Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"الصحيفة الجنائية" سيف مسلط على رقاب المشاهير

سعد لمجرد مازال محاصراً بوصمة قضايا الاغتصاب ومستقبل وفاء مكي ذهب أدراج الرياح وهؤلاء أيضاً تورطوا

لا الوقت أو الزواج شفع إلى لمجرد أمام الجمهور  (التواصل الاجتماعي)

لا يعفي المجتمع وأحكامه أي شخص من العقاب إذا تورط في قضية مهما كان نوعها، وقد يكون العقاب المجتمعي أكثر قسوة من قرارات القضاء في بعض الأحيان، المشاهير والنجوم ليسوا استثناء من التورط في جريمة ما، قتلاً أو اغتصاباً أو تعاطي وحيازة مخدرات.

ونظراً للجماهيرية والشهرة يعاقب الفنان بشكل أكثر حدة لأنه يتحول إلى مادة دسمة وخبر مثير يقلب الرأي العام، وقد يحاول النجم أن يستأنف حياته الفنية بعد ثغرات أو سقطات أو قضايا عوقب خلالها بكل الطرق، ولكن تحيل صحيفة الأحوال الجنائية بينه وبين الجمهور مهما بلغت عبقرية الفنان.

مطاردة لمجرد

لم يشفع الوقت ولا الزواج للنجم المغربي سعد لمجرد في أن يتوقف الهجوم عليه، الذي يصل لدرجة الحرب ضد نشاطه الفني، وعلى رغم النجاح الفني لكليباته وأغنياته الأخيرة، لكن يظل الهجوم الفعلي المناهض لوجوده متركزاً في منعه من إحياء الحفلات الغنائية بخاصة في مصر وبعض الدول العربية، وعلى رغم إقامة حفل أخيراً في مدينة شرم الشيخ المصرية، لكن ظلت حملت المقاطعة مستمرة ضده عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ونجحت في مرات كثيرة من منعه التام من إقامة أي حفل طوال السنوات السابقة، عقب ما أسند إليه من قضايا اغتصاب أربع سيدات.

البداية كانت من اتهام فتاة أميركية في عام 2010 بالاعتداء عليها بالضرب، وألقي القبض على لمجرد، ولكنه غادر الولايات المتحدة بكفالة ولم يعد منذ ذلك الحين.

أما القضية الثانية فكشفت فيها فتاة فرنسية أن سعد لمجرد اعتدى عليها جنسياً واغتصبها وهي في سن العشرين، وكان ذلك في غرفة الأخير بأحد الفنادق في أكتوبر (تشرين الأول) من عام 2016، قبل أيام من حفل له في باريس، بعدما تناول الكحول والمخدرات. سجن لمجرد في فرنسا، ثم أطلق سراحه في أبريل (نيسان) 2017 مع إرغامه على وضع إسورة إلكترونيه لمراقبة تحركاته.

ووجهت كذلك شابة فرنسية مغربية تهمة الاغتصاب له في العام نفسه، وأكدت في شكواها تعرضها للاعتداء الجنسي والضرب على يد المغني في الدار البيضاء عام 2015.

وانسحبت المدعية لاحقاً من القضية، وقرر القضاء رد الدعوى في هذا الجزء من الملف.

وفي 2018 وجهت إلى لمجرد تهمة اغتصاب جديدة من شابة أكدت أنه اعتدى عليها في مدينة سان تروبيه الساحلية جنوب شرقي فرنسا، ليكون لمجرد بذلك متهماً في أربع قضايا اغتصاب وعنف ضد المرأة، مما جعل حملات المقاطعة ضده لا تهدأ حتى إن نجح في إقامة حفل بدعم إعلامي تحت رعاية جهات منظمة.

جرائم مشابهة

سعد لمجرد ليس الوحيد المتهم بقضايا من هذا النوع التي تخص المرأة سواء عنف أو اغتصاب، فقد تورط المطرب الجزائري الشاب مامي عام 2009 في قضية عنف ضد المرأة، وحكم عليه بالسجن لخمس سنوات إثر محاولته إجهاض زوجته السابقة بالقوة في فرنسا. وأطلق سراحه بكفالة ليعود إلى مسقط رأسه في الجزائر قبل أن يرجع مجدداً إلى باريس، حيث اعتقل وحكم عليه بالسجن خمس سنوات قضى منها نصف المدة.

تعذيب الخادمات

وعلى رغم مرور أكثر من 22 عاماً على قضية تعذيب الخادمتين مروة وهنادي، التي اقترفتها الممثلة المصرية وفاء مكي، لكن طغت القصة مجدداً على الحديث وأثارت كثيراً من الجدل خلال الأيام السابقة، عندما ظهرت مكي تبكي وتطلب مساعدتها في إيجاد عمل في التمثيل، حيث تعاني فقراً شديداً ولا تجد قوت يومها هي وابنها الوحيد.

ولم يتعاطف الرأي العام معها، حيث هوجمت بضراوة ووصفها بعض رواد مواقع التواصل الاجتماعي بأنها لا تستحق الرحمة لأنها لم ترحم الخادمتين.

