Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

خطة إسرائيلية لاغتيال صدام حسين فشلت قبل التنفيذ

أمر بها إيهود باراك قبل 30 سنة رداً على القصف العراقي على إسرائيل في عام 1991

لم يكن تطرق المسلسل إلى عملية الاغتيال الفاشلة الأول من نوعه حيث كشفت عنها مذكرات إيهود باراك التي جاءت تحت عنوان "معارك حياتي" في عام 2015 (أ ف ب)

ملخص

أشارت المعلومات الاستخبارية التي حصلت عليها #إسرائيل، إلى أن #صدام سيزور خاله خير الله طلفاح في المستشفى

تسبب خطأ بشري في المراحل الأخيرة من التدريبات لاغتيال الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين قبل 30 سنة، بإلغاء العملية التي أمر بها رئيس أركان الجيش الإسرائيلي حينها إيهود باراك.

وانتقاماً لـ39 يوماً من القصف العراقي على إسرائيل في عام 1991 جرى الإعداد والتخطيط لعملية الاغتيال، وذلك إثر منع إدارة الرئيس الأميركي جورج بوش الأب، تل أبيب من الرد على بغداد. حينها بادر باراك الملقب بـ "أبو الاغتيالات" في إسرائيل إلى تشكيل فريق خاص لاغتيال صدام حسين من صفوف وحدة الكوماندوس النخبوية في الجيش الإسرائيلي المسماة "دورية رئاسة الأركان".

وكلف باراك الذي كان عضواً ثم رئيساً لتلك الوحدة، القائد السابق لها عميرام ليفي بالإشراف على تنفيذ العملية، وذلك بعد دراسة تحركات وتصرفات الرئيس العراقي الأسبق بدقة.

وأشارت المعلومات الاستخبارية التي حصلت عليها إسرائيل، إلى أن صدام سيزور خاله خير الله طلفاح في المستشفى، ولذلك تقرر اغتياله خلال ذلك عبر إطلاق "صواريخ تموز".

خطأ قاتل

ووفقاً للخطة، كان سيتم إرسال فرقة الاغتيال إلى العراق عبر مروحيتين عسكريتين قبل الانطلاق بمركبتين بعد انقسامهما إلى فريقين، الأول للتمويه قرب هدف الاغتيال، والثاني يتولى إطلاق الصواريخ.

لكن تلك الخطة لم تر النور بسبب الفشل في محاكاة عملية الاغتيال التي أجريت في قاعدة عسكرية في صحراء النقب. فبدل أن يقوم فريق الاغتيال بالضغط على زر لإطلاق صواريخ كرتونية، ضغط على الزر المخصص للصواريخ الحية، مما أدى إلى مقتل خمسة عسكريين إسرائيليين كانوا يحاكون دور مرافقي صدام حسين.

وفي فشل آخر لخطة الاغتيال أدى إطلاق الصواريخ الحية إلى إصابة الشخص الذي حاكى دور الرئيس العراقي، وليس قتله كما هو مخطط في العملية الأصلية.

وبعد التحقيق في تلك الحادثة، خفضت الرتب العسكرية لعدد من المسؤولين عن فريق الاغتيال وتجميد خطة الاغتيال.

وثائقي ومذكرات

وجاء الكشف عن تلك التفاصيل خلال مسلسل وثائقي بثته القناة (13) التلفزيونية الإسرائيلية يستعرض نجاحات وحدة "دورية رئاسة الأركان" وإخفاقاتها. ولم يكن تطرق المسلسل إلى عملية الاغتيال الفاشلة الأول من نوعه، حيث كشفت عنها مذكرات إيهود باراك التي جاءت تحت عنوان "معارك حياتي" في عام 2015.

يذكر أن واشنطن أجبرت تل أبيب على الامتناع عن الرد على سقوط 43 صاروخاً من طراز "سكود" على تل أبيب وحيفا على مدى 39 يوماً بين 17 يناير (كانون الثاني) و25 فبراير (شباط) من عام 1991.

