Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

اكتشاف متغيرات وراثية نادرة تحمي من البدانة 

تشير دراسة ضخمة للحمض النووي من نوع "دي أن أي"DNA  إلى أن من يحملون طفرات جينية استثنائية ربما يكونون أقل عرضة بنسبة 54 في المئة للوزن المفرط

وجدت "منظمة الصحة العالمية" في عام 2016 أن أكثر من 650 مليون شخص في العالم مصابون بالبدانة (رويترز)

حدد عدد من العلماء مجموعة نادرة من المتغيرات الوراثية التي تسهم في حماية الناس من الإصابة بالبدانة، وذلك بعد إجرائهم واحدة من أكثر الدراسات شمولية حتى الآن حول الجينات الوراثية التي تتسبب بهذه الحالة.

سعياً إلى معلومات جديدة بشأن العوامل الوراثية الأساسية التي تقف وراء السمنة، درس باحثون من "مركز ريجينيرون لعلم الوراثة" في نيويورك بيانات وراثية مستقاة مما يربو على 640 ألف شخص يتوزعون على المكسيك، والولايات المتحدة، والمملكة المتحدة.

وجدت الدراسة، المنشورة في مجلة "ساينس" Science، أن الأشخاص الذين لديهم طفرات جينية نادرة في جين يسمى "جي بي آر 75" GPR75 ينخفض لديهم خطر الإصابة بالسمنة بنسبة 54 في المئة، وتكون أوزانهم عادة أقل بنحو 12 رطلاً (حوالى 5.443 كيلوغرام) في المتوسط مقارنة بمن يخلون من تلك الطفرات.

يمكن أن تقود نتائج الدراسة إلى تفسير السبب الكامن وراء كون بعض الناس أقل عرضة للوزن الزائد من غيرهم، إذ وجدت أن شخصاً واحداً فقط حمل تلك الطفرات الوقائية من كل 3000 شخص خضعت بياناتهم الوراثية للتحليل.

جورج دي يانكوبولوس، رئيس "مركز ريجينيرون لعلم الوراثة" وكبير المسؤولين العلميين فيه، قال في تصريح له في هذا الشأن، إن "اكتشاف قوى جينية خارقة تحمي من (البدانة)، مثل الجين "جي بي آر 75"، يعطي أملاً في مواجهة التحديات الصحية العالمية المعقدة والشائعة من قبيل السمنة".

لحسن الحظ، في المستطاع الاستفادة من هذا الاكتشاف في تطوير أدوية تعتمد في تركيبتها على العوامل الوراثية لمساعدة المصابين بالسمنة على التخلص من الكيلوغرامات الزائدة، فيما يسعى العلماء في "مركز ريجينيرون لعلم الوراثة"، كما يقال، إلى إيجاد أساليب علاجية متعددة تستهدف الجين "جي بي آر 75". 

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

بغية تفحص الكيفية التي يؤثر بها الجين "جي بي آر 75" في زيادة الوزن، أجرى فريق البحث تعديلاً في جينات وراثية لدى مجموعة من الفئران عبر حذف نسخة عاملة من الجين المذكور، ووجدوا أن الوزن الذي اكتسبته كان أقل بنسبة 44 في المئة مقارنة بمحموعة الفئران التي لا تحمل تلك الطفرة، على الرغم من أن الباحثين قدموا للمجموعتين النظام الغذائي الغني بالدهون نفسه.

في عام 2016، تبين أن أكثر من 1.9 مليار من البالغين يعانون زيادة في الوزن، وأكثر من 650 مليون شخص منهم مصابون بالسمنة المفرطة، وقد تضاعفت نسبة البدانة حول العالم ثلاث مرات تقريباً منذ عام 1975، بحسب ما أفادت "منظمة الصحة العالمية".

كريستوفر ستيل، مدير "معهد جيسينجر لبحوث البدانة" التابع لـ"مركز جيسينجر الطبي" في مدينة بنسلفانيا الأميركية، تحدث عن البحث أيضاً، مشيراً إلى أنه "ربما يقلب مسار الأمور"، ويسهم في تحسين حياة ملايين من الناس.

وجاء في كلام ستيل: "في حين أن العوامل السلوكية والبيئية المتصلة بالسمنة مفهومة تماماً، يساعدنا اكتشاف "جي بي آر 75" في تجميع قطع الأحجية معاً بغية التوصل إلى فهم أفضل لتأثير الجينات الوراثية" في زيادة الوزن.

ولكن أوضح ستيل أنه يلزمنا "إجراء مزيد من الدراسات والتقييمات لمعرفة ما إذا كان إنقاص الوزن بهذه الطريقة يخفض أيضاً خطر الإصابة بحالات صحية تتصل عادةً بارتفاع مؤشر كتلة الجسم ("بي أم آي" BMI)، من بينها أمراض القلب، وداء السكري، وارتفاع ضغط الدم، ومرض الكبد الدهني."

الدراسة ثمرة تعاون بين "برنامج جيسينجر لتحسين الصحة" (Geisinger Health System) و"كلية نيويورك الطبية"، و"قسم نفيلد للصحة السكانية" في "جامعة أكسفورد"، و"الجامعة الوطنية المستقلة في المكسيك" (UNAM).

وقد جمع الباحثون البيانات الوراثية التي استندوا إليها في بحثهم من دراسة استباقية من مدينة مكسيكو سيتي، والمبادرة المجتمعية للعناية بالصحة "ماي كود" MyCode التابعة لـ"مركز جيسينجر الطبي"، و"البنك الحيوي في المملكة المتحدة"UK Biobank.

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من علوم