Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

جبانات القاهرة... ماض عريق ومستقبل مجهول

يمتد عمر بعضها لأكثر من ألف عام وتمثل امتداداً للعلاقة الفريدة بين المصريين وأجدادهم القدماء

بعض المدافن في القاهرة يعود إلى مئات السنين ويمثل إرثاً ثقافياً ينبغي الحفاظ عليه (صفحة إنقاذ جبانات مصر التاريخية على فيسبوك)

على مدار التاريخ كانت للمقابر خصوصية وأهمية كبيرة عند المصريين، خصوصاً أن حضارتهم القديمة قامت على البناء للعالم الآخر حيث الحياة الأبدية والخلود.

بني المصريون القدماء أهرامات مصر العظيمة باعتبارها بوابة للعالم الآخر، وأبدعوا في تشييد المقابر بوادي الملوك جنوب مصر، لتصبح الآن علامات للتراث الإنساني.

كما اخترع المصريون سبلاً للحفاظ على جثامين الموتى لتبقى صالحة للعيش في العالم الآخر، ومع توالي العصور والحقب التاريخية تغيرت طقوس الدفن واختلف شكل المقابر، لكن ثقافة الموت وطقوسه بقيت حاضرة، ولا تزال تمثل أهمية كبرى في الثقافة الشعبية.

منذ إنشاء القاهرة قبل أكثر من ألف عام تمثل جباناتها جزءاً من طابعها الثقافي والمعماري، الذي تطور عبر العصور، لكنه لا يزال نسيجاً متكاملاً تضاف إليه أجزاء جديدة في حين تبقى القديمة حاضرة باعتبارها جزءاً من كل، وطبقة من طبقات التاريخ الممتد للمدينة.

جبانات القاهرة التاريخية تمتد على مساحة كبيرة وتضم مدافن عدة، من بينها مقابر الإمام الشافعي، ومقابر السيدة نفيسة، ومقابر باب الوزير، ومقابر باب النصر، ومقابر المجاورين، والمنطقة التي يطلق عليها صحراء المماليك أو قرافة المماليك.

وأثارت المقابر جدلاً ممتداً على مدار السنوات الأخيرة بعد دخول أجزاء منها في حيز تنفيذ بعض مشروعات الطرق، التي تقوم بها الدولة، لتعارضها مع المسار المقترح مما يتطلب عمليات إزالة، جرى بالفعل بعضها، لأجزاء من هذه المدافن وهدمها ونقل رفات الموتى إلى مقابر أخرى تقع بمنطقة 15 مايو أو العاشر من رمضان.

 

 

وصاحب هذا الأمر أزمة مستمرة بين أصحاب بعض المدافن، الذين أصابهم استياء شديد من فكرة نقل رفات أحبائهم بعد سنوات طويلة إلى مكان آخر، لصعوبة الأمر عليهم وعدم تقبله.

ومن جانب آخر، اعترض كثير من المثقفين والمهتمين بالتاريخ والتراث على فكرة هدم مقابر تمثل جزءاً من التراث المصري والإنساني وتضم رفات عدد من الرموز على مدار عصور.

ويرى هؤلاء أن الأولى هو الحفاظ على المقابر والعمل على وضعها على خريطة السياحة مثلما تفعل كثير من الدول في مواقف مشابهة، لأن هذه المقابر تتجاوز فكرة المفهوم التقليدي للمدفن، وتمثل شاهداً على التراث والتاريخ والعمارة، وبعض منها تعتبر في منزلة المتاحف بما تمثله من روعة البناء وقيمة الأشخاص التي تضمهم.

أزمات متلاحقة

من بين الأزمات المستمرة ما أثير عام 2020 بالتواكب مع إنشاء ما أطلق عليه محور الفردوس، الذي امتد في منطقة قريبة من صحراء المماليك، التي تعد واحدة من أهم الجبانات في مصر، التي دفن بها 8 من سلاطين المماليك.

