Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

جراحة تصغير معدة فاشلة تجعلها بمثل صلابة الأسمنت

أجريت لامرأة بريطانية واستغرقت ساعتين وخلفت ما لا يحصى من مضاعفات صحية شملت آلام البطن الشديدة والقيء والجفاف

تطبق عملية تصغير المعدة على حالات صحية حساسة كالبدانة المفرطة (أدفانسد أوبزيتي سيرجري.ايه يو)

ملخص

امرأة #بريطانية تعاني #بدانة_مفرطة خضعت لعملية #تصغير_معدة كي تخفف وزنها، ففشلت العملية وصارت معدتها صلبة كقطعة من الحجر

يظهر وباء ويختفي وتنتشر جائحة مثل كورونا في أرجاء العالم كله، لكنها تجد طريقها إلى الزوال ولو بعد سنوات، وفي المقابل فإن البدانة وباء عالمي لا ينفك يتفشى ويعزز حضوره في كل بلد بل وكل منزل، وقد وجد تقرير أخير صدر عن "الاتحاد العالمي للبدانة" أن أكثر من نصف سكان العالم (أكثر من 4 مليارات) سيعانون زيادة الوزن مع حلول عام 2035، خصوصاً الأطفال والدول المنخفضة الدخل.

وعلى وقع الانتشار الكبير لذلك الوباء احتفت دول العالم في الرابع من مارس (آذار) الجاري بـ "اليوم العالمي لمكافحة البدانة" على أمل رفع الوعي الصحي بالأخطار التي تطرحها والأمراض التي تقود إليها، والتأكيد على أهمية تبني نمط حياة صحي.

وإذ يلجأ بعضهم إلى حميات مدروسة تخفف عنه بعض الكيلوغرامات، لا تجدي بعض الأنظمة الغذائية نفعاً لدى بعضهم الآخر، ويجد نفسه أمام حائط مسدود بعدما يتخبط في نفق الحميات العشوائية.

جراحياً يتوافر إجراء طبي للتخلص من مشكلات الوزن، علماً أنه يستخدم أيضاً في علاج بعض أمراض المعدة ويعرف باسم تصغير المعدة ويتمثل في إزالة جزء منها.

تستغرق الجراحة عادة ساعتين من الوقت، ويستمر بعدها الجهاز الهضمي في العمل بصورة شبه طبيعية. ويحول قص المعدة دون الإفراط في تناول الطعام، وإذ تصير المعدة أصغر من السابق تنخفض كمية الطعام المستهلكة يومياً، وحينما يتراجع معدل السعرات الحرارية يحرق الجسم العناصر الغذائية المخزنة أصلاً، وبهذه الطريقة تخسر ​​الوزن.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

تندرج البريطانية بينكي جولي ضمن الأشخاص الذين وجدوا في تصغير المعدة ملاذاً يخفف عنهم وطأة حمل الكيلوغرامات الزائدة، وهكذا جمعت المرأة أكثر من 2000 جنيه إسترليني من طريق المنصة الأميركية الإلكترونية للتمويل الجماعي "غو فاند مي"  GoFundMe  وخضعت للجراحة، غير أنها وجدت نفسها تناضل كي تنجو بحياتها بعدما صارت معدتها صلبة مثل الأسمنت نتيجة جراحة فاشلة.

وفي تفاصيل عرضتها وكالة "ساوث ويست نيوز سيرفيس"، سافرت بينكي جولي (45 عاماً) إلى إسطنبول في تركيا كي تخضع لهذه الجراحة بهدف إنقاص الوزن في نوفمبر (تشرين الثاني) العام الماضي بعدما وصل وزنها إلى 113 كيلوغراماً.

وفي وقت سابق أكد الأطباء في المملكة المتحدة أن تلك المريضة التي تعاني مرض السكري كانت ترتدي فستاناً بمقاس 24، ويتوجب أن تحقق خسارة في وزنها بعدما تراكمت الكيلوغرامات على جسمها وواجهت مضاعفات طبية خطرة أجبرتها على الاستعانة بالكرسي المتحرك.

بناء عليه جمعت بينكي التي لا تملك أي وظيفة حالياً، مبلغ 2100 جنيه إسترليني كلفة الإقامة في تركيا والرحلتين الجويتين والجراحة، وسافرت بعد شهرين.

ولكن بعد وصولها إلى العيادة اعتراها قلق كبير، إذ وجدت أن لدى "الأطباء هناك صعوبة في التحدث بالإنجليزية"، غير أنها قررت المضي في الجراحة التي يفترض أن تخلصها من 85 في المئة من بطنها.

وبعد جراحة استغرقت ساعتين واجهت المرأة مضاعفات كثيرة، ومن بينها آلام شديدة في البطن وقيء متكرر وجفاف، ثم بعد أربعة أيام عادت بينكي لمنزلها في منطقة ويرال بمقاطعة ميرسيسايد الإنجليزية في ديسمبر (كانون الأول) 2022، إذ طلب منها طبيبها العام الذهاب إلى المستشفى على وجه السرعة.

