Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

موسكو بعيدة من الحرب في أوكرانيا لكن الحياة فيها تتغير

ولا تزال كتب وضعها معارضون للرئيس الروسي معروضة للبيع في المكتبات التي تزخر أيضاً بكتب تزعم وجود مؤامرات غربية دائمة تحاك ضد روسيا

تنتشر في أرجاء موسكو لوحات ورسمات تمجد العسكريين (أ ف ب عبر غيتي)

ملخص

بعد أكثر من عام على الحرب لا يبدو سكان #موسكو أو مدينتهم متأثرين بما يحدث في #أوكرانيا لكن شيئاً ما تغير

لا تبدو العاصمة الروسية للوهلة الأولى لشخص لا يتابع الأخبار عاصمة لدولة تشن منذ أكثر من سنة حرباً دموية على دولة مجاورة، "لكن لوحات إعلانية تنتشر هنا وهناك تحمل صور رجال في أزياء عسكرية براقة، من دون أن توضح على الإطلاق السبب الدقيق لاستحقاقهم نشر صورهم".

يسرد تقرير لـ"بي بي سي" مشاهد من حياة في المدينة التي يعيش فيها عشر سكان روسيا، حيث يبدو أن كلمات مثل "أوكرانيا" و"الحرب" وحتى "العملية العسكرية الخاصة" كما يسمي الكرملين غزوه لأوكرانيا لم تعد تتردد على ألسنة الناس. لكن، مثلاً، في شارع التسوق نوفي أربات، وفي حين لا تزال لافتة متجر يتبع سلسلة "يونيكلو" اليابانية لبيع الملابس بالتجزئة مضاءة، تمتلئ الواجهات بملابس يعلوها الغبار وتعود لمجموعة العام الماضي قبل اندلاع الحرب. فالمتجر على غرار متاجر تخص شركات أجنبية عموماً وغربية خصوصاً مغلق منذ عام "لأسباب تقنية" كما يقول الشركاء الروس.

ووفق التقرير، اشترى مالكون روس جدد بعضاً من هذه الشركات وغيروا علامتها التجارية، فمتاجر "ستاربكس" للمشروبات أصبح اسمها "ستار كوفي"، وحل محل حورية البحر في العلامة التجارية الأميركية غطاء رأس روسي تقليدي. لكن عدد الرواد تضاءل، فأحد المتاجر، الواقع في شارع ستاري أربات بوسط موسكو شبه فارغ. ويتكرر الإقبال الضعيف في كثير من المتاجر التي استبدلت بعلاماتها التجارية الأجنبية أخرى محلية. "بالطبع، ليست موسكو مهجورة. لا يزال السائقون يحبطون من الزحام المسائي، ولا تزال فرصة العثور على مقعد فارغ في المترو خلال ساعات الذروة نادرة. لكن يبدو أن ما أو من صنع ضجيج موسكو السابق وحياتها اختفى".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ولفتت "بي بي سي" إلى أن المعلقين الروس يختلفون حول عدد الناس الذين تركوا روسيا منذ بدء الحرب قبل عام – "نصف مليون أم مليون بالتمام؟ كم منهم غادروا موسكو؟ وكم على المدينة أن تخسر من البشر لتتغير؟". وأشار التقرير الذي لم يحمل اسم كاتبه إلى معرض في الهواء الطلق في شارع ستاري أربات يستذكر المفكرين الروس الذين نفتهم الحكومة الشيوعية عام 1922 إلى خارج البلاد وما لبثوا أن حققوا إنجازات في البلدان التي حلوا فيها. "يصعب تجنب المقارنات بين روسيا آنذاك وروسيا اليوم ويصعب عدم التساؤل عما إذا خطرت الفكرة لمنظمي المعرض".

ولا تزال كتب وضعها معارضون للرئيس فلاديمير بوتين معروضة للبيع في مكتبة في وسط المدينة، ومن هؤلاء بوريس أكونين وليودميلا أوليتسكايا. ولا يزال بالإمكان شراء كتاب "1984" للبريطاني جورج أورويل من المكتبة، على رغم مصادرة الشرطة له من متظاهرين مناوئين للحرب. لكن المكتبة تزخر بكتب تزعم وجود مؤامرات غربية ضد روسيا وتخلو من الكتب المؤيدة لحقوق مجتمع الميم بعدما حظرتها قوانين صدرت أخيراً.

