Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الولايات المتحدة تطبق استراتيجية لإخراج مجموعة فاغنر من أفريقيا

منحت واشنطن بانغي مهلة تبلغ 12 شهراً لإبعاد المرتزقة الذين بدأوا ينتشرون في جمهورية أفريقيا الوسطى

واشنطن تعتبر مجموعة فاغنر منظمة إجرامية عابرة للحدود (أ ف ب) 

ملخص

عرضت واشنطن على بانغي تدريب الجيش وزيادة المساعدات الإنسانية مقابل طرد #القوات_الروسية من جمهورية #أفريقيا_الوسطى في ما بدا صفقة كلاسيكية لإخلاء أفريقيا من #مرتزقة_فاغنر الروسية.

نقلت صحيفة "لو موند" الفرنسية عن مصادر أن الإدارة الأميركية أبرقت في منتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي إلى رئيس جمهورية أفريقيا الوسطى، فوستان-آرشانج تواديرا، حددت فيها الإيجابيات التي ستنالها بلاده في حال فكت ارتباطها بـ"مجموعة فاغنر" الروسية للمرتزقة والتداعيات في حال لم تفعل. جرى ذلك على هامش القمة الأميركية - الأفريقية التي استضافتها واشنطن بين 13 و15 ديسمبر، وأعد المبادرة التي تضمنتها الرسالة مجلس الأمن القومي، المؤسسة المرتبطة بالرئاسة الأميركية والتي تركز على مسائل السياسة الخارجية والأمن القومي.

ووفق المصادر التي لم تسمها الصحيفة الفرنسية، منحت واشنطن بانغي مهلة تبلغ 12 شهراً لإبعاد المرتزقة الذين بدأوا ينتشرون في جمهورية أفريقيا الوسطى إثر إبرام الأخيرة اتفاقية في هذا الشأن مع روسيا عام 2018. ويقود "مجموعة فاغنر" في الجمهورية فيتالي بيرفيليف، العضو في الفيلق الأجنبي الروسي، ووسع أعضاؤها هناك أنشطتهم من حماية تواديرا ودعم جيشه إلى التعدين والتحطيب وحماية المواكب وضبط الجمارك وحتى إنتاج مشروبات كحولية محلياً. وتفيد منظمات حقوقية عن انتهاكات لحقوق الإنسان تمارسها في الجمهورية المجموعة التي أسسها يفغيني بريغوجين المقرب من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وبحسب "لو موند"، أضافت وزارة الخزانة الأميركية في 26 يناير (كانون الثاني)، من ضمن استراتيجيتها "لعرقلة قدرة الكرملين على تسليح آلته الحربية التي تشن حرباً غير مبررة ضد أوكرانيا وتجهيزها"، عدة أسماء إلى قائمة الشخصيات والكيانات الخاضعة للعقوبات المالية: المستشار الأمني السابق لرئاسة جمهورية أفريقيا الوسطى، فاليري زاخاروف؛ رئيس "رابطة الضباط من أجل الأمن الدولي"، ألكسندر إيفانوف؛ "سيوا للخدمات الأمنية"، "التي تسيطر عليها ’مجموعة فاغنر‘، وتوفر الحماية لكبار المسؤولين في حكومة جمهورية أفريقيا الوسطى"؛ و"كراتول للطيران" التي تسمح لـ"فاغنر" "بنقل الأفراد والمعدات بين جمهورية أفريقيا الوسطى وليبيا ومالي".

ولفتت الصحيفة إلى أن الولايات المتحدة، في حين تصف الآن المجموعة التي يقودها بريغوجين بأنها "منظمة إجرامية عابرة للحدود على نطاق واسع"، لا تغلق الباب أمام المناقشات مع أولئك الذين يستخدمون خدماتها، في "اختلاف ملحوظ عن فرنسا التي بررت رحيل جنودها ووقف برامج مساعداتها إلى جمهورية أفريقيا الوسطى ومالي بوجود قوات ’فاغنر‘ شبه العسكرية في هذين البلدين". وفي العرض المقدم إلى تواديرا، تقترح الدبلوماسية الأميركية في مقابل الابتعاد عن رجال "فاغنر"، دعم تدريب قوات جمهورية أفريقيا الوسطى المسلحة بدلاً من "المدربين الروس"، وزيادة المساعدة الإنسانية من خلال الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، وتعزيز الدعم لبعثة الأمم المتحدة على الأرض. "وتقول واشنطن أيضاً إنها مستعدة للعمل على إبعاد الرئيس السابق فرانسوا بوزيزيه من تشاد حيث يحظى بترحيب بل ومن المنطقة بأسرها إذ تشتبه بانغي بأنه وراء الهجمات التي استؤنفت على أراضي جمهورية أفريقيا الوسطى في نهاية نوفمبر (تشرين الثاني)".

وبخلاف ذلك، أضافت "لو موند"، تدرس واشنطن خفض التمويل، وخفض عدد الموظفين في سفارتها، وحتى إغلاقها، إذا لزم الأمر. ويمكن أن تستهدف العقوبات الفردية أيضاً شخصيات في السلطة تُعتبَر الأكثر ارتباطاً بالقوات شبه العسكرية الروسية والشركات التي تسيطر عليها هذه القوات. وفي حديث إلى الصحيفة، تقر وزيرة خارجية أفريقيا الوسطى، سيلفي بايبو-تيمون، بأنها "في حوار مستمر" مع الدبلوماسية الأميركية منذ أكتوبر (تشرين الأول) 2022 حين زار إرفين ماسينغا، نائب وزير الخارجية الأميركي المسؤول عن الشؤون الأفريقية، بانغي. لكنها تقول إنها ليست على علم بوثيقة مكتوبة تملي فيها واشنطن شروط تعاونها.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وبعد رحلات قامت بها إلى الولايات المتحدة في نوفمبر وديسمبر ويناير تقول الوزيرة إنها سمحت لها بتقديم "شرح علني أفضل للسياق" الذي تتطور فيه بلادها، وتشير إلى أن "جمهورية أفريقيا الوسطى لديها الإرادة لتنويع شراكاتها"، وتتوقع مشاركة المجتمع الدولي بأكمله، "لتلبية الحاجات الحقيقية وليس التعامل مع المسائل الجيوسياسية". وأصبحت جمهورية أفريقيا الوسطى، التي طالما أهملها المانحون، ساحة للتنافس بين الغرب وروسيا. "ويُعَد تواديرا اليوم حامل لواء طموحات الكرملين الأفريقية الجديدة. إذا افترضنا أن لديه الإرادة، فهل ستكون لديه القدرة على إبطال العلاقة القائمة مع حماته الحاليين؟ يقول مصدر قريب من الملف: ’إنه، إلى حد ما، رهينة وسلامته مسألة مهمة‘".

ووفق الصحيفة، يُعتبَر النهج الذي تحاول الولايات المتحدة اتباعه مع رئاسة جمهورية أفريقيا الوسطى جزءاً من استراتيجية احتواء أوسع. لكن في مالي كما هي الحال في السودان، حيث تتدخل "فاغنر" كوكيل للمجالس العسكرية القابعة في السلطة، تكون مساحة المناورة المتوافرة لواشنطن محدودة أكثر. في باماكو، تتصرف القوات شبه العسكرية الروسية، التي بدأت انتشارها في أواخر ديسمبر 2021، بحسب الاستخبارات الفرنسية والأميركية، بناء على طلب العقداء الذين أطاحوا بالرئيس إبراهيم أبو بكر كيتا في أغسطس (آب) 2020. وفي الخرطوم، تعمل بتواصل مع الجنرال حميدتي، الرجل الثاني في النظام العسكري وراعي الميليشيات القوية، ’قوات الدعم السريع‘".

وفي حين أن واشنطن لم تقطع صلاتها بهاتين الدولتين بعد الانقلابين العسكريين، تقلصت "مساحة العمل هناك" بسبب القيود التي يفرضها القانون الأميركي الذي يحظر نظرياً أي مساعدة لحكومة غير منتخبة، وفق قول دبلوماسي أميركي لـ"لو موند". "إنه قد يمنعنا من تقديم المساعدة الأمنية إلى هذه الدول لكننا لسنا مستعدين للتضحية بسياستنا في الدفاع عن القيم الديمقراطية". وفي الوقت الحالي، لم تسفر هذه الاستراتيجية الجديدة لمكافحة الوجود الروسي في القارة عن نتائج ملموسة بعد. من السودان، في 9 فبراير (شباط)، في نهاية جولة أفريقية أخيرة، أكد سيرغي لافروف، وزير الخارجية الروسي، أن المرتزقة ينتشرون "بناء على طلب مباشر من الحكومات" و"يسهمون في تطبيع الوضع في المنطقة" في مواجهة التهديد "الإرهابي".

وقبل بضعة أيام، قال سفير روسيا في بانغي لوكالة الأنباء "ريا نوفوستي" إن "حكومة [جمهورية أفريقيا الوسطى] مهتمة بالترحيب بمزيد من [المدربين الروس]. ومنذ وقت ليس ببعيد، وجهت بانغي رسمياً طلباً كهذا إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة" من أجل الحصول على إعفاء من حظر بيع الأسلحة إلى البلاد. وإذا كانت المصادر الغربية قد أكدت في الأشهر الأخيرة انخفاض أعداد مقاتلي "فاغنر" في جمهورية أفريقيا الوسطى، بحوالي ألف رجل، بعد اندلاع الحرب في أوكرانيا، شدد ألكسندر بيكانتوف، السفير الروسي في بانغي، على وجود "ألف و890 مدرباً روسياً" على أراضي جمهورية أفريقيا الوسطى. "قد تكون زيادة عدد الأفراد نتيجة لاستئناف التمرد في شمال البلاد وستشكل دليلاً على أن رئيس جمهورية أفريقيا الوسطى لا يزال شريكاً متميزاً للكرملين. وما لم يحدث تحول دبلوماسي، من المرجح أن تمكّن القمة الروسية - الأفريقية المقرر عقدها في يوليو (تموز) في سان بطرسبرغ من تنظيم هذه الشراكة كمثال يحتذى به لبلدان أخرى في أفريقيا".

اقرأ المزيد

المزيد من الأخبار