Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

لم لا نجرب حمية ستّي؟

لا يعرفها الذكاء الاصطناعي وتعتمد على أوكرانيا وروسيا والساعة البيولوجية

تضبط الساعة البيولوجية إيقاع حرق السعرات الحرارية أو تخزينها على شكل دهون وشحوم (ستانفورد ميديسن)

ملخص

معروف أن #الحمية_الصحيحة هي #نظام_أكل_صحي ومعتدل. وتعتمد #حمية_ستي أو #حمية_ جدتي، على ذلك بالإضافة إلى التوافق مع #الساعة_البيولوجية للجسم، والاعتدال حيال الطعام.

كضربة برق، جاءت إلى ذهني عبارة "حمية ستي" [ستي بالعامية المشرقية تعني جدتي] لأنني فزعت بعدما قرأت خبراً صغيراً. جاء في ذلك الخبر أن بريطانية جربت تصغير المعدة لكن العملية فشلت وصارت معدتها كالحجر وشارفت على الموت.

بصراحة، فزعتُ. هنالك سيول من الحميات، لماذا لم تخترْ إحداها؟ أو ربما أن كثرة الحميات نفّرتها، فلجأت إلى اختيار "واضح وبسيط"، لكنه جرها إلى حافة الموت.

الأرجح أن تلك البريطانية لم تعثر على "حمية ستي" في أي مكان. إذا افترضنا أنها جربتْ الذكاء الاصطناعي، فلن يوصلها إلى تلك الحمية البسيطة والفاعلة. وإذا جربتْ "تشات جي بي تي"، لكان الأمر أسوأ من الجهل، ذلك أنه قد يمطرها برواية مختلقة تشبه قصص الخيال العلمي، أو ربما أدخلها في متاهة من الحكايات المفبركة! [للتوضيح، يمكنك قراءة مقال "سألت جي بي تي بشأن روالد دال وقد كذب علي"].

ما هي "حمية ستي"؟ ببساطة، إنها ليست حمية، بالأحرى هي تغيير تدريجي وبطيء للوصول إلى نظام أكل عادي وصحي ويبعد الجسم عن البدانة، ويفقده معظم الوزن الزائد، بالتدريج وبأسلوب "خطوة خطوة" [مع الاعتذار من هنري كيسنجر].

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

حكمة مشتركة بين روسيا وأوكرانيا

تأتي أول معطيات "حمية ستي" من روسيا وأوكرانيا سوية. لا مبرر للتعجب. هنالك مثل شائع في روسيا وأوكرانيا مفاده "التهم إفطارك وحدك. تقاسم وجبة الغداء مع أخيك وصديقك. قدم وجبة العشاء كلها إلى...عدوك"!

هل بدا لك أن الخطوة الأولى واضحة؟ إنس ذلك الاستنتاج. بالأحرى، عليك أن تقسم هذه الخطوة إلى مجموعة من الخطوات أو المراحل. يعني ذلك أنه يتوجب عليك الاستغناء بصورة تدريجية ومتأنية وعلى مدار فترة من الزمن، عن وجبة العشاء كلياً.

على رغم أنها لا تستند إلا إلى البداهة والحس السليم، تعتمد "حمية ستي" على الشمس. بات شائعاً أن الجسم فيه ساعة بيولوجية تضبط إيقاع عملياته، خصوصاً حرق الطعام أو تخزينه، بالاستناد إلى إيقاع الليل والنهار.

توضيحاً، يحتاج الجسم إلى الطاقة في النهار، فيستعمل الغذاء كوقود لحركته وعمله. لكن، لا يحتاج الليل إلا إلى النوم الذي هو أساس انتظام عمل الدماغ كله. لا حاجة في النوم إلا إلى الأحلام. بمجرد أن تغيب الشمس أو تشارف على الغياب، يتغير إيقاع دورة الطاقة وهرموناتها باتجاه الاقتصاد في حرق السعرات الحرارية، وبالتالي، تخزين الطاقة.

للأسف، تشكل الدهون والشحوم المخزن الرئيس الذي "يعرفه" الجسم، فيحول كل طاقة وكل سعرة حرارية، إلى ما يوازيها من الدهون.