وأورد التقرير أن محلاً في قلب موسكو لبيع قطع غيار السيارات كان يروج لملصقات تشتم الغرب وحلف شمال الأطلسي وتتعهد بانتصار روسي على غرار ما حصل في مواجهة النازية عام 1945 بات يخلو من هذه الملصقات، وكذلك الملصقات التي تحمل الحرف (زد) "Z" الذي حمله روس كثر في دلالة على تأييدهم للحرب.

وفي الأسبوع الأول للحرب، بدا أن الجميع في موسكو كانوا يتحدثون عن الحرب، وبعد ستة أشهر، بدأوا يتحدثون عن التعبئة العامة التي أعلنها بوتين وكيفية تجنبها، وعلى رغم أن السلطات أعلنت في ديسمبر (كانون الأول) أن التعبئة العامة كانت جزئية وانتهت، لا تزال التعبئة تلوكها الألسن، ذلك أن ثمة من يقول إن التعبئة لا تزال قائمة ولو على نطاق أضيق على رغم إعلان وقفها.

ونقل التقرير عن سيدة روسية لم يسمها أن ابنها المبرمج الإلكتروني لا يزال يعمل مع شركته الروسية لكن من عاصمة جورجيا، تبليسي التي انتقل إليها خوفاً من التعبئة، وأنها تقدمت بطلب للحصول على جواز سفر لكي تزوره. وحين سألتها "بي بي سي" عن رأيها بفكرة مسؤولية الروس الجماعية عن الحرب، وهي فكرة تلقى رواجاً في بعض الأوساط، قالت: "لا أشعر بأنني أستحق اللوم. ما يجري يتجاوزني. أشعر بالخداع، يحكمني الخوف، أشعر بأنني حساسة للغاية وعاجزة. يؤسفني أنني لا أستطيع فعل أي شيء حيال الحرب. عاجزة، لأن كلماتي ورأيي لن يغيرا شيئاً، لكن يمكنهما أن يؤذياني".

أما أندري، جار كاتب تقرير "بي بي سي" في مصيف ريفي، فبعد أسبوع من بدء التعبئة، سأله الكاتب عما إذا كان ابنه البالغ من العمر 40 سنة في خطر. "إذا صح ذلك، لم يكن أندري قلقاً للغاية". قال: "سيذهب إذا استدعِي. في الواقع، سأذهب أيضاً وأسأل أقاربي الأوكرانيين لماذا يسيرون تحت الأعلام النازية!". وقال الكاتب: "من الواضح أنه لا يتحدث إلى أقاربه في أوكرانيا عبر الهاتف... أقسم وكرر أنه لا يتابع فقط التلفزيون الروسي، بل كذلك ’أشخاصاً عبر الإنترنت‘".

وأضاف الكاتب "افترقنا. اعتقدت بأن من الصعب علينا التحدث مرة أخرى. لكن في اليوم التالي كان علينا مناقشة مسألة الحفر في الطريق، وبالطريقة المتحمسة التي أشركني بها أندري في المحادثة، أدركت أنه لا يريد أن تفرقنا وجهات نظرنا المتعارضة حول الحرب".

وأشار التقرير إلى احتجاج حقيقي شهدته موسكو، وإن لم يكن ملحوظاً، ضد الحرب قبل أسابيع قليلة، بعدما دمر صاروخ روسي عشرات الشقق في مبنى سكني في مدينة دنيبرو الأوكرانية، إذ جلب الناس في مدن روسية مختلفة الزهور وصور المباني المدمرة إلى معالم مرتبطة بطريقة ما بأوكرانيا.

وحدث ذلك في موسكو بالقرب من تمثال لإحياء ذكرى الكاتبة الأوكرانية الشهيرة ليسيا أوكرانيكا. لم يدم هذا التضامن طويلاً، بعد تدخل الشرطة لمنع الناس من وضع الزهور.

ويظهر موضوع الحرب بوضوح في أحد معالم موسكو الشهيرة، حديقة "غوركي" العامة، إذ يستقبلك فيها حرفا (زد) Z و (في) V الضخمان، وهما رمزا العملية العسكرية التي تخوضها روسيا في أوكرانيا، في وهج النيون الأبيض.

المزيد من تقارير