وتضم المنطقة 36 أثراً إسلامياً مسجلاً لتخرج وزارة الآثار حينها ببيان رسمي مفاده أنه لا ولن يتم هدم أي أثر، وأن ما تم هدمه بالفعل هو مجموعة من الأسوار والمباني، التي لا تمثل قيمة تاريخية، ليثار سجال كبير آنذاك عن ما هو مفهوم القيمة التاريخية، وعن أنه يمكن أن تكون هناك أماكن ذات قيمة تاريخية ولكنها ليست مسجلة رسمياً في سجلات وزارة الآثار.

أزمة أخرى أثيرت منذ أشهر، وكان بطلها عميد الأدب العربي طه حسين، الذي تم تداول صور تحمل علامة إزالة وضعت على مقبرته الواقعة بمنطقة الخليفة، لتشتعل الأزمة مع إعلان أسرته أنها تفكر في نقل الرفات إلى فرنسا وإقامة ضريح للراحل هناك، باعتبارها البلد الذي عاش فيه لفترة وحصل على شهادة الدكتوراه ليتم بعدها التراجع عن قرار هدم المقبرة.

 

 

أزمة ثالثة اشتعلت أخيراً بخصوص مقبرة الكاتب الراحل يحيى حقي، الواقعة بمنطقة السيدة نفيسة، لكن محاولات التصدي للوضع والحفاظ على المقبرة باءت بالفشل، لتعلن ابنته أنه تم بالفعل نقل جثمان الراحل إلى مقر جديد في ذكرى وفاته الثلاثين تمهيداً لهدم المقبرة.

ولا تنفصل الأحداث السابقة عن عشرات ومئات المدافن التي تقع على خط مشروعات التطوير المزمع تنفيذها، بعضها لشخصيات شهيرة وكثير منها لعوام الناس الذين امتلكوا هذه المقابر منذ عشرات السنوات وتقاطعت مع المشروعات الجاري تنفيذها ليجدوا أنفسهم مضطرين إلى نقل الرفات والحصول على مقبرة بديلة في واحدة من المدن الجديدة.

اقتراحات مطروحة

اقتراحات عدة طرحت تواكباً مع الأزمة كان من بينها إنشاء نصب تذكاري كبير لرموز مصر في العاصمة الإدارية الجديدة، الجاري إنشاؤها حالياً، ليكون مزاراً يضم نخبة من أعلام مصر بمجالات متعددة ويطلق عليه حديقة الخالدين، ليثير الأمر اعتراضاً عند قطاع كبير من المهتمين، باعتبار أن الأولى هو الإبقاء على هؤلاء الخالدين في مواقعهم والعمل على تطويرها والعناية بها.

وعن هذا الأمر تقول جليلة القاضي أستاذ التخطيط العمراني بمصر وفرنسا إن "فكرة إنشاء حديقة الخالدين في العاصمة الإدارية لنقل رفات العظماء هي فكرة غير مقبولة، لأنها تطمس معالم التاريخ، ولا تراعي حرمة الموتى، فعلى مدار 14 قرناً دفن آلاف من الرموز في هذه المنطقة من جميع المجالات، فهم رواد وأيقونات تحولت رفاتهم لتراب اختلط بتراب ذويهم، وتضم قرافة المجاورين وحدها ما يطلق عليه بستان العلماء، الذي يضم رفات مئات العلماء والأعيان وأولياء الله والمتصوفة الذين يرقدون في هذا المكان منذ أكثر من ألف سنة وينبغي الحفاظ على جباناتهم".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وتتساءل القاضي "هل تمت إزالة مقابر وادي الملوك والملكات بعد نقل المومياوات؟ أو هل تمت إزالة مقبرة توت عنخ أمون؟ وترى أن جبانات القاهرة هي أماكن مقدسة لا يجب المساس بها مثل مقابر مصر القديمة.

وتضيف "على مستوى الكلفة الاقتصادية، فالأفضل تغيير المسارات أو محاولة إيجاد حلول بديلة، لأن التخليد الحقيقي لهذه المقابر هو بقاؤها في أماكنها، فهذا هو مزار الخالدين الحقيقي ولا يتنافى ذلك مع إقامة نصب تذكاري أو أي وسيلة لتكريم رموزنا في أي مكان آخر، فماذا سيحدث عندما تتوسع مدينة العاشر من رمضان أو 15 مايو التي تنقل إليها الجبانات؟ هل سيتم نقلها مرة أخرى ونستمر في مسلسل لنقل الرفات كل 50 سنة، قرار نقل الجبانات ليس في مصلحة الأحياء ولا الأموات ولا بد من العمل على إيجاد حلول بديلة".

عمارة القاهرة الجنائزية

تتميز عمارة كثير من المقابر في منطقة الجبانات التاريخية بطابع معماري فريد يختلف ويتطور باختلاف العصر، ويمثل في ذاته إرثاً ثقافياً يؤرخ لثقافة الموت، التي تعتبر جزءاً رئيساً من تاريخ المصريين منذ عصر مصر القديمة.

كما أنها تجسد ملامح من العادات الاجتماعية للمصريين وعلاقتهم بالموتى، فالمدافن في الثقافة الشعبية عند بعض الناس تتحول إلى ملتقيات اجتماعية في بعض الأوقات، مثل المواسم والأعياد وفي الذكرى السنوية للمتوفى، التي قد تحييها أسرته بالتجمع في مقبرته والدعاء وتوزيع الصدقات، وفي بعض الأحيان توزيع المأكولات على فقراء المنطقة، فعلاقة المصريين بالمقابر وطيدة على مدار التاريخ ويمكن الاطلاع على ملامح منها من خلال الجبانات التاريخية.

مصطفى الصادق الباحث في التراث المصري يقول "يمكن قراءة تاريخ مصر من هذه الجبانات التي يعود تاريخها إلى أكثر من ألف عام، فهي تتجاوز مجرد فكرة المدافن، وبمثابة شاهد على التراث والفنون وجمال العمارة وتطورها، فهي تضم تركيبات بديعة للخطاطين في عصور مختلفة تدلل على روعة الخط العربي خلال عصور مختلفة، وفي الوقت ذاته المحتوى المكتوب يستحق الدراسة والتأمل فما يكتب على هذه المقابر يعطى صورة عن شكل وطابع الحياة والناس فالمقابر لها قيمة فنية كبيرة إضافة لقيمتها التاريخية".

 

 

ويضيف الصادق أن "المقابر في مصر تتجاوز فكرة دفن الموتى، وتمثل شكلاً من أشكال الحياة الاجتماعية المرتبط بالمصريين منذ آلاف السنين، فحتى يومنا هذا يتجه كثيرون إلى المقابر في صباح أيام الأعياد لتوزيع الصدقات والدعاء للموتى بما يمكن اعتباره مشاركة في الأحداث الحياتية".

ويشير إلى أن "شكل تصميم كثير من هذه الأحواش له طابع فريد بوجود غرفة للضيوف، باعتبار أنها يتم فيها زيارات وطقوس اجتماعية في علاقة فريدة وممتدة بين المصريين وموتاهم، وهذا قلما نجده بالمدافن في أي مكان آخر".

ويرى أن "بعض هذه الجبانات يمكن اعتبارها متاحف، ويمكن أن تكون على المسار السياحي في القاهرة، فعلى سبيل المثال مدافن عائلة يكن وعائلة إسماعيل صدقي باشا ومقبرة محمد راتب باشا كلها ذات طابع معماري فريد، وكذلك تضم المنطقة مقابر لأعلام مصرية مثل أم كلثوم ومصطفى كامل والنحاس باشا وطه حسين وعدد كبير جداً من الرموز في شتي المجالات".

