قال قائد شرطة #مكافحة_الإرهاب البريطانية اليوم الخميس إن ضباطه يتعاملون بشكل متزايد مع تهديدات من دول معادية، مثل #روسيا والصين وإيران، في تحول للتركيز بعيداً من #التطرف.
كانت هجمات 11 سبتمبر (أيلول) 2001 بالولايات المتحدة وحوادث قاتلة وقعت في بريطانيا قد جعلت التصدي لمؤامرات المتشددين أولوية لشرطة مكافحة الإرهاب، مع تركيز الموارد على مواجهة تهديد المتشددين الذين نشؤوا في الداخل والأجانب.
أمر غير مسبوق
وقال مات جوكس رئيس وحدة مكافحة الإرهاب في شرطة العاصمة بلندن إن هناك تحولاً للتركيز وسط محاولة دول أجنبية بث الفساد أو ترهيب الناس وتورطها بمؤامرات قتل وخطف في بريطانيا.
وقال جوكس للصحافيين في نيو سكوتلاند يارد، مقر شرطة العاصمة، "أن نلعب دوراً في إنفاذ القانون في مواجهة تهديدات الدول المعادية هو أمر غير مسبوق".
وأشار إلى أن التحقيقات المتعلقة بتهديدات الدول زادت إلى أربعة أمثال خلال العامين الماضيين وتستهلك هذه القضايا الآن خمس وقت عمل ضباط مكافحة الإرهاب.
15 محاولة اختطاف
وأضاف جوكس أن إيران نفذت ما لا يقل عن 15 محاولة لاختطاف أو حتى قتل مواطنين بريطانيين أو أفراد مقيمين في المملكة المتحدة تعتبرهم طهران تهديداً.
واستدعى وزير الخارجية البريطاني جيمس كليفرلي العام الماضي كبير الدبلوماسيين الإيرانيين لدى بريطانيا بسبب ما تردد أنها تهديدات من جانب قوات أمن إيرانية لصحافيين في بريطانيا.
ولم ترد السفارة الإيرانية في لندن على طلب للتعليق.
خطر صيني
وقال جوكس إن الشرطة تجري تحقيقات في مزاعم بأن الصين أدارت العام الماضي "مراكز شرطية" في مدن رئيسة حول العالم، بما في ذلك نيويورك، ونفت الصين هذه الاتهامات.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وألقت بريطانيا باللوم على روسيا في هجوم بغاز أعصاب عام 2018 استهدف الجاسوس الروسي المزدوج السابق سيرجي سكريبال وابنته يوليا في سالزبري بجنوب إنجلترا، وهو ما نفته موسكو.
ومثل حارس أمن بالسفارة البريطانية في برلين هذا الأسبوع أمام محكمة في لندن متهماً بالتجسس لصالح روسيا.
اللاجئون الأوكرانيون
ويبحث الفريق المعني بجرائم الحرب التابع لوحدة مكافحة الإرهاب في شرطة العاصمة البريطانية أيضاً في أكثر من 100 بلاغ من اللاجئين الأوكرانيين في بريطانيا في ما يتعلق بالحرب مع روسيا.
وعلى رغم التحول في التركيز، فإن أكبر مهمة لشرطة مكافحة الإرهاب لا تزال تتمثل في التصدي للإرهاب.
مؤامرات إرهابية
وقال جوكس إن الشرطة أحبطت ثماني مؤامرات إرهابية كانت بمراحلها الأخيرة العام الماضي، وفي بعض الحالات شملت التحقيقات أطفالاً لا تتجاوز أعمارهم 13 سنة.
وفي نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، أعلن مدير جهاز الاستخبارات الداخلية البريطاني أن إيران تسعى إلى خطف أو قتل أشخاص يقيمون في المملكة المتحدة تعتبرهم "أعداء النظام"، مشيراً إلى الكشف عن 10 خطط على الأقل من هذا النوع خلال 2022.
وحذر كين ماكالوم، في خطاب بمقر الوكالة، من أن إيران "تمثل تهديداً مباشراً للمملكة المتحدة من خلال أجهزة استخباراتها العدائية"، مؤكداً أن جهاز الاستخبارات العسكرية تبنى تعديلات هي الأضخم منذ سنوات للتعامل مع تهديدات الدول المعادية التي لا تواجه مشكلة في الأساليب التي تتبعها لتعريض المجتمع البريطاني والقيم البريطانية والمؤسسات الديمقراطية للخطر.
ولفت إلى أن هناك تهديدات من الصين وإيران، تتفاوت بين تعريض البنى التحتية البريطانية للخطر ومحاولات تعريض النظام السياسي لمخططات إرهابية وأن بعضها قد يشمل عمليات اغتيال.
وفي الشهر ذاته نشرت "نيويورك تايمز" تقريراً تطرقت فيه إلى تزايد حالات لجوء الأنظمة الاستبدادية مثل إيران والصين إلى خدمات المحققين الخاصين في الولايات المتحدة، من أجل مراقبة المعارضين لخطفهم ومحاولة إعادتهم لبلادهم بالقوة.
تهديد الصحافيين
وكانت قناة "إيران إنترناشيونال" قالت على حسابها في "تويتر" إن قوات الشرطة البريطانية انتشرت أمام مكاتبها في لندن بعد تلقي تهديدات إيرانية.
و"إيران إنترناشيونال" هي قناة إخبارية مستقلة باللغة الفارسية مقرها في المملكة المتحدة، وبدأت عملياتها منذ خمس سنوات.
وليست تلك المرة الأولى الوحيد التي تثار فيها تهديدات إيران ضد الإعلام الناطق باللغة الفارسية في بريطانيا، فقبل ثلاث سنوات في أعقاب احتجاجات نوفمبر 2019، طالب اتحاد الصحافيين البريطانيين في بيان يدين تهديد موظفي "إيران إنترناشيونال" والقسم الفارسي في "بي بي سي"، الحكومة الإيرانية بوقف حملة المضايقات بحق الصحافيين الإيرانيين.
كندا أيضاً
وكان جهاز الاستخبارات الكندية أعلن أيضاً أنه يحقق في تهديدات بالقتل بناء على معلومات ذات صدقية، أطلقتها إيران ضد أشخاص في كندا.
وقال المتحدث باسم الجهاز إيريك بالسام إن "جهاز الاستخبارات الكندي يحقق بجد في تهديدات عدة بالقتل صدرت من إيران بناء على معلومات ذات صدقية".
وأضاف أن "هذه الأنشطة العدائية والتدخل الأجنبي يقوض في نهاية المطاف أمن كندا والكنديين، فضلاً عن قيمنا الديمقراطية وسيادتنا".
وتتم هذه التحقيقات التي لم يقدم بالسام أي تفاصيل عنها، بمساعدة شركاء دوليين، وأشار إلى أن جهاز الاستخبارات الكندي يعلم أن إيران تراقب وترهب الناس في كندا، بمن فيهم أبناء المغتربين الإيرانيين من أجل "إسكات أولئك الذين ينددون علانية" بالنظام.