وفي مستشفى "أرو بارك" في منطقة ويرال خضعت المريضة لأشعة مقطعية طارئة كشفت للأطباء عن حدوث تسرب خطر بعد الجراحة أدى إلى شكل من العدوى والالتهابات تركت أعضاءها الداخلية صلبة مثل الأسمنت.

ومعلوم أنه عند قص الحجم المطلوب من المعدة والتخلص منه يلجأ الجراحون إلى ما يسمى "تدبيس" أو إغلاق الحجم الباقي من هذه المعدة بسلسلة من الدبابيس المعدنية، ولكن في بعض الحالات يحدث خلل في الدبابيس، وإذا لم يلتئم الجرح بشكل صحيح فسيسبب ما يعرف بتسريب المعدة، ويشمل تسلسل سوائل المعدة إلى التجويف البطني مثلاً، علماً أنه قد يؤدي إلى مشكلات صحية خطرة جداً ومن بينها الالتهابات الشديدة التي تتحول إلى تسمم في الدم، إضافة إلى حدوث فشل متعدد في وظائف أعضاء الجسم الأخرى.

وفي الـ 29 من يناير (كانون الثاني) 2023 لم يجد الجراحون في المستشفى خياراً أمامهم سوى ما وصفوه بـ "غسل" بطنها من الداخل على أمل إنقاذ حياتها.

وبسبب الالتهابات واجهت بينكي تعفن الدم في "مستشفى ليفربول الملكي الجامعي" في مدينة ليفربول طوال أكثر من شهر قبل أن تتمكن أخيراً من العودة إلى المنزل في 26 مارس (آذار) 2022.

 

ومنذ نوفمبر (تشرين ثاني) 2022 باتت بينكي عاجزة عن تناول أي طعام صلب خشية حدوث عدوى أخرى داخل المعدة، لذا اعتمدت على التغذية بالأنبوب كي تمدها بما تحتاجه من مغذيات.

"أشعر أني قد خدعت ويلازمني إحساس بالاستياء والغضب، ذلك أن الجراحة التي كان من المفترض أن تساعدني تسببت لي بمعاناة كبيرة"، وفق حديث أدلت به بينكي.

وأضافت، "فقدت أربعة كيلوغرامات في أربعة أسابيع لأن معدتي صغيرة، في حين أن هدفي كان خسارة ثمانية كيلوغرامات في غضون عامين. أجدني مضطرة إلى استخدام أنبوب التغذية ولكن الألم يجتاحني من كل حدب وصوب"، موضحة أنها بعدما كادت تفقد حياتها تتمنى لو أنها لم تخض جراحة تصغير المعدة مطلقاً.

واتصالاً بذلك أوضح أطباء في المملكة المتحدة أن الجراحة التي أجراها الجراحون في تركيا كانت فاشلة تماماً "وأدت لتلوث أعضائي الداخلية إلى حد أنها صارت صلبة مثل الأسمنت"، أضافت بينكي.

وبعد هذه المحنة المروعة صار جل ما تريده المرأة هو أن تكون "بصحة جيدة مجدداً".

وإذ تسترجع التفاصيل تدرك أن "كلفة الجراحة كانت متدنية جداً، لذا كان عليّ أن أفكر مرتين قبل الشروع فيها".

وفي أوقات سابقة حاولت بينكي بعدما اضطرت إلى استخدام الكرسي المتحرك على مدار أربع سنوات، أن تجد المساعدة كي تتخلص من مشكلة وزنها الزائد، ثم اتخذت قراراً بجمع التبرعات لإجراء جراحة تصغير المعدة بدعم من زوجها بول جولي (43 سنة) الذي تفرغ لتقديم الرعاية لها.

وبحسب بينكي، "كنت متحمسة لأنني أخيراً ربما أجد حلاً لوزني بعد انتظار أربع سنوات، وقد تلقيت دعماً كبيراً من الناس بعد جمع الأموال وأردت أن أخوض الجراحة فوراً".

وخضعت بينكي لجراحة كبيرة شملت استئصال 85 في المئة من حجم معدتها وبقيت يومين في مستشفى تركي كي تتعافى، لكن حينما عادت للمنزل عانت ألماً مروعاً وراحت تتقيأ وأصيبت بجفاف شديد.

وكذلك تحدثت بينكي عن أوجاعها، "شعرت أن شخصاً ما كان يطعنني بسكين في معدتي باستمرار، في حين أن باراسيتامول كان كل ما حصلت عليه لتخفيف الأوجاع".

وحاضراً تتعايش بينكي التي باتت تزن الآن 82 كيلوغراماً ونصف الكيلوم غرام تقريباً وترتدي فستاناً بمقاس 18 مع ثقب كبير في معدتها.

وبحسب كلماتها، "أنا محظوظة كوني على قيد الحياة، لقد كانت الالتهابات متفشية في جسدي ولا أحد ينبغي له أن يعيش هذا الألم".

وختمت بينكي حديثها عن تجربتها المريرة، "أنا شاكرة جداً لكل المساعدة التي تلقيتها عندما عدت، صحيح أني فقدت كثيراً من الوزن ولكني لم أرغب في أن أحقق ذلك بهذا الشكل".

© The Independent

المزيد من صحة