ويلفت إلى أنه "حتى مقابر بعض عوام الناس بها لمسات فريدة تستحق التأمل، مثل إضافة طابع خاص يعبر عن حال الشخص المتوفى، سواء أكان في ريعان الشباب أو طفلة صغيرة وربما في بعض الأحيان يعبر عن مهنته أو أي ملمح بارز من حياته".

تجارب حقيقية

عشرات ومئات من الأسر التي تقع مقابر عائلاتها على مسار الطرق المقترح تنفيذها تعاني الأزمة، فالبعض جرى بالفعل إزالتها وتعويض أصحابها بمدافن بديلة على أطراف القاهرة، وآخرون حتى الآن لا يعرفون مصير موتاهم وينتظرون ما ستسفر عنه الأيام المقبلة.

عبد الحميد محمود مستشار التواصل والعلاقات العامة يقول "تقع مدافن عائلتي في منطقة الرفاعي وتمتلكها الأسرة منذ مئة عام، حيث تم إنشاؤها في عشرينيات القرن الماضي، والوضع حالياً يسيطر عليه الغموض، فنحن لا نعرف ماذا سيحدث غداً، ونتابع تطورات الموقف بشكل مستمر مثل غيرنا من أصحاب المدافن في المنطقة المحيطة، وبشكل عام فإن فكرة هدم المقابر ونقل الرفات شديدة الصعوبة على الناس، خصوصاً في حال عدم وجود ضرورة قصوى لهذا الأمر وإمكانية وجود بدائل".

ويضيف "المنطقة المحيطة تضم كثيراً من المقابر لشخصيات تعد من رموز مصر مثل أم كلثوم ويوسف وهبي وعبد الحليم حافظ إضافة إلى عدد كبير من السياسيين والمثقفين الذين أثروا تاريخ مصر على مدار سنوات طويلة، ومن هنا فإن هذه المقابر تعد جزءاً من التاريخ، فالأمر يتجاوز فكرة كونها مقابر، وإنما هي جزء من تراثنا الثقافي".

حلول وبدائل

تم تسجيل القاهرة التاريخية على قائمة التراث العالمي لليونسكو عام 1979، ويقع كثير من المواقع التي تضم جباناتها ضمن منطقة القاهرة التاريخية، ما يثير التساؤل عن فكرة أن يكون هذا حامياً لهذه المناطق من أعمال الهدم باعتبارها منطقة تراثية معترفاً بها دولياً.

كانت هذه الجبانات وقت إنشائها مناطق نائية تقع على أطراف القاهرة، ولهذا استخدمت لدفن الموتى، ومع الامتداد العمراني اقتربت من حدود المدينة شيئاً فشيئاً حتى أصبحت مع مرور السنوات داخل الكتلة السكانية للعاصمة، التي ازدحمت بسكانها وامتدت فيها الطرق وأنشئت الكباري وأصبحت الكتل الأسمنتية من المساكن المتكدسة جزءاً رئيساً من تركيبة المدينة مع الزمن، بالتالي أصبحت هذه الجبانات داخل نطاق المدينة وجزءاً من طابعها الثقافي.

 

 

ليست الحوادث الأخيرة هذه المرة الأولى التي تزال فيها أجزاء من هذه الجبانات، إذ كانت هناك واقعة سابقة عندما قامت الدولة منذ عشرات السنين، وتحديداً في خمسينيات القرن الماضي، بإنشاء طريق صلاح سالم الذي اخترق منطقة صحراء المماليك ليصبح حالياً واحداً من أشهر الطرق في القاهرة.

المهندس طارق المري استشاري الحفاظ على التراث وخبير مركز التراث العالمي باليونسكو يقول "جبانات القاهرة تعتبر ثاني أقدم جبانات إسلامية مستخدمة حتى الآن بعد البقيع في المدينة، حيث بدأ استخدامها منذ وقت دخول المسلمين إلى مصر".

