Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

موريتانيا وجهة شباب مالي لترميم أحلامهم التي أجهضتها الحرب

ينشط أغلبهم في مجالات البناء والأعمال المنزلية كما أنهم يشتغلون على عربات توصيل المياه في نواكشوط

تطرح مشكلة الهجرة في صفوف الماليين تحديات حقيقية لحكام باماكو الجدد (اندبندنت عربية)

ملخص

عصفت #الأوضاع_السياسية المضطربة بالاستقرار في #مالي وأدت #الانقلابات المتتالية إلى #هجرة_الشباب نحو #موريتانيا

يقضي عثمان كيتا (26 سنة) يومه خلف مقود "توك توك" يجوب به شوارع العاصمة نواكشوط، حيث يزاول مهنة النقل الحضري منذ ثلاث سنوات. فالشاب المنحدر من قرية قريبة من العاصمة المالية باماكو قذفته الأقدار إلى موريتانيا هرباً من الأوضاع الأمنية المضطربة والظروف الاقتصادية الضاغطة في بلده مالي، إذ يعاني هذا البلد الأفريقي عدم استقرار سياسي منذ أكثر من عقد من الزمن.

عصفت الأوضاع السياسية المضطربة بالهدوء والاستقرار في مالي، وأدت الانقلابات المتتالية بهذا البلد الأفريقي الفقير إلى هجرات كبيرة في صفوف شبابه.

ومنذ انقلاب 2012 وحتى انقلاب آسمي غويتا الذي حصل في أغسطس (آب) 2020، خرج ملايين من الشباب المالي هائمين وبطبيعة الحال تلقفتهم دول الجوار، وكان لموريتانيا نصيب معتبر تمثل أساساً في الطاقات الشابة من الجنسين.

وتطرح مشكلة الهجرة في صفوف الماليين تحديات حقيقية لحكام باماكو الجدد، ويضغط الرأي العام المالي بقوة لإيجاد حل جذري لهذه الأزمة المتنامية.

استقرار جاذب

دفعت عوامل الاستقرار السياسي الذي تعيشه موريتانيا بآلاف الشباب في مالي إلى خوض غمار الهجرة إليها، واهتدى الماليون إلى سوق العمل الموريتاني بفعل القرب الجغرافي. فالبلدان تربطهما حدود برية تزيد على 2000 كلومتر، كما أن وجود طريق دولية سالكة شجع عديداً من الماليين إلى الهجرة ومن ثم الاستقرار في المدن الموريتانية بخاصة العاصمة ومدينة الشامي والعاصمة الاقتصادية نواذيبو.

ويقدر الأمين العام للجالية المالية في موريتانيا بوبكر سيديكي تراوري "عدد أفراد جاليته المقيمين على الأراضي الموريتانية بـ150 ألف نسمة".

وقال تراوري "ينشط أغلب الماليين في مجالات البناء والأعمال المنزلية، كما أنهم يعملون بكثرة على عربات توصيل المياه فى المناطق التي لا تصل إليها شبكة توزيع المياه في نواكشوط".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأكد أن "آلاف الشباب المالي أصبح فاعلاً في قطاع التنقيب عن الذهب بمدينة الشامي شمال العاصمة، خصوصاً أن أغلبهم يمتلك خبرة في المجال لشيوعه بالبلد الأم".

ويرى الصحافي المتابع لقضايا المهاجرين الربيع أدوم "أن موريتانيا تحولت لوجهة مفضلة للماليين بفعل الاستقرار السياسي، وكذلك لتضافر عاملي القرب والتعايش المشترك بين شعبي البلدين اللذين صهرتهما الجغرافيا والتاريخ".

ويعتبر الأمين العام للجالية المالية في موريتانيا "أن الأوضاع الأمنية غير المستقرة في مالي أسهمت بتزايد حالات الهجرة إلى الأراضي الموريتانية بحثاً عن حياة أفضل".

أحلام مجهضة

يتذكر عثمان كيتا كيف قضت الحرب على أحلامه بسبب الحرب التي اندلعت قبل عقد من الزمن في شمال بلاده بين الجماعات المسلحة وقوات الدولة المركزية، وقال "توقفت المشاريع التنموية في البلاد ووجهت الموازنات للتسليح، لقد أجهضت الحرب أحلام الجميع، ونأمل أن تستعيد مالي عافيتها وأعود إلى وطني".

ويرى الربيع أن "عدم الاستقرار ولد نوعاً من عدم اليقين في نفوس الشباب المالي الذين تكسرت آمالهم على صخرة الواقع الذي لا يرحم، فحملوا أحلامهم إلى موريتانيا، حيث تقدر إحصاءات شبه رسمية نسبة العمالة المالية في مجال البناء بـ 46 في المئة".

عين على أوروبا

يضع الشباب المالي نصب عينيه حلم الوصول إلى أوروبا انطلاقاً من البوابة الموريتانية عبر الهجرة السرية، التي تزدهر في شمال البلاد على رغم تشديد الإجراءات من خفر السواحل الموريتانية.

ويرى الربيع "أن موريتانيا هي الخطوة الأولى على طريق أوروبا في ثقافة الشباب المالي، إذ تمنحهم الجغرافيا فرصة للوصول إلى جزر الخالدات الإسبانية انطلاقاً من الشواطئ الموريتانية".

وفرضت موريتانيا نقاط عبور إلزامية على امتداد حدودها لضبط الدخول والخروج خوفاً من أفواج المهاجرين غير الشرعيين، الذين يتخذون من أراضيها نقطة انطلاق نحو الحلم الموعود في أوروبا.

وسبق أن صرح وزير الداخلية الموريتاني أن "اللاجئين في موريتانيا وصلوا إلى أعداد كبيرة، وأكد أن هذه الوضعية تسببت في ضغط كبير على الخدمات الاجتماعية العمومية التي توفرها الدولة الموريتانية".

ووقعت الحكومة الموريتانية أخيراً مع نظيرتها الإسبانية اتفاقاً أمنياً، سيمكن موريتانيا من الحصول على آليات لوجستية وأخرى تقنية في المجال الأمني، وذلك لمساعدتها في التصدي لظاهرة الهجرة غير الشرعية والتهريب بأشكاله كافة وغيرهما من أنواع الجريمة المنظمة.

وسبق للسلطات الموريتانية أن أوقفت مئات المهاجرين غير الشرعيين من دولة مالي واحتجزتهم في مراكز مخصصة لهذا الغرض وممولة من الاتحاد الأوروبي.

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير