Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الكاظمي: شاهدت جثة صدام حسين مرمية جوار بيتي

أكد أن السيستاني مرجع شيعي مسكون بهموم السنّة والأكراد وعروبة العراق

ملخص

#مصطفى_الكاظمي شاهد عيان على التمثيل #بجثة_صدام_حسين في الشوارع ونبشها بالقبر

كشف رئيس وزراء العراق المنتهية ولايته مصطفى الكاظمي جانباً من فصول إعدام الرئيس العراقي السابق صدام حسين والطريقة المهينة التي تعاملت بها الحكومة العراقية في ذلك الحين مع جثته.

وذكر أنه ذهب لمحاكمة صدام "فكانت لحظة تاريخية صعبة جداً ومفصلية في تاريخ العراق، لكن مع الأسف من حضر من ضحايا صدام حسين لم يكونوا في مستوى المسؤولية وكانوا يتكلمون عما حصلوا عليه من مكاسب شخصية، بيت من هنا وسيارة من هناك في جلسة (محاكمة صدام حسين) وبذلك صغروا جرائم صدام حسين".

وقال إنه رآه مرة ثانية "عندما رموا جثته بين بيتي وبيت السيد نوري المالكي في المنطقة الخضراء بعد إعدامه، ورفضت هذا العمل لكنني رأيت مجموعة من الحرس متجمعين وطلبت منهم الابتعاد من الجثة احتراماً لحرمة الميت"، مفيداً بأن المالكي أمر في الليل بتسليم الجثة بعد ذلك إلى أحد شيوخ عشيرة الندا، عشيرة صدام حسين، فتسلموها من المنطقة الخضراء قبل أن يدفن في تكريت، لكن بعدما سيطر "داعش" على المنطقة عام 2012 أكد أنه "تم نبش القبر ونقلت الجثة إلى مكان سري لا يعرفه أحد حتى الآن، وتم العبث بقبور أولاده".

السياسة غير المذاهب في السعودية

وتناول الكاظمي في حواره مع "الشرق الأوسط" كواليس بناء بلاده علاقة لافتة مع السعودية سمحت بالتوسط بينها وبين إيران في خطوة كان أساسها المصارحة بينه وبين الأمير محمد بن سلمان الذي قال السياسي العراقي المخضرم إنه رأى فيه "الشاب الطموح المهموم بنهضة وطنه والمنطقة"، بعد أن فاجأه بأن الرياض لا تتعاطى مع السياسة على أساس المذاهب.

وقال إن قصة العلاقة الجديدة المتنامية مع السعوديين بدأت حينما "كنت رئيساً لجهاز المخابرات ونقلت رسالة من الحكومة العراقية وفيها أنه ليست لدينا مشكلة مع مذهب معين أو طائفة معينة، مشكلتنا مع التكفيريين أو الإرهابيين، وكان جواب الأمير محمد بن سلمان جواباً ذكياً، وقال نحن لا نتعاطى السياسة على أساس المذاهب بل على أساس المصالح المشتركة وانتماءاتنا الثقافية".

وأضاف، "كان لقاء صريحاً لمست خلاله اهتمامه بتعميق العلاقات الثنائية فنشأت بيننا صداقة مستمرة، وشاهدت رؤية الأمير محمد المستقبلية للسعودية وللمنطقة على صعيد الإصلاح الاقتصادي والثقافي والاجتماعي". ويقول إنه رأى في ولي العهد "الشاب الطموح المهموم بنهضة وطنه والمنطقة والمؤمن ببناء دولة عصرية تكون جزءاً من العالم المتحضر ولها تأثيرها وبصمتها في بناء التنمية الاقتصادية والاجتماعية والسياسية".

ولاحظ المسؤول العراقي أن الأمير "كان يبحث عن مشتركات مع الجميع، وعنده لغة تصالحية وتكاملية مع الآخرين ويستحق الثناء لمثابرته وإخلاصه".

