Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

رئيس مجلس النواب الأميركي الجديد أمام إحدى أصعب المهمات السياسية

هل يتمكن كيفن مكارثي من توحيد صفوف الحزب الجمهوري؟

كيفن مكارثي يرفع المطرقة احتفالاً بعد انتخابه رئيساً لمجلس النواب (غيتي)

من هو كيفن مكارثي من دون مسيرته في الكونغرس؟

إنه سؤال طرح مرات عدة على مر السنين - أو تنويعات منه - من قبل أولئك الذين تتبعوا المسار المهني للجمهوري من ولاية كاليفورنيا، الذي أصبح أخيراً رئيس مجلس النواب بعد أيام من التصويت والمفاوضات المشحونة.

يبدو أن معظمهم قد توصلوا إلى استنتاج مفاده بأن الرجل البالغ من العمر 57 سنة يعيش من أجل الخضوع للتجارب والمحن التي تتبلور في أروقة السياسة في واشنطن، وهذا الأسبوع هو أكثر فوضوية من أي وقت آخر تقريباً، وهو ما يعززه طموح لا هوادة فيه. في عالم الناجين المحترفين، لديه موهبة واضحة بإبقاء نفسه في الطليعة.

ما يخص الأصوات الـ15 التي كانت مطلوبة لانتخاب مكارثي رئيساً للمجلس، سيتطرق النقاد إلى التنازلات التي كان عليه أن يقدمها للعناصر الأكثر تطرفاً في اليمين في الحزب الجمهوري ويقولون إن طموحه الشخصي ربما كان دافعه الأساسي متقدماً على مصلحة البلاد. لا سيما في ضوء التأخير الذي تسبب فيه لافتتاح دورة الكونغرس الـ118 والصورة التي رسمها لبقية العالم عن الديمقراطية الأميركية (وصفها الرئيس جو بايدن بأنها "محرجة").

ومع ذلك في تلك اللحظات التي أعقبت منتصف الليل عندما حسمت المعركة لصالحه، ربما تكون ابتسامة ساخرة قد عبرت شفاه مكارثي في ختام الأحداث التي وقعت. قبله كان الكونغرس قد صوت 127 مرة لانتخاب رئيس له، وفي 14 مناسبة فقط تطلب الأمر عمليات اقتراع متعددة ومرة واحدة فقط منذ بداية القرن الـ20 - في عام 1923. بعد تسع محاولات، تخطى المجلس الحالي هذا الحاجز أيضاً - بحلول إنجاز الاقتراع بنجاح، كان المجلس اقترع 15 مرة، وهذا أكبر عدد من المحاولات منذ عام 1859. فقط في أربع حالات أخرى تطلب من المجلس عدد محاولات مماثلة لانتخاب رئيس.

"لقد كان أسبوعاً حافلاً"، اعترف عضو الكونغرس الجمهوري باتريك ماكهنري في بداية خطابه بترشيح مكارثي لرئاسة مجلس النواب خلال اليوم الأخير من التصويت. وأضاف قائلاً "وصف الرئيس هذه العملية بأنها إحراج. أصوات أخرى وسمتها بفوضى وبلبلة. وبعضهم قد يسميها بالأمر الهزلي. لكنها تسمى الديمقراطية".

على رغم هذه الفوضى، ليس هناك شك في أن مكارثي يرى نفسه أفضل شخص لهذا المنصب - وقدرته على التفاوض وإعادة التفاوض على منصبه هي إحدى نقاط قوته. قبل بدء مسلسل "بيت من ورق" House of Cards من انتاج "نتفليكس"، وبطولة كيفن سبيسي في دور فرانك أندروود الماكر، ظل سبيسي يتابع مكارثي لبعض الوقت، للتعرف على تفاصيل حياة العمل في واشنطن. أخبر مكارثي لاحقاً مجلة "بيبول" People في عام 2014، "أخبرته أنني أقول للأعضاء [الحزب الجمهوري]، ’أنت تصوت لمنطقتك، تصوت لضميرك، لكن لا تدع خيارك يفاجئني‘. وقد سرق هذه العبارة مني من أجل العرض [التلفزيوني]".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ولد مكارثي عام 1965، وكان واحداً من ثلاثة أطفال في عائلة من الطبقة الوسطى في بيكرسفيلد مؤيدة للحزب الديموقراطي. كانت والدته ربة منزل وكان والده مساعداً لقائد الإطفاء. تعرف بيكرسفيلد بأنها مدينة صناعية تعمل في الزراعة وصناعة النفط. التقى مكارثي زوجته المستقبلية جودي في مدرسة بيكرسفيلد الثانوية، حيث بدأت تظهر عليه مهاراته القيادية. قالت جودي في عام 2014 "لقد أحببت بالفعل أحد أصدقائه، لكنك تعلم، شخصية كيفن تكسبك، إنه لا يستسلم". تزوجا في عام 1992 ولديهما طفلان في العشرينيات من العمر.

بعد التخرج، فاز مكارثي بمبلغ خمسة آلاف دولار في يانصيب على مستوى الولاية في عام 1984، وهو حدث غالباً ما يشار إليه على أنه بداية "قصة بدايته" السياسية. كان مكارثي قد التحق بكلية محلية في بيكرسفيلد، لكنه ترك الدراسة، واستثمر جزءاً من مكاسبه في سوق الأسهم واستخدم المتبقي لفتح متجر أغذية. ولاحقاً تحدث عما علمه هذا، "ما يتعلمه جميع أصحاب الأعمال الصغيرة: أن العمل صعب، والهوامش [الربح] ضعيفة، والحكومة غالباً ما تكون عقبة، وليست مساعدة، للنجاح". باع متجره بعد ذلك بعامين، استخدم أرباحه لدفع تكاليف دراسته في الكلية وكلية إدارة الأعمال في جامعة ولاية كاليفورنيا بيكرسفيلد، حيث انضم إلى شبيبة كاليفورنيا الجمهوريين California Young Republicans، وأصبح في النهاية رئيساً للمنظمة.