وجاءت أهم تفاصيل القضية التي وقعت في عام 2001 وفقاً لتحقيقات النيابة، أن الخادمتين عملتا لدى الفنانة منذ عام 1998، وفي عام 2001 هربت فتاة منهما (مروة) بسبب التعذيب الوحشي الذي تعرضت له، وأبلغت والديها القاطنين في قرية أبنهس مركز قويسنا بالمنوفية، وكانت في حالة إعياء شديد وفيها آثار تعذيب، وأخبرتهما أنها تعرضت للكي بالنار والضرب على يد الفنانة وفاء مكي، وأن شقيقتها هنادي هي الأخرى تعرضت للتعذيب نفسه على يد الفنانة، فأسرعا بنقلها إلى المستشفى وجلب الفتاة الثانية هنادي.

وعرضت النيابة الفتاتين على الطب الشرعي، وثبت تعرضهما لتعذيب وحشي لمدة 21 يوماً في منزل الفنانة، وحسب شهادة الفتاة كان السبب إبلاغها زوج الفنانة عن خيانتها، مكي بدورها نفت التهم الموجهة إليها، ولكن المحكمة أدانتها، وعوقبت بالسجن لمدة 10 سنوات، لكن الحكم خفف ليصبح ثلاث سنوات قضتها "وفاء" في سجن القناطر.

 

 

عنف متكرر

تكررت قضايا العنف ضد الخادمات بشكل كبير في أكثر من حالة، وكان بطل الواقعة نجمات ومشاهير، ففي يونيو (حزيران) 2018 تقدمت خادمة الفنانة التونسية  سناء يوسف، ببلاغ تتهمها فيه باحتجازها داخل فيلتها في الشيخ زايد، وإجبارها على التوقيع على إيصال أمانة والاعتداء عليها جنسياً بعد استمرار الخلاف بينهما في العمل.

كما اتهمت الفنانة المصرية مروة عبد المنعم بقتل خادمتها "رحاب" عام 2014، بعدما توجه والد الفتاة ببلاغ رسمي يطالب فيه باستخراج جثة ابنته لتشريحها، وأشار أن هناك شبهه جنائية متعلقة بوفاة ابنته، متهماً الفنانة بأنها وراء مقتل ابنته، وتم تبرئة عبد المنعم من التهم المنسوبة إليها، حيث أكد تقرير الطب الشرعي أن الوفاة طبيعية نتيجة توقف عضلة القلب، وعانت الممثلة المصرية كثيراً من الهجوم عليها على رغم براءتها وتوقفت مسيرتها الفنية لسنوات عدة.

ومن الحوادث المؤلمة ما قامت به خادمة الراقصة المصرية بوسي سمير، حيث ألقت بنفسها من شرفة منزل الراقصة بعدما قامت الأخيرة بحبسها داخل شقتها ورفضت السماح لها بمغادرة المسكن، وحاولت الخادمة النزول من شرفة الغرفة الموجودة في الدور الخامس بعد أن ربطت "ملاءات" سرير عدة للهبوط عبرها، إلا أنها سقطت في الشارع جثة هامدة، وغرمت الراقصة 200 جنيه بعد الواقعة.

جدل شيرين

وبشكل مستمر تثير المطربة المصرية شيرين عبد الوهاب الجدل بقضايا أو محاضر رسمية، وكان آخرها اتهامها لزوجها حسام حبيب بالتعدي عليها بسلاح ناري وتهديدها أثناء فترة انفصالهما، ولكنها تنازلت عن المحضر بعد ذلك.

وتعد مشكلة اتهامها بتعاطي المخدرات حسب تصريحات شقيقها ووالدتها مؤثرة بشكل كبير في حياتها الفنية، حيث تتعرض للهجوم بشكل مستمر عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

حيازة مخدرات

وفي عام 2014 عوقبت الفنانة دينا الشربيني بالحبس سنة مع الشغل والنفاذ وغرامة 10 آلاف جنيه (368.27 دولار أميركي) لاتهامها بتعاطي الكوكايين.

وأسندت النيابة إلى الفنانة تهمة حيازة مواد مخدرة بقصد التعاطي، في حين نسبت النيابة إلى صديقها الموجود معها أثناء القبض عليهما في إحدى شقق منطقة الزمالك حيازة جوهر الكوكايين المخدر بقصد الاتجار وحيازة بندقية آلية مستوردة من الخارج من غير ترخيص.

وفي السياق، قضت محكمة جنايات شرم الشيخ بحبس الفنان أحمد عزمي ستة أشهر مع الشغل في قضية تعاطي مخدر "الترامادول"، حيث أوقف في أحد أكمنة المدينة ولوحظ عدم قدرته على الحديث، وتم تفتيشه ليضبط معه 14 قرصاً مخدراً.

وكذلك ألقت الشرطة القبض على المطرب ريكو بتهمة تعاطي الهيروين، وظل في محبسه لأشهر عدة كحبس احتياطي، إلا أن أخلي سبيله.