الحروب الأميركية
هجمات 11 سبتمبر 2001، دفعت الولايات المتحدة الأميركية إلى شنّ حربها العالمية على الإرهاب. فاستهدفت أولاً أفغانستان لضرب تنظيم "القاعدة" المحمي بحركة "طالبان"، ثم ما لبثت أن وجّهت جيشها الجرار باتجاه العراق، حيث قضت على نظام صدام حسين.
Enter
keywords

 

حوار السعودية وإيران "تطرق لكل شيء"

ولدى سؤال المحاور الزميل غسان شربل له عما إذا كان الحوار الإيراني - السعودي حقق تقدماً أجاب، "الحوار كان صريحاً ومثمراً، ولهذا أتوقع عودة قريبة للعلاقات بين البلدين لما فيه مصلحتهما ومصلحة شعوب المنطقة، وقد حصل تقدم للحوار في العراق وأول تقدم هو أنهم التقوا للمرة الأولى وجهاً لوجه وتكلموا بكل صراحة، والإيرانيون سمعوا وجهة النظر السعودية وسمع السعوديون وجهة النظر الإيرانية، وكان الحوار مبنياً على الصراحة والوضوح، وحصل اعتراف بحدوث أخطاء بينها ما حصل للسفارة السعودية في طهران، وكان هناك اتفاق على بناء عناصر الثقة بينهما في المرحلة الأولى ثم الانتقال إلى الحوار الدبلوماسي وعودة العلاقات".

وبدا من الإجابة أن المقابلة أجريت قبل إعلان الصفقة في بكين على النحو الذي وصفه الكاتب السعودي عبدالرحمن الراشد بـ "القنبلة"، إلا أن الكاظمي الذي كان متحفظاً حول جزئيات تفاصيل الحوار أضاف أن السعوديين والإيرانيين "تطرقوا لكل شيء".

"هل تطرقوا إلى موضوع الحوثيين بالتحديد"؟ تسأله الصحيفة فيؤكد "سبق وقلت تطرقوا لكل شيء"، وهل تطرقت جلسات الحوار الى الوضع في لبنان؟ يجيب بالمستوى نفسه من الاقتضاب "كان الحوار شاملاً"، مشيراً إلى أنه حضر الجلسات السرية بين الرياض وطهران وهو من كان يديرها "وتستمر أحياناً خمس أو ست ساعات".

السيستاني دافع عن هوية العراق وعروبته

وفي ملف المرجعية الشيعية في العراق التي تتحدث الأطراف المختلفة عن تصورات متضاربة حول دورها الإيجابي أو السلبي، يقطع رجل المخابرات العراقي الشك بأن "من يواكب من قرب مواقف المرجعية يدرك أبعاد رؤيتها، فهي مرجع ديني كبير جداً يدعو إلى المدنية وتعدد الثقافة السياسية والاجتماعية في العراق، وقد وضعنا هذا الأنموذج قدوة لنا وحققنا نموذجاً مدنياً مختلفاً للحكم للمرة الأولى بعد عام 2003، وهذا إنجاز بالفعل".

واعتبر الكاظمي أن "لأحزاب السياسية تبدو متأخرة ومتخلفة كثيراً عن الطرح الذي يطرحه السيد السيستاني، إذ كان يفكر بروح وطنية عراقية عالية، هو مرجع ديني شيعي عالمي هذا صحيح، لكن كان لديه الهم الوطني العراقي والهم الكردي والهم السنّي وهو مهتم بذلك كثيراً ومهتم كثيراً بعروبة العراق".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وعندما رأى المحاور أن هذا الكلام مهم تابع الكاظمي بالقول، "نعم السيد السيستاني كان مؤيداً وداعماً لتوجه العراق إلى محيطه العربي وتعزيز الهوية الوطنية وللدولة المدنية، وهو يدعو إلى اندماج المجتمعات الشيعية ضمن دولها ويدعو إلى احترام القوانين الحاكمة في أية دولة".

وعند الاقتراب من أكثر الملفات حساسية في العراق تحدث المسؤول السابق عن "الاغتيالات وفرق الموت" التي اغتالت صديقه هشام الهاشمي وريهام يعقوب وآخرين، وقال بأسف إنها "كانت تستغل وجودها في جهاز معين وتقوم بهذه العمليات. تم اعتقالهم واعترفوا بالقيام بجرائم كثيرة، قتل نشطاء وصحافيين وآخرين، والذي قتل هشام كان ضابطاً في وزارة الداخلية ويعمل مع إحدى الجماعات المسلحة".