ويضيف المري "على مدار 1400 سنة ضمت تلك المقابر رفات لأولياء الله الصالحين وأعلام إسلاميين، إضافة إلى شخصيات كثيرة ارتبطت بالتاريخ المصري منذ عهد محمد علي باشا، مروراً بأعلام القرن العشرين من الفنانين والسياسيين والعلماء، هذا إلى جانب مدافن عوام الناس التي يحظى كل منها بتراث معماري فريد، وتنقسم جبانات القاهرة التاريخية بشكل رئيس إلى قرافة المماليك، قرافة الإمام الشافعي، قرافة السيدة نفيسة".

ويشير "قدمنا بعض البدائل إلى الدولة للنظر في تنفيذها، وعلى رأسها إقامة نفق تحت الأرض بدلاً من إقامة الطرق أو الكباري، فالهدف هو الربط بين نقطتين ويمكن أن يحدث هذا من تحت الأرض، خصوصاً أن عمق هذه المدافن لا يتجاوز متراً ونصف المتر، بالتالي يمكن بسهولة أن يتم تنفيذ نفق تحتها".

ولفت إلى أنه "في الفترة الأخيرة تبنى العديد من المهتمين مبادرات متعددة للعمل على إنقاذ جبانات مصر التاريخية، آخرها إطلاق عريضة للتوقيع عليها من قبل المهتمين لرفعها للمسؤولين، إضافة إلى العمل على نشر الوعي بأهمية هذه المنطقة من خلال الفعاليات والندوات والمعارض ومواقع التواصل الاجتماعي".

توثيق تراث الجبانات

في إطار الدعوات المتكررة خلال الفترة الأخيرة لحماية الجبانات التاريخية بالقاهرة باعتبارها إرثاً ثقافياً وفنياً إلى جانب قيمتها الأساسية، نظم مجموعة من المثقفين والفنانين مبادرة تحت عنوان "فنانون من أجل توثيق تراث جبانات القاهرة" للعمل على توثيق هذه المدافن بوسائل فنية متعددة، مثل الرسم والتصوير الفوتوغرافي لينتج من هذا معرض أقيم بأتيليه القاهرة بنهاية العام الماضي تحت عنوان "علامة إزالة" ضم لوحات وصور فوتوغرافية وخرائط للمواقع المهددة بالإزالة.

 

 

من المشاركين في المبادرة عواطف صلاح الأستاذ المساعد بكلية الفنون التطبيقية، وتقول "سعينا إلى توثيق منطقة الجبانات التراثية بالقاهرة بالتواكب مع الأحداث الأخيرة باعتبارها جزءاً من تراث القاهرة، ولا نعرف ما سيحدث لها في المستقبل، فعلى مدار التاريخ فقدت الكثير من الآثار والمواقع التراثية المهمة بفعل عوامل متعددة، وتعرفنا إليها كفنانين بفضل توثيقها من قبل أشخاص وفنانين قاموا برسمها أو تصويرها في عصور أحدث، فهذا الأمر له قدر كبير من الأهمية في كل الأحوال، لأنه يوثقها للأجيال المقبلة ويتيح لهم فرصة للتعرف إليها".

وتضيف صلاح "أقيم معرض علامة إزالة كنتاج لجهود الفنانين في منطقة جبانات القاهرة التاريخية وقدم كل فنان رؤيته بوسائل فنية متعددة، وكان واحد من أهدافه هو إلقاء الضوء على هذا الأمر وخلق حوار مجتمعي حوله من خلال المعرض والندوات المصاحبة له باعتبار أن هذه المنطقة لها أهمية وخصوصية، سواء من الجانب التاريخي أو الفني وبما تضمه من رموز مصرية في جميع المجالات، ونأمل كفنانين ومصريين في أن يتم الحفاظ عليها باعتبار أنها جزء هام من تاريخنا".

اقرأ المزيد

المزيد من تحقيقات ومطولات