في المقابل، يميل معظم الناس إلى اعتبار العشاء وجبة بديهية، بل ربما تكون متعة العشاء واجتماع العائلة مثلاً إلى طاولته، من أهم المتع البسيطة والدافئة والإنسانية. لكن، لنتذكر أن "المضطر يركب الصعب". بالتالي، "أطعم عدوك وجبة عشاءك". [إذا قرر الجيشان المتحاربان في أوكرانيا تطبيق المثل المشترك بين شعبيهما، فسيُتخِم كل منها الآخر بالأكل، ويغرقه في الشحوم]!

الشمس والبداهة والحس السليم

إذاً، ما هي الخطوة التالية؟

لا يوجد خطوة تالية. إنه أمر بسيط. إذا توقفت عن الأكل من مغيب الشمس إلى حين ساعة الإفطار، فالأرجح أنك ستأكل بشراهة وجبة صباحية كبيرة.

يشكو معظم من سمعوا عن "حمية ستي" من أنهم لا يجدون في أنفسهم ميلاً لتناول الأكل صباحاً، وذلك أمر صحيح. وكذلك تصح الإشارة إلى أن من لا يأكل أي شيء بين غياب الشمس وموعد الإفطار في اليوم التالي، سيجد في معدته نداءً قوياً للأكل صباحاً.

ثمة أسئلة مكررة، سواء مع "حمية ستي" أو غيرها، وتشمل:

ماذا أفعل حينما أحن إلى العشاء بعد هجران تلك الوجبة؟ حسناً، لا تفعل شيئاً. لقد أكلت يوماً واحداً، لكنك التهمت مجموعة كبيرة من وجبات العشاء على امتداد سنوات طويلة قبل أن تبدأ "حمية ستي". فلماذا تقلق؟ ببساطة، عُدْ إلى "حمية ستي"، واهجر وجبة العشاء في اليوم التالي.

هل من المستطاع أكل خضار أو أي شيء خفيف في الليل؟ حسناً، الإجابة الصحيحة هي لا، بالأحرى لا ولكن. يعني ذلك أنه يجب تخفيف العشاء تدريجاً. قد يمر ذلك بمرحلة تتناول فيها بعض الطعام الخفيف، ويستحسن في أول الليل. لا بأس من ذلك، لكن تذكر أنه يجب تجاوز تلك المرحلة للوصول إلى عدم تناول أي شيء في الليل كلياً.

هل هناك وضع خاص للبن الرائب (الزبادي، بالمصري). ربما. يحتوي "الزبادي" على خمائر تستطيع تفعيل بكتيريا وطفيليات وخمائر مفيدة في الأمعاء، خصوصاً الغليظة. في الآونة الأخيرة، تركز البحوث العلمية على دور تلك الجراثيم والطفيليات، وتسميها "ميكروبيوم" Microbiome ، في تعزيز جهاز المناعة. وهنالك بحوث حديثة أيضاً عن علاقة الـ"ميكروبيوم" بالدماغ. إذاً، الأمر يرجع لك. لكن، لا تكثر، بل كن أميل إلى الاعتدال، والأفضل أن يقتصر الأمر على كوب أو أقل من "الزبادي" أو اللبن الرائب، وفي أول الليل.

هل من تغيير في نظام الأكل، خلال النهار؟ بالطبع. لا يكفي هجران العشاء [تذكيراً، بالتدريج]، بل يجب هجران الحلويات والتشيبس والشحوم الكثيفة وغيرها من الأشياء التي نعرف، بالبداهة والحس السليم، أنها تضر. ربما لا يكون الهجران كاملاً، بل يتبع نصيحة آلبرت أينشتاين بالنسبية ثم النسبية والنسبية. إنه الاعتدال مع الحس البديهي السليم.

واستطراداً، تنطبق نصيحة أينشتاين على كمية الطعام، لكن بميل بسيط نحو التشدد. هل منطقي أن نتبع أي حمية كانت، ثم لا نغيّر مجموع كمية الطعام التي يجب أن نتناولها نهاراً؟

إذاً، خلاصة "حمية ستي" أنها ستتحول إلى نظام أكل ثابت عندك، يعتمد على التزام الساعة البيولوجية المعتمدة على الشمس، بالإضافة إلى الحس السليم وهجران العشاء.

المزيد من صحة