Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الخلافات نفسها تبدد التفاؤل الليبي وجهات ترتب خططا بديلة

تم الاتفاق في القاهرة على وثيقة دستورية كاملة تنظم مرحلتي ما قبل الانتخابات وبعدها عدا بند ترشح مزدوجي الجنسية للرئاسة وتغريدة لنجل القذافي توتر المشهد

حديث يدور الآن عن مؤتمر وطني جامع يعقد في ليبيا (أ ف ب)

تلاشت حال التفاؤل الليبية القصيرة التي أعقبت إعلان تفاهمات مبدئية بين البرلمان ومجلس الدولة على حلول للمسائل الخلافية، التي تعيق توقيع الاتفاق النهائي على مشروع سياسي متكامل ينتهي بتنظيم انتخابات رئاسية وبرلمانية، بعدما اتضح أن هذه الخلافات ما زالت على حالها القديم والمختلف عليه باق من دون وفاق محتمل.

وبعد أن دب اليأس إلى نفوس كل الليبيين من فرصة العبور من نفق أزمتهم الطويل في أي قطار مفاوضات يركبه رئيس مجلس النواب عقيلة صالح وخصمه اللدود رئيس مجلس الدولة خالد المشري، بدأت بعض الأطراف من خارج مجلسيهما الترتيب لخطط بديلة بعيداً من مناكفاتهما التي طالت أكثر مما تحتمله المرحلة الحرجة.

لقاء يثير التكهنات

في القاهرة التقى رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي مع القائد العام للقوات المسلحة المشير خليفة حفتر، وسط إشاعات كثيرة سبقت اللقاء وتبعته، عن وجود مفاوضات بين الطرفين من ناحية، وبين الجيش وحكومة الوحدة برئاسة عبدالحميد الدبيبة من جهة أخرى، للتوصل إلى اتفاق على خريطة طريق للانتخابات قبل نهاية العام الحالي.

واكتفت مصادر إعلامية تابعة ومقربة من الطرفين بالحديث عن مناقشة حفتر والمنفي لمسألة توحيد المؤسسة العسكرية، بينما أشارت مصادر أخرى إلى أن هذه المسألة غطت جزءاً فقط من النقاش، لدورها المحوري في تنفيذ الخطة الرامية للتسريع بالعملية الانتخابية، التي تحتاج إلى قوة أمنية موحدة لحماية مراكز الاقتراع وضمان القبول بالنتائج التي ستؤول إليها الانتخابات.

ويعد هذا اللقاء هو الثاني فقط بين الطرفين منذ اجتماعهما في 11 فبراير (شباط) 2021، حين زار المنفي بنغازي، والتقى حفتر في المدينة.

تلميح مصري

الجانب المصري الذي احتضن اللقاء معروف بعلاقته المتينة مع قائد الجيش في بنغازي خليفة حفتر، كما تربط القاهرة علاقة جيدة مع رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي. وبناء عليه ألمح عضو البرلمان المصري مصطفى بكري، إلى وجود ترتيبات لجمع كل الأطراف الليبية تمهيداً لاتفاق يقود إلى الانتخابات قبل نهاية العام، وقال إن "الحديث يدور الآن عن مؤتمر وطني جامع يعقد في ليبيا، تنطلق من خلاله الآليات والقوانين التي ستنظم العملية الانتخابية، وتوحيد الجهاز الإداري والمالي والمؤسسة العسكرية وغير ذلك".

ولفت إلى أن أطرافاً دولية تضغط على الفرقاء الليبيين للتسريع بهذا الاتفاق، "المجتمع الدولي يضغط بالفعل للتوافق وإيجاد صيغة لخروج الميليشيات والقوات الأجنبية والمرتزقة لسببين، الأول أن العالم يعاني أزمة نفط حقيقية أدت إلى ارتفاع سعره، واستقرار النفط الليبي سيحل كثيراً من الأزمة الراهنة، وهذا رهان أميركي - غربي، والثاني ضرورة تحجيم الدور الروسي في ليبيا".

خلافات في مؤتمر المصالحة

جهود المجلس الرئاسي الليبي للإمساك بزمام العملية السياسية في ليبيا تواجه بعقبات كبيرة، لذا لن تكون مهمته سهلة للخروج بالبلاد من المرحلة الانتقالية التي طالت أكثر مما كان مقرراً ومتوقعاً لها، وهو ما ظهر جلياً في المؤتمر التمهيدي للمصالحة الوطنية، الذي انطلق بداية الأسبوع الحالي، وشهد خلافات كثيرة بين ممثلي الجيش وسيف الإسلام القذافي وتيار الإسلام السياسي.

وتسببت هذه الخلافات التي تعددت أسبابها، في انسحاب وفد الممثلين للنظام الليبي السابق وعودتهم لاحقاً، وربط مراقبون بينها وبين تصريح غريب ومفاجئ لسيف الإسلام القذافي هدد فيه بنسف العملية السياسية إذا جرى استبعاده وأنصاره من المشهد.

وأعلنت المتحدثة باسم المجلس الرئاسي نجوى وهيبة، عودة تيار المرشح الرئاسي سيف الإسلام القذافي للمشاركة في الملتقى التمهيدي لمؤتمر المصالحة.

وأكدت وهيبة أن "ممثلي سيف الإسلام حضروا الإثنين بمشاركين ومشاركات في مختلف لجان عمل الملتقى، بعد انسحابهم احتجاجاً على النشيد والعلم الحاليين"، وهو ما أكده أيضاً عضو المجلس الرئاسي عبدالله اللافي.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

تهديد القذافي

وكان سيف الإسلام القذافي أثار جدلاً كبيراً بتغريدة مقتضبة، لكنها أسالت حبراً كثيراً في تفسيرها من المهتمين بالشأن السياسي، قال فيها  "أنا حجر الأساس إن أردتم التخلص مني يجب عليكم هدم المبنى بالكامل".

وصبت أغلب التفسيرات لهذا التصريح في اعتباره تهديداً بنسف العملية السياسية والانتخابية إذا استبعد من الترشح لها، أو لم تتم مراعاة مطالب تياره الداعم له للفوز في السباق الرئاسي.

في المقابل تسببت الشروط التي وضعها أنصار القذافي للمشاركة في أي مشروع للمصالحة، أو أية خريطة سياسية توافقية، بانتقادات كبيرة لهم من التيارات الأخرى، التي وصفت هذه الشروط المطالبة بإعادة العلم والنشيد الخاص بالنظام السابق بـ"التعجيزية" ولا يمكن القبول بها.

ووصف العضو السابق في المؤتمر الوطني العام (البرلمان السابق) محمود عبدالعزيز أنصار النظام السابق بـ"المنتقمين" من ليبيا، ولا يريدون أية مصالحة.

وقال عبدالعزيز "... العلم والنشيد يخصان ليبيا ولا يخصان انتفاضة فبراير (شباط)، والانتفاضة أرجعت الأصل... أنتم لا تريدون مصالحة، أنتم تريدون الانتقام فقط".

بديل للصراع السياسي

وافتتح رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي الملتقى التحضيري لمؤتمر المصالحة الوطنية بكلمة انتقد فيها الصراع السلطوي المحتدم في ليبيا، الذي رأى أنه يقود البلاد إلى مآلات مجهولة، وقال إن "الحل للمشكلة الليبية في رأب الصدع وجبر الضرر والعفو والمصالحة والعيش المشترك".

واعتبر أن "كل صيغ بناء السلطة فشلت، لأنها قفزت على مطالب الشعب الليبي، الأمر الذي لم يزد المشهد إلا  تعقيداً، وأن المجلس الرئاسي وقف على مسافة واحدة من جميع أطراف الصراع على السلطة، والتزم العمل على خلق أرضية سياسية وقانونية للمصالحة الوطنية".

وأشار إلى أن "مشروع المصالحة لا يتم إلا بانضمام كل السلطات في برنامج عمل موحد. فالمجلس الرئاسي يعول على دعم الأطراف كافة للمحافظة على السلم الاجتماعي في ربوع الوطن، واستكمال مشروع المصالحة وإنجاز القاعدة الدستورية التي تمهد الطريق لإجراء الانتخابات، طريق استقرار ليبيا".

تصريحات محبطة

وتزامنت التحركات التي تخوضها أطراف من خارج معسكري البرلمان ومجلس الدولة، للبحث عن مشروع سياسي ينهي أزمة البلاد، مع تصريحات محبطة لرئيس مجلس الدولة خالد المشري، أكد فيها استمرار الخلافات المعقدة مع عقيلة صالح بشأن الانتخابات الرئاسية. وقال المشري إنه "تم الاتفاق في القاهرة على وثيقة دستورية كاملة تنظم مرحلتي ما قبل الانتخابات وبعدها، عدا بند ترشح مزدوجي الجنسية للرئاسة".

وأوضح أن "رئيس مجلس النواب عقيلة صالح متمسك بترشح مزدوجي الجنسية، وهو الخلاف الوحيد المتبقي مع رئيس مجلس النواب، وفي حال استمراره سيعرض هذا البند للاستفتاء الشعبي، لأن الشعب هو مصدر السلطات".

وأضاف أنه "جرى الاتفاق على ألا يكون المرشح للرئاسة قد صدرت بحقه أحكام قضائية حتى وإن كانت غير نهائية". ويرجح أن تكون هذه النقطة سبباً من أسباب إطلاق سيف الإسلام القذافي تصريحه المفاجئ الذي هدد فيه بنسف العملية السياسية، لأنه يعني استبعاده نهائياً من السباق في الانتخابات الرئاسية.

هجوم جديد على الدبيبة

وشن خالد المشري في تصريحه هجوماً جديداً على رئيس حكومة الوحدة الوطنية في طرابلس عبدالحميد الدبيبة، قال فيه إن "الدبيبة سيقاتل لمنع أية خطوة تؤدي بالليبيين إلى الانتخابات...".

وأشار المشري إلى أنه "في حال تعذر إجراء انتخابات في ظل وجود حكومتين، ستشكل سلطة جديدة هدفها إجراء الانتخابات".

اقرأ المزيد

المزيد من العالم العربي