انضم مكارثي لاحقاً إلى مكتب النائب بيل توماس، الذي كان ينظر إليه على أنه مشرع وقور في واشنطن. كان توماس أيضاً يقوم بتوجيه بول ريان وإريك كانتور - اللذين سيرتبطان بشكل وثيق بمكارثي. بتأييد من توماس، ترشح مكارثي لمجلس ولاية كاليفورنيا في عام 2002 وفاز - وقضى وقتاً كزعيم أقلية في مجلسها. في عام 2006، ترشح للكونغرس وفاز، مروجاً لنفسه على أنه جزء من "جيل جديد للقادة المحافظين" إلى جانب رايان وكانتور. أطلقوا على أنفسهم اسم "البنادق الشابة" ونشروا كتاباً يحمل الاسم نفسه قبيل انتخابات التجديد النصفي لعام 2010 التي استعاد فيها الجمهوريون مجلس النواب من الديمقراطيين.

وتضمن المنشور الدعائي العبارة التالية، "هؤلاء الشباب من الحزب الجمهوري في مجلس النواب - كانتور [القائد]، وريان [المفكر]، ومكارثي [المخطط الاستراتيجي] - مستعدون لترجمة إيمانهم بالمبادئ التي جعلت أميركا عظيمة إلى حلول من شأنها أن تجعل حتى المستقبل أفضل".

تقدم مكارثي في صفوف الجمهوريين في مجلس النواب بسلاسة. أصبح نائب "ضابط الحزب" whip [مسؤولية حزبية تقوم مهمتها بضمان الانضباط الحزبي في الهيئة التشريعية] الحزب الجمهوري في عام 2009، وضابط الأغلبية في عام 2011 - وهو الدور الذي كان رافقه فيه سبيسي - وزعيم الأغلبية بحلول عام 2014 (أصبح فيما بعد زعيم الأقلية بعد أن استعاد الديمقراطيون السيطرة على مجلس النواب في أعقاب انتخابات التجديد النصفي لعام 2018). وشهدت تلك الفترة اكتساب حركة حزب الشاي زخماً داخل صفوف الجمهوريين، ومثلت الحركة توجهات على مستوى قاعدة الحزب أرادت حكومة صغيرة واستمتعت بإثارة المشكلات في الكونغرس. ولقد كانت تجربة مناسبة لظهور مزيد من الأعضاء المتشددين الذين يشغلون الآن جزءاً من الحزب الجمهوري في مجلس النواب، وهو التغيير الذي تم تسريعه في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب.

على رغم تململ بعض أعضاء المؤسسة الحزبية، فقد انحاز مكارثي إلى ترمب بسرعة كبيرة في عام 2016. كان ترمب يواصل تسميته "كيفن(ي)" [كيفن الخاص بي]. رفض مكارثي في البداية إدانة مزاعم الرئيس الكاذبة بتزوير الانتخابات بعد الانتخابات الرئاسية لعام 2020، لكن الأحداث التي جرت في 6 يناير 2021 - اقتحام مبنى الكابيتول الأميركي - كانت مسألة مختلفة. قال لزملائه من القادة الجمهوريين في تسجيل من اجتماع مغلق نشرته صحيفة "نيويورك تايمز"، "لقد ضاق بي ذرعاً هذا الرجل".

في خطاب ألقاه أمام مجلس النواب، قال بعد ذلك إن ترمب يتحمل المسؤولية عن الحادثة. قال مكارثي، "كان ينبغي عليه أن يدين الغوغاء على الفور عندما رأى ما يحدث". ومع ذلك، صوت مكارثي ضد عزل الرئيس حينها، قبل أن يسافر إلى فلوريدا لالتقاط صورة مع ترمب في منتجعه في مارالاغو.

مغازلته لترامب - الذي دعمه كمتحدث - تظهر التأثير الذي لا يزال يتمتع به الرئيس السابق، ويظهر هذا أيضاً في استعداد مكارثي لفعل كل الضروري لمحاولة الحفاظ على وحدة حزب جمهوري ممزق في مجلس النواب. التنازلات التي قدمها لمن يلقبون بـ"كيفن أبداً" للتأكد من أنه يمكن أن يصبح متحدثاً - بما في ذلك اتفاق واضح يسمح لعضو واحد بالدعوة للتصويت على عزل المتحدث، سيكون لها عواقب بعيدة المدى.

ويرى كانتور، في حديثه إلى صحيفة "نيويوركر" الشهر الماضي، إن الحال واضح كما هو. قال كانتور، "فكر في التحول وفي مجمل الوقت الذي قضاه في الكونغرس. أي نقد كان موجهاً إليه لا يعتد به ما دام لا يعترف بقدرته على الصمود والاستمرار في التقدم والقيادة في بيئة من هذا النوع".

وعرض مكارثي أيضاً مناصب رئيسة في اللجان على "تجمع الحرية" Freedom Caucus النيابي، المرتبط ببعض هؤلاء الأعضاء الأكثر تطرفاً، مما يؤكد أنه سيكون هناك دائماً خطر تعطيل - أو فوضى كاملة - لأجندة الجمهوريين.

قال مكارثي بعد فوزه بالتصويت، "لقد حل الليل هنا في واشنطن، لكن من بعض النواحي، إنها أيضاً بداية جديدة - بداية جديدة". ليس من الواضح بعد الاتجاه الذي ستتخذه "البداية الجديدة" هذه.

© The Independent

المزيد من دوليات