Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

صعوبات تعترض تدوير النفايات الورقية في فلسطين

مؤسسة "عمار الأرض" في مقدمة حاملي هذه الراية وصعوبات عديدة تواجهها

المكان الذي يتم فيه جمع النفايات الورقية لمؤسسة "عمار الأرض" قبل نقلها للمصانع الخاصة بذلك (اندبندنت عربية)

على رغم تحول العالم إلى البيانات والأرشفة الرقمية، فإن هذا التطور لم يدفع المؤسسات والأفراد للاستغناء بشكل كامل عن استخدام #الورق في المراسلات والكتب والوثائق، وغيرها، والتي يتم التخلص منها لاحقاً بطرق عديدة صحية وغير صحية، وفي بعض الأحيان قد تتراكم #النفايات_الورقية في عديد من المؤسسات والشركات، بخاصة في حال عدم توفر نظام لإعادة تدويرها.

 

ووصلت نسبة النفايات الورقية في فلسطين، بحسب إحصائيات عام 2017، إلى 12.5 في المئة من مجموع النفايات الصلبة سنوياً، ونسبة النفايات العضوية 50 في المئة، والبلاستيك 14.6 في المئة، والمعادن 2.4 في المئة، والزجاج 1.9 في المئة.

وعلى رغم اختلاف أنواع هذه النفايات، فإن واحداً في المئة فقط منها يتم تدويرها، واثنين في المئة تتم إعادة استخدامها، والنسبة المتبقية تذهب للمكبات القانونية وغير القانونية، حيث يطمر جزء منها. ففي عام 2021 وصلت نسبة النفايات الصلبة التي تم إنتاجها إلى 1.91 مليون طن، تم طمر ما يقارب 99 في المئة بشكل صحي في ستة مكبات صحية فلسطينية، وأخرى عشوائية وغير مرخصة.

حملات لحل مشكلة النفايات الورقية

وأمام قلة التدوير ظهرت حملات توعية عديدة حول أهمية التخلص من النفايات الورقية بطريقة صحيحة، ومن أبرزها في هذا المجال الحملة التي بدأتها مؤسسة "عمار الأرض"، إذ تقول سميراء القاضي إحدى القائمات على الفكرة إن غياب أماكن فصل النفايات كان المعضلة الأولى التي واجهت الحملة التي انطلقت لتوعية الناس بأهمية إعادة التدوير، مما دفع فريقاً المتطوعين للبحث عن أماكن لإعادة تدوير الورق. وأوضحت القاضي أن الحملة تستهدف قطاعات العمل كلها من مؤسسات تعليمية وشركات خاصة عبر وسائل عدة، أبرزها الزيارات التوعوية لهذه المؤسسات لتوضيح أهمية فصل النفايات الورقية عبر اللقاءات الوجاهية أو المنشورات، والاتفاق معها على جمع النفايات بشكل دوري، أما عن آلية تجميع النفايات، فيتم وضعها في حاويات كبيرة وضغطها قبل إرسالها لمصانع التدوير الموجودة في الدول المجاورة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وبالنسبة لفريق "عمار الأرض" فإن التوعية بقضايا البيئة لا تتوقف عند جمع النفايات البيئية ونقلها لإعادة تدويرها، بل يعمل على توفير الإتلاف الإلكتروني وجمع الحديد التالف وبعض أنواع البلاستيك والمعادن، بشرط أن تكون العلب خالية من الطعام تماماً، حتى تسهل عملية التخلص منها أو تدويرها.

قلة الوعي والتمويل

بشكل عام، تواجه الحملات التطوعية لجمع النفايات صعوبات عديدة تتمثل في قلة الوعي البيئي، ففي فلسطين هذه الفكرة غير رائجة، إذ يعدها البعض تقليداً للمجتمعات الغربية، إضافة إلى ضعف البنية التحتية المتعلقة بالتخلص وتدوير النفايات وقلة التمويل لمثل هذه المشاريع، فبحسب القاضي فإن فريقهم يتحمل الآن ديوناً كبيرة بسبب صعوبة الحصول على الموارد المالية لتسيير المشاريع هذه، فنقل الأوراق وضغطها وتعبئتها، إضافة إلى الكلفة التشغيلية، يشكلان عبئاً مالياً كبيراً.

وعلى رغم وجود بعض الحملات على الصعيد الرسمي، التي تدعو إلى التحول التدريجي للعمل الإلكتروني وتقليل استخدام الأوراق خلال المراسلات والوثائق، وغيرها، وتطوير قطاع التخلص من النفايات الصلبة وإعادة تدويرها، فإنه لا يوجد نظام خاص بفصل أو إعادة تدوير النفايات الورقية بالتحديد، إذ يتم إدراجها ضمن النفايات الصلبة كالبلاستيك والمواد العضوية، بالتالي التخلص منها بالطريقة نفسها، وقليل منها فقط تتم إعادة تدويره. كما أن الاستراتيجية البيئية عبر القطاعية (2017-2022) الصادرة من سلطة جودة البيئة ركزت على عدد من المعوقات التي تواجه العمل البيئي أبرزها قلة الخدمات المتعلقة بالبنية التحتية لمختلف أنواع النفايات، سواء في المكبات أو في المؤسسات العامة والخاصة المتخصصة بقضايا البيئة، وقلة وعي الناس بأمور البيئة، وقلة الموارد المالية الخاصة بتطوير القطاع البيئي، لا سيما في ظل حال عدم التشابه في إدارة النفايات بين المناطق، وافتقار بعض المكبات للرقابة الصحية، وعدم وجود بيانات محدثة باستمرار عن النفايات الصلبة.

اقرأ المزيد

المزيد من بيئة