيلاً على البنك، كما انخفضت الودائع وقيمة محفظة السندات بشكل حاد.
وكانت وكالة "موديز إنفيستروز سيرفيس" تستعد لخفض التصنيف الائتماني لبنك "وادي السيليكون" الذي توجب عليه أن يعيد ضبط أوضاعه المالية لتجنب ضغوط التمويل التي من شأنها أن تضعف أرباحه بشدة.
صحيفة "وول ستريت جورنال" كشفت عن المحادثات التي جرت على مدى 10 أيام وتوجت بالإعلان في الثامن من مارس (آذار) عن خسارة ما يقرب من ملياري دولار في وقت بدأ بيع الأسهم المخطط لها، مما أخاف المستثمرين بشدة وزاد المشكلة مع تراجع أسهم المجموعة المالية (SIVB) وبنك "وادي السيليكون" بنسبة 60.41 في المئة، إذ أصيب عملاء شركات التكنولوجيا الناشئة بالدهشة والذعر وبخاصة من لديهم أرصدة كبيرة غير مؤمنة في البنك، محاولين سحب 42 مليار دولار من البنك في يوم واحد.
عيب فادح
أضافت الصحيفة "في حين أن قلة كان بإمكانهم توقع رد الفعل العنيف للسوق على إفصاحات وادي السيليكون، فإن خطة غولدمان ساكس للبنك تضمنت عيباً فادحاً، فقد قللت من تقدير الخطر المتمثل في أن فيضاً من الأخبار السيئة يمكن أن يؤدي إلى أزمة ثقة، وهو تطور يمكن أن يسقط أحد البنوك بسرعة".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وتعد مؤسسة الخدمات المالية والاستثمارية الأميركية (بنك غولدمان) المستشار الأول للأثرياء والأقوياء، كما أنها تتولى عمليات الاندماج وتساعد الشركات في جمع الأموال وتبتكر حلولاً إبداعية للحالات الصعبة من التنوع المالي، وهي موهبة جعلت قيمة الشركة تبلغ مليارات الدولارات.
ومع ذلك فبالنسبة إلى بنك "وادي السيليكون" جاءت نصيحة "غولدمان ساكس" المطلية بالذهب بأعلى كلفة ممكنة، فقد انهار البنك بسرعة كبيرة في ثاني أكبر فشل مصرفي في تاريخ الولايات المتحدة مما أدى إلى اندلاع أزمة مصرفية عبر الأطلسي يعمل المنظمون بجهد على احتوائها، وقالت "وول ستريت جورنال" إن معلوماتها في شأن الأيام الأخيرة لبنك "وادي السيليكون" مصدرها مقابلات أجرتها مع مصرفيين ومحامين ومستثمرين كانوا على وشك المشاركة في الصفقة المنكوبة.
خطة الإنقاذ
أضافت الصحيفة أن البنوك عادة ما تحقق أرباحاً من خلال استثمار الأموال أكثر مما تدفع للمودعين للاحتفاظ بها معهم، لكن ما حصل في حال البنك المنهار هو أن دعواته فشلت في منع المودعين من المغادرة، في حين كان جني الربح من السندات منخفضاً. وتابعت "لقد جاء المسؤولون التنفيذيون في بنك وادي السيليكون إلى بنك غولدمان ساكس مع الخطوط العريضة لخطة زيادة رأس المال، وكانت أبرز شركات الأسهم الخاصة جنرال أتلانتيك وواربيرج بينكوس على قائمة البنك للمستثمرين المحتملين".
واستطردت الصحيفة "أراد المسؤولون التنفيذيون القيام بعملية اكتتاب خاصة للأسهم، وهي صفقة يصطفون فيها بهدوء مع المستثمرين لشراء عدد محدد من الأسهم بسعر محدد، وقد أرادوا القيام بذلك بسرعة لكن وكالة موديز كانت تستعد لخفض التصنيف الائتماني للبنك، وهي خطوة يخشى التنفيذيون فيها إرسال قلق للمستثمرين". وأوضحت أن المصرفيين في أعمال أسواق رأس المال في بنك "غولدمان" بقيادة ديفيد لودفيج ومجموعة المؤسسات المالية التابعة لها التي يديرها بيت ليون بدأوا في تجميع عملية بيع الأسهم خلال الأسبوع الأول من شهر مارس، وتواصلوا مع شركتي الأسهم الخاصة.
وبحسب الصحيفة فقد عرضت "غولدمان ساكس" عملية بيع هجينة للأسهم بين القطاعين العام والخاص، وكانت المؤسسة المالية ستجد ما يكفي من المستثمرين لتمويل صفقة بقيمة 2.25 مليار دولار بالكامل، كما كانت ستوفر أيضاً للجمهور فرصة لشراء الأسهم بالسعر نفسه.
لكن بحلول الخامس من مارس كان المستثمر العالمي واربورغ قد انسحب، واحتاج "وادي السيليكون" إلى مزيد من الوقت لتقييم الصفقة، كما لم يرغب في المشاركة بعرض ذي مكون عام.
وعلى مكتب التداول الخاص بـ "غولدمان ساكس" كانت هناك صفقة أخرى مقبلة، إذ يبحث بنك "وادي السيليكون" عن مشتر لمحفظة سندات الدين المتاحة للبيع التي تبلغ قيمتها 21 مليار دولار، وسيكون المشتري هو "غولدمان ساكس" نفسه.
في غضون ذلك وافقت شركة "جنرال أتلانتيك" على دفع 500 مليون دولار في بيع الأسهم، لكن الوقت كان ينفد لإيجاد مزيد من المستثمرين لتزويد الـ 1.75 مليار دولار الباقية التي كان بنك "وادي السيليكون" يتطلع إلى جمعها في حين لم يكن التنفيذيون في البنك مستعدين لمنح المستثمرين المعلومات التي يحتاجون إليها.
وفي الثامن من مارس أكمل "غولدمان ساكس" شراء محفظة الأوراق المالية لبنك "وادي السيليكون" بخصم من قيمتها السوقية، وبعد إغلاق السوق أعلن البنك أنه تكبد خسارة بقيمة 1.8 مليار دولار في البيع من دون الكشف عن المشتري، وقال إنه سيبيع أسهماً لزيادة رأس المال.
وعند هذه النقطة كان فريق إدارة "وادي السيليكون" يستعد بالفعل للأخبار السيئة، فقبل أن يطلق البنك عملية بيع الأسهم المحكوم عليها بالفشل استعان بشركة "سينترفيو بارتنرز" لاستكشاف خطة بديلة.