قتل خطأ

ومن القضايا التي أزعجت الرأي العام وأبطالها نجوم قضايا حدث فيها القتل من طريق الخطأ، ومنها قضية المطرب مصطفى قمر عندما صدم بسيارته عجوزاً، لفظ أنفاسه عقب نقله إلى المستشفى للعلاج، وأمرت النيابة بإخلاء سبيله بكفالة مالية 1000 جنيه  (36.83 دولار) ووجهت إليه تهمة القتل الخطأ.

وعرض مصطفى قمر على أبناء القتيل 150 ألف جنيه (5523.98 دولار أميركي) مقابل التنازل عن البلاغ، وتمت تسوية الأمور بعد ذلك.

واتهم المخرج رامي عادل إمام بقتل سيدة عجوز أثناء قيادته سيارته في الإسكندرية، ثم أخلت النيابة سبيله بضمان مالي 300 جنيه (11.05 دولار)، ووجهت له تهمة القتل الخطأ، ثم دفع تعويضاً لأسرة المتوفية ليتنازلوا عن القضية.

نجوم راحلون كبار أيضاً تورطوا في قضايا بينهم ماجدة الخطيب، التي قتلت فيها شاباً بسيارتها، وتبين أن القتل جاء من طريق الخطأ، وقضت المحكمة بحبسها عامين مع الشغل، وتغريمها 50 ألف جنيه (1841.33 دولار) وكفالة خمسة آلاف جنيه (184.13 دولار) لوقف التنفيذ.

وكذلك اتهم الموسيقار الراحل بليغ حمدي بقتل المطربة المغربية "سميرة مليان" بعد سقوطها من شرفة منزله، مما دفعه إلى التوجه إلى باريس هرباً من الحكم إلى أن تمت تبرئته عام 1989.

تأثير لا ينتهي

وحول تأثير الحالة الجنائية والقضائية للفنان في الجمهور وفي تقدم الفنان وفنه ومصداقيته قال الناقد جمال عبد القادر، إن الأمور المتعلقة بشخصية الفنان خارج الشاشة أو الشهرة تهم الجمهور بشكل كبير، لأنها تكشف الجانب الآخر من شخصيته، وبمجرد أن يكتشف الجمهور أنه سيئ أو متورط في حوادث إجرامية سواء مخدرات أو أخلاقيات أو قتل أو تعذيب تنهار صورة الفنان، ويضع الجمهور حائلاً كبيراً بينه وبين تقبل أدوار الفنان أو شخصيته. وهناك شواهد كبيرة عبر التاريخ تؤكد ذلك، ويرى عبد القادر أن المحكمة الجماهيرية أقسى من القضائية والسجون.

وتابع، قضايا سعد لمجرد بالتأكيد أعاقت مسيرته الفنية مهما كان اجتهاده، فكم من حفلات له في العالم العربي توقفت بسبب حملات الاعتراض، فالجمهور لا يرحب بشخص مغتصب مهما كان فنه، والمفارقة أن لمجرد ينجح عبر منصات إلكترونية وتنشر أغنياته، ولكن وقت الجد والفيصل الحقيقي وهو الحفلات، نجد عجزاً كبيراً ورفضاً جماعياً لاستقباله، وأظن أنه سيظل يتعرض لذلك طوال حياته.

وأضاف، أن ما تعرضت له شيرين عبد الوهاب كذلك أثر كثيراً في جماهيريتها وأصبح معظم المجتمع متأهباً للتهكم عليها، وربما مع الوقت يصل الأمر لرفضها وما تقدمه من فن.

وأخيراً أشار عبد القادر أن قضية وفاء مكي التي اقترفت جريمة وعذبت خادمتين قضت على مستقبلها الفني، حتى بعد مرور 20 عاماً لم ينس أحد، الأمر الذي يشير إلى أن السجل الجنائي للفنان هو من يتحكم في مسيرته الفنية.

أحكام متفاوتة

في حين يرى الناقد أحمد سعد أن الجمهور أحياناً كثيرة يظلم الفنان لأنه يعامله أنه ملاك وليس بشراً، فكل الناس سواء كانوا نجوماً أو غير ذلك معرضين للخطيئة عن عمد أو بالخطأ، ولكن مساحة الغفران للفنان من الرأي العام ضعيفة جداً، وقلما نجد فناناً يستطيع بعد اتهامه في قضية أن يعود لمواصلة نشاطه الفني إلا في حالات نادرة مثل دينا الشربيني، التي مازال البعض يتنمر عليها بأثر رجعي.

وأوضح، أن النجوم العالميين أيضا يعانون الأزمة نفسها، فكل فنان يتعرض لأزمة خاصة إذا كانت متعلقة بقضية يتعثر بشكل كبير، حتى ويل سميث الذي صفع زميله في حفل توزيع جوائز الأوسكار مازال يعاني هجوم الجمهور، وربما تعاني أعماله ومشروعاته الجديدة من المشكلة نفسها، حيث لم يعد يجد الترحيب الكامل المسبوق من المنتجين والموزعين بسبب تأثر أسهمه وتوقعات تسويقه للأعمال عند الجمهور.

المزيد من فنون