وقتل خلال القصف العراقي إسرائيليان، وجرح 700 آخرين، فيما دمر 28 مبنى وتضرر 4100 بناء آخر.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

بهدف الانتقام

وبادر باراك إلى الإعداد لخطة الاغتيال "انتقاماً" من صدام حسين، على رغم معارضة رئيس الوزراء الإسرائيلي إسحق شامير.

وعارض تلك الخطة رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية في الجيش الإسرائيلي أوري ساجيه، وحتى قائد وحدة "رئاسة الأركان" دورون أفيتال.

وجاءت تلك المعارضة بسبب الخشية الإسرائيلية من أن تؤدي عملية الاغتيال إلى اصطفاف العرب ضد إسرائيل، والاحتمالات الضئيلة لنجاحها، وتعريض حياة فريق الاغتيال للخطر.

وتسببت معارضة قائد وحدة "رئاسة الأركان" للعملية، بلجوء باراك إلى تعيين قائد سابق للوحدة للإشراف على الاغتيال.

وفي عام 1973، قاد إيهود باراك عملية اغتيال القياديين في "حركة فتح" محمد يوسف النجار وكمال عدوان وعضو اللجنة التنفيذية في "منظمة التحرير الفلسطينية" كمال ناصر في العاصمة اللبنانية بيروت.

 

وجاءت عملية اغتيال القادة الثلاثة انتقاماً من "عملية ميونخ" لمنظمة "أيلول الأسود"، التي احتجز خلالها رهائن إسرائيليون أثناء دورة الألعاب الأولمبية الصيفية لعام 1972 في ميونخ الألمانية، وأسفرت عن قتل 11 رياضياً إسرائيلياً و5 من منفذي العملية وشرطي وقائد مروحية ألمانيين.

كما قاد باراك عملية اغتيال القيادي في "حركة فتح" خليل الوزير (أبو جهاد) في العاصمة التونسية في عام 1988.

وبعد دخوله في سلاح المدرعات، أظهر باراك مهارات قراءة الخرائط والتعقب حيث انضم بسرعة إلى وحدة "رئاسة الأركان" في الجيش الإسرائيلي قبل أن يترأسها.

نهج الاغتيالات

في السياق اعتبر المتخصص في الشأن الإسرائيلي أليف صباغ أن إسرائيل "تتبنى حتى قبل تأسيسها عبر الحركة الصهيونية نهج اغتيال القيادات السياسية العسكرية والعلماء كعقيدة أمنية وسياسية".

وقال صباغ إن التحضيرات اللوجستية لعملية اغتيال صدام حسين كانت جاهزة، وذلك بعد إتمام جمع المعلومات الاستخبارية حول تركات صدام حسين ونيته زيارة خاله في المستشفى. وأوضح أن "التدريب على عملية الاغتيال جاء بعد جمع المعلومات، وضمان وصول فرقة الاغتيال إلى العراق"، لكنه شدد على أنه "لا يمكن لرئيس أركان الجيش الإسرائيلي تنفيذ عملية الاغتيال، إلا بعد أخذ موافقة خطية من رئيس الوزراء الذي كان وقتها إسحق شامير".

وتابع صباغ أنه "يمكن لرئيس أركان الجيش الإسرائيلي إعطاء أوامر بالإعداد والتدريب لعمليات الاغتيال فقط دون تنفيذها، إلى حين الحصول على موافقة رئيس الوزراء".

وأشار صباغ إلى أن "باراك نجا من المحاسبة بعد فشل العملية، وتمت محاسبة عدد من المسؤولين أقل رتبة منه".

ووصف باراك بأنه "أبو الاغتيالات" و"القاتل الصامت"، مشيراً إلى أنه "أكثر قيادي في إسرائيل مدرب على عمليات الاغتيال بحرفية وبرودة أعصاب".

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير