ملخص
عقد رئيس الوزراء العراقي #محمد_شياع_السوداني اجتماعاً خصص لمناقشة مشروع تشييد #دار_الأوبرا المتعطل منذ عام 2013
يعود مشروع إنشاء دار الأوبرا في العاصمة العراقية بغداد إلى نهاية فترة النظام الملكي في العراق، الذي أسقط في يوليو (تموز) 1958، إلا أنه لم يرَ النور منذ أكثر من ستة عقود على رغم الوعود التي قطعتها حكومات عراقية متعاقبة في شأن تنفيذه.
وعلى رغم وضع حجر الأساس للمشروع، في مايو (أيار) 2012، من قبل وزير الثقافة العراقي في حينها سعدون الدليمي بحضور كبير للنخب العراقية المثقفة والتأكيد على إنجازه في مدة لا تتجاوز 540 يوماً، فإن المشروع لم ينجز منه أي شيء بعد تلكؤ الشركة التركية التي تم التعاقد معها لإنجازه بسبب الأزمة المالية التي مر بها العراق والحرب ضد تنظيم "داعش".
نزاع قضائي
وأدى النزاع بين وزارة الثقافة العراقية والشركة التركية في شأن سحب المشروع منها إلى وقف أي إجراءات لتنفيذه لنحو عقد من الزمن قبل أن يحسم القضاء العراقي الكفة لصالح وزارة الثقافة العراقية وينهي ملف الشركة التركية العاملة في المشروع ويقرر سحب العمل منها.
قرب دجلة والمنطقة الخضراء
وبحسب مخططات وزارة الثقافة، فإن المشروع الذي أطلق عليه "المجمع الثقافي"، وسيضم داراً للأوبرا والموسيقى وآخر للطباعة والنشر، يقع على أرض تبلغ مساحتها 80 ألف متر مربع في المنطقة المحصورة بين جسري الجمهورية والسنك قرب المنطقة الخضراء المحصنة في العاصمة العراقية، وعلى مقربة أيضاً من ضفاف نهر دجلة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
اجتماع حكومي
وعقد رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني اجتماعاً خصص لمناقشة مشروع تشييد دار الأوبرا المتعطل منذ عام 2013. وذكر بيان للمكتب الإعلامي للسوداني أن "الأخير وجه، خلال الاجتماع، بضرورة إنهاء هذا الملف وإيلائه الأهمية التي تتناسب مع الدور الثقافي والمكانة الرمزية لهذا المشروع، ولتمكين الفرقة السمفونية العراقية من الإسهام الأوفر بوصفها نافذة للتعبير الثقافي والفني". وأضاف البيان أن "رئيس مجلس الوزراء اطلع على أهم المشاكل والمعوقات التي واجهت المشروع"، موجهاً "الجهات ذات العلاقة بتهيئة المتطلبات الإجرائية وإدراجه بخطة المشاريع التي تتبناها الحكومة ضمن موازنة العام الحالي".
كسب القضية
وكشف مستشار رئيس الوزراء للشؤون الثقافية عارف الساعدي عن إمكانية إحالة مشروع دار الأوبر للتشييد من قبل شركة مختصة خلال أشهر، مشيراً إلى أن المشروع يندرج ضمن سلسلة مشاريع ثقافية. وقال الساعدي "هذا المشروع كان من المقرر أن ينجز منذ وقت طويل، إلا أن الشركة التركية المنفذة تلكأت في تشييده لا سيما بعد أحداث 2014 والحرب ضد داعش"، مبيناً أن قيمة المشروع كانت تبلغ في حينها 169 مليار دينار عراقي (حوالى 128 مليون دولار)، وبعد تلكؤ الشركة المنفذة لأكثر من مرة، تم كسب القضية وسحب المشروع من الشركة المنفذة.
السوداني مهتم
أضاف أن رئيس الوزراء محمد شياع السوداني مهتم بمشروع بناء دار الأوبرا، والخطة تتمحور أن نبدأ بالمشروع الأول من ضمن سلسلة مشاريع منها دار الأوبرا، ومبنى السمفونية الوطنية، ودار المأمون للترجمة، ومشاريع ثقافية أخرى، لافتاً إلى أن ما يجري حالياً هو إنهاء بعض الإشكاليات البسيطة في المشروع. وأوضح الساعدي أن رئيس الوزراء وجه وزيري التخطيط والثقافة بإكمال الملف خلال أيام لطرحه وإعلانه التنفيذ النهائي بحسب الضوابط وصلاحيات مجلس الوزراء، مرجحاً أن تتم إحالته إلى شركة متخصصة في تنفيذ مثل هكذا مشاريع.
التخصيصات متوفرة
وأشار المستشار الثقافي للسوداني إلى أن الحكومة ستستقبل سيراً ذاتية لشركات لديها خبرة في إنجاز مثل هذه المشاريع في عدد من الدول الأوربية وفق المواصفات التي تطلبها الدولة العراقية، مؤكداً أن المبلغ الخاص بإنشاء المشروع متوافر، وستكون الأولوية لبناء دار أوبرا وسمفونية وطنية باعتباره رمزاً وطنياً فيه مسارح وقاعات مهمة للأوبرا.
تقييم المشروع
من جهته، أكد المتحدث باسم وزارة الثقافة أحمد العلياوي أن هناك لجنة هندسية تقوم بتقييم أساسات بناء الأوبرا، لافتاً في الوقت نفسه إلى أهمية المشروع من الناحية الثقافية، وقال "مشروع دار الأوبرا تمت المباشرة به قبل سنوات إلا أنه بسبب تلكؤ الشركة المنفذة له لم يتم تشييده حتى الآن"، وأضاف العلياوي أن وزير الثقافة عرض الملف على رئيس الوزراء ومشاريع أخرى بانتظار إنجازها مستقبلاً، إلا أن دار الأوبرا جزء من اهتمام الوزارة، مشيراً إلى أن الجمهور بانتظار مسارح ومتاحف جديدة وهناك أراض تابعة للوزارة يمكن استثمارها ثقافياً .
تخصيصات مالية
وبين المتحدث باسم وزارة الثقافة أن هذه الاستثمارات بحاجة إلى توفير مخصصات مالية لتنفيذها وشركات لديها خبرة في التنفيذ، لذلك تأجل بعض المشاريع، لا سيما إنشاء متحف جديد، وتابع أن "الأساسات لدار الأوبرا ما زالت موجودة وجرى تشييدها خلال سنوات سابقة لكنها غير منجزة حتى اللحظة، واليوم ستتم إعادة النظر في هذه الإنشاءات، والقسم الهندسي سيعيد تقييم البناء الموجود"، مشيراً أيضاً إلى أن الوزارة لا تريد الدخول في مشروع يسبب انتكاسة كما حصل في مبان أنشئت سابقاً.
الجهات الهندسية
وأوضح العلياوي أيضاً أن الجهات الهندسية المتخصصة هي التي تقرر إكمال المبنى أو إزالة الأساسات وتشييد أخرى جديدة، مؤكداً أن الوزارة لديها مخصصات لبناء المشروع ولديها جزء من الموازنة لتنفيذ مشاريع أخرى، وشدد على أهمية المشروع باعتبار أن العراق يعد حاضرة ثقافية تمتد إلى 1000 عام وهي تزخر بالمدارس الفكرية والثقافية، ولا بد من أن يتم الاستثمار الثقافي لا سيما المسارح ودور السينما.
نقلة ثقافية
ورأى الصحافي باسم الشرع أن خطوة الحكومة العراقية بإعادة الحياة إلى مشروع دار الأوبرا نقلة ثقافية مهمة ستكون لها تأثيرات كبيرة في حال أنجز المشروع، وقال الشرع إن اهتمام الحكومة العراقية ورئيسها محمد شياع السوداني بدار الأوبرا والإصرار على إنجازه يمثل دفعة إيجابية للوسط الثقافي ورسالة دعم كبيرة لشريحة المثقفين والفن العراقي بشكل عام وخصوصاً الموسيقي، مشدداً على ضرورة إحالة المشروع لشركة متخصصة تكون قادرة على إنجازه ضمن فترة زمنية محددة لا تتجاوز العام ونصف العام.
أضاف الشرع أن تخصيص السوداني اجتماعاً في شأن ملف الأوبرا أمر يدعو للثناء لكونه من النوادر التي يقوم بها زعيم عراقي لمناقشة ملف ثقافي أو فني عراقي سيكون له بعد إيجابي داعم للثقافة العراقية على الأصعدة المحلية والدولية، داعياً إلى الاستفادة من توجهات السوداني الثقافية لإكمال مشاريع مهمة ثقافية وحضارية مثل مبنى المتحف العراقي الجديد وقصور الثقافة والمسارح في المحافظات العراقية المختلفة.