وأضاف، "المشكلة أن بعض الحكومات السابقة كانت تسهل دخول هذه الجماعات إلى مؤسسات الدولة العراقية ولهذا السبب فالخلاف الموجود بيني وبين بعض الجماعات المسلحة هو أنني حرمتهم من هذه الفرصة، ومع الأسف الشديد فإن الحكومات السابقة كلها أسهمت في إدخال هذه الجماعات في الدولة العراقية بطريقة باطنية".

ولأنه قاوم هيمنة تلك الميليشيات، بحسب قوله، واجه منذ الأسابيع الأولى لتسلمه الحكومة "عملية شيطنة تلك التجربة المدنية، وقد وقفت جماعات خارجة على الدولة أمام أي عمل لخدمة الشعب ولإفشال هذه التجربة، ولكن بقينا على عهدنا مع شعبنا وأوفينا بالتزاماتنا في الملفات الرئيسة في منهاجنا، وتم تسليم الحكومة وفق مبدأ التداول السلمي للسلطة في حال أفضل بكثير من اليوم الذي تسلمناها فيه".

شيطنة وسرقات بمئات المليارات

وأشار إلى أن عملية الشيطنة تلك استمرت حتى بعد انتهاء فترته وارتقت إلى "سلب حقوق ضمنها القانون لرئيس الوزراء، إذ كان هناك ما يمكن اعتباره إجراءات انتقامية وكيدية نتمنى إبقاء مؤسسات الدولة بعيداً منها، ولقد أعلنا بصراحة أننا نقبل بتحقيق دولي شفاف في كل القضايا الملفقة والكيدية، وتأتي هذه الإجراءات في سياق سياسي رداً على النهج الذي اعتمدناه والذي كان يرمي إلى تمكين الدولة من استعادة حقوقها ودور مؤسساتها الشرعية، ورداً أيضاً على نهج الاعتدال الذي اعتمدناه في الخارج في ضوء قراءتنا لمصالح العراق".

ونفى الكاظمي اتهام أطراف عراقية لحكومته أو عناصر فيها بالفساد، وقال إنه حاربه بضراوة وفتح تحقيقات أسفرت عن كشف صارخ بأن نحو 600 مليار دولار سرقت من أموال العراق منذ سقوط النظام العراقي السابق بعد الغزو الأميركي، وهو نهج قال إنه "أثار حفيظة من اعتادوا حصد المغانم من غياب الدولة ومن لديهم مشاريع لا علاقة لها بمصلحة العراق الفعلية"، مؤكداً أن جزءاً كبيراً من تلك الأموال ذهب عبر الفصائل إلى تمويل أنشطة طائفية في الخارج، في إشارة إلى أنشطة إيران التخريبية في المنطقة.

جاسوسة وقعت في حب "داعشي"

وفي سياق حديثه عن دور بلاده وشخصه في محاربة "داعش" الذي أثبت أنه مدعوم من فصائل ودول، روى أن أحد أخطر العمليات التي نفذها جهاز المخابرات كانت عندما استهدف وزير مالية تنظيم "داعش" من داخل الأراضي السورية.

وقال "كانت هناك عملية نوعية استهدفت مسؤولاً مالياً للتنظيم في البوكمال، إذ استدرجناه من طريق فتاة كانت لها علاقة معه واضطررنا إلى أن نستخدم قصفاً جوياً، وطلبنا من الفتاة الخروج لتنفيذ الغارة فلم تخرج إذ وقعت في حبه، ليتم بعد ذلك إخلاؤها من المكان وتجري تصفية الداعشي.

واشتهر التنظيم الدموي في العراق بانتهاج سياسة إعلامية بالغة التأثير بغسل أدمغة المستهدفين وتجنيد المقاتلين من كل الجنسيات، بمن فيهم غير المنتمين لأيدولوجيته الدينية بتاتاً.

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير